[حسن الحاجبي]

في كتابهما الرائع حول مفهوم المنهج والمنهجية ,يفتح الدكتور طه جابر العلواني والدكتورةمنى أبو الفضل الباب على مصراعيه أمام سؤال متجدد بتجدد البحث في هذا المجال : من نحن وماذا نريد؟؟وما الذي نسعى إلى تحقيقه ؟ . لابد أن ننطلق من فرضيات لنحقق أهدافا ,وأصحاب المنطلقات والأهداف ليسوا منا,ولا ينتمون إلى أمتنا ولا إلى كياننا الإجتماعي,ولا إلى بيئتنا الحضارية وإن حملوا أسماء عرفناها,وبعضها كاد ينتمي إلينا من حيث الدم لكنه لا ينتمي إلينا من حيث الثقافة والفكر,فلا يعني ذلك أنها تقترن بمنطلقات وأهداف تنبع من هويتنا ,وتتكون وتعبر عن الخصائص والرؤى والمصالح الحضارية لأمتنا وحضارتها,فالعبرة ليست بالأسماء التي تحمل ولكنها بالقلوب والألباب والعقول التي تكون فيها ,والقوالب التي تسبك عبر ذلك التكوين.
جل ما في مشروع دراسة "فقه الواقع"أن يكون محاولة لتجاوز هذا المأزق الذي يجعل المسلم المستنير مغيبا عن الواقع وفهم الواقع,وبالتالي تبقى محاولة التعامل الرشيد معه حكرا على غير أصحابه الذين يدركون الواقع ويفهمونه. فكيف نقرب الواقع للعقل المسلم المستنير؟ وكيف نجعل الطاقة الحيوية الذهنية والفكرية والثقافية مشعة في هذا الواقع وفاعلة فيه؟ إن أي مشروع إسلامي لدراسة الواقع يعتمد في نجاحه على تبني نظرة شاملة تدمج المقاربات الإستقرائية بالمقاربات العقلية الإستنباطية ,وتجمع بين البحث الميداني واستقراء الأحداث والوقائع ,وبين المداخل التحليلية الفكرية والنظرية في التعامل مع النتائج ومع الظواهر التي تتناولها .مما يؤدي حتما إلى إعادة بناء الجسور في شبكاتنا الثقافية والحضارية على نحو يستهدف استعادة الحيوية الحضارية لأمتنا الإسلامية .

[رشيد الميموني]

مقال تحليلي رصين يحيلنا إلى ما ينتظر الأمة الإسلامية من مسؤوليات لنهضة شاملة في شتى المجالات وخاصة المجال الفكري ..
سعيد بمقالك أخي الغالي حسن وشغفي لا حد له برؤية المزيد من كتاباتك المتسمة دائما بالجدية والعبة دوما بنفحات إيمانية .
محبتي لك