[خالد حجار]

العلاقة مع البنك الدولي والخمسين مليون جنيه حنوفرها على الجزمة فوارق بين ناصر ومرسي

استهلت ثورة يوليو حكمها بإصدار قانون الإصلاح الزراعي وبناء المشاريع العملاقة التي كان اهمها مصانع الصلب والسد العالي ومضت بخطوات واثقة نحو النهوض الاقتصادي مما جعلها تعيش الصدام المباشر مع قوى الهيمنة الامبريالية وأذيالها في المنطقة، فأسقطت الاتفاقيات التي وضعت مصر في مستنقع التبعية وخلقت أفاقا من العلاقات الدولية التي تقوم على اساس المصالح المشتركة بين الدول التي تعتبر خارج المنظومة الاستعمارية.
البنك الدولي مؤسسة مالية دولية تتحكم بها الدول الكبرى التي أهمها امريكا وبيريطانيا وفرنسا، وهو يقدم القروض للدول وفقا لشروط يضعها حسب رؤيته للدول التي تلجأ إليه .
قدمت مصر طلب قرض لبناء السد العالي ، ذلك المشروع العظيم الذي يوفر لمصر أرباحا في مجال الطاقة التي تتوافق مع البيئة، ويؤدي إلى توسيع رقعة الأراضي الزراعية هذا ناهيك عن وقف فيضان النيل المدمر الذي كان يضرب مصر سنويا.
رفض هذا البنك منح مصر هذا القرض مما دفع ناصر حينها لتاميم القناة وخوض حرب عام 56 التي انتصرت فيها إرادة الشعب المصري العظيم على أقوى الدول في العالم ، واستطاع هذا الشعب أن يبني السد وينير بيوت الفقراء والفلاحين بأسعار زهيدة ويمد الطاقة لتشغيل معامله ومصانعه العملاقة في ذلك الوقت.
قدم السيد مرسي طلب قرض للبنك الدولي في الوقت الذي تعاني فيه مصر من اضطرابات جماهيرية تؤدي حتما إلى قلقة الوضع الاقتصادي وعدم قدرة مصر على التسديد أو التقدم في مجال الاقتصاد، ورغم ذلك وافق البنك الدولي على هذا القرض دون الالتفات للحالة المصرية الطارئة ، فما هو التفسير المنطقي لموقف البنك الدولي في كلتا الحالتين ؟؟؟
مصر الناصرية كانت تسير بخطى حثيثة نحو النهوض الاقتصادي وبناء المصانع والاعتماد على الذات ضاربة بعرض الحائط كل المواقف والضغوطات التي تمنع ذلك من قبل القوى العظمى، وترفض أي شروط تتعارض مع اهدافها وطموحات شعبها بالنهوض الاقتصادي، فكان لا بد برأي القوى الاستعمارية من كبحها ومنعها من التطور؛ لهذا رفضت المؤسسة الاستعمارية الاقتصادية منح مصر هذا القرض.
السيد مرسي قدم مشروع قرضه لا لكي يبني المصانع وينهض بالاقتصاد المصري بل ليضخ الاموال في الشارع لمصري ضمن مصاريف الحكومة ونفقاتها وبهذا يزيد ديون مصر دون تحقيق أي نهوض اقتصادية وبالتالي تثبيت الحبل الاستعماري على عنق مصر كي لا تستطيع الإفلات من سيطرة القوى الاستعمارية على اقتصاد مصر وقرارها وبالتالي بقاء مصر رهينة البنك لدولي وقرارات القوى الاستعمارية.
ناصر الذي كان يواصل الليل بالنهار ليرى نتائج ثورته امام عينيه تتحقق في المصانع والمشاريع العملاقة من صناعية وزراعية وعسكرية وسياسية بل وقومية تتسع لكل الامة العربية كان يمنع الاحزاب والحركات الدينية من التدخل في العمل السياسي ويتخذ من النهج الاشتراكي في الاقتصاد وسيلة للنهوض بالواقع الاقتصادي المصري متحديا القوى الامبريالية في كل المحافل بكل الوسائل والأساليب بما فيها العسكرية كما كان في اليمن والجزائر وفلسطين وسوريا وباقي الاقطار العربية وغير العربية، لم يكن يتردد للحظة في رفض كل الشروط والإملاءات الغربية سواء كانت من البنك الدولي وغيره ، وكان هذا الفلاح الذي عاش كأول رئيس فقير في هذا العالم، يتحدث بلسان قومه ، فما أسهل أن يقف على منبره ليقول: " اللي حيتدخل بقرارنا حنقص لسانه" ، "والخمسين مليون دولار حنوفرهم عالجزمة ولا نبيع استقلالنا وسيادتنا وإلا لماذا قمنا بالثورة؟؟ " ، " وإذا كنا بناكل لحمة 5 أيام بالاسبوع نوكل أربعة ، وإذا كنا بنشرب البن 7 مرات بالأسبوع نشرب 5 ولا نبيع قرارنا واستقلالنا".
في المقابل ظهر علينا السيد مرسي ليطمئن القوى الغربية منذ اللحظة الاولى بأنه ملتزم بكل الاتفاقيات التي وقعها مَن قبله قاصدا السادات ومبارك طبعا فحقبة ناصر تم وأدها وطمسها نهائيا، وعندما تحدث مرسي عن تلك الحقبة كان لاذعا سليطا ، ومضى في سياسة معادية لإيران وسوريا تماما كما تفعل الدول العربية التي تسير في الفلك الامريكي ، بل وأكثر من ذلك فقد استمر حسب سياسة مبارك بخصوص فلسطين وغزة وهدم الانفاق والسعي للوصول إلى هدنة مع الجانب الصهيوني مستغلا بذلك اتفاقيات العار التي تربطه مع هذا الكيان السرطاني القابع في قلب الوطن العربي.
وما دام الامر كذلك بالنسبة لمؤسسة الإقراض الدولي وأن الاموال التي سيحصل عليها السيد مرسي لن تستغل ضد الكيان الصهيوني أو النفوذ الاستعماري، ولن تذهب لبناء اقتصاد مصر والنهوض به ليستقل عن القوى الاستعمارية فلا توجد مشكلة عنده في زيادة ديون مصر وجعلها أكثر فقرا وغير قادرة على استغلال مقدراتها وطاقاتها.
وما بين ناصر وسياسته وبين مرسي وسياسته هي المسافة بين النقيض وضده ، ولو كان مرسي جادا في تحقيق طموحات الشعب المصري لحاول أن يتقرب من الصين وروسيا كدول عظمى ليقلل من النفوذ الأمريكي وسطوته على مصر ؛ فالمليار دولار التي تقدمها امريكا لمصر هي ليست أصلا مبالغ مالية بل عبارة عن سلاح وخبرات ترى امريكا ان مصر بحاجة لها وسلعا فائضة عن السوق الامريكي ومؤسسات أمريكية تعمل في مصر وفق الأهداف الامريكية ، وهذه الاموال معظمها لا يصب في الخزينة المصرية لدعم الاقتصاد والنهوض به، بل لترسيخ الفساد في المؤسسات وخصخصة كل مصر وجعلها سلعة للمستثمرين أو البقرة الحلوب للشركات الرأسمالية الاحتكارية .
فهل مصر اليوم هي أحوج ما تكون لطائرات ال: اف 15 التي أرسلتها امريكا لها ، بعد ان أصبحت هذه الطائرة متخلفة من حيث التقنية العسكرية الجوية وأن الكيان الصهيوني مثلا أصبح يصنفها ضمن الدرجة الثالثة أو الرابعة في سلاحه الجوي ؟ وما هي حاجة مصر لها ليوم ؟؟ وهل تسمح أمريكا لمصر ببيعها واستغلال ثمنها في بناء المصانع مثلا ؟؟
إن الواقع المصري المتردي اليوم في كافة المجالات يفرض على مصر سياسة منفتحة مع الدول التي تعتبر خارج المنظومة الامريكية كروسيا والصين وفنزويلا والهند وإيران ، وتتطلب من السيد مرسي قرارات شجاعة أولها العمل الجاد والحثيث على إغلاق السوق المصري أمام الاستيراد وإعفاء المصانع والمنشآت المصرية من الضرائب مقابل فرضها على السلع المستوردة للتقليل من تدفقها ، والعمل على سياسة اصلاح زراعي جديدة تمكن مصر من الاعتماد على الذات في هذا القطاع الذي يعتبر اساسا للتنمية المستدامة ، وهذا ما لم يلتفت إليه السيد مرسي بكل اسف وأول ما بدأ حكمه لهث خلف القروض الدولية وإبقاء سياسة النظام السابق كما كانت في كل المجالات.
الشعب المصري عندما ثار على مبارك ودفع ثمن ثورته دماء أبنائه ليصنع مستقبله لن يخرج في جنازة مرسي غدا كما خرج في جنازة الزعيم الخالد، ولن يترك مرسي يمارس سياسة مَن قبله وسيكون مصير السيد مرسي ليس بأفضل من مصير السادات او مبارك إذا لم يدرك أن المصريون اليوم شعب يحتاج لقائد يسير بهم نحو شق الصعاب للوصول إلى مستقبل آمنٍ لأجيالهم القادمة.
خالد حجار
فلسطين

[رامي كمال]

عودة رائعة بمقالة اروع
ولكم اشتقت لكتاباتك المتألقة التي دوما هي تضرب على وتر حساس
ومن البديهي ان نقترض اموالا لسداد الديون التي تتراكم علينا... هذا ما يفكر به اولي الالباب
ولكن ليس من الحكمة ان نقترض اموالا طائلة لنضيف للديون ديونا ثم نعجز عن سدادها
ولماذا اقدم السيد مرسي على اقتراض الاموال .. هل من اجعل بناء المصانع او من اجعل خلق فرص عمل للشباب العاطل عن العمل
والجواب التي لمسته انا هو ان هذه الديون كانت دعاية انتخابية لتثبيت قواعد نظام مرسي وزيادة دعائمه وهو اعتقد ان المواطن المصري
سيبيع نفسه ويبيع دمائه من اجل الجنيهات التي ستلقى بجيبه ..
وما يدهشني هو كيف للبنك الدولي ان يقدم على اقراض الاخوان بعد ان كان بنظر الغرب ارهابي
ولعل هذه الديون التي ستتراكم على السيد مرسي مع الخلاف المتصاعد والهتافات التي تطالب باسقاطه
سيبشره بخالد اسلام بولي جديد ولطالما كان الاخوان اعداء للفكر الناصري القومي فلا مجال للمقارنة
فرجل كان يحمل هم شعبه وكان يبكي لبكاء الثكالى ولا يعزل نفسه عن شعبه ولم يحترم اية اتفاقيات وحتى لم يوقع مثلها
نظلمه ان قارناه مع من يحترمون الاتفاقيات
احترامي لك يا سيدي
رامي كمال

[خالد حجار]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رامي كمال عودة رائعة بمقالة اروع ولكم اشتقت لكتاباتك المتألقة التي دوما هي تضرب على وتر حساس ومن البديهي ان نقترض اموالا لسداد الديون التي تتراكم علينا... هذا ما يفكر به اولي الالباب ولكن ليس من الحكمة ان نقترض اموالا طائلة لنضيف للديون ديونا ثم نعجز عن سدادها ولماذا اقدم السيد مرسي على اقتراض الاموال .. هل من اجعل بناء المصانع او من اجعل خلق فرص عمل للشباب العاطل عن العمل والجواب التي لمسته انا هو ان هذه الديون كانت دعاية انتخابية لتثبيت قواعد نظام مرسي وزيادة دعائمه وهو اعتقد ان المواطن المصري سيبيع نفسه ويبيع دمائه من اجل الجنيهات التي ستلقى بجيبه .. وما يدهشني هو كيف للبنك الدولي ان يقدم على اقراض الاخوان بعد ان كان بنظر الغرب ارهابي ولعل هذه الديون التي ستتراكم على السيد مرسي مع الخلاف المتصاعد والهتافات التي تطالب باسقاطه سيبشره بخالد اسلام بولي جديد ولطالما كان الاخوان اعداء للفكر الناصري القومي فلا مجال للمقارنة فرجل كان يحمل هم شعبه وكان يبكي لبكاء الثكالى ولا يعزل نفسه عن شعبه ولم يحترم اية اتفاقيات وحتى لم يوقع مثلها نظلمه ان قارناه مع من يحترمون الاتفاقيات احترامي لك يا سيدي رامي كمال

اهلا اخي الحبيب رامي واحييك على هذا النبض وهذه الروح الثائرة
وعلى هذه النظرة المتعمقة في واقع أمتنا
كما وأرجو المعذرة على تأخري بالرد يا صديقي
متمنيا أن نلتقي قريبا
تحياتي العطرة
خالد

[عبد الحافظ بخيت متولى]

أخى الحبيب خالد
تدهشنى دوما أطروحاتك الواعية وقراءتك للواقع العربى رابطا السابق باللاحق حتى تتضح الحقائق بين يدى القارئ وفى هذا أيضا أهم معطيات المقال وهى تقديم الدليل والبرهان على صحة الفكرة
وإذا جاز لى أن أداخل هنا فاسمح لى أن اقول:
هناك فرق فى الظرف التاريخى والموضوعى بين ثورة 1952 وثورة 25 يناير , فالأولى ثورة قام بها الجيش وحماها الشعب والثانية ثورة قام بها الشعب وحماها الجيش ولم يكن مرسى شريكا فى أى منهما وهناك فرق بين شخصية عبد الناصر الذى خرج يحمل سمات الشخصية الصعيدية والتى تشربت ثقافة مناخها فأثر ذلك على تكوينها واتخاذ قرارها فالمناخ فى صعيد مصر لا يعرف المنطقة الوسطى فهو متطرف فى حره ومتطرف فى برده ولأن الصعيدى ابن بيئته فهو ايضا لا يعرف منطقة وسطى فى اتخاذ القرار فهو غاضب حد القتل وعاطفى حد البكاء وتلك كانت أهم ملامح شخصية عبد الناصر ’ وعبد الناصر أيضا كان قائدا عسكريا ومشاركا فاعلا فى قيام ثورة 52 بل كان اللاعب الأول فيها ولأنه ابن فلاح اصيل انحاز للفقراء مع أول بادرة للثورة ومن هنا كان عبد الناصر اشتراكى بفطرته يمقت الامبريالية والاستعمارية والغائب عن المشهد التاريخى فى تأصيل الاشتراكية فى مصر ونبذ الرأسمالية أنا لما رفض جون فوستر دالاس عرض عبد الناصر للاقتراض من أجل بناء السد العالى سافر عبد الناصر سرا لمقابلة برجنيف فى روسيا وعرض عليه الأمر فوافقت موسكو فى ذلك الوقت على تمويل السد فى مقابل أن تورد مصر فى مقابل التمويل سلعا تحتاجها موسكو فى ذلك الواقت وتلك عبقرية عبد الناصر الذى جاء على رأس مصر كافراز حقيقي لثورة أو حتى انقلاب استطاع أن ينهض بالبلاد ويعمل على نموها كمات تفضلت أنت وعرضت ذلك فى مقالك
بينما مرسى جاء متسلفا على الثورة مكوشا عليها فى غمرة تكويش الاخوان على مافصل الدولة فى مصر ومن لمعروف ان جماعة الاخوان براجماتية لاتهتم بسوى تحقيق مصلحتها بكل الوسائل وبالتالى لم تضع مصلحة مصر هى المصلحة العليا بل قدمت مصلحة الجماعة على مصلحة مصر وكانت فرصة ذهبية للجماعة أن تنقض على حكم مصر مما حق لها نوعا من الانتشاء وتحقيق الذات والخروج من الجحور والمداهنة الى النور والسيادة وموقفها يذكرنى بموقف الشخصية العربية إبان الحروب الصليبية فقد كان العربى قبل الحروب الصليبية يأخذ الجزية من الآخر والآخر يقدمها وهو صاغر وبعد الحروب الصليبية كان العربى يقدم الجزية للآخر والعربى صاغر وتبديل المواقف هذا يجعل المنتصر يتحالف مع الشيطان من اجل الحافظ على هذا النصر الذى يحقق ذاته من هنا تعاملت الجماعة بهذا القدر من التقزيم ليس للجماعة فقط بل لمصر كلها امام الدول الغربية والهيمنة الامريكية التى يهمها ان تظل مصر تحت دائرة نفوذها لانه لو خرجت مصر من الهميمنة الامريكية لتغير منطق السياسة العالمية ولو ان مرسى خارج من رحم الثورة فعلا ويقدم مصلحة مصر كان أمامه القرن الافريقي هذا اذا افترضنا انه لن يتعامل مع روسيا والصين وايران لاسباب عقائدية ومذهبية والقرن الافريقى كفيل بان يصنع قوة عظمى بقيادة مصر
مرسى الذى استفاد من ثورة 52 ولولاها ماكان رئيسا لمصر فوالده حصل على خمسة افدنة من قانون الاصلاح الزراعى لم الدور الثورى فى تحقيق الاستقرار لمصر التى اغلبها يعيشون تحت خط الفقر الذى عانى منه مرسى شخصيا لكن مصلحة الجماعة فوق كل شئ هذه الجماعة التى تقاتل الان من اجل بقاء مرسى فى سدة الحكم ومستعدة ان تبيع مصر كلها من اجل البقاء لان هذا البقاء هو الامل الوحيد فى بقاء الجماعة واستمرارها فلو سقط مرسى سقطت الجماعة والى الابد لان لم تكن ذات خبرة سياسية فانكشف غطاءها لكل الشعب الان وعلى العكس كان من الممكن للجماعة لو انها تبغى مصلحة مصر ان توفر المليارات لمصر من تمويلها الذى تستطيع ان توجده لقد ذكر يوسف ندى مسئول الملف الخارجى فى مكتب الارشاد انه استطاع ان يرسل للخومينى مع بداية الثورة حديد تقدر تكلفة ارسالة بخمسة ملايين دولار تكفلت بها الجماعة ولذلك فان سياسية الجماعة لا تختلف عن سياسة امريكا فى تجويع الشعوب من اجل بقاء مصالحها
ليس هناك اى وجه شبه بين عبد الناصر ومرسى على الاطلاق واحييك على هذا المقال الجميل والتحليل الاجمل اخى الرائع

[خالد حجار]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى أخى الحبيب خالد تدهشنى دوما أطروحاتك الواعية وقراءتك للواقع العربى رابطا السابق باللاحق حتى تتضح الحقائق بين يدى القارئ وفى هذا أيضا أهم معطيات المقال وهى تقديم الدليل والبرهان على صحة الفكرة وإذا جاز لى أن أداخل هنا فاسمح لى أن اقول: هناك فرق فى الظرف التاريخى والموضوعى بين ثورة 1952 وثورة 25 يناير , فالأولى ثورة قام بها الجيش وحماها الشعب والثانية ثورة قام بها الشعب وحماها الجيش ولم يكن مرسى شريكا فى أى منهما وهناك فرق بين شخصية عبد الناصر الذى خرج يحمل سمات الشخصية الصعيدية والتى تشربت ثقافة مناخها فأثر ذلك على تكوينها واتخاذ قرارها فالمناخ فى صعيد مصر لا يعرف المنطقة الوسطى فهو متطرف فى حره ومتطرف فى برده ولأن الصعيدى ابن بيئته فهو ايضا لا يعرف منطقة وسطى فى اتخاذ القرار فهو غاضب حد القتل وعاطفى حد البكاء وتلك كانت أهم ملامح شخصية عبد الناصر ’ وعبد الناصر أيضا كان قائدا عسكريا ومشاركا فاعلا فى قيام ثورة 52 بل كان اللاعب الأول فيها ولأنه ابن فلاح اصيل انحاز للفقراء مع أول بادرة للثورة ومن هنا كان عبد الناصر اشتراكى بفطرته يمقت الامبريالية والاستعمارية والغائب عن المشهد التاريخى فى تأصيل الاشتراكية فى مصر ونبذ الرأسمالية أنا لما رفض جون فوستر دالاس عرض عبد الناصر للاقتراض من أجل بناء السد العالى سافر عبد الناصر سرا لمقابلة برجنيف فى روسيا وعرض عليه الأمر فوافقت موسكو فى ذلك الوقت على تمويل السد فى مقابل أن تورد مصر فى مقابل التمويل سلعا تحتاجها موسكو فى ذلك الواقت وتلك عبقرية عبد الناصر الذى جاء على رأس مصر كافراز حقيقي لثورة أو حتى انقلاب استطاع أن ينهض بالبلاد ويعمل على نموها كمات تفضلت أنت وعرضت ذلك فى مقالك بينما مرسى جاء متسلفا على الثورة مكوشا عليها فى غمرة تكويش الاخوان على مافصل الدولة فى مصر ومن لمعروف ان جماعة الاخوان براجماتية لاتهتم بسوى تحقيق مصلحتها بكل الوسائل وبالتالى لم تضع مصلحة مصر هى المصلحة العليا بل قدمت مصلحة الجماعة على مصلحة مصر وكانت فرصة ذهبية للجماعة أن تنقض على حكم مصر مما حق لها نوعا من الانتشاء وتحقيق الذات والخروج من الجحور والمداهنة الى النور والسيادة وموقفها يذكرنى بموقف الشخصية العربية إبان الحروب الصليبية فقد كان العربى قبل الحروب الصليبية يأخذ الجزية من الآخر والآخر يقدمها وهو صاغر وبعد الحروب الصليبية كان العربى يقدم الجزية للآخر والعربى صاغر وتبديل المواقف هذا يجعل المنتصر يتحالف مع الشيطان من اجل الحافظ على هذا النصر الذى يحقق ذاته من هنا تعاملت الجماعة بهذا القدر من التقزيم ليس للجماعة فقط بل لمصر كلها امام الدول الغربية والهيمنة الامريكية التى يهمها ان تظل مصر تحت دائرة نفوذها لانه لو خرجت مصر من الهميمنة الامريكية لتغير منطق السياسة العالمية ولو ان مرسى خارج من رحم الثورة فعلا ويقدم مصلحة مصر كان أمامه القرن الافريقي هذا اذا افترضنا انه لن يتعامل مع روسيا والصين وايران لاسباب عقائدية ومذهبية والقرن الافريقى كفيل بان يصنع قوة عظمى بقيادة مصر مرسى الذى استفاد من ثورة 52 ولولاها ماكان رئيسا لمصر فوالده حصل على خمسة افدنة من قانون الاصلاح الزراعى لم الدور الثورى فى تحقيق الاستقرار لمصر التى اغلبها يعيشون تحت خط الفقر الذى عانى منه مرسى شخصيا لكن مصلحة الجماعة فوق كل شئ هذه الجماعة التى تقاتل الان من اجل بقاء مرسى فى سدة الحكم ومستعدة ان تبيع مصر كلها من اجل البقاء لان هذا البقاء هو الامل الوحيد فى بقاء الجماعة واستمرارها فلو سقط مرسى سقطت الجماعة والى الابد لان لم تكن ذات خبرة سياسية فانكشف غطاءها لكل الشعب الان وعلى العكس كان من الممكن للجماعة لو انها تبغى مصلحة مصر ان توفر المليارات لمصر من تمويلها الذى تستطيع ان توجده لقد ذكر يوسف ندى مسئول الملف الخارجى فى مكتب الارشاد انه استطاع ان يرسل للخومينى مع بداية الثورة حديد تقدر تكلفة ارسالة بخمسة ملايين دولار تكفلت بها الجماعة ولذلك فان سياسية الجماعة لا تختلف عن سياسة امريكا فى تجويع الشعوب من اجل بقاء مصالحها ليس هناك اى وجه شبه بين عبد الناصر ومرسى على الاطلاق واحييك على هذا المقال الجميل والتحليل الاجمل اخى الرائع

استاذي العزيز عبد الحافظ بخيت متولي
لقد قلت عين الصواب هنا بكل أمانة وصدق كيف لا وأنت صاحب الفكر الثاقب والنظرة المعمقة
هكذا عرفتك من قلمك الحر الصادق الذي لا يخشى في الحق لومة لائم
ليس لدي ما أعقب على قولك حيث كان شاملا وتطرق للموضوع من اسسه الصحيحة والحقائق الدلالية الناصعة
كم اتمنى أن التقيك يوما راجيا أن يكون هذا اليوم قريبا
تحياتي وتقديري ومودتي
اخوكم
خالد حجار
فلسطين