[د. محمد رأفت عثمان]

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المؤمن : تصور لو أنك ظمئت و لا تدري السبيل لإطفاء نار ما تشعر به , و تصور لو أنك تريد الذهاب لعند أحبابك و لا تستطيع تحديد ما عليك فعله للوصول إليهم , و تصور لو كانت حياتك كلها فوضى و لا تعرف المطلوب منك لتحصل على ما تشتهي نفسك و ترغب , كم كان سيكون ألمك حينها , و كم كنت ستعاني من كربات تلو كربات ؟!
أخي المؤمن : إن سـن القوانيـن و خـلق السـنن في الحياة الدنيا هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة للإنسان , و ذلك لما توفر عليه من جهد و وقت ثمينين , فيتوجه بها إلى هدفه بأقصر الطرق , محققاً مبتغاه و منجزاً مهمته , مرتقياً في اكتشافات جديدة , جالباً لنفسه أسباباً إضافية للسعادة .
أخي المؤمن : إن الله عزوجل قد مَنّ على الناس بسن السـنن و تقنين القوانيـن , فوهبهم بعضها من دون تعب منهم أو جهد كما في العلم الغريزي و مثاله تناول الطعام عند الجوع , و أحاجهم لطلب بقيتها كما عند الرغبة في شراء منزل أو اكتشاف وسيلة سفر أو اتصالات تخفف عنهم وطأة ما يعانونه من مشاق .
أخي المؤمن : إن من أسباب سعادة الإنسان أن يوجِدَ الله عزوجل للإنسان قوانيـن و سنناً لحياته و سعادته و لكونه الذي يعيش فيه , و أن يرزقه نِعَمتين غاليتين ثمينتين هما العقل و التفكير السليم (تحدثنا عنهما في بحث منفصل) و أن يزيده بعد ذلك بنعمة الاكتشـافات العلميـة التي تزيد من رفاهيته بما تأتيه من وسائل راحة , كل هذه النعم و غيرها لا شك في أن علينا شكرها شكراً حقيقياً لتستمر و تزداد و تحقق لنا بإذن الله تعالى سعادة الدارين .
اللهم لك الحمد حمد الأنبياء المخلصين الطاهرين الطيبين , حمد الملائكة المقربين و الصديقين و الأولياء و الناس أجمعين .

الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 28 شباط 2014

- فلن تجد لسنة الله تبديلاً و لن تجد لسنة الله تحويلاً (43) فاطر
- و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (44) المائدة
- و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون (45) المائدة
- و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون (47) المائدة
- و يعلمكم الله و الله بكل شيء عليم (282) البقرة
- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية في هذا المتصفح بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم .