إلى الشاطيء الآخر
إلى صاحب قصيدة إنتهاء السنونو أستاذي حمال السبع
إلى الشاطيء الآخر
آنستي
وأنا أمر مرور الكرام
على حديقتك الغناء
داعب روحي شذى الورد
و عبيق الريحان
وسبى قلبي الأنين .... بتراجيع الماء
رحلت بي ذكرياتي بعيدا بعيدا
هناك إلى الشاطيء الآخر
هناك اتحدا روحانا واحترقتا على نار الزمن الآخر
هناك انصهرتا وقذفتا ضمن حمم البركان الثائر
هناك...نعم هناك
رقصا قلبانا عرين على موال الأمل الكسير
واغتسلا على شلال المعاناة سويا
آنستي
عفوك لا تذكريني فلست بحاجة للذكرى
عفوك إن قرأت السلام علي
فأمسكت عنك لساني مليا
أنا رجل قد بلغت من أساي عتيا
وجراحاتي تكبلني وتوثق يديا
أنا رجل عذبتني معاناة قلبي
ففيم جراحي قربك دوما إلي
عفوك آنستي
أتلومينني و تعيبين هذي الشجون علي
وتستبدلين عواطفنا بعواصف شرقية
تنمي معاناتنا الأبدية
فعفوك لست سوى طائر
يردد صوت خفيا
ولست سوى شاعر لديك
ولكن شعري جراح لدي
فعفوك آه إذا أنت أدركت معنى الوجود لدي
لأدركت فيك معالي الثريا
وأدركت عالمنا حينما كنت نسيا لديها
وكنت بعالمك المزدهي منسيا
فمازلت أحدى قصائد عمري
وأغنيتي الأبدية
آنستي
عفوك أن طلبت منك نسياني
رغم بواكر اللقاء
عفوك آنستي
إن قطعت وصالي ورمت الجفاء
عفوك لو غيرت نواميس هذا الغثاء
ليتني كنت حكم القضاء
على هذا الزمان
لأصب جم عواصفي وعواطفي عليه
و أعدل من حرارته وبرودته
وأنهي توتر بقعته
آنستي
كم ذا أحاول كتم جراحاتي وأحاسيسي
لكن يحدث أن نلتقي ننتشي
وتعبق روحانا ويصمت قلبانا
كم ذا أحاول يا من تبدل شكي يقينا
أن أتناسى اسمك
علني أرحل مع نغمات الليل
علني أسافر مع أسراب الطيور ...مع السراب
علني أستوقف
موكب الأحلام والأماني وأنسى العذاب
لكن هيهات أحلامي المشردة مازالت راحلة
مع موكب اللا رجوع
عبثا أحاول ضم شفائف جراحاتي.
وفي خلجان فؤادي تلتقي كل سيول الأسى
والعذبات
آنستي
شذى وردك قلب أوجاعي و مواجعي
و عبيق ريحانك أخترق أضلعي
لكن نشيدك مازال يسكرني
ويبعثني لحنا في هذا الوجود
كحجر فلسطيني منضود
كأمل فلسطيني مولود
كصوت بوسنيا خلف قضبان الحدود
كجرح عراقي يلعك القيود
كنبض سوداني في دراويش الصمود
يبعثني رسالة إنسانية
عبر اصطخاب البحر وصمود البر
إلى الشاطيء الآخر
إلى العالم الثالث
إلى الأبرياء
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|