[رشيد الميموني]

[align=justify]القارب

هناك عند ارتطام الموج بالصخر الجاثم في شموخ وجبروت على البحر الهائج، وبجانب بقايا منزل ربما كان قي يوم من الأيام سكنا لأحد البحارة، مركب مهترئ غاصت مقدمته في الرمل ميمما وجهته نحو البحر وكأني به يتلهف للانطلاق من جديد ومعانقته بعد طول فراق، ويتحسر على أيام كانت جنباته تلعق فيها ملوحة الماء وخاصرته تعانق الموج.
سكينته تبعث الأسى في النفس ومجذافه المرمى في قعره يعبر عن أقصى درجات الاستسلام. إنه احتضار إن لم اقل موت، لكنه يأبى إلا أن يتشبث بخيوط واهية من حياة انتزعت منه قسرا..
حين المس خاصرة المركب بأناملي وأضعها على حرف ربما هو من بقايا اسم أنثوي طلي تحت وجه وسيم لم يتبق منه سوى عينين نجلاوين، أحس ببعض الدماء تسري فيه بعد أن جفت في شرايينه منذ زمان.."ر".. هل كانت رغد؟ ريم؟ رهف؟ .. لمساتي تجعلني أحس به يرتعش، يتهادى، يتنفس وأجد نفسي أترنم:
في بحار تئن فيه الرياح
ضاع فيها المجذاف و الملاح
منذ ذلك الصباح الملبد بالضباب، صارت عادتي أن أقصد باكرا هذه الناحية المقفرة من الشاطئ حيث لا أثر لأي إنسان..النوارس وحدها تحلق عابرة نحو الأفق أو نحو الجهة الأخرى من هذا الشاطئ المترامي الأطراف..الغارق في صمته كأنه يتعبد في خشوع لا يعكر صفوه أحد ولاشيء.
أجلس بجانب المركب وأسند ظهري إلى مقدمته وقد اشرأبت إلى عرض البحر، وأستظل بها من وهج شمس الظهيرة المتوهجة ، فأحس بالسكينة والطمأنينة..
في البداية حملت منشفة وأزلت ما علق بجانب القارب من رمل وطحالب. ثم بدا لي أن أطلي واجهته بنفس الطلاء الباهت الذي يكاد ينمحي..يا إلهي كم أحسست به يهتز على وقع فرشاتي وينتشي بطلائها. ثم يسري في حناياه خدر وأنا أعيد كتابة الحرف الأنثوي وقد أصابتني عدوى الخدر، فشرد ذهني بعيدا وأنا أتخيل من قد تكون صاحبة هذا الاسم أو على الأصح هذا الحرف الأول من اسم تمنيت لو كان مكتملا على واجهة القارب..كنت كمن يعيش حلما يحملني وإياها على ظهره وقد استعاد عافيته، بل حياته بعد أن كان على شفا الاحتضار.
يمر بعض المصطافين، ويتوقفون متأملين انغماسي في العناية بالمركب، لكني لا أبالي إن كانوا معجبين أو ساخرين، بل إني لا أحس بتواجدهم من حولي..فشرودي أخذني بعيدا وصار المركب حلمي..
لقد منحني مركبي يقينا بأن حلمي سيتحقق يوما ما وأبحر على متنه في رحلة البحث عن صاحبة الاسم المنقوش على خاصرته لآخذها معي في رحلة حلم لن نستفيق منه أبدا.[/align]

[محمد الصالح الجزائري]

(((النوارس وحدها تحلق عابرة نحو الأفق أو نحو الجهة الأخرى من هذا الشاطئ المترامي الأطراف .. الغارق في صمته كأنه يتعبد في خشوع لا يعكر صفوه أحد ولاشيء .))))
كم تمنيتُ لو كنتُ ضمن سرب النوارس حتى أستمتع بتلك الأجواء الحالمة ! قصة في غاية الجمال..تصلح لهذه الأيام الصيفية أنيسا يُذهب عنا القيظ..شكرا لك على هكذا متعة..

[رشيد الميموني]

أشكرك أخي الغالي محمد الصالح على تجاوبك مع القصة وكان بودي ، صدقا ، أن ترافقني عبر ذاك الشاطئ الشاسع لأريك القارب وهو مسترخي على الرمال ..
ممتن لك أخي على تشجيعك وتحفيزك لي .
مع خالص محبتي الأخوية لك .

[د. منذر أبوشعر]

نبحر مع البحر، فينسكب تحت الشفاه طعم الملح ممزوجاً بالذكريات المنسية..فنغمض طرف العين، فندهش أننا مع حلم جميل جميل نتمنى ألا ينتهي، وألا ينتهي دفء الكلمات ،لكن الكلام ينتهي ،فتنتهي متعة الإبحار الجميل.
نعم ،صدق من أسماك أمير أناقة الحرف.

[رشيد الميموني]

الغالي منذر .. لقب أمير كثير علي .. لكني لن أرفضه (ابتسامةعريضة)
مثل هذا الثناء كفيل بجعلي اسعد وأنتشي و، لم لا ، أعود للقصة كي أقرأها من جديد .
كلماتك تحفزني للعطاء وتشجعني على تقصي الفضل ..
شكرا لك من كل قلبي .
ولك كل حبي الأخوي .

[ميساء البشيتي]

نقلة نوعية يا رشيد هذه نقلة نوعية
هل ستهجر الغابات ويصبح البحر وجهتك وعنوانك ؟
وراء الأكمة ما وراءها يا رشيد وبالتأكيد ستركب القارب وتبحر
وتعود لنا بقصص جميلة من نوع جديد وقد تعود بصاحبة الاسم
من يدري ؟
جميل حلمك وقاربك وقصتك يا رشيد
ورمضان كريم .

[رشيد الميموني]

العزيزة ميساء ..
جميل أن تحظى منك القصة بهذا الثناء ..
ورائع أن توحي لك بخيالات تزيد من ألق النص ..
الجبل وارد حتى ولو اندفعت إلى الشاطئ .. لأني أختار الشواطئ التي تحيط بها الجبال .(ابتسامة)
شكرا لك ميساء .. وشكرا لهطول حرفك على متصفحي .
مودتي وورودي .

[عبدالرحيم الحمصي]

عندما يركبنا الحنين و الشوق لفسحة خارجة عن المألوف .
نركب نحن قارب الأمل . قصدا في العبور للضفة الأخرى .
حاملين غربتنا ، و هواجسنا الدفينة ، هروبا أو بحثا
عن فضاء نسكب في دنه بعض فقدٍ أو اجتراح .

أديبنا الرقيق

رشيد الميموني ،،،

نص سردي بحمولة ميزها الصدق
من خلال ملفوظ مكثف ينساب زلاله
هادئ بهدوئ ذائقتك الرقيقة والبهية .

محبتي
و تقديري

الحمصــــــــي

[رشيد الميموني]

العزيز عبد الرحيم ..
دعني أهنئ نفسي على ما حظيت به قصتي من اهتمام وتجاوب من أديب بحجمك ..
واسمح لي أن أعبر عن مدى سعادتي بهذا الثناء الذي أضفى على النص كل الألق وكل الوهج ..
باقات شكر وامتنان ومحبة لا تبور .

[خيري حمدان]

أنت قادر على إحياء المركب والإنطلاق به نحوها صاحبة الإسم فهي انتظار الفارس، بانتظار الملاح الذي لا يعرف طعمًا للراحة.
خالص المودة أخي رشيد، إبداعك دومًا متجدّد.