التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,849
عدد  مرات الظهور : 162,319,402

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > الله نور السموات والأرض > مرافئ الروح في رحاب الإيمان > الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل > الشعر والنشيد الإسلامي > الشعرالروحي الصوفي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25 / 07 / 2009, 49 : 05 AM   رقم المشاركة : [1]
فيصل بن الشريف الاحمداني
خريج كلية الاداب كاتب و اديب، يهتم بالشعر والدراسات النقدية

 الصورة الرمزية فيصل بن الشريف الاحمداني
 





فيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the rough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

Hasri التائية الكبرى لابن الفارض......

سقتنـي حميَّـا الحـبِّ راحـة َ مقلتـي...... وكأسي محيَّا مَن عـنِ الحسـن جلَّـتِ
فأوهمتُ صَحبـي أنّ شُـربَ شَرَابهِـم بهِ........ سُرَّ سـرِّي فـي انتشائـي بنظـرة ِ
وبالحَدَقِ استغنيتُ عن قَدَحِـي و مِـنْ.........شمائلهـا لا مِـن شمـولـيَ نشـوتـي
ففي حانِ سُكري ، حانَ شُكري لفتيـة.........بهم تمَّ لي كتـمُ الهـوى مـع شهرتـي
ولمَّا انقضى صحوي تقاضيـتُ وصلهـا.........و لم يغشَني في بسطِها قبـضُ خَشيتـي
وأبْثَثْتُها ما بـي، ولـم يـكُ حاضِـري........رقيـبٌ لهـا حـاظٍ بخلـوة ِ جلوتـي
وقُلـتُ، وحالـي بالصّبابَـة ِ شاهـدٌ............و وجدي بها ماحِـيَّ والفقـدُ مثبتـي
هَبي، قبلَ يُفنِـي الحُـبُّ مِنّـي بقِيّـةً............أراكِ بهـا، لـي نـظـرَة َ المتَلَـفّـتِ
و مِنّي على سَمعي بلَـن، إن منَعـتِ أن.........أراكِ فمـنْ قبلـي لغـيـريَ لــذَّتِ
فعنـدي لسكـري فاقـة ُ لإفـاقـة ٍله........ا كبـدي لـولا الهـوى لـمْ تفتّـتِ
و لو أنَّ ما بـي بالجبـال وكـانَ طـورُ .........سينـا بهـا قبـلَ التَّجلِّـي لدُكَّـتِ
هوى عبرة ٌ نمَّتْ بـهِ وجـوى ً نمـتْبـه............. حُـرقٌ أدواؤهــا بِــيَّ أودتِ
فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوحـي، كأدمَعـي..........وإيقـادُ نيـرانِ الخلـيـلِ كلوعـتـي
ولـولا زفيـري أغرقتنـيَ أدمـعـي..........و لـولا دموعـي أحرقتنـيَ زفـرتـي
و حزنـيَ مـا يعقـوبُ بـثَّ أقـلَّـهُ..........وكُـلُّ بِلـى أيـوبَ بعـضُ بَلِيّـتـي
وآخرُ ما لاقى الألى عشقـوا إلـي الرَّدى ..............، بعضُ مـا لاقيـتُ، أوّلَ محنَتـي
وفي ساعة ٍ، أو دونَ ذلـكَ، مَـن تـلا...........لآلامِ أسقـامٍ، بجِسـمـي، أضــرّتِ
لأَذكَـرَهُ كَربـي أَذى عيـشِ أزمَــة.......... ٍبمُنقَطِعـي ركـبٍ، إذا العيـسُ زُمّـتِ
وقـد بـرَّحَ التَّبريـحُ بـي وأبـادنـي........ومَـدحُ صِفاتـي بـي يُوَفّـقُ مدحتـي
فنادمتُ في سُكـري النحـولَ مراقبـي...........بجملـة ِ أسـراري وتفصيـلِ سيرتـي
ظهرتُ لـهُ وصفـاً وذاتـي بحيـثُ لا............يراها لبلوى مِن جـوى الحـبِّ أبلـتِ
فأبـدتْ ولـم ينطـقْ لسانـي لسمعـهِ...........هواجِسُ نفسي سِرَّ مـا عنـهُ أخفَـتِ
وظَلّـت لِفِكـري أُذنُـهُ خَلَـداً بهـا...............يَدورُ بهِ، عـن رُؤيَـة ِ العيـنِ أغنَـتِ
أحَبّنـيَ اللاّحـي، وغـارَ، فلامَنـي.................،مُجيبـا ًإلَيهـا، عـن إنابَـة ِ مُخبِـتِ
كـأنَّ الكـرامَ الكاتبـيـنَ تنـزَّلـوا.............على قَلبِهِ وَحيـاً، بِمـا فـي صحيفَتـي
وما كانَ يدري ما أجـنُّ و مـا الَّـذي...............حَشايَ مـنَ السِّـرّ المَصـونِ، أَكَنَّـتِ
وكشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سـرَّ مـا.................بهِ كـانَ مستـوراً لـهُ مِـن سريرتـي
فكنتُ بسرِّي عنـهُ فـي خفيـة ٍ وقـدْ..............خفتـهُ لوهـنٍ مـن نحـولـيَ أنَّـتـي
لَقيلَ كنَـى ، أو مسّـهُ طَيـفُ جِنّـة.................. ِلـه ، والهـوى يأتـي بكـلِّ غريبـة ِ
وأفـرَطَ بـي ضُـرَّ، تلاشَـت لَمْسّـهِ.................أحاديـثُ نَفـسٍ، بالمدامِـعِ نُـمّـتِ
فَلو هَمّ مَكروهُ الـرّدى بـي لمـا دَرى...................مكاني ومـن إخفـاءِ حبِّـكِ خفيتـي
وما بينَ شوقٍ واشتيـاقٍ فنيـتُ.................... فـيتَـوَلٍّ بِحَظـرٍ، أو تَجَـلٍّ بِحَـضـرة ِ
فلـو لفنائـي مِـن فنائـكِ ردَّ لــي.................فُؤاديَ، لـم يَرغَـب إلـى دارِ غُربَـة ِ
وعنـوان شانـي مـا أبثُّـك بعضـهُومـا تَحتَـهُ، إظهـارُهُ فـوقَ قُدرَتـي
واُمسِكُ، عَجزاً، عـن أُمـورٍ كثيـرة ٍبِنُطقيَ لن تُحصى ، ولـو قُلـتُ قَلّـتِ
شفائي أشفى بل قَضى الوَجدُ أن قَضـىوبـردُ غليلـي واجـدٌ حـرَّ غلَّـتـي
وبالـيَ أبلـى مِـن ثيـابِ تجـلُّـديبهِ الذاتُ، في الأعـدامِ، نِيطَـت بلَـذة
فلـو كشـفَ العـوَّادُ بـي وتحقَّقـوامنَ اللوحِ مـا مِنِّـي الصَّبابـة ُ أبقـتِ
ومنذُ عفا رسمي وهِمتُ، وَهَمـتُ فـيوجودي فلـم تظفـر بكونـيَ فكرتـي
وبعدُ فحالـي فيـكِ قامـت بنفسهـاوبيِّنتـي فـي سبـقِ روحـي بنيَّـتـي
و لم أحكِ فـي حبَّيـكِ حالـي تبرُّمـاًبها لاضطِرابٍ، بـل لتَنفِيـسِ كُربَتـي
ويَحسُـنُ إظهـارُ التّجلّـدِ للـعِـداويقبـحُ غيـرُ العجـزِ عنـدَ الأحبَّـة ِ
ويَمنَعُنـي شكـوَايَ حُسـنُ تَصبّـريولو أشكُ للأعداء مـا بـي لأشكَـت
وعُقبى اصطِباري، في هَـواكِ، حمِيـدَة ٌعليـكِ ولكـنْ عنـكِ غيـرُ حميـدة ِ
وما حَلّ بي مـن مِحنَـة ٍ، فهومِنحَـة ٌ،وقد سَلِمَت، من حَـلّ عَقـدٍ، عزيمتـي
وكَلّ أذًى في الحـبّ مِنـكِ، إذا بَـداجعلتُ لـهُ شكـري مكـانَ شكيَّتـي
نَعَـم وتَباريـحُ الصّبابَـة ِ، إن عَـدَتعلىَّ منَ النعمـاءِ فـي الحـبِّ عـدَّتِ
ومنـكِ شقائـي بـل بلائـيَ مِنَّـة ٌوفيكِ لبـاسُ البـؤسِ أسبَـغُ نِعمَـة ِ
أرانِـيَ مـا أولِيتُـهُ خـيـرَ قِنْـيَـةٍقديمُ وَلائـي فيـكِ مـن شـرّ فِتيَـة ِ
فـلاحٍ وواشٍ:ذاك يُـهـدي لِـعِـزّة ٍضلالاً و ذا بـي ظـلَّ يهـذي لغـرَّة ِ
أُخالِفُ ذا في لومِهِ عـن تقًـى ، كمـاأخالِـفُ ذا فـي لؤمِـهِ، عـن تَقـيّـة
و ما ردُّ وجهي عن سبيلِكِ هـولُ مـالقيتُ، ولاضـرّاءُ، فـي ذاكَ، مسّـتِ
ولا حلمَ لي في حمل مـا فيـكِ نالنـييُـؤدّي لحَمـدي، أولَمَـدحِ مـوَدّتـي
قضى حسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمالَ مـاقصصتُ وأقصى بعدَ مـا بعـدَ قصَّتـى
ومـا هـوَ إلاَّ أنْ ظهـرتِ لناظـريبأكملِ أوصافٍ علـى الحسـنِ أربـتِ
فحلَّيتِ لـي البلـوى فخلَّيـتِ بينهـاوبيني فكانـت منـكِ أجمـلَ حليـة ِ
ومَن يتَحَـرّشْ بالجمـالِ إلـى الـرّدىرأى نفسَه، من أنفَـس العيـش، رُدّتِ
ونفسٌ ترى في الحبِّ أن لا تـرى عنـاًو لا بالولا نفسٌ صفـا العيـش ودَّتِ
وأينَ الصّفا ، هيهاتِ من عَيشِ عاشِـقٍوجنَّـة ُ عـدنٍ بالمـكـارهِ حـفَّـتِ
ولي نفسُ حرٍّ لـو بذلـتِ لهـا علـىتَسَلّيكِ، ما فـوْقَ المُنـى مـا تسلّـتِ
ولو أُبعِدَتْ بالصّـدّ والهجـرِ والقِلـىوقَطعِ الرّجا، عن خُلّتـي، مـا تَخَلّـتِ
وعن مذهَبي، في الحُبّ، مالـيَ مذهَـبٌوإنْ مِلتُ يومـاً عنـهُ فارَقـتُ ملّتـي
و لو خَطَـرَت لـي فـي سـواكِ إرادة ٌعلى خاطري سهـواً قضيـتُ بردَّتـي
لكِ الحكمُ في أمري فما شئتِ فاصنعـيفلم تـكُ إلاّ فيـكِ لا عنـكِ رغبتـي
ومُحكَـمِ عهـدٍ، لـم يُخامِـرْهُ بيننـاتَخَيُّـلُ نَسـخٍ ، و هـوَ خيـرُ أليّـةِ
وأخذُكِ ميثاقَ الـولا حيـثُ لـم أَبِـنْبمظهرِ لبسِ النَّفـسِ فـي فـئِ طينتـي
وسابِقِ عهـدٍ لـم يَحُـل مُـذ عَهِدتُـهُولاحِقِ عَقدٍ، جَـلّ عـن حَـلّ فتـرَة
ومَطلِـعِ أنـوارٍ بطلعـتِـكِ الـتّـيلبهجتهـا كـلُّ البـدورِ استسـرَّتِ
ووصفِ كمالٍ فيكِ أحسـنُ صـورة ٍوأقوَمُها، في الخَلـقِ، منـهُ استمـدّتِ
ونعتِ جـلالٍ منـكِ يعـذبُ دونـهُعذابـي، وتحلـو، عِنـدَهُ لـيَ قتلَتـي
وسِرِّ جَمـالٍ، عنـكِ كُـلُّ مَلاحَـةٍبـهِ ظهـرتْ فـي العالميـنَ وتـمَّـتِ
وحُسنٍ بهِ تُسبـى النُّهَـى دَلّنـي علـىهـوىً حَسُنَـتْ فيـهِ لعـزِّك ذلَّتـي
ومعنىً ، ورَاءَ الحُسـنِ، فيـكِ شهِدتُـهُبـهِ دَقّ عـن إدراكِ عَيـنِ بَصيـرَتـي
لأنـتِ مُنـى قلبـي، وغايَـة ُ بُغيَتـيوأقصى مُرادي، واختيـاري، وخِيرَتـي
خلعتُ عذاري واعتـذاريَ لابـسَ الخلاعـةِ مسـروراً بخلعـي وخلعتـي
وخلعُ عذاري فيكِ فرضى وإنْ أبـى اْقترابـيَ قومـي والخـلاعـة ُ سنَّـتـي
وليسوا بقومي مـا استعابـوا تَهتُّكـيفأبدَوْا قِلىً واستحسنوا فيـكِ جفوتـي
وأهليَ فـي ديـنِ الهـوى أهلـهُ وقـدرضُوا ليَ عاري، واستطابـوا فضيحتـي
فمن شاء فليغضـبْ سـواكِ ولا أذى ًإذا رضيـتْ عنَّـي كـرامُ عشيـرتـي
وإنْ فَتَـنَ النُّسَّـاكَ بعـضُ محـاسـنٍلديكِ، فكُـلٌّ منـكِ موضِـعُ فِتنَتـي
وما احترتُ، حتى اخترتُ حُبّيكِ مَذهباًفوا حيرتي إنْ لـمْ تكـنْ فيـكِ خيرتـي
فقالت هوى غيري قصدتَ ودونـهُ اقْتَصَدتَ، عميّاً، عـن سـواءِ مَحجّتـي
وغرّكَ، حتى قُلتَ مـا قُلـتَ، لابِسـاًبهِ شَيـنَ مَيـنٍ لبـسُ نفـسٍ تمنَّـتِ
وفي أنفَسِ الأوطـارِ أمسَيـتَ طامعـاًبنفـسٍ تعـدَّت طَورَهَـا فتـعـدّتِ
وكيـفَ بحبـى وهـوَ أحسـنُ خلـةٍتفـوزُ بدعـوى وهـيَ أقبَـح خلَّـة ِ
وأينَ السُّهَا مِـن أكْمَـهٍ عـن مُـرادِهِسَها، عَمَهـاً، لكـنْ أمانيـكَ غـرّت
فقمـتَ مقامـاً حُـطَّ قـدرُكَ دونَـهُعلى قـدمٍ عـن حظِّهـا مـا تخطَّـتِ
ورُمتَ مرامـاً، دونَـهُ كـم تطاوَلـتبِأعناقِهـا قــومٌ إلـيـهِ فـجـذَّت
أتيتُ بيوتـاً لـم تُنَـل مـن ظهورهَـالَـدَيّ، فَدَعنـي مـن سَـرَابٍ بِقيعـة
وبينَ يـدِي نجـواكَ قدَّمـتَ زخرفـاًتـرومُ بـهِ عِـزّاً، مرامِيـهِ عَــزّتِ
وجئتَ بِوَجـهٍ أبيـضٍ، غيـرَ مُسقِـطٍلجاهِكَ في داريـكَ حاطِـبَ صفوتـي
ولو كنتَ بي من نقطة ِ البـاءِ خفضـة ًرُفعـتَ إلـى مـا لَـمْ تنلـهُ بحيلـة ِ
بحيثُ تـرى أن لا تـرى مـا عَدَدتـهُوأنَّ الّـذي أعددتَـهُ غـيـرُ عُــدَّة ِ
ونَهجُ سبيلـي واضِـحٌ لمـنِ اهتـدَىولكنَّهـا الأهـواءُ عَمَّـت فأعمَـتِ
وقد آنَ أن أبـدي هـواكَ، ومـن بـهضَنـاكَ، بمـا ينَفـي ادّعـاكَ محبّتـي
حليـفُ غـرامٍ أنـتَ لكـنْ بنفسـهِو إبقاكَ وصفـاً منـكَ بعـضُ أدلَّتـي
فَلَم تهوَنـي مـا لـم تكـن فـيَّ فانيـاًولمْ تَفنَ ما لا تُجتَلـى فيـكَ صورَتـي
فدَع عنكَ دعوى الحـبّ، وادعُ لِغَيـرِهِفؤادَكَ، وادفَـع عنـكَ غَيّـكَ بالتـي
وجانبْ جَنابَ الوصلِ هيهاتَ لم يكـنوها أنتَ حيٌّ إن تكُـنْ صادقـاً مُـتِ
هوَ الحُبّ، إن لم تَقضِ لم تَقـضِ مأرَبـاًمنَ الحُبّ، فاختر ذاك، أو خَـلّ خُلّتـي
ودُونَكَ بحـراً خُضتُـهُ، وقَـفَ الأُلـىإليكِ، ومَـن لـي أن تكـونَ بقبضَتـي
وما أنا بالشَّانـي الوفـاةَ علـى الهـوَىوشأنـي الوفَـا تأتـي سِـواهُ سجيَّتـي
وماذا عسى عنِّي يُقـالُ سِـوى قضَـىفُلانٌ، هوىً ، مَن لي بِذا، وهْـو بُغيَتـي
أجَلْ أجَلـي أرضـى انقِضـاهُ صبَابَـةًولا وصلَ، إن صَحّتْ، لحبّك، نسبتـي
وإن لـم أفُـز حَقـاً إليـكِ بِنِسـبَـة ٍلعزَّيتهـا حسبـي افتخـاراً بتهـمـة ِ
ودونَ اتّهامي إن قَضَيـتُ أسًـى فمـاأسـأتُ بنفـسٍ بالشهـادة ِ سُــرَّتِ
ولي منكِ كافٍ إن هَدَرتِ دمـي، ولـمأُعـدَّ شهيـداً علـمُ داعـي منيَّـتـي
ولم تَسْوَ روحي فـي وِصالِـكِ بَذلَهـالـدَىَّ لِبَـونٍ بيـنَ صـونٍ وبـذلـة ِ
وإني، إلـى التّهديـدِ بالمـوتِ، راكـنٌومَـن هولِـهِ أركـانُ غيـري هُـدَّت
ولم تعسِفي بالقتـلِ نفسِـيَ بـل لهـابهِ تُسعفـي إن أنـتِ أتلفـت مُهجتـي
فإن صحَّ هـذا القـالُ منـكِ رفعتِنـيوأعليتِ مقـداري و أغليـتِ قيمتـي
وها أنـا مستـدعٍ قضـاكِ ومـا بـهِرضـاكِ ولا أختـارُ تأخيـرَ مـدَّتـي
وعِيـدُكِ لـي وعـدٌ، وإنجـازُهُ مُنـىولـيٌّ بغيـرِ البعـدِ إن يُـرمَ يثـبـتِ
وقد صِرتُ أرجو ما يُخـافُ فأسعِـديبـه روحَ مَيْـتٍ للحيـاةِ استـعـدتِ
وبي مَن بها نافسـتُ بالـرّوحِ سالِكـاًسبيلَ الأُلى قَبلي أبَـوا غيـرَ شِرعتـي
بِكُلّ قَبِيـلٍ كَـم قَتِيـلٍ بهـا قَضَـىأسىً لـم يفـز يومـاً إليهـا بنظـرة ِ
وكمْ في الورى مثلـي أماتـت صبابـة ًو لو نَظَـرَت عَطفـاً إليـهِ لأحيَـتِ
إذا ما أحَلّت، في هواها، دَمـي، فَفـيذُرى العِـزّ والعَليـاءِ قَـدري أحَلّـتِ
لعمـري وإن أتلفـتُ عمـري بحبِّهـاربحـتُ وإن أبلـت حَشـايَ أبـلّـتِ
ذللتُ لها فـي الحـيِّ حتـى وجدتُنـيوأدنـى منـالٍ عندهـم فـوقَ همَّتـي
وأخمَلَني وَهنـاً خُضُوعـي لَهُـم، فلَـميَرَونـي هَوانـاً بـي مَحَـلاًّ لخِدمتـي
ومِن دَرَجاتِ العِـزّ أمسَيـتُ مُخلِـداًإلى دَرَكاتِ الـذُّلِّ مـن بعـدِ نخوَتـي
فلا بابَ لي يُغشـى ولا جـاهَ يُرتجـىولاجَـارَ لـي يُحمـى لِفَقـدِ حَمِيّتـي
كأنْ لم أكـن فيهـم خطيـراً ولـم أزللديهـم حقيـراً فـي رخـاءٍ وشـدَّة ِ
ولوعَزّ فيها الذّلُّ مـا لَـذّ لـي الهـوىعلى حَسَبِ الأفعالِ فـي كُـلّ مُدّتـي
فَحالـي بِهـا حـالٍ بِعَقـلِ مُـدَلَّـة ٍوصِحّـة ِ مَجْهـودٍ وعِــزِّ مَـذَلّـة ِ
أسرَّت تمنِّى حبِّهـا النَّفـسُ حيـثُ لارقيبَ حجاً سـرّاً لسـرِّي وخصَّـتِ
فأشفقتُ من سيـرِ الحديـثِ بسائـريفتعرِبُ عـن سـرى عبـارَة عبرتِـي
يُغالِطُ بَعضـي عنـهُ بعضـي، صِيانَـة ًو مَينيَ، في إخفائـهِ، صِـدقُ لَهجَتـي
ولمَّـا أَبَــت إظـهـارهُ لجوانـحِـيبَديهَة ُ فِكـري، صُنتُـهُ عـن رويّتـي
وبالغـتُ فـي كتمـانـهِ فنسيـتُـهُوأُنسيـتُ كَتمـي مـا إليـهِ أسَـرّتِ
فإن أجنِ مِن غـرسِ المُنـى ثَمَـرَ العَنـافِلَّلـهِ نفـسٌ فـي مُنـاهـا تمـنَّـتِ
وأحلى أماني الحُبّ للنفسِ مـا قَضَـتعَنَاهـا بـهِ مَـن أذكَرَتهـا وأنسـتِ
أقامَـت لَهـا مِنّـي علـيَّ مُراقِـبـاًخوَاطِـرَ قلبـي، بالهـوَى ، إنْ ألَمّـتِ
فإن طرقتْ سرّاً مـن الوهـمِ خاطـريبِلا حاظِـرٍ، أطرَقـتُ إجـلالَ هيبَـة ِ
ويطـرَفُ طرفـي إن هممـتُ بنظـرة ِوإن بُسِطت كفِّي إلى البَسـطِ كفَّـتِ
ففي كـلِّ عضـوٍ فِـيَّ إقـدامُ رغبـةٍومن هيبة ِ الإعظـامِ إحجـامُ رهبـة ِ
لِفِـيّ وسَمعـي فـيّ آثـارُ زِحْـمَـة ٍعليها بَـدَتْ عِنـدي كإيثـارِ رحمـة ِ
لسانيَ إنْ أبـدَى إذا مـا تـلا اسمهـاله وصفُه سمعـي ومـا صـمَّ يصمُـتِ
وأذنـيَ إنْ أهـدى لسانِـيَ ذكـرَهـالقلبي ولم يستعبـدِ الصَّمـتَ صُمّـتِ
أغـارُ عليهـا أن أهـيـمَ بِحُبّـهـاوأعـرِفُ مِقـداري، فأُنكـرُ غيـرَتـي
فتُختَلَسُ الـرّوحُ ارتياحـاً لهـا، ومـاأبـرِّئُ نفسـي مـن توهُّـمِ مُنـيـة ِ
يراها على بعـدٍ عـن العيـنِ مسمعـيبطيـفِ مـلامٍ زائـرٍ حيـن يقطتـي
فَيَغبِطُ طَرفي مِسمَعـي عنـدَ ذِكرهـاوتَحسِـدُ مـا أفنَتـهُ مِنّـي، بقيّـتـي
أممتُ أمامـي فـي الحقيقـة ِ فالـورَىورائي، وكانتْ حَيثُ وجّهتُ وجهتـي
يراهـا أمامـي فـي صلاتـيَ ناظـريويشهدُنـي قلـبـي أمــامَ أئمَّـتـي
ولا غـروَ إن صلَّـى الإمـامُ إلـيَّ إنْثوَتْ في فُؤادي و هْـي قِبلـة ُ قبلتـي
وكلُّ الجهاتِ السِّتِّ نحـوي توجَّهـتبما تـمَّ مـن نُسـكٍ وحـجٍّ وعمـرة ِ
لهـا صلـواتـي بالمـقـامِ أُقيمـهـاوأشهَـدُ فيهـا أنّهـا لـيَ صَـلّـتِ
كِلانَـا مُصَـلٍّ واحِـدٌ، ساجِـدٌ إلـىحقيقَتِهِ، بالجمـعِ، فـي كـلّ سجـدَة ِ
وما كان لي صَلّى سِـواي، ولـم تكـنصلاتي لغيـري فـي أدا كـلِّ ركعـة ِ
إلى كم أُواخي السِّترَ ها قـد هتَكتُـهُ،وحلُّ أُواخي الحُجبِ في عقـدِ بيعتـي
مُنِحتُ ولاهاً يـومَ لا يـومَ قبـلَ أنْبَدَتْ عند أخـذِ العهـدِ، فـي أوّليّتـي
فِنلـتُ ولاهـاً لابسـمـعِ ونـاظـرٍولا باكتسـابٍ واجتـلابِ جبـلَّـة ِ
وهِمتُ بها في عالـمِ الأمـرِ حيـثُ لاظهورٌ وكانـت نَشوتـي قبـلَ نشأتـي
فأفنى الهوى مـا لـم يكُـن ثَـمّ باقيـاًهُنا، من صِفـاتٍ بينَنـا فأضمحلّـتِ
فألفيـتُ مـا ألقَيـتُ عنّـيَ صـادراًإلــيَّ ومـنِّــي وارداً بمـزيـدَتـي
وشاهدتُ نفسي بالصِّفـاتِ الّتـي بهـاتحجَّبتِ عنِّي فـي شُهـودي وحِجبَتـي
وإنـي التـي أحبَبتُهـا، لامَحـالـة ً،وكانت لهـا نفسـي علـيَّ مُحيلَتـي
فهامَت بها من حيثُ لم تدرِ، وهْـيَ فـيشُهودي، بنفس الأمـرِ غيـر جَهولَـة ِ
و قد آن لي تفصيلُ مـا قلـتُ مُجمـلاًوإجمالُ مـا فصَّلـتُ بسطـاً لبسطَتـي
أفـادَ اتخـاذي حُبَّهـا، لاتّحـادنـا،نـوادرُ عـن عـادِ المحبِّيـنَ شــذَّتِ
يَشي لي بِيَ الواشـي إليهـا، ولائمـيعليها، بها يُبـدي، لديهـا، نَصيحَتـي
فأوسِعُهَـا شكـراً وماأسلفَـت قِلَـىًوتمَنحُنِـي بِـرّاً لـصـدقِ المحـبَّـة ِ
تقرَّبـتُ بالنَّفـسِ احتسابـاً لهـا ولـمْأَكـنْ راجِيـاً عنهـا ثوابـاً، فأدنَـتِ
وقدَّمـتُ مالـي فـي مآلـيَ عـاجـلاًومـا إنْ عساهـا أنْ تكـونَ مُنِيلتَـي
وخلَّفتُ خلفـي رؤيتـي ذاكَ مخلصـاًولسـتُ بـراضٍ أن تكـونَ مطيَّتـي
فأثنيـتَ لـي إلقـاءُ فقـريَ والغَنَـىفضيلة َ قصـدي فاطَّرحـتُ فضيلَتـي
فلاحَ فلاحي في اطّراحـي، فأصبحـتْثوابـيَ لا شيئـاً سِـواهَـا مُثيبَـتـي
وظِلْتُ بهـا، لا بـي، إليهـا أدُلّ مـنبهِ ضلَّ عن سُبلِ الهـدى وهـي دلَّـتِ
فَخَلِّ لهـا، خُلّـي، مُـرادَكَ، مُعطِيـاًقِيـادَك مـن نفـسٍ بهـا مطمئـنَّـة ِ
وأمسِ خَليّاً من حُظوظِكَ، واسمُ عـنحضيضِكَ، واثبُتْ، بعد ذلـكَ تنبُـتِ
وكن صارِماً كالوقتِ، فالمَقْتُ في عسـىوإيَّـاك عـلاَّ فهـيَ أخطـرُ عـلَّـة ِ
وفـي عِلمِـهِ، عـن حاضِريـهِ مزِيَّـة ٌنشاطـاً ولا تُخلِـدْ لعجـزٍ مُـفَـوِّتِ
وَأقدِمْ، وقَدّمْ مـا قَعـدتَ لـهُ مـعَ الخوالِفِ، وَاخرُج عـن قيـود التّلفّـتِ
وجُذّ بسيفِ العزمِ سـوفَ فـإن تَجِـدْله نَفَساً فالنَّفـسُ إن جُـدتَ جَـدَّتِ
وأقبِلْ إليهـا، و انحُهـا مُفلِسـاُ، فقـدوصَيتَ لِنُصحي، إن قبِلـتَ نصحيتـي
فلـم يَـدنُ منهـا موسِـرٌ باجتِهـادِهِوعنهـا بـهِ لـم ينـأَ مؤثـرُ عسـرَة ِ
بذاكَ جرى شـرطُ الهـوى بيـن أهلـهِوطائفـة ٌ، بالعَهـدِ، أوفَـت فوَفَّـت
متى عصفَت ريحُ الـولا قصفـتْ أخـاغَنـاءٍ، ولـو بالفَقـرِ هَبّـت لَرَبّـت
وأغنـى يميـنٍ باليـسـارِ جـزاؤهـامُدى القطعِ ما للوصلِ في الحبِّ مُـدَّتِ
وأخلِص لها واخلصْ بها عن رُعونـة ِ افتقـارِكَ مـن أعمـالِ بـرٍّ تـزكَّـتِ
وعادِ دواعي القيلِ و القالِ، وانجُ مـنعوادي دعاوٍ صدقُهـا قصـدُ سُمعـة ِ
فألسُنُ مَـن يُدعـى بألسَـنِ عـارِفٍوقد عُبِرَتْ كـل العِبـاراتِ، كَلّـتِ
وما عنـه لـم تُفضَـحِ، فإنّـكَ أهلُـهُوأنتَ غريبٌ عنه، إن قلـتَ، فاصْمـتِ
سَمِعتَ سِواها، وهيَ في الحُسْنِ أبـدَتِغدا عبدَه مـن ظَنَّـه خَيـرَ مُسكِـتِ
فكُن بَصَراً وانظر وسمعـاً وعـهْ وكـنْلساناً وقُـل فالجمـعُ أهـدَى طريقـة ِ
ولاتتّبِـع مَنْـض سَوّلَـت نفسُـهُ لَـهُفصـارَت لـهُ أمَّـارةً واستـمـرَّتِ
ودَع ما عداهَا واعدُ نفسكَ فهـي مِـنعِدَاها وعـذ منهـا بأحصَـنِ جُنَّـة ِ
فنَفسيَ كانَـت، قبـلُ، لَوّامَـةً متـىأُطِعها عَصَت ، أو أعصِ عنها مُطيعَتـي
فأوردتُهـا ماالمـوتُ أيسـرُ بعـضِـهِوأتعَبتُهـا، كَيمـا تَكـون مُريحـتـي
فعـادت، ومهمـا حُمّلَتْـهُ تحَمّـلَـتْهُ مِنّـي، وإنْ خَفَفـتُ عنهـا تـأذَّتِ
و كَلَّفتهُـا، لا بـل كَفَلـتُ قيامهـابتكليفيهـا حتـى كلفـتُ بِكُلْفـتـي
وأذهبـتُ فـي تهذيبهـا كـلَّ لـذَّة ٍبإبعادِهـا عـن عادِهـا، فاطمـأنّـتِ
ولم يبـقَ هـولٌ دونهَـا مـا ركبتُـهُوأشهَـدُ نفسـي فيـهِ غيـرَ زَكيّـة ِ
وكـلُّ مقـامٍ عـن سلـوكٍ قطعتُـهُعُبـودِيّـةً حَقّقتُـهـا، بـعُـبـودة ِ
وصرتُ بِها صَبّاً، فلمّـا تركـتُ مـاأُريـدُ، أرادَتـنـي لـهـا وأحـبّـتِ
فَصِرتُ حبيبـاً، بـل مُحِبّـاً لِنفسِـهِ،وليسَ كقَـولٍ مَـرّ، نفسـي حبيبتـي
خَرَجتُ بها عنّـي إليهـا، فلـم أعُـدإلـيَّ ومثلـي لا يـقـولُ برجـعـة ِ
وأفرَدتُ نفسي عن خُروجي، تكرّمـاً،فلم أُرضهَـا مـن بعـدِ ذاكَ لصحبَتـي
وغَيّبتُ عن إفـرادِ نفسـي، بحيـثُ لايُزاحمُنـي إبـداءُ وصـفٍ بحضـرَتـي
و ها أنا أُبدي، فـي اتّحـاديَ، مَبدَئـيوأُنهي انتهائـي فـي تواضُـعِ رِفعَتـي
جَلَت ، في تَجَلّيها، الوُجـودَ لِناظـريففـي كـلِّ مرئـيٍّ أراهـا بـرؤيـة ِ
وأُشهِدتُ غَيبي، إذ بَـدت، فوجدتُنـيهُنالـكَ إيّاهـا بجـلـوة ِ خلـوتـي
وطاحَ وُجودي في شُهودي، وبِنتُ عـنوُجودِ شُهـودي، ماحيـاً، غيرَمُثبِـتِ
وعانقتُ ما شاهدتُ في محـوِ شاهـديبمَشهدِهِ للصّحـوِ، مـن بَعـد سَكرَتـي
لِيجمَعَ شَملـي كُـلُّ جارِحـة ٍ بهـاوذاتـي بذاتـي إذ تحَـلـت تجـلَّـتِ
فَوصفيَ، إذ لم تُـدْعَ باثنَيـنِ، وَصفُهـاوهيئتُهَـا إذ واحـدٌ نـحـنُ هيئـتـي
فإن دُعِيَت كنـتُ المُجيـبَ وإن أكـنمنادَىً أجابـت مـن دعانـي ولبَّـتِ
وإن نَطَقَت كنتُ المُناجـي، كـذاك إنقصَصتُ حديثـاً إنَّمـا هـي قصَّـتِ
فقـدْ رُفعـت تـاءُ المخاطَـبِ بيننـاوفي رفعِهَا عن فُرقـة ِ الفـرقِ رفعتـي
فإن لم يُجـوِّز رؤيـة َ اثنيـن واحـداًحِجَـاكَ ولـم يثبـت لبُعـدِ تثـبُّـتُ
وأُعرِبُ عنها، مُغرِباً، حيثُ لاتَ حـينَ لَبـسٍ، بتَبيانَـي سَمـاعٍ ورؤيَـة ِ
وأُثبِـتُ بالبُرْهـانِ قولـيَ، ضـاربـاًمثـالَ محـقٍّ والحقيـقـة ُ عُمـدَتـي
بمتبوعةٍ يُنبيـكَ فـي الصَّـرعِ غيرُهـاعلى فمِها فـي مسِّهـا حيـثُ جُنَّـتِ
ومـن لُغَـةٍ تبـدو بغـيـرِ لِسانِـهـاعليـهِ براهيـنُ الأدلَّــة صـحـتِ
فلو واحِداً أمسَيتَ أصبحـتَ واجِـداًمُناَزلـةً مـا قلتـهُ عــن حقيـقـة ِ
و لكن على الشِّركِ الخفيُّ عَكَفـتِ لـوعرفتَ بنفسِ عن هدى الحـقِّ ضلَّـتِ
وفـي حُبّـهِ مَـن عـزَّ توحيـدُ حِبِّـهِفبالشّـركِ يَصلـى مِنـهُ نـارَ قَطيعَـة
وما شانَ هذا الشّأنَ مِنكَ سِوى السَّوىو دعواهُ، حقّاً، عنكَ إن تُمـحَ تثبُـت
كذا كنتُ حيناً قبلَ أن يُكشَفَ الغِطَـامِـنَ اللَّبـسِ، لا أنفـكُّ عـن ثَنَوِيَّـة
أروحُ بفـقـدٍ بالشـهـودِ مؤلِّـفـيو أغـدو بوجـدٍ بالوجـودِ مشتِّتـى
يُفرِّقنـي لـيَّ التـزامـاً بمحـضَـريويجمعُنـي سلـى اصطلامـاً بِغَيبَـتـي
أخالُ حضيضي الصّحو،والسُّكرَ معرَجيإليها ومحـوِي مُنتهـى قـابَ سِدرتـي
فلمّا جلَـوتُ الغَيـنَ عنّـي اجتَلَيتُنـيمفيقـاً ومنـي العيـنُ بالعيـنِ قـرَّتِ
ومِن فاقتـي، سُكـراً، غَنيـتُ إفاقـة ًلدى فَرقي الثَّانـي فَجمعـي كَوَحدَتـي
فجاهِد تُشاهد فيـكَ منـكَ وراءَ مـاوصَفتُ، سُكوناً عن وُجـودِ سَكينـة ِ
وبـي موقفـي، لا بـل إلـيّ تَوَجّهـيكـذاكَ صَلاتـي لـي، ومِنّـيَ كَعبتـي
فلا تَـكُ مفتونـاً بِحُسنِـكَ، مُعجبـاًبنفسِك موقوفـاً علـى لبـس غـرَّة ِ
وفارِق ضَلالَ الفَرقِ، فالجمـعُ مُنتِـجٌهُـدى فِرقَـة ٍ، بالاتّحـادِ تَـحَـدّتِ
وصـرِّح باطـلاقِ الجمـالِ ولا تقـلبِتَقييـدهِ ، مَيـلاً لـزُخـرُفِ زيـنَـة
فكُـلُّ مَليـحٍ حُسنـهُ مِـن جمالـهـامُعارٌ لهُ، بـل حُسـنُ كـلّ مَليحـة ِ
بها قيسُ لبنى هـامَ بـل كـلُّ عاشـقٍكمجنـونِ ليلـى أو كُثيِّـرِ عَــزَّة ِ
فكُلٌّ صَبا منهُم إلـى وَصـفِ لَبسِهـابصورة ِ حُسنِ لاحَ في حُسـنِ صـورة ِ
ومـا ذاكَ إلاّ أنْ بــدَتْ بِمظـاهِـرٍفظنُّـوا سِواهَـا وهـيَ فيهـا تجلَّـتِ
بدَت باحتِجـابٍ، واختَفَـت بمظاهِـرٍعلى صِبَغِ التّلويـنِ فـي كُـلِّ بَـرزَة ِ
ففـي النّشـأة ِ الأولـى تَـرَاءَتْ لآدَمٍبمظهرِ حـوا قبـلِ حُكـمِ الأمومـة ِ
فهـامَ بهـا، كَيمـا يكـونَ بـهِ أبـاًويَظهَـرَ بالزّوجيـنِ حُكْـمُ البُـنُـوّة ِ
وكان ابتـدا حُـبِّ المظاهِـرِ بعضَهـالِبعـضٍ، ولا ضِـدٌّ يُصَـدّ بِبِغـضَـة ِ
ومـا برحَـت تبـدو وتخفَـى لِعلَّـة ٍعلى حسبِ الأوقاتِ في كـلِّ حقبـة ِ
وتَظهَـرُ لِلعُشّـاقِ فـي كُـلِّ مظْهَـرٍمِنَ اللّبسِ، في أشكال حُسـنٍ بدِيعَـة ِ
ففـي مـرَّةٍ لُبنـى وأُخـرى بُثيـنـة ًوآوِنَـةً تُـدعَـى بـعـزَّةَ عــزَّتِ
ولسـنَ سِوَاهـا لا ولا كُـنَّ غيرهَـاوما إنْ لها، في حُسنِها، مِـنْ شَريكَـة ِ
كَـذاكَ بِحُكـمِ الإتّحـادِ بِحُسنِـهـاكما لي بَـدَت، فـي غَيرِهـا وَتَزَيّـتِ
بدوتُ لهـا فـي كـلِّ صـبّ متيَّـمٍبــأيِّ بـديـعٍ حُسـنُـهُ وبِـأيّـة ِ
و ليسوا، بِغَيري فـي الهـوَى ، لتَقَـدّمٍعلـيَّ لسبـقٍ فـي اللَّيالـي القديمـة ِ
وما القَومُ غَيري فـي هَواهـا، وإِنّمـاظهرتُ لهم للَّبـس فـي كـلِّ هيئـة ِ
ففـي مـرَّة ٍ قيسـاً وأخـرى كُثيـراًوآونـة ً أبــدو جمـيـلَ بُثيـنـة ِ
تَجَلّيتُ فيهِم ظاهِـراً، واحتَجَبـتُ بـاطِناً بهِمِ، فاعجَـب لِكَشـفٍ بِسُتـرة ِ
وهُنَّ و هُـمْ لا وهـنَ وهـمٍ مظاهـرٌلنـا، بِتَجَلّينـا بِـحُـبٍ ونَـضْـرَة ِ
فكُلُّ فتى حُبٍّ أنا هُـوَ، وهـيَ حِـببُّ كلِّ فتـى والكـلُّ أسمـاءُ لُبسـة ِ
أسـامٍ بهـا كنـتُ المسمَّـى حقيقـةًوكنتُ لـيَ البـادي بِنَفـسٍ تَخَفّـتِ
ومازلـتُ إيَّاهـا وإيَّـايَ لـم تــزلْو لا فرقَ بـل ذاتـي لذاتـي أحبَّـتِ
وليسَ معي، في المُلكِ شـيءٌ سِـوايَ أومعيَّـة ُ لـم تخطُـرْ عـلـى ألمعـيَّـة ِ
وهـذِي يـدي لا أنّ نفسـي تخوَّفـتسـواي، ولا غيـري لخيـري ترجـت
ولا ذُلَّ إخمـالٍ لِـذِكـري تَوَقّـعَـتولا عِـزَّ إقبـالٍ لشكـري تـوخّـتِ
ولكن لصدِّ الضّـدِّ عـن طعنـهِ علـىعُـلا أوليـاءِ المنجـديـنَ بنجـدتـي
رجعـتُ لأعمـالِ العبـادة ِ عـادة َوأعـدَدتُ أحـوالَ الإرادة ِ عُـدّتـي
وعُدتُ بنسكي بعد هتكي وعُدتُ مِـنخلاعـة ِ بسطـي لانقبـاضٍ بعـفّـة ِ
وصُمتُ نهـاري رغبـة ً فـي مثوبـة ٍو أحيَيْتُ ليلـي، رَهبْـة ً مِـن عُقوبَـة
وعمّـرتُ أوقاتـي بِـوردٍ لِــوارِدٍ،وصَمتٍ لسمـتٍ واعتكـافٍ لحرمـة ِ
وبنتُ عَنِ الأوطـانِ هجـرانَ قاطـعٍمُواصلة َ الإخـوانِ واختـرت عُزلتـي
ودققتُ فكـري فـي الحـلالِ تورُّعـاًوراعيتُ، فـي إصـلاحِ قُوتـيَ، قُوّتـي
وأنفقتُ مِن يُسـرِ القَناعـة ِ، راضِيـاًمن العيشِ فـي الدُّنيـا بأيسَـرِ بُلغـة ِ
وهَذّبـتُ نفسـي بالرياضَـة ِ، ذاهِبـاًإلى كشفِ ما حُجبُ العوائـدِ غطّـتِ
وَجَرَّدتُ، في التجريدِ، عزمـي تَزَهُـداًوآثَرتُ في نُسْكـي استِجابَـةَ دعوتـي
متى حِلتُ عن قولي أنـا هِـيَ أو أقُـلوحاشَـا لمثلـي أنَّهـا فـيَّ حـلّـتِ
ولَستُ على غيـبٍ أحيلُـكِ، لا و لاعلى مُستحيلٍ، موجِبٍ سَلـبَ حيلَتـي
وكيفَ، وباسـمِ الحـقّ ظـلَّ تحَقُّقـيتكـونُ أراجيـفُ الضّـلالِ مُخيفَتـي
وهـا دِحيّـة ٌ، وافـى الأميـنَ نبيَّنـابِصورَتهِ، فـي بَـدءِ وحـيِ النّبـوءة ِ
أجبريلُ قُل لـي كـانَ دحيـة َ إذ بـدالِمُهدي الهُـدى ، فـي هَيئـة ٍ بَشَريّـة
وفـي علمِـهِ مـن حاضريـهِ مزيّـة ٌبماهيّـة ِ المرئـيِّ مـن غيـرِ مـريـة ِ
يـرى مَلَكـاً يُوحـي إليـهِ وغـيـرُهُيَـرى رَجُـلاً يُدعـى لَديـهِ بِصُحبَـة
ولـي، مِـن أتَـم الرُّؤيتيـنِ، إشـارَة ٌتُنـزِّهُ عـن رأى الحلـولِ عقيـدتـي
وفي الذِّكرِ ذكرُ اللبـس ليـس بمنكـرٍولم أعدُ عن حُكمَـي كِتـابٍ وِسُنَّـة ِ
منحتُكَ علمـاً إنْ تُـرِد كشفَـهُ فَـرِدْسَبيليَ واشـرَع فـي اتِّبـاعِ شَريعَتـي
فَمُتبَـعُ صَـدِّى مـن شـرابٍ نقيعـهُبِساحِلِـهِ صَونـاً لِموضِـعِ حُرمـتـي
و لا تَقرَبـوا مـالَ اليتيـمِ، إشَـارَة ٌلكـفِّ يـدٍ صُـدَّت لـه إذ تصـدّتِ
و ما نالَ شيئاً منهُ غيري سـوى فتَـىًعلى قدمي في القبضِ والبسطِ مـا فتَـى
فلا تَعشُ عن آثارِ سَيريَ، واخشَ عـيْنَ إيثارِ غيري، واغـشَ عَيـنَ طريقتـي
فؤادي وَلاها، صاحِ، صاحِي الفؤادِ فـيولايـة ِ أمـري داخـلٌ تحـتَ إمرتـي
ومُلكُ مَعالي العِشقِ مُلكي، وجنـديَ المَعانـي وكـلُّ العاشقـيـنَ رعيَّـتـي
فتى الحبّ، ها قد بِنتُ عنهُ بحُكـمِ مَـنيـراهُ حِجابـاً فالهـوَى دونَ رُتبـتـي
وجاوزتُ حدَّ العشقِ فالحـبُّ كالقلـىعلى شـأوِ معـراجِ اتّحـاديَ رحلتـي
فطِبْ بالهَوَى نَفساً، فقد سُدتَ أنفُسَ العِبـادِ مِـنَ العُبّـادِ، فـي كُـلّ أُمّـة ِ
وغيري على الأغيارِ يُثنـي، وللسّـوىبظاهِـرِ أعمـالٍ ونـفـسٍ تـزكـتِ
و جُزْ مُثقَلاً، لو خَـفَّ طَـفَّ موُكَّـلاًبمنقـولِ أحكـامٍ، وَمَعقـولِ حِكمـة
و حُز بالـولا ميـراثَ أرفـعِ عـارفٍغـدا همُّـهُ إيثـارَ تأثـيـرِ هِـمَّـة ِ
و تِهْ ساحباً، بالسُّحبِ، أذيـالَ عاشِـقٍبوصلٍ علـى أعلـى المجـرَّة ِ جُـرَّتِ
وجُل فـي فُنـونِ الإتّحـادِ ولاتَحِـدإلى فِئـة ٍ، فـي غيـرِهِ العُمـرَ أفنَـتِ
فواحِـدُهُ الجَـمُّ الغَفيـرُ، ومَـنْ غَـداهُ شِرذمـة ٌ حُجَّـت بأبلـغِ حُـجَّـة ِ
قمتَّ بمعنـاهُ وعِـش فيـهِ أو فَمُـتمُعَنّـاهُ، واتْبَـع أمّـة ً فيـهِ أمّــتِ
فأنتَ بهذا المَجدِ أجـدَرُ مـن أخـي اجتِهـادٍ، مُجِـدٍّ عـن رجـاءٍ وخِيفَـة ِ
وغَيرُ عَجيـبٍ هَـزُّ عِطفيـكَ، دونَـهُبِأهنَـا وأنـهَـى لــذَّة ٍ ومـسـرَّة ِ
وأوصافُ مَن تُعزى إليهِ، كمِ اصطَفَـتمِـنَ النَّـاسِ منسيّـاً وأسمـاهُ أسمَـتِ
وأنتَ علـى مـا أنـتَ عنِّـىَ نـازحٌوليـسَ الثُّريَّـا، للثَّـرى ، بِقَريـنَـة ِ
بِهـا كعِبـاراتٍ، لـدَيـكَ جَلِـيّـةٍكطورِكَ حيثُ النَّفسُ لـم تـكُ ظُنَّـتِ
وحَدُّكَ هذا، عنـدَهُ قـف، فَعنـهُ لـوْتقدَّمـتَ شيئـاً لاخترقـتِ بجـذوة ِ
و قَدْري، بحيـثُ المـرءُ يُغبَـطُ دونـهُسُمُوّاً ولكـن فـوق قـدركَ غِبطتـي
وكـلُّ الـورى أبنـاءُ آدمَ غـيـرَ أنَّنِي حُزتُ صَحوَ الجمعِ، من بينِ إخوَتـي
فسعـي كليـمـيُّ وقلـبـي منـبَّـأُبأحـمـدَ رؤيــا مقـلـةٍ أحمـديـة
وروحيَ لـلأرواحِ روحٌ و كـل مـاترى حَسَناً في الكونِ من فيـضِ طينتـي
فذرْ لـيَ مـا قبـلَ الظهـورِ عرفتُـهُخصوصاً وبي لم تدرِ فـي الـذَّرِّ رُفقتـي
ولا تُسْمِني فيهـا مُريـداً فمَـنْ دُعـيمُـراداً لهـا جَذبـاً فقيـرٌ لعصمـتـي
وألغِ الكُنـى عنِّـي ولا تَلـغُ ألكَنـاًبها فهيَ مـن آثـارِ صيغـة ِ صنعَتـي
وعن لَقَبي بالعارِفِ ارجِع فـإن تَـرَ التَّنابُزَ بالألقـابِ فـي الذِّكـرِ تُمقَـتِ
فأصغَـرُ أتباعـي علـى عيـنِ قلبـهِعرَائِـسُ أبكـارِ المَعـارِفِ، زُفَّــتِ
جنَى ثمرَ العرفـانِ مـن فـرعِ فِطنـة ٍزكا بِاتّباعي، وهُوَ مِـن أصـلِ فِطرَتـي
فإن سِيلَ عـن مَعنـىً أتَـى بغرائـبٍعن الفهمِ جلَّتِ بل عن الوهـمِ دقَّـتِ
و لا تدعُنـي فيهـا بنَعـتٍ مُـقَـرَّبٍأراهُ بِحُكـمِ الجمـعِ فَـرقَ جريـرَة ِ
فوَصليَ قَطعـي، واقترابـي تَباعُـدي،و ودِّيَ صَـدِّى وانتهائـي بَـدَاءتـي
وفي مَن بهـا ورَّيـتُ عنِّـي ولـم أُرِدسوايَ، خَلَعتُ اسمي ورَسمـي وكُنيتـي
فسِرتُ إلـى مـا دونَـه وَقَـفَ الأُلـىوضلَّـت عقـولٌ بالعوائـدِ ضـلَّـتِ
فلا وصْفَ لي والوصفُ رسمٌ كذاكَ الاسمِ وَسمٌ، فإن تَكنـي، فَكَـنِّ أو انعَـتِ
ومِن أنـا إيّاهـا إلـى حيـثُ لا إلـىعرَجتُ، وعطّـرتُ الوُجـودَ برَجعتـي
وعـن أنـا إيَّـايَ لباطـن حكـمـةٍوظاهِـرِ أحكـام، أُقيمَـت لدَعوَتـي
فغايـةُ مجذوبـي إليـهـا ومُنتـهـىمُراديـهِ مـا أسلفتُـهُ قبلـي توبـتـي
ومِنِّـيَ أَوجُ السابقـيـنَ بزعمـهِـمْحَضيضُ ثـرَى آثـارِ موضِـعِ وَطأتـي
وآخرُ مـا بعـدَ الإشـارةِ حيـثُ لاتَرَقّي ارتفـاعٍ، وضـعُ أوّلِ خَطوتـي
فمـا عـالِـمٌ إلاّ بفَضـلِـيَ عـالِـمٌو لا ناطِـقٌ فـي الكَـونِ إلاّ بمِدحَتـي
ولاغَروَ أن سُدتُ الأُلى سَبَقـوا، وقـدتمسَّكـتُ مـن طـهَ بأوثـقِ عُـروة ِ
عليهـا مَجـازيٌّ سَلامـي، فإنّـمـاحقيقـتُـهُ مِـنـي إلــيَّ تحـيّـتـي
وأطيبُ مـا فيهـا وجـدتُ بِمبتـداغرامي، وقد أبـدى بهـا كُـلَّ نَـذرَة ِ
ظهوري و قد أخفيـتُ حالـيَ مُنشـداًبهـا، طَرَبـاً، والحـالُ غيـرُ خَفيّـة ِ
بَدَت، فرأيتُ الحَزمَ في نَقـضِ توبتـي،و قامَ بها عنـدَ النُّهـى عُـذر ُمحنَتـي
فمنها أماني مَـن ضنـى جَسَـدِي بهـاأمانـيُّ آمـالٍ سَخَـت ثـمَّ شحَّـتِ
وفيها تَلافي الجِسْمِ، بالسُّقـمِ، صِحّـة ٌلـه وتـلافُ الَّنفـسِ نفـسُ الفئـوَّة ِ
ومَوتـي بهـا، وجـداً، حيـاةٌ هَنيئـةٌوإن لم أمُت في الحُـبِّ عِشـتُ بِغُصّـة ِ
فيا مُهجتـي ذوبـي جـوىً وصبابـةًويا لوعَتـي كونـي، كـذاكَ، مُذيبتـي
ويا نارَ أحشائي أقيمـي مـن الجـوَىحنايَـا ضُلوعـي فهـيَ غيـرُ قويمـة ِ
ويا حُسنَ صبري في رِضى مـن أُحبُّهـاتجمّل، وكُنْ للدّهرِ بـي غيـرَ مُشمِـتِ
ويا جَلَدي فـي جنـبِ طاعـة ِ حُبِّهـاتحمَّل عَـداَكَ الكَـلُّ كُـلَّ عظيمـة ِ
ويا جسَدي المُضنَى تسَلَّ عـن الشِّفَـاويـا كبِـدي مَـن لـي بـأن تتَفتَّتـي
ويا سقَمـي لا تُبـقِ لـي رمقـاً فقـدأبيـتُ، لبُقيـا الـعِـزِّ، ذُلَّ البَقـيّـة ِ
ويا صحَّتي ما كانَ من صُحبتي انْقضـىو وصلُك في الأحشاءِ ميْتـاً كهجـرَة ِ
ويا كلّ ما أبقى الضّنـى منّـيَ ارتحِـلْفما لكَ مـأوىً فـي عظـامٍ رَميمـة ِ
ويا ما عسَـى منّـي أُناجـي تَوَهّمـاًبياءِ النَّـدا أُونِسـتُ منـكَ بوحشـة ِ
وكلُّ الَّـذي ترضـاهُ والمـوتُ دونَـهُبـهِ أنـا راضٍ، والصّبابـة ُ أرضَــتِ
ونَفسِيَ لـم تَجـزَع بإتلافِهـا أسـى ًولو جَزِعَت كانـت بغيـري تأسَّـتِ
وفي كُـلِّ حـيٍّ كـلُّ حـيٍّ كَميِّـتٍبها، عِندهُ قَتـلُ الهَـوى خيـرُ مَوتَـة ِ
تجمَّعـتِ الأهـواءُ فيهـا فمَـا تـرىبها غَيرَ صَبٍّ، لا يـرى غيـرَ صَبـوَة ِ
إذا سَفَرَت فـي يـومِ عيـدٍ تزاحمَـتعلـى حُسنهِـا أبصـارُ كـلِّ قبيلـة ِ
فأرواحُهُـم تصبُـوا لِمعنـى جمالِـهَـاوأحداقُهُم مـن حُسنِهـا فـي حديقـة ِ
وعنديَ عيـدي كُـلَّ يـومٍ أرى بـهِجَمـالَ مُحَيّاهـا، بعَـيـنٍ قـريـرة ِ
وكلُّ اللَّيالـي ليلـة ُ القـدرِ إن دنَـتكما كُـلُّ أيَّـامِ اللِّقـا يـومُ جُمعـة ِ
و سَعيٌ لهـا حـجٌّ بـهِ كُـلُّ وَقفـة ٍعلى بابها قـد عادلَـت كُـلَّ وَقفـة ِ
و أيُّ بـلادِ اللّـهِ حَلّـت بهـا، فمـا،أراها، وفي عيني حَلَـتْ، غيـرَ مكّـة ِ
وأيُّ مكـانٍ ضمَّهـا حَــرَمٌ كــذاأرى كـلّ دارٍ أوطَنَـت دارَ هِجـرَة ِ
ومـا سكَنَتـهُ فَهـوَ بَيـتٌ مُـقَـدَّسٌبقـرَّةِ عينـي فيـهِ أحشـايَ قــرَّتِ
و مَسجِدِيَ الأقصَى مساحِـبُ بُرْدهـاوطيبـي ثَـرى أرضٍ، عليهـا تمَشّـتِ
مواطـنُ أفراحـي و مَربَـى مـآربـيوأطـوارُ أوطـاري ومأمـنُ خِيفتـي
مَغانٍ، بِها لـم يَدخُـلِ الدّهـرُ بيننـا،ولا كادَنـا صـرفُ الزّمـانِ بفُرقَـة ِ
و لا سَعتِ الأيَّـامُ فـي شَـتِّ شملِنَـاولا حكمـت فينـا اللَّيالـي بِجفـوة ِ
ولا صبَّحتنـا النَّائـبـاتُ بِنَـبـوَة ٍولا حَدَّثَتنـا الحـادِثـاتُ بنَكـبَـة ِ
ولا شنَّـعَ الواشـي بصـدٍّ وهجـرة ٍولا أرجَـفَ اللاَّحـي ببيـنٍ وسلـوَة ِ
ولا استيقظتْ عينُ الرَّقيبِ ولـمْ تـزلْعليَّ لهَـا فـي الحـبِّ عينـي رقيبتـي
ولا اختُصّ وَقـتٌ دونَ وقـتٍ بطَيبَـةٍبهـا كـلُّ أوقاتـي مواسِـمُ لــذَّة ِ
نهـاري أصيـلٌ كلُّـهُ إن تنسَّـمـتْأوائيـلُـهُ مِنـهـا بــرَدِّ تحِيّـتـي
و ليلـيَ فيهـا كـلـهُ سـحَـرٌ إذاسرَى ليَّ منهـا فيـهِ عـرفُ نُسيمـة ِ
وإن طَرَقـت لَيـلاً، فشَهـرِيَ كُـلّـهُبهـا ليلـة ُ القـدرِ ابتهاجـاً بـزورة ِ
وإن قَرُبَـت داري، فعـامـيَ كُـلّـهُربيعُ اعتـدالٍ، فـي رِيـاضٍ أريضَـة ِ
وإن رَضيـت عنـي، فعُمـريَ كُـلُّـهُزمانُ الصّبا طيبـاً، وعصـرُ الشبيبَـة ِ
لئـن جمعَـت شمـلَ المحاسـنِِِ صـورةٍشَهِـدتُ بهـا كُـلّ المَعانـي الدّقيقَـة ِ
فقَْ جَمَعَـت أحشـايَ كـلَّ صَبابـةٍبها وجوىً يُنبيكَ عـن كـلِّ صبـوة ِ
و لِم لا أُباهي كُلّ مَـن يدّعـي الهـوَىبها و أُناهـي فـي افتخـاري بحُظـوة ِ
وقد نِلتُ منها فوقَ مـا كنـتُ راجيـاًوما لم أكن أمّلـتُ مـن قُـربِ قُربَتـي
وأرغَمَ أنـفَ البَيـنِ لُطْـفُ اشتِمالِهـاعلـيَّ بمـا يُربـى علـى كـلَّ مُنيـة ِ
بها مثلَما أمسَيـتُ أصبَحـتُ مُغرَمـاًوما أَصبَحَت فيهِ من الحسـنِ أمسـتِ
فلو مَنَحت كلّ الوَرى بعضَ حُسنهـا،خَـلا يوسُـفٍ، مـا فاتَهُـم بِمَزِيّـة ِ
صرَفتُ لها كُلّي، علـى يـدِ حُسنِهـافضاعفَ لـي إحسانُهـا كـلَّ وصلَـة ِ
يُشاهِـدُ منّـي حُسنَهـا كُــلُّ ذَرّة ٍبها كلُّ طرفٍ جالَ فـي كـلِّ طرفـة ِ
ويثنـى عليهـا فـيَّ كــلُّ لطيـفـةٍبكُلّ لِسانٍ، طـالَ فـي كُـلّ لَفظَـة ِ
وأنشَـقُ رَيّـاهـا بِـكُـلّ دَقيـقَـةٍبهـا كـلُّ أنـفٍ ناشـقٍ كـلَّ هبَّـة ِ
ويسمـعُ منـي لفظهـا كـلُّ بضعـةٍبهـا كـلُّ سمـعٍ سامـعٍ متنـصِّـتِ
ويَلْثُـمُ منّـي كُـلُّ جُــزٍْ لِثامَـهـابكـلِّ فـمٍ فـي لَثمـهِ كـلُّ قبلـة ِ
وسارَ ومَتـنُ الرّيـحِ تحـتَ بِساطِـهبـهِ كـلُّ قلـبٍ فيـهِ كـلُّ محـبَّـة ِ
وأغرَبُ ما فيها استَجَدتُ، وجـادَ لـيبهِ الفتحُ كشفـاً مُذهبـاً كـلَّ ريبـة ِ
شُهودي بعَينِ الجمـعِ كـلَّ مُخالِـفٍ،ولـيَّ ائتـلافٍ صــدُّهُ كالـمـودَّة ِ
فشكري لهـذا حاصـلٌ حيـثُ برُّهـالِـذا واصـلٌ والكـلُّ آثـارُ نعمتـي
وغيري على الأغبـارِ يُثنـي وللسِّـوىسـواي، يثنِّـي منـه عطفـاً لِعطَفَتـي
وشكـريَ لـي والبِـرُّ منـيَ واصـلٌإلـيَّ ونفسـي باتِّحـادي استـبـدَّتِ
و ثَمَّ أمـورٌ تـم لـي كشـفُ سِترهـابصحوِ مفيـقٍ عـن سـوايَ تغطَّـتِ
وعنـيَ بالتَّلـويـحِ يفـهـمُ ذائِــقٌغَنِـيٌّ عـنِ التّصـريـحِ للمُتَعَـنّـتِ
بها لم يبُحْ من لـم يُبـح دمَـهُ وفـي الإشارة ِ معنًـى مـا العبـارة ُ حـدَّتِ
ومَبـدأُ إبـداهـا الـلّـذانِ تَسَبّـبَـاإلـي فُرقتـي والجمـعُ يأبـى تشتُّتـي
هُما مَعَنا فـي باطـنِ الجَمـعِ واحـدٌوأرْبَعَـة ٌ فـي ظاهـرِ الفَـرقِ عُـدّتِ
وإنّي وإيّاهـا لَـذاتٌ، ومَـن وَشـىبهـا وثنـى عنهـا صِفـاتٌ تـبـدَّتِ
فـذا مُظهـرٌ للـرُّوحِ هـادٍ لأفقِهَـاشهـوداً بـدا فـي صيغـةٍ معنـويَّـة ِ
وذا مظهـرٌ للّنفـسِ حـادٍ لرفقِـهـاو جُوداً، غـدا فـي صِيغَـةٍ صُوَرِيَّـة ِ
ومَن عَرَفَ الأشكالَ مِثْليَ لـم يَشُـبْهُ شركُ هدى ً في رفعِ إشكـالِ شبهـة ِ
فَذاتـيَ باللّـذّاتِ خَصّـت عَوالِمـيبمجموعهـا إمـدادَ جمـعٍ وعـمَّـتِ
و جادت، ولا استعدادَ كَسبٍ بفيضِها،وقبـلَ التّهَيّـي، للقبـولِ، استعـدّتِ
فبالنّفـسِ أشبـاحُ الوُجـودِ تنَعّمَـتوبالـرّوحِ أرواحُ الشّهُـودِ تَهَـنّـتِ
وحـالُ شُهودي:بيـنَ سـاعٍ لأفقِـهِ،ولاحٍ مـراعٍ رفـقـهُ بالنَّصيـحـة ِ
شهيدٌ بحالـي، فـي السّمـاعِ لجاذِبـيقَضـاءُ مَقَـرّي، أو مَمَـرُّ قضيّـتـي
ويثبِـتُ نفـيَ الإلتبـاسِ تطابـقُ المثاليـنِ بالخمـسِ الحـواسِ المبيـنـة ِ
وبين يديْ مرمـاي دونَـكَ سـرَّ مـاتلقَّتـهُ منهـا النَّفـسُ سـراً فألقَـتِ
إذا لاحَ معنى الحُسـنِ فـي أيّ صـورَةٍوناحَ مُعنّـى الحُـزنِ فـي أيّ سُـورَة ِ
يُشاهِدُهـا فِكـري بِطَـرفِ تَخيّلـيويسمعُهـا ذكـرى بمسمَـعِ فِطنتـي
و يُحضرهـا للنَّفـسِ وهمـي تصـوُّراًفيحسَبُها، في الحِـسّ، فَهمـي، نديمتـي
فأعجبُ مـن سُكـري بغيـرِ مُدامـة ِوأطـربُ فـي سـرِّي ومنـيَ طربتـي
فيرقـصُ قلبـي وارتعـاشُ مفاصلـييصفِّـقُ كالشَّـادي وروحـيَ قينتـي
ومـا برحَـت نفسـي تقـوَّتُ بالمُنـىوتمحو القوى بالضُّعـف حتـى تقـوَّتِ
هنـاك وجـدتُ الكائنـاتِ تحالفـتعلـى أنَّهـا والعـونُ منـي مُعينتـي
ليجعـلَ شملـي كـلُّ جارحـة ٍ بهـاويشملَ جمعـي كـلُّ منبـتِ شعـرة ِ
ويَخلْـعَ فينـا، بيننـا، لُبـسَ بيننـاعلـى أنَّنـي لـم أَلفِـه غيـر ألـفَـة ِ
تنبَّـهْ لنقـلٍ الحـسِّ للنَّفـسِ راغبـاًعن الدَّرسِ ما أبدت بوحـي البديهـة ِ
لِروحيَ يُهدى ذكرهـا الـرَّوحَ كلَّمـاسَرَتْ سَحـراً منهـا شمـالٌ وهبَّـتِ
ويَلتَـذُّ إن هاجَتـهُ سَمعـيَ بالضُحـىعلـى وَرَقٍ وُرْقٌ شـدَت وتغـنَّـتِ
وينعـمُ طرفـي إن روتــهُ عشـيَّـةًلإنسانِـهِ عَنهـا بُـروقٌ، وأهــدَتِ
ويَمنَحـهُ ذَوقـي ولمسـيَ أكـؤسَ الشَّـرابِ إذا ليـلاً عـلـيَّ أُديــرتِ
و يوحيـهِ قلبـي لِلجَوانِـحِ، باطِـنـاًوتَظفَـرُ آسـادُ الشّـرى بالفَريـسـة ِ
ويحضِرُني في الجمعِ مـن باسمهـا شـدافأَشهَدُهـا، عِنـدَ السّمـاعِ، بجُملتـي
فَيَنحو سَماءَ النّفحِ روحي ومَظهَري المُسَـوَّى بهـا يحنـو الأتـارِبِ تُربَتـي
فمنـيَ مجـذوبٌ إليـهـا وجــاذبٌإليهِ ونزعُ النـزعِ فـي كـلِّ جذبـة ِ
ومـا ذاكَ إلاّ أنّ نَفسـي تَـذَكّـرَتحَقيقَتها، مِن نَفسِهـا، حيـنَ أوحَـتِ
فَحَنّت لِتَجريـدِ الخِطـابِ بِبـرزَخِ التـرابِ وكــلٌّ آخــذٌ بأزمَّـتـي
و يُنبيكَ عن شأنـي الوليـدُ وإن نشَـابليـداً بإلهـامٍ كـوحـيٍ وفطـنـة ِ
إذا أنّ مَن شَـدَّ القِمـاطِ ، وحـنّ فـينشـاطٍ إلـى تفريـجِ إفـراطِ كربـة ِ
يُناغَـى فيلغـي كـلَّ كَـلٍّ أصـابَـهُويُصغـي لمَـنْ ناغـاهُ كالمتنـصِّـتِ
ويُنسيهِ مُـرَّ الخطـبِ حلـوُ خطابـهِويذكِـرهُ نجـوى عـهـودٍ قديـمـة ِ
ويُعرِبُ عـن حـالِ السّمـاعِ بحالِـهِفيُثبِـتُ، لِلرَّقـصِ، انتِفـاءَ النّقيصَـة ِ
إذا هـامَ شَوقـاً بالمُناغـي، وهـمَّ أنيطيـرَ إلــى أوطـانـهِ الأولـيَّـة ِ
يَسَكَّـنُ بالتَّحريـكِ، وهـو بِمَهـدِهِإذا، مالَـهُ أيـدي مُرَبـيّـهِ، هَــزّتِ
وجدتُ بوجدٍ آخـذي عنـد ذكرِهـابتحبيـرِ تـالٍ أو بألـحـانِ صـيِّـتِ
كما يَجِدُ المكروبُ فـي نـزعِ نفسـهِإذا، مالَـهُ رُسْـلُ المَنـايـا، تَـوَفَّـتِ
فواجِـدُ كَـربٍ فـي سيـاقٍ لفُرقَـة ٍكمكروبِ وجـدٍ لاشتيـاقٍ لرفقـة ِ
فذا نفسُهُ رقَّـت إلـى مـا بـدت بـهِورُوحـي تَرَقّـت للمبـادي العَليـة ِ
وبـابُ تَخَطِّـيَّ اتَّصالـي بحـيـثُ لاحجابَ وصالٍ عنـهُ روحـي ترقَّـتِ
على أثَري مَـن كـانَ يُؤْثِـرُ قَصْـدَهُكمثليَ فليركَـب لـهُ صـدقَ عزمَـة ِ
وكم لُجَّة ٍ قد خُضـتُ قبـلَ ولوجـهِفَقيـرُ الغِنـى مـا بُـلَّ مِنهـا بِنَغْبَـة ِ
بمـرآة ِ قولـي إن عزمـتَ أريـكـهُفأصـغِ لِمـا أُلقـي بِسَمـعِ بَصيـرَة ِ
لَفَظْـتُ مِـن الأقـوالِ لَفظِـيَ عِبـرَةًوحَظّي، مِن الأفْعالِ، فـي كـلِّ فَعلَـة ِ
ولَحظي على الأعمالِ حُسـنَ ثوابهـاوحِفظيَ، لِلأحوالِ، مِـن شَيـنِ رِيبَـة ِ
ووَعظي بِصِدقِ القَصدِ إلقـاءَ مُخلِـصٍوَلَفظي اعتِبارَ اللّفظِ في كُـلّ قِسمَـة ِ
وقلبـيَ بيـتٌ فيـه أسكـنُ دونَُــهظهـورُ صفاتـي عنـهُ مـن حجُبيَّتـي
ومنهـا يمينـي فـيَّ ركــنٌ مقـبَّـلٌومِن قِبلَتي، لِلحُكـمِ، فـي فـيّ قُبلَتـي
وحَولـيَ بالمَعنـى طَوافـي، حقيقَـة ً،وسعيي لوجهي مـن صفائـي لمروتـي
وفي حَرَمٍ مِـن باطِنـي أمـنُ ظاهِـريومِن حولـهِ يُخشـى تخطّـف جيرتـي
ونَفسي بِصَومي عـن سِـوايَ، تَفَـرُّداً،زكَت وبفضلِ الفيـضِ عنـيَ زكَّـتِ
وشَفعُ وُجُودي في شُهوديَ، ظلَّ في اتّحـاديَ وِتـراً فـي تيقّـظِ غفـوتـي
وإسراءُ سرِّي عـن خصـوصِ حقيقـةٍإليَّ كَسيـري فـي عُمُـومِ الشَّريعـة ِ
ولم ألهُ بالَّلاهوتِ عن حكـمِ مظهـريو لم أنسَ بالنَّاسـوتِ مظهـرَ حكمتـي
فعَنّي، على النّفسِ، العُقـودُ تَحكَّمـتومنّي، على الحِـسِّ، الحُـدُودُ أُقيمَـتِ
وقد جاءني منّـي رَسـولٌ، عليـه مـاعنّـتُّ، عَزيـزٌ بـي، حريـصٌ لِرَأفَـة ِ
فحكميَ مـن نفسـي عليهـا قضيتـهُولمَّـا تولَّـتْ أمرهـا مــا تـولَّـتِ
ومن عهد عهدي قبلَ عصـرِ عناصـريإلـى دارِ بَعـثٍ، قَبـلَ إنـذارِ بَعثَـة ِ
إلـيَّ رسـولاً كنـتُ منـيَ مرسـلاًوذاتـي بآياتـي عـلـيَّ استـدلّـتِ
ولما نقَلتُ النّفسَ مـن مُلـكِ أرضِهـابحكمِ الشِّرا منهـا، إلـى مُلـكِ جَنّـة ِ
وقد جاهدتْ، واستُشهدتْ في سبيلهـا،وفازَتْ بِبُشرَى بيعِهـا، حيـنَ أوفَـتِ
سَمَتْ بي لجَمعي عـن خُلـودِ سمائِهـا،ولـم أرْضَ إخـلادي لأرضِ خليفتـي
و لا فَلَـكٌ إلاّ، ومـن نـورِ باطنِـيبـهِ مَلـكٌ يُهـدى الهـدى بِمشيئتـي
ولا قُطرَ إلاَّ حلَّ مـن فيـضِ ظاهـريبهِ قطـرةٌ عنهـا السَّحائـبُ سحَّـتِ
ومن مطلّعي النُّـورُ البسيـطُ كلمعـةٍومن مشرعي البحـرُ المحيـطُ كقطـرة ِ
فكُلّـي لكُلّـي طـالِـبٌ، مُتَـوَجّـهٌوبعضـي لبعضـي جـاذبٌ بالأعنَّـة ِ
ومَن كانَ فوقَ التّحتِ، والفـوقُ تحتـهإلى وَجهِهِ الهادي عَنَـت كـلُّ وِجهَـة ِ
فتحتُ الثّرى فـوقُ الأثيـرِ لرتـقِ مـافَتَقتُ، وفَتـقُ الرّتـقِ ظاهـرُ سُنّتـي
ولا شُبهَـة ٌ، والجَمـعُ عيـنُ تَيَـقّـنٍولا جهـةٌ و الأيـنُ بـيـنَ تشتـتـي
و لا عِـدّة ٌ والعّـدَ كالحـدّ قـاطِـعٌولا مـدَّة ٌ والحـدُّ شـركُ مـوقِّـتِ
و لا نِدّ في الدّارَينِ يقضـي بنَقـضِ مـابنيتُ، ويُمضـي أمـرُهُ حُكـمَ إمرَتـي
و لا ضِدّ في الكَونَينِ، والخَلقُ مـا تـرىبهم للتَّسـاوي مـن تفـاوتِ خِلفتـي
ومنـي بـدا لـي مـا علـيّ لَبِستُـهُ؛وعنِّـي البـوادي بـي إلـيَّ أُعيـدتِ
وفـيّ شَهِـدتُ السّاجديـنَ لمَظهـريفحَقّقـتُ أنـي كُنـتُ آدمَ سَجدَتـي
ومِنْ أفقي الدّاني اجتدى رفقـيَ الهـدىومن فرقيَ الثَّاني بـدا جَمـعُ وحدَتـي
وفي صَعْقِ دكَّ الحِـسُّ خَـرّت، إفاقَـة ًلـيَ النَّفـسُ قبـلَ التَّوبـةِ الموسويَّـة ِ
فلا أينَ بعدَ العَينِ، والسّكْـرُ منـهُ قـدأفَقتُ، وعينُ الغينِ بالصَّحـوِ أصحَـتِ
وآخـرُ محـوٍ جـاءَ ختمـيَ بـعـدهُكـأَوّلِ صَحـوٍ لارتسـامٍ بِـعِـدّة ِ
وكيف دخولي تحـتَ ملكـي كأوليـاءِ ملكي وأتباعـي وحزبـي و شيعتـي
ومأخوذُ محـوِ الطَّمـسِ محقـاً وزنتُـهُبمحذوذِ صحـوِ الحـسِّ فرقـاً بكفَّـة ِ
فنقطَةُ غينِ الغينِ عن صَحـويَ انمحـتْويقظـةُ عيـنِ العيـنِ محـويَ ألغـتِ
وما فاقدٌ بالصَّحـوِ فـي المحـوِ واجـدٌلتلوينـهِ أهـلاً لتمكـيـنِ زلـفـة ِ
تساوَى النشاوى و الصُّحـاة ُ لنعتهـمبرسـمِ حضـورٍ أو بوسـمِ حظيـرة ِ
وليسوا بقَومي مَـن علَيهِـم تعاقَبَـتصفـاتُ التِبـاسٍ، أو سِمـاتُ بقيّـة ِ
ومن لم يَرِث عنِّـي الكمـالَ فناقـصٌعلـى عَقِبَيْـهِ ناكِـصٌ فـي العُقوبَـة ِ
ومـا فـيّ مـا يُفضـي للَبـسِ بقيّـةٍولا فـئَ لـي يقضـي علـيَّ بفيئـة ِ
وماذا عسَى يلقَـى جَنـانٌ ومـا بـهِيفـوهُ لسـانٌ بيـنَ وحـيٍ وصيغـة ِ
تَعانَقَتِ الأطـرافُ عنـديَ، وانطـوىبِساطُ السِّوى ، عدلاً، بحُكـمِ السوِيّـة ِ
وعادَ وُجـودي، فـي فَنـا ثَنَوِيّـة ِ الوُجـودِ، شُهـوداً فـي بَقَـا أحَديّـة ِ
فما فَـوقَ طَـورِ العَقـلِ أوّلُ فَيضَـةٍكما تحتَ طورِ النَّقـلِ آخـرُ قبضـة ِ
لذلـك عَـن تفضيلِـهِ، وهـوَ أهلُـهُنهانا علـى ذي النُّـون خيـرُ البريَّـة ِ
أشَرتُ بمـا تُعطـي العِبـارَة ُ، والـذّيتغطَّـى فقـد أوضحـتُـهُ بلطيـفـة ِ
ولَيسَ ألَستُ الأمسِ غيـراً لمـنْ غـداوجُنحي غدا صُبحـي ويومـيَ ليلتـي
و سـرُّ بلَـى للّـهِ مـرآة ُ كشفـهـاوإثبـاتُ معنـى الجمـعِ نفـيُ المعيَّـة ِ
فلا ظُلمٌ تَغشَى ، و لا ظُلـمَ يُختَشَـىونعمةُ نـوري أطفـأتْ نـار نِقمتـي
ولا وَقتَ، إلاّ حيثُ لا وقتَ حاسِـبٌوجودَ وجودي من حسـابِ الأهلَّـة ِ
ومَسجونُ حَصرِ العَصرِ لم يَـرَ مـا وَراء سِجّينِـهِ، فـي الجَـنّـة ِ الأبـدِيّـة ِ
فبي دارَتِ الأفلاكُ، فاعجَب لقُطبِهـا المُحيطِ بها ، والقُطـبُ مركَـزُ نُقطَـة ِ
ولا قطبَ قبلـي عـن ثـلاثٍ خلفتـهُوقُطبِيّـة ُالأوتــاد ِعــن بَدَلِـيّـة ِ
فلا تَعدُ خَطّي المُستقيـمَ، فـإنّ فـي الزَّوايـا خبايـا فانتهـز خيـرَ فرصـة ِ
فعَنّي بَدَا في الـذَّرِّ فـيَّ الـوَلا، و لِـيْلبـانُ ثُـدىِّ الجـمـعِ مـنّـيَ درَّتِ
وأعجبُ مـا فيهـا شهـدتُ فراعنـيومِن نفثِ روحِ القدسِ في الرَّوعِ ورعتي
و قد أشهدتني حُسنها فشدهـتُ عـنْحجايَ ولم أُثبـتْ حـلايَ لدهشتـي
ذَهلـتُ بهـا عنِّـي بحيـثُ ظننتُنـيسِوايَ، ولـم أقصِـد سَـواء مَظِنّتـي
ودَلَّني فيهـا فـي ذهولـي فلـمْ أُفـقْعَلـيّ ولـم أقْـفُ التِماسـي بظِنّتـي
فأصبحـتُ فيهـا والهـاً لاهيـاً بهـاو من ولَّهتْ شُغـلاً بهـا عنـهُ ألهَـتِ
وعن شُغُلي عنَّي شُغِلْـتُ، فَلَـو بِهَـاقضيتُ ردىً مـا كنـتُ أدري بُنقلتـي
ومِن مُلَحِ الوَجِدِ المُدَلَّـهِ فـي الهَـوى المُولَّهِ عَقلـي، سَبـيُ سَلـبٍ كَغَفلَتـي
أُسائلُهـا عنّـي، إذا مــا لَقيتُـهـاومِن حيثُ أهدَت لي هـدايَ أضلَّـتِ
وأَطلُبُهـا منّـي، وعِنـديَ لـم تـزلعجبتُ لها بي كيـفَ عنـي استجنَّـتِ
وما زِلـتُ فـي نَفسـي بهـا مُتَـرَدِّداًلِنَشوَة ِ حِسّـي، والمَحاسِـنُ خَمرَتـي
أسافـرُ عـن علـمِ اليقيـنِ لعيـنـهِإلـى حقِّـهِ حيـثُ الحقيقـة ُ رحلتـي
وأنشُدُنـي عنّـي، لأُرشدنـي عـلـىلساني إلى مسترْشـدي عنـدَ نشدتـي
وأسألني رفعي الحجـابَ بكشفـيَ النقـابَ، وبـي كانَـت إلـيَّ وسيلَتـي
وأنظرُ فـي مـرآة ِ حسنـيَ كـي أرىجَمالَ وُجودي، في شُهـوديَ طَلْعتـي
فإنْ فُهتُ باسمي أُصـغِ نحـوي تشوُّقـاًإلى مُسمِعي ذِكري بِنُطقـي، وأُنصِـتِ
وألصقُ بالأحشـاءِ كفِّـي عسـايَ أنْأُعانِقَها فـي وَضعِهـا، عِنـدَ ضَمّتـي
وأهفُـو لأنفاسـي لَعلّـيَ واجِــديبِهـا مُستَجيـزاً أنّهـا بـيَ مَــرّتِ
إلـى أن بَـدا منّـي، لِعَينـيَ، بـارِقٌوبانَ سنَـى فجـرى وبانـت دُجنَّتـي
هناكَ، إلى مـا أحجَـمَ العقـلُ دونَـهُوَصَلْتُ، وبي مِنّـي اتّصالـي ووُصلتـي
فأسفَرتُ بِشـرَاً، إذ بَلَغـتُ إلـيَّ عـنيقيـنِ يقينـي شـدّ رحـلٍ لسفرتـي
وأرشدتُنـي إذ كنـتُ عنِّـيَ ناشـديإلـيَّ ونفسـي بـي علـيَّ دليلـتـي
وأستارُ لَبـسِ الحِـسّ، لمـا كَشَفَتُهـاوكانت لها أسـرارُ حُكمـيَ أرخَـتِ
رفعتُ حجابَ النَّفسِ عنها بكشفـيَ النّقابَ فكانـت عـن سُؤالـي مُجيبتـي
وكنتُ جِلا مـرآة ِ ذاتـيَ مِـن صـداصفاتـي ومنِّـي أحدقَـتْ بأشـعَّـة ِ
وأشهَدتُني إيـايّ، إذ لا سِـوايَ، فـيشُهوديَ، موجـودٌ، فيَقضِـي بِزَحمـة ِ
وأسمعُني فـي ذكـريَ اسمـيَ ذاكـريونفسي بِنَفيِ الحـسّ أصغَـتْ وأسمَـتِ
وعانقتُنـي لا بالتـزامِ جـوارحـي الجوانِـحَ، لكِنّـي اعتَنَقـتُ هُوْيّـتـي
وأوجَدتنـي روحـي، وروحُ تَنَفّسـييعطِّـرُ أنـفـاسَ العبـيـر المفـتَّـتِ
وعن شِرْكِ وَصفِ الحسّ كُلّـي مُنَـزَّهوفـيَّ وقـد وحـدتُ ذاتـيَ نُزهتـي
ومـدحُ صفاتـي فـي يوفِّـقُ مادحـيلحمدي ومدحـي بالصِّفـاتِ مذمّتـي
فشاهدُ وصفي بي جليسـي وشاهـديبـهِ لاحتجابـي لـن يحـلَّ بحلَّـتـي
كـذاكَ بِفِعلـي عارِفـي بـيَ جاهِـلٌوعارفـهُ بـي عــارفٌ بالحقيـقـة ِ
فخذ علمَ أعلامِ الصِّفـاتِ بظاهـرِ المعالـمِ مـن نفـسٍ بـذاكَ عليـمـة ِ
وفَهمُ أسامي الذَّاتِ عنهـا بباطـنِ العَوالـم، مـن روحٍ بـذاكَ مُشـيـرَة ِ
ظهورُ صفاتي عـن أسامـي جوارحـيمَجازاً بهـا للحكـمِ نفسـي تسمَّـتِ
رُقُـومُ عُلُـومٍ فـي سُتُـورِ هياكِـلٍعلى ماوراءَ الحـسِّ فـي النَّفـسِ ورَّتِ
وأسماءُ ذاتـي عـن صفـاتِ جوانحـيجَوازاً لأسرارٍ بهـا، الـرّوحُ، سُـرّتِ
وآثارُهـا فــي العالمـيـن بِعِلمِـهـاوعنهـا بهـا الأكـوانُ غيـرُ غنيَّـة ِ
وُجـودُ اقتِنـا ذِكـرٍ، بأيـدِ تَحكّـمٍ،شهودُ اجتنـا شُكـرٍ بأيـدٍ عميمـة ِ
مظاهِرُ لي فيهـا بَـدَوْتُ، ولـم أكُـنعلـيّ بخـافٍ قبـلَ موطـنِ بَرزتـي

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع فيصل بن الشريف الاحمداني
 
فيصل بن الشريف الاحمداني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 01 / 2010, 19 : 10 PM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: التائية الكبرى لابن الفارض......

أستاذ فيصل شكرا ثم شكرا لما تضيفه من درر, فعلا وجدت نفسي أمام بحر واسع عميق وحالة نفسية خاصة جدا وأنا أقرأ مانشرت.
وسأعود مجددا للقراءة
تحيتي
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 08 / 2010, 46 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
محمد حليمة
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية محمد حليمة
 





محمد حليمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: التائية الكبرى لابن الفارض......

جزاك الله خيرا على نشر هذه الرائعة من روائع ابن الفارض،وننتظر المزيد.
توقيع محمد حليمة
 إنّ الـحـياة لا تقـف عـند مرض ٍ، أو نـائـبَةٍ ، أو حـِقـبة تـاريــخ ٍمـَريــر ..
فـمــا هـي إلا حـواجـز ، خـُلـقـتْ فـي طـريـقـنـا الـطـّويـل ..
ولا بـدّ لـنـا إلا وأن نـمُـرّ عـلـيـهـا ...
فـتجـلـدْ إنّ الـطـّريـقَ مـا يـزالُ طـويــلا .
محمد حليمة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إهدا خاص الى الفارس( محمد الصالح الجزائري ) علي ابو حجر الشعر العمودي 43 02 / 03 / 2021 38 : 04 PM
أيا خصيم هاته الدار حسن الحاجبي فنجان قهوة ومساحة من البوح 7 07 / 06 / 2011 37 : 11 PM
لابن الفارض ...ضنى الحب فيصل بن الشريف الاحمداني شعراء العصر العباسي 2 13 / 10 / 2010 26 : 06 PM
لك مني هاته الكلمــــات ناجية عامر الخاطـرة 6 02 / 09 / 2009 43 : 04 AM
أحلام الفارس القديم / صلاح عبد الصبور قاسم فرحات الشعر المعاصر 0 15 / 01 / 2008 38 : 01 AM


الساعة الآن 09 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|