في انتظار نعش المجنون
أنا لا زلت قابعا
هنا..
تحت الدوحة الملقاة
عارية في فم سراب سحيق
أنتظر نعش المجنون
كيما تحبني ليلي العامرية
مر الآن ألف خريف
وأنا أقبل الرمل
صوب اليسار وصوب اليمين
ومر ألف حريق
يصب على الذاكرة
حمم الشمس
غريب أنا يا بنت سعد
وأمري غريب
أيتها المكتوبة بجدائل الريح على التمائم
بلون البريق
مر بي ضباع نجد
تجر على الرمل حبال المشانق
ومواكب للعبيد
تصفف أكوام القطن
على قارعة الطريق
فشربت بعض الموت من نظراتهم
مر بي داحس كوخز الحريق
يحكي كيف ضاجع الغبراء
قبل أن تشتعل الحرب
ومر بي
عروة بن الورد
يأكل أصابع يديه
ويشرب من قرابه دم الحارث
وهارون الرشيد
يسأل عن مقبرة الخنساء
كيما يعربد الليلة الى جانبها
مر بي الهدهد الأ نيق
عائدا من جحيم سبأ
يحمل للنبي تبان بلقيس
وعبلة مرت
تناشد فيالق الرقيق
وتهدي عريها الكامل
لمن يحرر بني عبس
من عنترة
مر بي كل حائرمن تدمر
الى ملوك الغساسنة
الى جبل طارق
مر بي أيضا كل صديق
يسأل عن اتجاه الريح
وأنا أسال عن جنازة قيس
كيما تحبني ليلى
الليلة نزل الأخفش علىصدري
أفشىلي أيضا..
وشاية ضد الفراهدي
قال .أني عصيت الخليل
وأن المشنقة في انتظاري
قلت ما بال بادية الأزد
لم تلد سوى
سجونا وحراسا للزنازن
اني رأيت بنت عامر
تصفد الخيل على وتد رقيق
فكفرت بالأصوات الآتية
من جوف البئر
وكفرت بكل أسواق الغسالين
مربي ألف غريق
من مرقيس الى ابن هاني
مر بي ضجيج لا يليق
من ذي قار حتى صحراء النقب
ففكرت أن أقدم جنازة المجنون
مهرا لليلى
وفكرت أن أعطيها ..
كل بحور الخليل
وبحر الأسود
وكل قيود الصدئ العتيق
حبيب عزيزي....صيف.2009