الكاتب والصحفي بدر عبد الحق في ذمة الله
عمان - الرأي - فقدت الاسرة الصحفية الاردنية اليوم احد ابرز رجالاتها .. الكاتب والصحفي بدر عبدالحق ، الذي انتقل الى رحمته تعالى امس بعد صراع طويل مع المرض ، اقعده عن التواصل مع عشقه الاول الكتابة .
وسيتم تشييع جثمان المرحوم إلى مثواه الأخير اليوم بعد صلاة الظهر من مسجد جامعة العلوم التطبيقية الى مقبرة ياجوز في شفا بدران.
ولد بدر الدين محمد احمد عبدالحق في الزرقاء عام 1945 ، حصل على ليسانس شريعة اسلامية من جامعة دمشق في العام 1968 ، عمل في ملاك وزارة التربية و التعليم منذ تخرجه و حتى العام 1972 ، ثم عمل سكرتيرا لتحرير جريدة الوحدة ، و مديرا لتحرير جريدة الوثبة ، و كاتبا و محررا في جريدة البيان و جريدة الفجر في دولة الامارات العربية المتحدة . ثم عمل رئيسا لتحرير جريدة الايام في البحرين ، و سكرتيرا ثم مديرا لتحرير مجلة افكار ، كما عمل محررا و كاتبا لعمود يومي في الرأي .
انتخب لاكثر من مرة عضوا في الهيئة الادارية لرابطة الكتاب الأردنيين و رئيسا لنادي اسرة القلم الثقافي في الزرقاء ، راسل عددا من الصحف العربية ، و عمل مراسلا لاذاعة صوت فرنسا في عمان ، و هو عضو نقابة الصحفيين الأردنيين و رابطة الكتاب الأردنيين و اتحاد الكتاب و الادباء العرب .
من مؤلفاته: اصوات مجموعة قصصية مشتركة مع القاصين خليل السواحري و فخري قعوار 1972، حرب الجليل .. حول الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان 1983 ، شهادات جنود الاحتلال .. حول الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان 1984 ، اوراق شاهد عيان في هذا الزمان 1986 ، و الملعون 1990 . وكانت أقامت رابطة الكتاب الاردنيين العام المنصرم احتفائية خاصة بالاديب الاردني بدر عبد الحق تناولت مزايا تجربته الابداعية ومسيرته بالكتابة التي انتهت باصابته بمرض فقدان الذاكرة والذي اقعده عن العمل والكتابة منذ بداية عقد التسعينيات.
وعبد الحق ينتمي الى جيل الحداثة القصصية في الاردن وفلسطين، وهو الجيل الذي نقل القصة القصيرة الى مناخ جديد ، بعد ان هيأ لها الايراني وبعض مجايليه الطريق الفني بالخمسينات والستينات.
تعد قصصه من أوائل القصص التجريبية في القصة الأردنية كما أنها مالت مع أمنيات الانسان وتطلعاته ، وحفلت بحس وجودي شفاف.نجد في قصص عبد الحق اصداء للجوع والخوف والغربة والوحدة وحس السخرية مع بعض نوافذ الامل والطموح، والامر الآخر تقنيا يتمثل في ان كثير من قصصه مكتوبة بمنطق اقرب الى منطق الحلم والكابوس، حتى لو لم يكن ذلك ظاهرا ويتمثل ذلك في طريقة انسياب القصة ونموها فهي لا تنمو بالمنطق الواقعي المباشر وانما تتشكل من امور متعارضة او متخيلة او غير منطقية ومع ذلك تحافظ على سلالتها.
وافاد الكاتب الصحفي بدر عبد الحق من سمات الكتابة القصصية، بالتركيز على المقدمة واللغة وانماط السرد ورسم الشخصيات والاهتمام بالعنوان والعناية بالخاتمة وتقوم مقالته على القفلة المفارقة لاثرائها وافاد من تقنيات النص الحكائي الذي يقوم على الانماط التراثية والحوار والاسئلة الاستنكارية، كما لجأ الى توظيف بعض الامثال الدارجة والمأثورات فضلا عن اجتراح بعض الجمل او نحت بعضها وربط بين العنوان الذي يشكل مفتاحا للمقالة وعناصرها لضمان حالة من الاتساق البنيوي.
وكان نقيب الصحفيين طارق المومني وأعضاء مجلس النقابة نعوا باسم الأسرة الصحفية والإعلامية ببالغ الحزن وعميق التأثر فقيدهم عضو الهيئة العامة للنقابة الزميل المرحوم بدر عبد الحق. وإذ ينعى مجلس النقابة الزميل بدر فإنه يستذكر إسهاماته المميزة كصحافي وكاتب في الصحافة الأردنية والعربية ودوره البارز والموصول في خدمة قضايا الوطن والمواطن.
وأن مجلس النقابة إذ يتقدم من ذوي الفقيد بدر وعائلته وآل عبد الحق الكرام بأحر التعازي والمواساة ليدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته
سعود قبيلات
تلقينا بالحزن والأسى خبر رحيل الأديب والإعلامي الأردني المعروف بدر عبد الحق. بدر كان علامة أساسية في الأدب الأردني بكتاباته القصصية المميزة، وكان كذلك في الإعلام بمقالاته الرشيقة الساخرة المعبّرة عن أفكار عميقة، وأيضاً بمواقفه السياسية الوطنية والقومية والإنسانية وبانحيازه الدائم للفقراء والمضطهدين والمظلومين في كل مكان. وبدر كان أيضاً نقابياً معروفاً وله دوره ومساهمته الإيجابية في رابطة الكتاب، حيث فاز بعضوية هيئتها الإدارية مرات عديدة. وفي يقيني أن اسم بدر سيبقى طويلاً بعد رحيله وسيتذكره دائماً أصدقاؤه ومحبّوه وزملاؤه وقراؤه. وبهذه المناسبة الحزينة أود أن أتقدم إلى زوجته وبناته وأشقائه وأصدقائه وزملائه وإلى جميع قرائه ومحبيه بأحر المواساة والتعازي . * رئيس رابطة الكتاب الأردنيين
إلياس فركوح * رحيل بدر عبد الحق لا يمكن اعتباره إلا خسارة، وخسارة فادحة للوسط الثقافي في الأردن، فلقد رحل عنّا جسداً، لكننا سنحتفظ به قاصاً مميزاً وصاحبَ روحٍ متوثبة وحلوة، وإذا كان هنالك من عزاء في خسارتنا هذه فلن نجدها سوى في ما تركه لنا من نتاج أدبي نعتز به .
روائي وقاص أردني
أحمد جرادات
صديقي أبو البنات بعد سنوات من مكابدة المرض المتوحش والعجز في غياهب النسيان إلا من عائلتك الصغيرة التي أسكنتك شغاف القلب.. ها أنت تهجر عالم الكتابة والصحافة والعمل النقابي الذي كنت فيه ذات حقبة ملءَ السمع والبصر..
إلى عالمك الأبدي مخلفاً ذكرى مختلطة من الألم والحب والإعجاب عند كل من عرفك. رحل بدر، الزوج وأبو البنات، وبقيت سلاّمة وميس ووسن وسمر يحملن اسمك وذكراك ويحافظن على تراثك النبيل .
كاتب ومترجم أردني
حكمت النوايسة
رحمه الله، فقد كان صديقاً عزيزاً ورائداً من رواد الحركة الثقافية في الأردن، وربماكانت شفافيته البالغة التي تبدت في كتاباته القصصية ومقالاته هي ما قاده إلى أن يفارق هذه الحياة بذاكرته على الأقل، وربما كانت تلك الذاكرة غير قادرة على الامتلاء بما عايشناه في خساراتنا الأخيرة، وهي كثيرة على أي حال. إن رحيله اليوم هو رحيله الثاني عنا، كأنه أراد أن يسجل احتجاجين على رداءة هذا العالم الذي نعيش فيه. أتمنى له الرحمة وأن يسكنه ألله فسيح جنانه، وأن يكون سعيداً في دار الحق .
شاعر وناقد أردني
د.باسم الزعبي
بدر عبد الحق، ذاك الكاتب الجميل، عرفته قبل أن ألتقيه، عرفته على صفحات الكتب والمجلات، شاطرته أفكاره السياسية والاجتماعية، كان قريباً من نبضي، أنا المواطن العربي الأردني البسيط. عرفته في العمل في وزارة الثقافة، لفترة قصيرة.، فقد كان يرأس تحرير مجلة (فنون) في بداية التسعينيات، عرفته إنساناً دمثاً، متدفقاً، دافئاً. بفقده افتقدنا كاتباً ممن أسسوا لفن القصة القصيرة في الأردن، وممن أسسوا لفن المقالة الصحفية الملتزمة. ندعو له بالرحمة، وأن يُسكنه سبحانه فسيح جنانه .
قاص ومترجم أردني
صبحي فحماوي
ستبقى شاهد عيان... بدر عبد الحق أسطورة كاتب فذ، لم يمهله الزمن، ليكمل مشواره، وليحقق مشروعه الأدبي والقصصي الذي تألق فيه مبكراً في الخليج العربي والأردن على السواء. كنت أشعر بدفء محبته لكل زملائه وأصدقائه الكثيرين، وقرائه الذين لا حصر لهم. كنت أستغرب ابسامته المرسومة دائماً على وجنتيه البريئتين.. ولم أكن أعرف أنه يستعجل ويختصر الزمن، ليعتصر منه ما يستطيع من الفرح الذي يستحقه إنسان ، رغم الأسى الذي كان يسكنه على آلام أمته العربية من المحيط إلى الخليج..كان بدر عروبياً حتى النخاع..فلم تكن تعرف هل هو أردني أم فلسطيني أم عراقي أم من المغرب الشقيق..كان صحفياً عربياً بلا حدود سايكسبيكو..ذلك لأن جبال عجلون النقية قد ربته على الشموخ والعزة والكرامة العربية..تعذب بدر طويلاً ، وتعذبت معه بناته، وزوجته سلاّمة ، النابلسية الأسطورة، التي حملت عذاباته بمودة لمدة تزيد على ربع قرن من الزمان، والتي كتب لها إهداءه: (إلى سلاّمة، الزوجة، والصديقة، وجبل المحامل) . أُهدي ( أوراق شاهد عيان).بدر عبد الحق.
لن تغيب يا بدر، بل ستبقى تطل على وطنك العربي ، شاهد عيان.
روائي اردني
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|