الأخت الغالية الأستاذة هدى الخطيب
إن موضوع " الإرهاب الفكري" هو موضوع هام جداً ويستحق النقاش ,
ولا شك أن مشاركات الأخوة أعلاه قيّمة وهامة , وما زلنا بانتظار بقية الأخوة
والأخوات لإبداء آرائهم وتعريفاتهم .
إن الإرهاب الفكري بكل صوره وأشكاله داء خبيث وخطير , وإذا استشرى في
أوصال مجتمع ما , أو فئة ما , فإنه يكون نذير هلاك ودمار .
ومن أخطر أنواع الإرهاب هو الإرهاب الفكري الذي يجمد العقول ويقتل الحريات
ويكمم الأفواه ويسلب الإنسان أغلى وأعز ما يملك يسلبه عقله ويجعله أداة طيّعة
يتقبل كل ما يملى عليه دون أن يقول لا . وبهذا الشكل يكون الإرهاب الفكري هو
جريمة كبرى وممارسته خطر كبير على المجتمع واستقراره وهو أسلوب منافي
للقيم الإنسانية والأخلاقية .
وأهم ما يقال هنا أن ديننا الحنيف يرفض هذا الإرهاب الفكري ويدينه , وتعاليم
القرآن الكريم الكثيرة تأمر المسلمين بقول الحق وعدم الدخول في الإرهاب الفكري
فقال الله تعالى : " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
والله تعالى أوصى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين".
ويقول الله تعالى ناهياً على أهل الكتاب سوء صنيعهم حين كتموا الحق ولبّسوا على غيرهم
" قل ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ".
إذن لقد نسي هؤلاء الذين يمارسون الإرهاب الفكري أن اختلاف البشر في الأفكار
والمعتقدات والعادات والتقاليد شيء طبيعي وقد أقره القرآن .
أما أمثلة الإرهاب الفكري فهي كثيرة , وأهم ماأراه هو سياسة الإرهاب الفكري العنصري
الصهيوني , الذي يمارس ضد شعبنا الفلسطيني بكل أشكاله ,
مثال الإرهاب الفكري الذي يطال أسرانا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية:
يواجه أسرانا في سجون الاحتلال حالة من الإرهاب الفكري إلى جانب ما تمارسه السلطات
الإسرائيلية من سياسة التنكيل والتعذيب بهدف النيل من مواقفهم السياسية والاجتماعية ,
فمثلاً اتصال الأسرى والمعتقلين مع أهاليهم ومجتمعاتهم العربية حق طبيعي , ولكن السياسة
العنصرية وسياسة إرهابها الفكري تحول دون تحقيق التواصل بين أسرى الحرية ومجتمعاتهم
وتضرب هذا التواصل للنيل من صمودهم ومسيرتهم الكفاحية ضد الاحتلال .
تقديري واحترامي .