شذى الليمون ثرثرتك
[frame="1 98"]
كانت قد اغتسلت وحنّت ضفائر شعرها، ثمّ تضمّخت بعطر الصندل الممزوج بشذى الليمون. أقبلت دون دعوة، كنت قد ابتعدت عن عالمها، وكانت تشتاق للقائي كلّما ابتسم الفجر ولاح شبح القمر قبل أن يسدل الليل ستائره الواعدة.
- ماذا تريدين من رجل سلخ قلبه عند عتبات العشق قبل دهر من الزمن ويزيد؟
لست أدري إن كان السؤال موجّهاً لها أم لذاتي المعذّبة. لكنّها قرأت في حدقتي عيني آيات القلق والعجز والتمرّد.
- دَعْكَ من الشكوى، أعرف ما أريد. هل تجرؤ على لقائي وأنا أتحرّق لعناقك الآن، هذه لحظة يقتات العشق فيها على راحتي.
دلقت صدرها عند رأسي، كانت تبحث عن لحظة عشق، عن لقاء حميم تقرأه بين أسطر أوراقي المتطايرة. أكتُبي نهاية هذا القصّ، لا تنسِ القوافي المتناحرة في لحظات البوح سيدتي.
- اقتربي، فليكن طعم جسدك آخر ما أذكر قبل الرحيل.
- الرحيل مجدّداً؟
- أقصد قبل أن يصيح ديك جاري محتجّاً. أكره الثرثرة يا حبيبتي، تدركين بأنّ الرحيل سمة الوجود ونقيض السكون الأبديّ. ترحل أفكاري كلّ لحظة إلى عوالم مجهولة، ويأتي عطرك متبجّحاً، يرفض صمتي، قبل أن أمتصّ الورد المتفتّح فوق شفتيك.
كنت قد اغتسلت قبل الرحيل، وتركتُ جسدي حقيبة سفر يحمل جميع المحظورات، ويخالف اليوم قوانين الأمن واستقرار الدول الكبرى والمارقة وألاسكا وسيبيريا، يسبح جسدي بعيداً عن مقصلة الشهوات. حتى حضرت بكلّ ما تملكين من أسلحة امرأة، تعرف كيف تكون عشيقة لحظاتي الهاربة، وغانية في حدائقي، ومديرة مدارسي، ومدبّرة خزائن ذكرياتي ويومياتي وأوراق حضوري المغيّب، كلّ هذا أنتِ تلك المرأة القادمة على أجنحة المساء. الآن أخلع ذاتي وأتنصّل من بداياتي لتكوني لحظتي القادمة
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|