| 
				
				زمن الأهوال ...
			 
 
 في زمن الأهوال ... كنت كلما طعنت البحر ، نزف من موجه وجعي ، تمطر الروح
 
 فتنتشي مزارع الألم ، و في رحلة الصبر على النزيف ، تراني قد أموت في رؤى حلم مخيف
 
 أو تصرعني يد غريبة في حكاية كئيبة ... .
 
 لكن لا أستطيع أن أموت ...
 
 في زمن الأهوال ، عافتك كل الدروب ، تلفعك الأضرحة ، نبضك أوهنه الضياع و الطواف
 
 و القلب أرهقته سحب عجاف ...
 
 في زمن الأهوال ، وجوه عانقها البؤس ، راعفة جامدة ، تتشح الليل منكفئة ، و قلوب
 
 تعتصر الغدر و الخديعة محتفئة ...، تنضب المبادئ ، القيم و الأعراف ، تختفي الطيور و
 
 الزهور و الرجال ... ، ترهبني بقية الأوصاف ... .
 
 لا تعجب ، قد يصبح الضياع مزمنا ، و ينهض الخريف موطنا ، تطل الإنسانية مكفوفة
 
 في ذهول ، ملفوفة في كفن ، الصدق ، الطهر و الوفاء ، تذوي في ذبول أدمتها الفتن ...
 
 في زمن الأهوال ، لا تبكِ على عراق ، فعرضه و أرضه و شعبه مستباح و دمه يراق
 
 و على جثة القدس متسع للحطام ، لا عليك فهذا هو السلام ، يدنّس ساحاتنا و يمطر حياتنا
 
 سمّاً برائحة الياسمين ، أفنى به شيئاً كان يسمى عربا و مسلمين ...
 
 في زمن الأهوال ، أعلن للجنون بيعتي ، الرحيل صومعتي ، فما عدت أصدق أو أثق في أحد
 
 ماهر عمر
 
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |