التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,845
عدد  مرات الظهور : 162,303,293

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > الجمهوريات العامة > هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية)
هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية) هيئة المثقفين العرب والأخبار الثقافية + صالون أدبي ومساحة إضافية للحوارات والنقاشات الأدبية تعتمد على المواضيع الأدبية والثقافية لا على الضيوف - مساحة نناقش فيها كل ما يتعلق بالأدب والثقافة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 06 / 2009, 20 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


ما الذي تبقى من زمن الكتاب؟

[align=justify]قد تكون فكرة اقتسام انطباعات قراءة كتاب ما مع الآخرين سامرت الكثيرين منا، بيد أننا نتوقف دائما عند مرحلة ابراز الاشكالية : هل أمتنا تقرأ؟ لقد تعرفنا على الإشكالية و بات ضروريا أن نجد لها حلولا فعالة. قبل الوصول إلى مستوى اقتراح حلول وازنة، ينبغي أن ننطلق من تحليل تشخيصي للمشكلة.

لقد بالغ العديد من المثقفين في تقديس الكتاب و كتبوا في مناقبه مؤلفات لا تعد و لا تحصى تمجد الدور الحضاري للكتاب و إسهامه الجوهري في بناء تواصل من نوع ما بين مختلف الثقافات الإنسانية. و على الرغم من ظهور وسائط قرائية جديدة أكثر سهولة و انسيابية منه، فإن مشكل انخفاض معدل القراءة غالبا ما يرتبط ضمنيا بمدى استعمال الكتب و المراجع الورقية من لدن شعب ما. هل نجح الإنترنت في إلحاق الكتاب برفوف ذاكرة النسيان؟. لا شك أننا جميعا لاحظنا أن منسوب استخدام المراجع الورقية خارج البحوث الأكاديمية تراجع، بل إن استخدامها يسير رويدا رويدا في منحى الإندثار. حتى البحوث الأكاديمية بدأت تتساهل أمام الثورة الإلكترونية، إذ باستطاعة الطالب أن يؤشر إلى السباحة الإفتراضية من خلال مفصول :"الويبوغرافيا". لنأحذ مثالا عمليا بسيطا : البحث عن مدلول مفردة مجهولة يتطلب تصفح المعجم و بالتالي استغراق مدة زمنية طويلة نسبيا مقارنة مع أجزاء الثانية الي تستغرقها نفس العملية انطلاقا من معجم إلكتروني عبر الأنترنت أو مدمج بالهاتف المتنقل. إن الجيل الإنساني الذي تجذرت السرعة الإلكترونية الخارقة في الوصول إلى المعلومة ضمن تفاصيل واقعه اليومي ينظر إلى الجهد المبذول من أجل تصفح الكتاب بمنظار مادي بحت، فذلك الجهد الذي يستوجب مدة زمنية و تركيزا ذهنيا هدر غير منتج للوقت، و لم يعد يعني كما في السابق الثمن الرمزي أو الوجداني لقرار السعي وراء المعرفة.

إذا رجعنا بالتاريخ إلى ما قبل اختراع الشبكة العنكبوتية، فإننا سندخل عصر ازدهار المرجع الورقي الذي كان تاريخئذ المصدر الوحيد للمعلومة و الإكتساب الثقافي مهما كان نوع الثقافة، فالخطوة الأولى تتحقق بالإكتساب و بعدها تجيء مرحلة الفرز و التنقيح طبقا لإملاءات الخصوصية الثقافية. الجيل الذي عاصر المرحلة الأخيرة من ألق المرجع الورقي يتذكر تلك الأيام بمزيج من الحسرة و الأسف، و يزداد لهيب النوستالجيا اتقادا كلما نظر الأب أو الأم إلى أبنائهما منصرفين عن الكتاب إلى الحواسيب و الهواتف و غيرهما من المخازن الإلكترونية للمعلومات. و قد ينصحانهم بالتخفيف من حدة اللجوء إلى الوسائل الإلكترونية في سبيل تخصيص بعض الوقت لقراءة القصص و تصفح الكتب. السؤال الذي يفرض نفسه هنا : هل الكتاب أفضل من الأنترنت؟ الجيل القديم الذي لم يجتح الإلكترونيك حياته الانسانية سواء الخاصة أو الإجتماعية يتذرع بمسوغ متآكل، الكتاب يقدم معلومات متخصصة بينما توفر الإنترنت معلومات غير مصنفة إلى حقول معرفية متمايزة بوضوح. إن ثمن الحصول على المعلومة (السفر، البحث المطول، انتقاء المراجع....) و الذي دأب على تأديته رواد الجيل القديم يستعاض عنه بالمراقبة المتدرجة لاستعمال الأطفال و المتعلمين للإلكترونيك بكافة تجلياته. و هذا ما يرغم الجيل القديم على اكتساب الثقافة المعلوماتية و تكون النتيجة أنه يتخلى قسرا عن موقفه المبدئي من أجل التربية. فهل تقتضي التربية تقديم المرجع الإلكتروني على المرجع الورقي (التقليدي)؟

إن ما يوطد وشائجنا بالكتاب، نحن أصحاب الرؤية الماضوية في التعامل مع المعلومة الإلكترونية ليس رابطة منطقية صامدة، و إنما علاقة عاطفية وجدانية تزرع فينا العجز و أحيانا التخوف عندما يقبل أبناء الجيل الجديد على استعمال الوسائل التربوية الإلكترونية. لماذا لا نختصر علينا متاعب التفكير و نجيب على سؤال مباشر : ما الهدف من الكتاب؟ الهدف منه التثقف و التمرن على القراءة (ضمنيا تقوية التعبير باللغة الفصيحة). هذه الأهداف يحققها المرجع الإلكتروني في حالة استعماله بطريقة مناسبة و الكتاب أيضا لا يحقق أهدافه إلا إذا تتبع القارىء معاملة منهجية مع الأفكار التي يقترحها عليه الكتاب.يجب أن نفهم جيدا أن الذي تغير ليس المعرفة أو الأنماط الثقافية، الذي تغير هو القنوات و الأدوات المستخدمة للوصول إلى المعرفة.


في علاقتنا مع الكتاب، علينا أن نتفادى التاثير الشعري الإغرائي للخلود الذي يستوطن الإنسان فيما يتصل بالماضي. إن الإنسان العادي الذي لم يبلغ الشهرة التي تمنحه الخلود المستقبلي، يحاول إحياء رمزيات ماضيه في الحاضر الذي يعيشه، لأن صفة الخلود تميزه فقط في علاقته برمزيات ذكرياته و سابق أيامه. أما الخلود في الحاضر فهو ساري المفعول دوما.[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
قديم 02 / 06 / 2009, 30 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
حسن الحاجبي
حسن الحاجبي


 الصورة الرمزية حسن الحاجبي
 




حسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond repute

رد: ما الذي تبقى من زمن الكتاب؟

وخير جليس في الدنيا كتاب ؟؟؟؟؟
لعلها لم تعد بذات البريق و الصدى
ولكنها النفس البشرية التواقة إلى ذلك الخلود الرمزي الذي تفضلت أخي الكريم بذكره , لكن دعني أستفز سيادتك بالسؤال التالي :
ماذا لو تعلق الأمر بالموسيقى ؟ ...باللباس ؟...بالطبخ ؟ ...
أليست ذات الخلاصات هي هي ؟ نحن نرفض زمنا يعيش فينا ولا نقبل العيش فيه . وتلك أكبر تناقضاتنا .
شكرا لك أخي رشيد على المقال الرائع .

حسن الحاجبي
توقيع حسن الحاجبي
 قالت: أرفع رأسك عاليا فأنت عربي , قلت علميني يا سيدتي , علميني كيف يكون الرفع بعد الخضوع , علميني كيف يكون النهوض بعد الخنوع , علميني أن أستقيم واقفا , فقد أطلت الركوع .
نعم يا سيدتي ...أنا عربي لكنني موجوع .
حسن الحاجبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تبقي ولا تذر خولة السعيد كلـمــــــــات 4 28 / 03 / 2021 41 : 07 PM
تبقى قامة الحنين أعلى - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق هدى نورالدين الخطيب الكتاب الفلسطيني 0 24 / 09 / 2011 21 : 07 PM
تبقى الأروعا محمود الفرحان الشعر العمودي 2 04 / 11 / 2009 14 : 08 PM
ما الذي تبقى من حركة فتـــــــح؟ عبدالله الخطيب القضايا الوطنية الملحّة 0 12 / 08 / 2009 25 : 01 AM
ما الذي تبقى من زمن الكتاب؟ هشام البرجاوي المقــالـة الأدبية 0 02 / 01 / 2008 20 : 02 AM


الساعة الآن 27 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|