[رأفت العزي]

المطلعون على تاريخ الإخوان " المسلمون "
يعرفون التسلسل الهرمي لقيادتهم ، ويعرفون مدى انضباطهم
والتزامهم بالأوامر التنظيمية التي لا يضاهيها تنظيم والتزام سوى الحركة النازية
التي كان حسن البنا وغيره من القيادات معجبا بها وحذوا حذوها في البناء التنظيمي
الصارم ؛ ومرحلة الإعداد داخل التنظيم تمر بثلاث مراحل :
بدنية ، عقائدية ثم عسكرية .. شخصيا كان من حسن حظي إني انتسبت ( أو أُقحمْتُ )
إلى إحدى فروع تنظيم الإخوان وانا في سن مبكرة ولم يتعدى عمري الحادي عشر
ربيعا وخضعت للتدريب البدني والذي كان يترافق مع الإعداد العقائدي
ثم شاء القدر ألا أكمل الطريق معهم ثم عشت مرحلة الصراعات الدموية التي تعرضوا
لها واشتركوا فيها سياسيا وفي بعض المراحل عسكريا كما حدث ويحدث في كثير
من البلدان ؛ والتنظيم كما يعلم الجميع يحمل طابع " الأممية " وكان
يرفض فكرة " الوطنية – القومية ) في فلسفته هذه هو أقرب إلى التنظيم الشيوعي
العالمي ولا عجب أنهم والشيوعيون يتحالفون في اكثر من مكان وفقط إذا كان
القوميون ندا لهم في الصراع على السلطة ؛ مع أنها سلطة وطنية يقبلون عند
وصولهم إليها بأن تكون مدنية ! ( انتهازية مقرفة )
أخوان مصر ، ومع بدئ انتفاضة المصريين سُأل أكثر من قيادي فقالوا :
لا . نحن لا دخل لنا بميدان التحرير ولا دخل لنا " بجماعة الفيس بوك " وغيرهم
من الفرق الشبابية المراهقة .. وإن وجد بعض الإخوان فلأنهم جزء من
الشعب وليس نتيجة لقرار " !! هذا فحوى ما يعرفه المتابعون .
ثم ومع تطوّر الأحداث ، وحتى لا تتحول " الانتفاضة " إلى ثورة حقيقة دُفع أو اندَفع
الإخوان لمركز الصدارة فانتهت الانتفاضة إلى نصف ثورة وتحولت بفعل الإخوان
والعسكر إلى انقلاب على سلطة مبارك بمباركة امريكية فتحت المجال ليسيطروا
على مفاصل السلطتين التشريعية والتنفيذية !
ما الذي تغيّر ؟!
يسأل المواطن المصري البسيط الذي زادت أزماته الاقتصادية والمعيشية ..!
ما الذي تغيّر ؟! الحركة الوطنية تسأل !
فالغاز وكامب ديفيد في " الحفظ والصون " وانفاق غزّة دمرها النظام الجديد
للإخوان بموافقة إخوان غزّة المبهورين بابتسامة الرئيس " الإخونجي " خصوصا
والأخ التركي رضاه عليهم عال العال وكل شيء " برنجي " .. وحين تداعى
قسم من الشعب إلى ساحة التحرير ليسأل : عن ما الذي تغيّر ؟! اتخذت قيادة
الإخوان قرارا بإنزال " الميليشيا الإخوانية للتصدي وإخراس أي صوت يسأل
ولو أخلص النية !
سلاح اليوم حسب الأوامر كانت الحجارة .. الحجارة والزجاجات الفارغة فقط هذه المرة .. !
أما المرة القادمة فمن يدري !؟ فلا يخدعن أحد ا بقولهم من جديد :
أن الذين " جاهدوا " في ميدان التحرير وحرروه من " الموجوعين " بأنهم جزء من الشعب ..
واعلموا يا قوم أن إخوانيا لا يتحرك إلا بأوامر من كبار الإخوان !
عاشت ديمقراطية الانتخابات التي برنامجها المعلن القرآن الكريم ،
وخفاياها - والله أعلم - اوامر الشيطان الرجيم !!