التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,826
عدد  مرات الظهور : 162,238,624

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 06 / 2008, 41 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

أشياء لا تعرف الرحيل

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/18.gif');border:4px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
كان الرصيف مضاء بما تبقى من قناديل صغيرة توزعت هنا وهناك.. شعر وهو يزرع خطواته ببطء أن الأشياء تنزرع في الرأس تماماً.. كان في المدة الأخيرة كثير الذهول والتفكير بما مضى.. طبيعة عمله كمحرر في صحيفة يومية فرضت عليه أن يقلب كل ما يمت إلى النظام الحياتي بصلة.. ينام خلال النهار.. يتقلب في فراشه.. يصحو أحياناً على صراخ الأولاد.. يغمض عينيه محاولاً استحضار النوم من جديد.. يلمح بعض الظلال.. تطن الأخبار في رأسه.. الصفحة الأولى.. البقية على الصفحة كذا.. يقرأ.. يعيد صياغة الخبر.. يخرج من باب المبنى مرهقاً.. يبحث عن سائق.. عن سيارة.. لا فائدة.. في كثير من الأحيان يسحب خطاه ويمضي.. الوجوه القليلة في الطرقات تبدو مرهقة.. العيون ذابلة ناعسة.. يعرف أن الزوجة تغط في نوم عميق.. الأطفال يطوون الكتب ويندسون في الفراش.. كل واحد منهم يعيش في دوامته الصغيرة.. أسئلة.. دروس.. مذاكرات.. وظائف.. وتكرّ الأيام بسرعة غريبة.. كأنما السنوات ما عادت مثل سابقاتها.. وقع الزمن تغير.. طعم الأيام لم يعد كما كان..
أحياناً، وقليلاً ما يحدث ذلك، يلتف الأولاد حوله، يسألون ويسألون.. يحدثهم عن طعم البرتقال اليافاوي.. عن والده الذي حكى كثيراً عن بيت مزروع في البال.. ثم يروي لهم كيف مات الوالد وفي عينيه وميض غريب من الشوق والحنين إلى وطن لا يمكن أن يسقط من تلافيف الذاكرة.. الأولاد يراقبون والدهم وتدمع عيونهم.. يلمحون ظلال دموع في عينيه.. يرفع كفه ويعصر وجهه.. يتنهد.. يترحم على الوالد.. تتجمع في رقبته تشنجات تكاد أن تعتصر الكلمات.. يدّعي أحياناً أنه متعب.. يحدثهم عن الكتابة.. عن عمله الصحفي.. عن دوامة الأيام.. ويهرب إلى الفراش.. وهناك تنفلت كل صنابير الشوق والحنين.. يبكي بحرقة وألم.. وحدها الزوجة تعرف، فتمد كفها وتحاول قدر المستطاع أن تمسح عن الوجنتين شيئاً من نار لا تعرف الخمود.
حاول بعض الأصدقاء أن يخرجوه من دائرة صمته.. كان يمسك القلم بتشنج.. أصابعه تضغط على أطراف القلم فتكاد الورقة أن تذوب.. يصيح بانفعال “لا يمكن أن يحدث كل هذا.. البرتقال اليافاوي أطيب برتقال”.. يجتمع الأصدقاء.. يتساءلون.. نظراتهم تقول أشياء كثيرة.. يقول: “كان الوالد عاشقاً لكل زاوية في البيت هناك”.. يتذكر كيف أغمض عينيه بألم ورحل.. كثيراً ما تمنى أن يعود إلى بيته.. انتظر سنوات وسنوات.. الأخبار لا تريد أن تتوقف.. البرتقال اليافاوي يسقط ذبيحاً في الشوارع.. البيت الذي حدثه الوالد عنه يغطيه الضباب.. يركض القلم في الشوارع والبيارات والشبابيك.. تضغط أصابعه أكثر على القلم.. الورقة تذوب.. البرتقال اليافاوي يبكي.. الأشياء الحبيبة الدافئة تتجول في الذاكرة.. يصرخ.. وينطوي فوق الكرسي منخلع الضلوع..
لا يدري كم من الوقت مرّ.. الزوجة تجلس على طرف السرير.. الأولاد يرسمون على الشفاه ظلال ابتسامات.. الأصدقاء يهزون رؤوسهم ويحكون عن أشياء كثيرة.. الطبيب يعد النبض.. تغيم الصور من جديد.. يغمض عينيه.. يعود الوالد من البعيد.. يحكي عن برتقال يافاوي.. عن بيت وشارع وشباك.. عن أشياء لا تعرف الرحيل.. يضمه الوالد، فتنفلت كل صنابير الشوق ويذهب في بكاء طويل.. طويل..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 10 / 2009, 08 : 11 PM   رقم المشاركة : [2]
هزار الدويرى
كاتب نور أدبي
 





هزار الدويرى is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

رد: أشياء لا تعرف الرحيل

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/18.gif');border:4px outset green;"][cell="filter:;"][align=justify]
كان الرصيف مضاء بما تبقى من قناديل صغيرة توزعت هنا وهناك.. شعر وهو يزرع خطواته ببطء أن الأشياء تنزرع في الرأس تماماً.. كان في المدة الأخيرة كثير الذهول والتفكير بما مضى.. طبيعة عمله كمحرر في صحيفة يومية فرضت عليه أن يقلب كل ما يمت إلى النظام الحياتي بصلة.. ينام خلال النهار.. يتقلب في فراشه.. يصحو أحياناً على صراخ الأولاد.. يغمض عينيه محاولاً استحضار النوم من جديد.. يلمح بعض الظلال.. تطن الأخبار في رأسه.. الصفحة الأولى.. البقية على الصفحة كذا.. يقرأ.. يعيد صياغة الخبر.. يخرج من باب المبنى مرهقاً.. يبحث عن سائق.. عن سيارة.. لا فائدة.. في كثير من الأحيان يسحب خطاه ويمضي.. الوجوه القليلة في الطرقات تبدو مرهقة.. العيون ذابلة ناعسة.. يعرف أن الزوجة تغط في نوم عميق.. الأطفال يطوون الكتب ويندسون في الفراش.. كل واحد منهم يعيش في دوامته الصغيرة.. أسئلة.. دروس.. مذاكرات.. وظائف.. وتكرّ الأيام بسرعة غريبة.. كأنما السنوات ما عادت مثل سابقاتها.. وقع الزمن تغير.. طعم الأيام لم يعد كما كان..
أحياناً، وقليلاً ما يحدث ذلك، يلتف الأولاد حوله، يسألون ويسألون.. يحدثهم عن طعم البرتقال اليافاوي.. عن والده الذي حكى كثيراً عن بيت مزروع في البال.. ثم يروي لهم كيف مات الوالد وفي عينيه وميض غريب من الشوق والحنين إلى وطن لا يمكن أن يسقط من تلافيف الذاكرة.. الأولاد يراقبون والدهم وتدمع عيونهم.. يلمحون ظلال دموع في عينيه.. يرفع كفه ويعصر وجهه.. يتنهد.. يترحم على الوالد.. تتجمع في رقبته تشنجات تكاد أن تعتصر الكلمات.. يدّعي أحياناً أنه متعب.. يحدثهم عن الكتابة.. عن عمله الصحفي.. عن دوامة الأيام.. ويهرب إلى الفراش.. وهناك تنفلت كل صنابير الشوق والحنين.. يبكي بحرقة وألم.. وحدها الزوجة تعرف، فتمد كفها وتحاول قدر المستطاع أن تمسح عن الوجنتين شيئاً من نار لا تعرف الخمود.
حاول بعض الأصدقاء أن يخرجوه من دائرة صمته.. كان يمسك القلم بتشنج.. أصابعه تضغط على أطراف القلم فتكاد الورقة أن تذوب.. يصيح بانفعال “لا يمكن أن يحدث كل هذا.. البرتقال اليافاوي أطيب برتقال”.. يجتمع الأصدقاء.. يتساءلون.. نظراتهم تقول أشياء كثيرة.. يقول: “كان الوالد عاشقاً لكل زاوية في البيت هناك”.. يتذكر كيف أغمض عينيه بألم ورحل.. كثيراً ما تمنى أن يعود إلى بيته.. انتظر سنوات وسنوات.. الأخبار لا تريد أن تتوقف.. البرتقال اليافاوي يسقط ذبيحاً في الشوارع.. البيت الذي حدثه الوالد عنه يغطيه الضباب.. يركض القلم في الشوارع والبيارات والشبابيك.. تضغط أصابعه أكثر على القلم.. الورقة تذوب.. البرتقال اليافاوي يبكي.. الأشياء الحبيبة الدافئة تتجول في الذاكرة.. يصرخ.. وينطوي فوق الكرسي منخلع الضلوع..
لا يدري كم من الوقت مرّ.. الزوجة تجلس على طرف السرير.. الأولاد يرسمون على الشفاه ظلال ابتسامات.. الأصدقاء يهزون رؤوسهم ويحكون عن أشياء كثيرة.. الطبيب يعد النبض.. تغيم الصور من جديد.. يغمض عينيه.. يعود الوالد من البعيد.. يحكي عن برتقال يافاوي.. عن بيت وشارع وشباك.. عن أشياء لا تعرف الرحيل.. يضمه الوالد، فتنفلت كل صنابير الشوق ويذهب في بكاء طويل.. طويل..

[/align]
[/cell][/table1][/align]

المقدمه اكثر تعبير عما ساكتبه نتمنى ونسعى لكى نمسح عن عيون الا هل ونطفا حراره الشوق للا رض اهلنا فى فلسطين لكم من دعاء فى كل صلا ه
هزار الدويرى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 10 / 2009, 35 : 08 AM   رقم المشاركة : [3]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: أشياء لا تعرف الرحيل

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
معبرة جداً..
قرأتها ثلاث مرات متتالية
البرتقال اليافاوي أطيب برتقال.. لكنه يذبح.. يتألم.. يستغيث
شكراً لك على كل هذا الإبداع
[/align]
[/cell][/table1][/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 10 / 2009, 03 : 11 AM   رقم المشاركة : [4]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: أشياء لا تعرف الرحيل

كم جاء وصفك للعجز أمام الواقع ومرارة الإقتلاع معبرا!
أحيانا لا تنفع أي مواساة حين لا تلوح تغيرات أو حلول في الأفق ,يافا لازالت سجينة ببرتقالها و خيراتها وقلب الأب الذي نقل الحسرة لإبنه واحد من آلاف القلوب المتألمة لحال وطن مطوق ومغتصب.
تقديري وتحيتي
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 10 / 2009, 46 : 06 PM   رقم المشاركة : [5]
بغداد سايح
صحفي - شاعر

 الصورة الرمزية بغداد سايح
 





بغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أشياء لا تعرف الرحيل

بسم الله الرحمن الرحيم
جميل هذا النص المفخخ بالدهشة...أعتقد أنني كنت محظوظا بقراءته و عبور دروب البوح الجميل...
بغداد سايح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 10 / 2009, 46 : 12 AM   رقم المشاركة : [6]
حسن الحاجبي
حسن الحاجبي


 الصورة الرمزية حسن الحاجبي
 




حسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond repute

رد: أشياء لا تعرف الرحيل

.
سؤال الأطفال , وطعم البرتقال , وصورة بيت مرسومة في البال .
ما أروعك سيدي وأنت تؤثث هذا النص البديع بلوحات العشق والحنين , وتعابير الكاتب الحزين .
لك كل المودة والإجلال .
توقيع حسن الحاجبي
 قالت: أرفع رأسك عاليا فأنت عربي , قلت علميني يا سيدتي , علميني كيف يكون الرفع بعد الخضوع , علميني كيف يكون النهوض بعد الخنوع , علميني أن أستقيم واقفا , فقد أطلت الركوع .
نعم يا سيدتي ...أنا عربي لكنني موجوع .
حسن الحاجبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 10 / 2009, 00 : 03 AM   رقم المشاركة : [7]
أسماء بوستة
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي

 الصورة الرمزية أسماء بوستة
 





أسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

رد: أشياء لا تعرف الرحيل

[align=center]كاتبنا وأستاذنا الفاضل/ طلعت سقيرس

برتقال يافا الباكي حملني إلى عقدين إلى الوراء، يوم أمسكت بين يدي "أرض البرتقال الحزين" وبكيت عندما بكت النسوة وهن يشترين البرتقال، وبكيت عندما بكى الأب وهو يمسك بحبة البرتقال... لا أعلم لما بكيتُ؟ و لا لما كانوا يبكون ؟
و اليوم و أنا أقرأ " أشياء لا تعرف الرحيل" سالت نفس الدموع و البرتقال اليافاوي يبكي، لكن مع فرق شاسع، أني اليوم أحفظ عن ظهر قلب أجوبة لجميع أسئلتي التي سألتُ و التي لم أسأل..

إسمح لي أستاذ طلعت أن أعبر لك عن فائق إعجابي و تقديري لما كتبت.

تقديري وإحترامي.

[/align]
توقيع أسماء بوستة
 [frame="15 85"]
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إن لم يكن دينه إلى ديني دان
لقد صار قلبي قابلا كل صورة :
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه
فالحب ديني و إيماني
إبن عربي
[/frame]
أسماء بوستة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 12 / 2009, 46 : 02 AM   رقم المشاركة : [8]
د ثروت عكاشة السنوسي
شاعر وقاص ، يكتب القصة القصيرة- الشعر- المسرح- الرواية، رئيس قسم قصيدة النثر / هيئة الديوان الألفي ، هيئة النقد
 





د ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond reputeد ثروت عكاشة السنوسي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: أسيوط - مصر

:sm5: رد: أشياء لا تعرف الرحيل

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/18.gif');border:4px outset green;"][cell="filter:;"][align=justify]
كان الرصيف مضاء بما تبقى من قناديل صغيرة توزعت هنا وهناك.. شعر وهو يزرع خطواته ببطء أن الأشياء تنزرع في الرأس تماماً.. كان في المدة الأخيرة كثير الذهول والتفكير بما مضى.. طبيعة عمله كمحرر في صحيفة يومية فرضت عليه أن يقلب كل ما يمت إلى النظام الحياتي بصلة.. ينام خلال النهار.. يتقلب في فراشه.. يصحو أحياناً على صراخ الأولاد.. يغمض عينيه محاولاً استحضار النوم من جديد.. يلمح بعض الظلال.. تطن الأخبار في رأسه.. الصفحة الأولى.. البقية على الصفحة كذا.. يقرأ.. يعيد صياغة الخبر.. يخرج من باب المبنى مرهقاً.. يبحث عن سائق.. عن سيارة.. لا فائدة.. في كثير من الأحيان يسحب خطاه ويمضي.. الوجوه القليلة في الطرقات تبدو مرهقة.. العيون ذابلة ناعسة.. يعرف أن الزوجة تغط في نوم عميق.. الأطفال يطوون الكتب ويندسون في الفراش.. كل واحد منهم يعيش في دوامته الصغيرة.. أسئلة.. دروس.. مذاكرات.. وظائف.. وتكرّ الأيام بسرعة غريبة.. كأنما السنوات ما عادت مثل سابقاتها.. وقع الزمن تغير.. طعم الأيام لم يعد كما كان..
أحياناً، وقليلاً ما يحدث ذلك، يلتف الأولاد حوله، يسألون ويسألون.. يحدثهم عن طعم البرتقال اليافاوي.. عن والده الذي حكى كثيراً عن بيت مزروع في البال.. ثم يروي لهم كيف مات الوالد وفي عينيه وميض غريب من الشوق والحنين إلى وطن لا يمكن أن يسقط من تلافيف الذاكرة.. الأولاد يراقبون والدهم وتدمع عيونهم.. يلمحون ظلال دموع في عينيه.. يرفع كفه ويعصر وجهه.. يتنهد.. يترحم على الوالد.. تتجمع في رقبته تشنجات تكاد أن تعتصر الكلمات.. يدّعي أحياناً أنه متعب.. يحدثهم عن الكتابة.. عن عمله الصحفي.. عن دوامة الأيام.. ويهرب إلى الفراش.. وهناك تنفلت كل صنابير الشوق والحنين.. يبكي بحرقة وألم.. وحدها الزوجة تعرف، فتمد كفها وتحاول قدر المستطاع أن تمسح عن الوجنتين شيئاً من نار لا تعرف الخمود.
حاول بعض الأصدقاء أن يخرجوه من دائرة صمته.. كان يمسك القلم بتشنج.. أصابعه تضغط على أطراف القلم فتكاد الورقة أن تذوب.. يصيح بانفعال “لا يمكن أن يحدث كل هذا.. البرتقال اليافاوي أطيب برتقال”.. يجتمع الأصدقاء.. يتساءلون.. نظراتهم تقول أشياء كثيرة.. يقول: “كان الوالد عاشقاً لكل زاوية في البيت هناك”.. يتذكر كيف أغمض عينيه بألم ورحل.. كثيراً ما تمنى أن يعود إلى بيته.. انتظر سنوات وسنوات.. الأخبار لا تريد أن تتوقف.. البرتقال اليافاوي يسقط ذبيحاً في الشوارع.. البيت الذي حدثه الوالد عنه يغطيه الضباب.. يركض القلم في الشوارع والبيارات والشبابيك.. تضغط أصابعه أكثر على القلم.. الورقة تذوب.. البرتقال اليافاوي يبكي.. الأشياء الحبيبة الدافئة تتجول في الذاكرة.. يصرخ.. وينطوي فوق الكرسي منخلع الضلوع..
لا يدري كم من الوقت مرّ.. الزوجة تجلس على طرف السرير.. الأولاد يرسمون على الشفاه ظلال ابتسامات.. الأصدقاء يهزون رؤوسهم ويحكون عن أشياء كثيرة.. الطبيب يعد النبض.. تغيم الصور من جديد.. يغمض عينيه.. يعود الوالد من البعيد.. يحكي عن برتقال يافاوي.. عن بيت وشارع وشباك.. عن أشياء لا تعرف الرحيل.. يضمه الوالد، فتنفلت كل صنابير الشوق ويذهب في بكاء طويل.. طويل..

[/align][/cell][/table1][/align]

أخي الفاضل/ طلعت
تقبل تحياتي على هذا النص القصصي المتكامل لغة وفناً..
أنت قاص متميز تمتلك الأدوات اللازمة للقص الجيد،
على وعي تام بقدراتك، لذا تستطيع اختيار مفرداتك بعناية،
ولك قدرة على التأثير في المتلقي
أمنياتي لك بدوام التقدم والرقي أيها المبدع الرائع..
د/ ثروت عكاشة السنوسي
د ثروت عكاشة السنوسي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أصداء طلعت سقيرق الشعر 1 17 / 06 / 2021 09 : 11 PM
أيهما تختار : العتاب ثم الرحيل أم الرحيل بصمت دون عتاب ... ناهد شما نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك 4 08 / 02 / 2015 14 : 04 PM
من شعراء فلسطين الشاعر عبد الرحيم محمودعبد الرحيم بوران شما أدباء أعرفهم 2 02 / 07 / 2012 11 : 09 PM
نسيان طلعت سقيرق الشعر 0 23 / 05 / 2008 08 : 08 PM


الساعة الآن 29 : 05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|