بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي  المسلم : من عظيم نِعَمِ الله علينا أن رزقنا لغة نتواصل بها لنعبر عما  يجول في خاطرنا و نوصل رسالتنا و مطلبنا لمن أردنا , نزيد في الكلام و ننقص  حسبما نجد أنه مناسب لنا , لساناً يوصل أمنياتنا و خواطرنا لمن أحببنا و  كرهنا , و بياناً و فصاحة و فناً في الإلقاء ترفعنا و تعجل تحصيل حوائجنا ,  الضرورية منها و المستعجلة و المسلية و كل ما من شأنه زيادة نشاطنا و درء  الضر عنا , نِعَمٌ  هي سبب في كسب المزيد من النعم لحياتنا و معاشنا و بعد  مماتنا , و لو تصورت نفسك فاقداً لنعمة اللسـان و لغة التواصل بينك و بين  الآخرين لوجدت نفسك تائهاً حزيناً لا تدري أَلِلْيسار تروح أم لليمين , و  إن رُزِقت ما سبق و فقدت نعمـة التعبيـر فربما أبدلت شكر الآخرين بكلام مهين ,  فأتاك منهم ما كنت تهرب منه هروبك من الهلاك المبين , و إن فقدت نعمـة  البيـان و الفصـاحة و البلاغـة و فن الأداء الثميـن , واحدة منهم أو كلهم  أجمعين , لوجدت نفسك تخسر الكثير من مصادر الرزق و الرفعة بين العالمين ,  فاحمد الله على ما أتاك و لا تكن من الغافلين , يديم عليك ما أنعم و يزيدك  من فضله أبد الآبدين .
اللهم  لك الحمد على ما أنعمت و تفضلت , حمداً يليق بعطائك و كرمك , و يجعلنا من  أهلك و خلص عبادك , يملأ الكون و الأرض و كل سماواتك .
الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق – آخر تعديل 2 كانون 1  2015