يا دمشقُ..
لكِ منّي يا دمشقُ فمُ شِعرٍ ثمَّ عِشْقُ
لكِ راياتُ المعالي نخـــــــوةٌ فيها و خفْقُ
لكِ إكليلُ المعاني تحــــــــتهُ الهامــــةُ أُفْقُ
عربيٌّ أنــــا أهوى فيكِ مجداً لهُ نُطقُ
و عيوناً يتهادى في مآقــيهـــــــــنَّ صِدقُ
و جمالاً كخـــيالي صــــمتُهُ بابٌ يُــــــدَقُّ
أنتِ حُسنٌ سال لحــناً فتغنّى بكِ شرقُ
النُهى فيكِ سفِينٌ و الرؤى بحرٌ يُـــشـــقُّ
للهوى إنّكِ أمٌّ كمْ إلـــيكِ اشتاقَ شـــوقُ
بمُحـــيّاكِ قصيدي دمعةُ الطـــينِ أرَقُّ
طار قلبي غيمةً للبوحِ ..إنَّ الشِعرَ ودْقُ
ينبضُ اللفظُ بأوراقي كأنَّ الحرفَ عِرْقُ
عاشقاً فيكِ دروباً كلّما ضمّتْهُ طُرقُ
و بيوتاً كبيوتِ الشِعرِ أحلى تُسْتَـــحَــقُّ
فيكِ نلقى دفء أنثى ليتَ آثارهُ حرقُ
فيكِ تغريدُ قلوبٍ و بأيدي العزّ طــــــرقُ
فيكِ منا عطرُ روضٍِ في نداهُ النورُ برقُ
أيُّ سحرٍ ذاكَ يسري في لياليكِ دِمشقُ
همسُ بدرٍ و غناءٌ في دُجى السرِّ و نقُّ
و أناشيدُ نجومٍ بصـــــداها سُلَّ حلْـــــــقُ
و ظلامُ الصبو باكٍ لهُ بالأضواء فـــتْقُ
رامَ بالجولانِ فجراً من عناقيدهِ عِتـــقُ
و على كفّيهِ شمسٌ في لغاتِ الجرحِ حقُّ
خلفَ جُدران الرزايا خيطُها الأصفَرُ شَنقُ
و دخانُ الخوف يعلو و أساطيـــرهُ خَــــــنقُ
يصرخُ الصخرُ بقومٍ لهُمُ بالنــفـــــــس رشقُ
عنبُ الصبر بأرضي فاعصروا الهمّةَ واسْقوا
فكـــــــلامٌ عتّقتهُ الأرضُ في الغـــــــــــفلةِ حُمقُ
و كلامٌ كالمـــرايا من زجاجِ الطـــــــــــهرِ رِفقُ
أنا و الأحلامُ ملحٌ فيكِ ذُبنا يا دِمــــشقُ.