رد: غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن نفسه
أضيف لترجمتك أ.خيري هذا النص الذي كنت ترجمته من رواية 100من العزلة:
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px double teal;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]بعد شهرين كان الزواج مهددا بالإنتهاء لأن أورليانو سوغندو في محاولة لإرضاء بيترا كوتيس وإصلاح مابينهما صورها كملكة من مدغشقر.
عندما سمعت فرناندا بذلك جمعت جهازها الذي أتت به كعروس ،أعادته في حقائبها وغادرت دون توديع أحد في *ماكوندو.
لحق بها أورليانو سوغندو وقد وصلت الطريق الذي بجوار المستنقع .توسل ووعد بأن يصلح أخطاءه ليعيدها إلى البيت وكان لها بعد ذلك أن لايعاشرها إلا هي.
بيترا كوتيس، كانت واعية بقدراتها،لم تظهر أي علامات قلق.
كانت هي من حولته من فتى لرجـل.
كان فتى يملأ الخيال رأسه وتبتعد أفكاره عن الواقع كل البعد، كان يعتكف في غرفة *ملكيادوس وأخرجته هي موفرة له مكانا في هذا العالم.
طبعه كان يجعله يميل إلى الوحدة واعتزال الناس لكنها أكسبته طبعا آخر.
جعلته منفتحا، محبا للملذات ،منطلقا وممتلئا بالرغبة في الفرح و الاحتفال وقضاء الأوقات الممتعة
و حولته في النهاية إلى ذلك الرجل الذي كانت تحلم به كفتاة.
تزوج لكن هذا لم يكن ليغير شيئا فكل الفتية يتزوجون عاجلا أم آجلا؛ حتى هو لم يجرؤ على إخبارها بذلك.تصرف بطريقة طفولية مستفزا إياها ليحدث شرخا بينهما.
حين لامها ذات يوم ملامة جائرة رفضت أن تستمر معه في لعبته وسمت الأشياء بأسمائها.
قـالت له: 'المسألة هي أنك تريد الزواج، تريد الزواج من ملكة'.
فتقمص دور الغاضب ،وهو يشعر بخجل عميق من نفسه, قال أنها جرحته وأنها لاتفهمه وأنه لن يزورها أبدا بعد ذلك اليوم لكنها لم تفقد قدرتها على التحكم في نفسها ولو للحظة.
إستمعت لموسيقى العرس ولصوت المرفقعات من بيتها ولضجة الناس في الحفل وكأن كل ذلك مجرد نزوة طفولية لأورليانو سوغندو.
كانت تقول للذين واسوها وأشفقوا على مصيرها :لا تقلقوا، الملكـات جوار عندي أنا'
حين أحضرت لها إحدى جاراتها شموعا لتضيء صورة الحب الضائع ،قالت لها بثقة غامضة في النفس: 'الشمـعة الوحيـدة التي ستجعله يعود تشتعل باستمـرار.'
وكما توقعت عاد أورليانو سوغندو بمجرد انقضاء الست أسابيع الأولى بعد عرسه. لم يحضر فقط أصدقائه معه لكنه أتى بمصور متجول أيضا وبثوب فرناندا و معطف الفرو الذي كانت ترتديه في حفل الكرنفال.
في غمرة حرارة الاحتفال وحركته ألبس بيترا كوتيس الثوب الملكي توجها كملكة عرش مدغشقر ووزع صورها المطبوعة على أصدقائه.
قبلت أن تشاركه لعبته تلك لكنها كانت بداخلها تشفق عليه وهي تحس أنه كان ضائعا بدونها لدرجة أنه اخترع كل ذلك الجنون للصلح معها.
Nassira
نص ترجمته من رواية مائة عام من العزلة للكاتب الكولمبي غابرييل غارسيا ماركيز .
*ماكوندو هي مدينة في رواية مائة عام من العزلة .
*ملكيادوس رجل غجري في الرواية.[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
|