مجزرة أبو ُفطرُس :
وكلمة "أبي فطرس" مأخوذة من اسم مدينة رومانية قديمة بناها هيرودوس تخليدا لذكرى أبيه أنتيباترس . وقد عرف نهر أبي فطرس (أو نهر العوجا اليوم) في التاريخ الوسيط بسبب المجزرة التي قتل فيها عبد الله بن علي بن عبدالله عم الخليفة أبي العباس مجموعة من الأمراء الأمويين في قلعة رومانية قديمة على شواطئ هذا النهر .
فبعد أن احتل عبد الله بن علي دمشق هرب مروان بن محمد باتجاه فلسطين يريد مصر . فتعقبه عبد الله بن علي , فنزل نهر الكسوة, ثم بيسان, ثم مرج الروم, حتى أتى نهر أبي فطرس, فأعلن هناك العفو عن الأمويين , وبذل الأمان لهم. فقدم إليه من أكابر بني أمية وخيارهم ثلاثة وثمانون رجلا, وفي جملتهم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك . ويروي البلاذري أن عبد الله بن علي دعاهم إلى وليمة, ثم منحهم جوائز ثمينة , ثم أمر جنده فقتلوهم على آخرهم . " وسحبوا فطرحت عليهم البسط , وجلس عليها, ودعا بالطعام, فأكل وجماعته, ومازال بعض القتلى يئن". وكان ذلك سنة 132هـ/749-750 م.
وتؤكد الروايات الكثيرة قسوة العباسيين وشدتهم في معاملة الأمويين , والانتقام منهم. لكن المؤرخين يختلفون في عدد ضحايا مجزرة أبي فطرس, وكثير منهم يجعل العدد أقل من ثمانين أمويا .
وقد ندمت القبائل العربية في بلاد الشام على سقوط الخلافة الأموية, وثارت, أكثر من مرة , على الوالي عبد الله بن علي العباسي الذي اتبع سياسة الشدة والعنف , حتى أن الخليفة أبا العباس عبد الله , حين سمع بمجزرة أبي فطرس , كتب إلى عبد الله بن علي يأمره بألا يقتل أمويا إلا بإذن منه .