مفاهيم قرآنية // عوامل الإستمرار وآليات تغيير الواقع
الأمة الإسلامية استوعبت عمليا وثقافيا عقيدة وفكرا وروحا شعوبا وقبائل شتى لم تقتصر على جنس أو عنصر أو تاريخ أو لغة أو منطقة جغرافية دون غيرها,وإن كان العرب قد شكلوا قاعدة ونواة لهذه الخبرة المتنوعة الجامعة,فإن طبيعة وواقع دعوة الحق باعتبارها دعوة خاتمة للبشرية كافة حالت دون الإقتران المانع أو التقوقع الملازم دون غيرها .
فكيف يمكننا الآن أن نرصد عوامل الإستمرار وآليات التغيير في الواقع العالمي المعاصر ؟؟ إن الأحداث الكبرى التي عصفت بصور بالغة السرعة وشديدة العمق والتأثير في القرن الماضي وتبدل التحالفات والعلاقات السياسية بين مختلف البلدان ,إضافة إلى دخول العالم فكريا وعمليا في مراحل جديدة على جميع المستويات , كل ذلك يجعل رصد المتغيرات المتابعة بمنظور جزئي عملية بالغة السذاجة والسطحية في ضوء آليات وأدوات التحليل التقليدية التي لا تعتمد على الربط بين مختلف المتغيرات في دراسات اتجاهات التغيير وأدواتها من علوم إجتماعية وإنسانية إضافة إلى عوامل السياسة .
العديد من الكتابات تتحدث عن نوع جديد من الثورة يعيشها العالم الغربي,فبعد الثورة على الكنيسة والثورة العلمانية والثورة الليبرالية وبعد الإكتشافات المتسارعة في العلوم التي تمثل الثورة العلمية وبعد مرحلة الكشوف الجغرافية وعصور الإستعمار ثم الدخول في عصر الإيديولوجيات والإستقطاب الدولي والحرب الباردة هناك حديث عن ثورة التكنولوجيا أو ثورة المعلومات ,وهي الثورة القادرة على ترويض الجنس البشري من خلال رصد واقعه والعمل على التأثير فيه سلبا أو إيجابا لكن ذلك لا يتحقق بدون التوسل بآليات للتغيير تضمن تحقيق هدف تغيير الواقع واستمرارية ذلك عبر منظومة قيم مفاهيمية وفكرية وخلقية باعتبارها قيما مطلقة قائمة على الإيمان بالله وبتكريم الإنسان وأداء رسالة إعمار الكون .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|