هل تسمح لي شهريار ان أقتحم خلوتك،
وأن أكون إمرأتك الأخيرة وأن تكون كلماتي هي أخر الكلمات على صفحات أرقك ؟
تتسائل ما يميزني عن الأخريات؟
سأجيبك سيدي ،
أنا شهرزاد الفلسطينية ،
انا إمرأة جدائلي مجدولة بحنيني للوطن وعطري زعتر بري
أجيد كل فنون الأنثى ولكنني أمارس طقوسي في مخيلتي
فأراقص اشجار الزيتون تارة
واتكئ بدلع الأنثى على جذع شجرة زيزفون تارة اخرى
أقفز في الهواء ثم ارتمي بحضن شجيرة ريحان
وأطير قبلة محملة بالحنين لسرب من السنونوات
وعندما أصحو من أحلامي ، انظر حولي ، فأعود الى ملامحي الحقيقية
ملامح رسمتها مشاهد الظلم الممنهج والألم القسري
جئتك سيدي وراسي متعب بضجيج الأسئلة الحائرة
وفي عيني مشاهد بلون اللهب
وفي عروقي يجري دم بحرارة 100 درجة مئوية
وأحلامي الأنثوية قد قد قمعتها وحشوتها في كبسولة التأجيل لأجل غير مسمى
اشعر بإن الظلم جلباب فٌصل خصيصاً للفلسطينين
اشعر بإننا أصبحنا في حالة هزال وان الأشياء تتراقص أمام اعيننا كغانية على جسدها أثار الخطيئة
أصبحنا في معادلة الوجود رقم غير ثابت ، يٌحرك يمنة ويسرة حسب مقياس الضمير
سامحني سيدي واسمح لي ان أخرج من شرنقتي امامك
ولأنك انت شهريار سأسمح لكلماتي ان تنساب أمامك بعفوية من عمق ذاتي
لن أقص عليك حكايا رومانسية
ولا قصائد شعرية
ولا همسات انثوية
سيكون كلامي لك باقة من اسئلة
في كل ليلة سنجيب علي بعض منها
بقربك سيدي سأختصر مسافات الإنتظار وسأقفز فوق كل الأزمنة وسأؤجل مواعيد الصمت
سأعنون كل ليلة بعنوان، وتحت كل عنوان الف سؤال وسؤال
قل لي سيدي
بالرغم من مضى ستين عاماً لماذا مازل طعم النكبة طازجا ؟
لماذا تبقى انفاسنا مخضبة برائحة الزعتر والحبق برغم بعدنا ألاف لأميال؟
لماذا يطاردنا الحنين اينما ذهبنا وبوصلة وجداننا لا تعرف الا إتجاها واحدا، فلسطين ولا بديل سواها؟
متى سنصبح أهلاً لهذا الأرث التاريخي من النضال المخضب بدم الاف الشهداء؟
متى سنكحل عيوننا بنظرة رضا من ابنائنا والبراعم التى لم تولد بعد؟
متى سيتحقق الوعد؟
وعدنا للأرض والحجر
وعدنا للتين والزيتون واشجار الزيزفون
وعدنا لأحلام من سبقونا وأحلام القادمين
وعدنا لكل نبضة حياة على أرض فلسطين
كيف سنحول هزيمة كل واحد فينا الى نصر جماعي؟
متى ستتحول قصائدنا الصامتة الى ملاحم تهز عروبتنا؟
متى سيستعيد اطفالنا براءتهم ونستعيد نحن قناعاتنا؟
ومتى سنضحك من قلبنا ونبتسم كالأخرين؟
متى تصبح الشجاعة مباحة؟ ,متى سنواجه عيوبنا واخطاءنا بصراحة؟
متى سنعيش الفصول الاربعة كالبقية
ومتى سينتهي فصل البارود والبندقية؟
سامحني يا شهريار،
لقد اقتحمت خلوتك وفرضت عليك اسئلتي بأنانية،
منك السماح ومني الصمت ان شئت
لا.....لا تصمتي
استمري شهرزاد ولا تتوقفي،
كل مافيك مختلف
اريد المزيد منك ايتها الفلسطينية
سلوى حماد