أبرِقْ بِوَصْلِك
إنْ كـان بـرقٌ فحـتـمـا يـسقـط الـمـطــرُ
فـابـرقْ بوصـلـك حـتـى يعــزف الـوتـرُ
بالقَطْـرِ أينـعَ عــودُ الـروضِ مـزدهـيـا
أمّـَا بـوصـلـك عــود الـلـحــنِّ يـنـهـمــرُ
يـا سمـرة العيـنِ إنْ أومـت بطـرفـتـهـا
هـام الـفــؤادُ وهـام الـشــعرُ والـسَّــمــرُ
طــرفٌ أرقُّ مـن الأنـســام نَظْرَتـه
لكـنْ عـلى القلـب مـــن أفعـالـه خَـطَـرُ
تـضــوَّعَ الــراحُ مـن أنـســام راحَتِهِ
والــريــح راحٌ إذا مـسّــتــه يـنــتــشـــرُ
كـم قبلـة همـسـت للـوجـدِ فـي غــســقٍ
فـأنـبــت الـشـــوقُ مـن حـراتـهـا ثـمــرُ
عـانقـتهـا طَـربـا والهــزل يـطــربــنــا
فـأمـطـرت لـوعــةً بـالـهــزل تَـسْـتَـعِـرُ
من خمرةِ النهدِ فَــرَّ الهزلُ وانجمـرتْ
أجـســـادنـا ولـعــا والـنـهــدُ يـَـنـجَــمِــرُ
قالـت عـصـرنا مـن الفحـشـاءِ ذروتهـا
والعـصرُ أعـسَـرَ والأحـشـاء تعـتـصـرُ
رشـفـتُ من خمـرهـا كأســا ونـادمـني
جـيــدٌ بـه رشـــفـةٌ بـالشَّـــهدِ يـخــتـمـرُ
وكـلـمـا نـطـقـت أثـمـلــتُ مـنـطــقـهــا
بـقـبـلـةٍ مـن جــنـاهــا الـحــرُّ يـنـفـجــرُ
هـمـنـا بـنـار الهــوى حـتى إذا سكـنـت
أسكـنـتُ رأسـي عَلى النهدينِ أنـتـظـرُ
ضـمـت بـراحـتــهـا خـدي تـلامــســـهُ
تـدحـرجـت يــدها بـالــرأس تـنـتــشـــرُ
قـامـت وقالـت: كأنَّ الـصبـح يـدهـمـنـا
والفـجــرُ يُـفشـي بـنـا والليل يحتضـرُ
فـقـلـتُ لـلـصبــح قـد عـاديــتَ ليلـتـنــا
يا صبح أغربْ فـلسـتَ الـيـوم تُـنـتـظَـرُ
شَعَّـت عـوارضها مـن فوق خُنصرِها
مِثلُ الـشـعـاع فـويـق الـثـلـج يـنـكـسـرُ
ظـنـنـتُ أن بـريــق الـصـبـح داهـمـنــا
والشمـس مـن خـدهـا المصقـولُ تنتشـرُ
قالـت جـنـونٌ أصـاب الـيـوم صاحبـنـا
وا لـهــف نـفـسـي فـهــذا ليـلـنــا سَـحَـــرُ
و أمـطـرت بـسـمـةً قضـت سـكيـنـتـنـا
و إذ بـوجــنــتـهــا شــمــسٌ لـهـا قــمـرُ
من حـول فيها ترى قَمرينِ إنْ بسـمـت
و الـوجـنـتـان شــمـوسٌ مـا بـهــا كــدرُ
سـألـتهـا موعـدا نـلهـــو بـه سـألـت؟؟؟
هـلاّ اكـتـفـيـتَ؟ فـغـيـمي مـا بـه مـطــرُ
سـال الـرّضـابُ عـلى حـرّاتِ قـبـلتـنـا
فـقـلـت قــد كـذبــتْ، الـغــيــمُ يـنـهـمــرُ
قـلـتُ الـلـقـاءُ غـداً ؟ قـالـت وبعـد غـدٍ
والـلـيـلُ جُـنَّ وفي البـسْـمـاتِ يـنـعـكــرُ
قـالـت:وداعـا فـقلـتُ الشـوق يُـلهـبـنـي
قـالــت مـنــارُ دع الأشـــواقَ تـنـتــظــرُ
قـم يـا حـبـيـبـي غـداً ألـقــاك يـا قـمـراً
إنْ ألـتـقـيــه رأيــتُ الـلــيــل يُـقـتـصَــرُ
أضحى الـنـهـارُ طـويـلا دونـهـا مـلـلٌ
مـا أجمـل الـلـيـل إن يـحـلـو بـه الـسـمـرُ
آهٍ عـلى ليلـةٍ قـــد بـتُّ أرقـُـبـُـهــا
واللـيـلُ دون منـاري سـهـلـه وَعِــر