التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,849
عدد  مرات الظهور : 162,320,830

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24 / 05 / 2010, 50 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

دموع الخريف ..العاصفة الثامنة

العاصفة الثامنة
الفقرة الأولى
بينما كانت سعاد تحكي- ل (مرام )مأساتها
دخل (وليد) بعصبية و وَجَّهَ الحديث ل( مرام )
قائلاً :
ألم تستطيعين أن تُوقِفين ابنكِ عند حدّه ؟
لقد أحرجني مع الصَّحفي

فقاطعته أخته بشيء من الارتباك:
من أي جريدة هو، وما اسمه ؟.

صمت أخيها و أَوجس خيفة

فشرد بذهنه مفكِّراً ..!
حتى قاطعته( مرام) متنهدة وقد ضمت ابنها ماجد إلى صدرها:
ما عليكَ،ما عليكَ
سأحذر (ماجد) ألا يدخل إليكَ إن جاء ك زائر فيما بعد
وفي اليوم التالي نَشَر (وليد) بعض ما سَمِعه في عامود خاص مُشيرا إلى كفاح( فهد) وكانت اسم المقالة
التجارة تعتمد على الكيف لا على الكم""
_______________________________

والتي تناول فيها النشاطات المختلفة التي ساهم السيد (فهد) بجزء منها وتتمحور حول ملامح متطورة عبر الأسواق التجارية الموسمية، من إلكترونيات وما يسمى بالمجمعات التجارية واحتياجات تتوفر في الأسواق من نوع خاص وعام
ثم أضاف ( وليد) إلى المقالة صورة (السيد فهد) مُدلياً عن
حُسن إدارته لكونه أحد كبار التجار ،مما جعل (فهد) يزداد كبرياء
فهاتف السيد (فهد) الصحفي ( وليد) في اليوم التالي.. وشكره


الفقرة الثانية

خرج (أحمد) مرتجلا بسيارته نحو أخيه و فكر بأن يتصل ب (وداد)
و قبل أن يدخل المستشفى توقف عند "بائع الورد" المعاكس لمبنى المستشفى ثم دخل
و
ألقى التحية
فردَّ" بائع الورد "بالسلام ثم قال:
تفضل واختار من هذه الجنان

نظر أحمد إليه بلهفة وعيناه تحولان نحو الهاتف،
فسأله بأدب :

هل أستطيع أن استخدم الهاتف
بائع الورد: بكل ذَوقْ
تفضل،تفضل

أسند أحمد سماعة الهاتف على كتفه الأيسر، ثم أدار قرص الهاتف
فوقعت منه "سبحته" و انفرطت
في اللحظة التي أجابت بها( وداد) عليه
كادت الدهشة تقطع عليها مكالمتها
وأجابته بنبرة لا تخلو من التعجب والفرحة:
(أحمد) لا،لا أصدق، هذا أنت !

فطلب (أحمد) بأن يلتقي بها
- رفضت وداد بشدة ثم قالت:-
لن أستطيع، فأنتَ تعرف لا يمكن أن ألقاكَ إلاَّ بصحبة أخي ومن المستحيل أن ننفرد معا

فشعر أحمد بشيء يغلي ويمنعه عن الكلام ثم تمتم وقال:
حسنا،حسنا أنتِ على حق

سألتقي بأخيك وسأطلب منه أن نكون معاً
- فردَّت (وداد) بكل ابتهاج وتفاؤل
اتفقنا ... "الله يقدم ما في الخير"

وفعلا هاتف( أحمد )أخيها (هيثم)
أحمد : أهلا كيف حالك
هيثم بكل فرح وشوق :
مرحبا بك أين أراضيك يا رجل، لقد مضى زمن طويل منذ تقابلنا آخر مرة

أحمد:لقد انشغلت بمرض أخي
هيثم بشيء من الروعة:
لم أكن أعلم بذلك
سلامته وكيف هو الآن

فقال أحمد بصوت أشبه بالهمس:
أفضل من قبل
ثم أردف ولم يعطه فرصة للسؤال
أريد أن ألقاك في مقهى "ستار بوكس"

هيثم :
حسناً

فتواعدا
هنالك و بدأ يحكي (أحمد) ل (هيثم )
ويفضفض له عن حاله وظروفه:
لقد حاولت يا (هيثم ) إقناع والدي بزواجي من أختك، فاتَّخذ منّي موْقف لا يُرضي
ثم سكتَ وتحدَّث بحديث مضطَّرب مُتفكِّك...
ما العمل فأنا مُصرّ بالزواج منها وهي حلمي ؟ ....
ثم توقف مرة أخرى و تمتم
لكنْ .. لكنْ
أبي لم يقتنع بها ...
مما يجعلني أتراجع عن وداد، وذلك مفاداة لغضبه وعصيانه...

أحسَّ( هيثم )بنوع من الإهانة
فردَّ عليه :
إذنْ إنسَ أُختي ، وانسَ أنها كانت يوما ما ستكون زوجتكَ
وكل شيء قسمة ونصيب
-أحمد : ما معنى هذا الكلام
تعجب (هيثم) من سؤاله ونظر إلى أحمد نظرة قاسية
فأزاح كرسيه بعصبية ووقف مقطب الحاجبين ولم ينطق بكلمة فاغتبط ثم استدار وخرج من المقهى دونما أن يودعه ويحتسي قهوته
.....

انقضى من النهار معظمه في تلك الساعة وصل هيثم للبيت مهموما لا يعرف كيف سينقل الخبر لأخته
دقَّ باب حجرتها
ففتحت وداد الباب
والابتسامة لا تفارقها
تنتظر الخبر المفرح
هيثم مطأطأ الرأس مقطب الحاجبين
كيف حالك يا وداد ؟

وداد :
ما بكَ وكأنكَ ليس على حالكَ

هيثم
اسمعيني يا وداد جئت كي أقول لكِ ...
ثم سكت وتمتم
عندئذ تطلع إلى وجه أخته وقال متنهدا :

تمالكي نفسك يا وداد ف (أحمد) قرر الانفصال عنكِ ليرضي أبيه
فتطلعتْ( وداد) إلى وجهه بدهشة
وبدت تصغي إلى كلماته بحزن
- فقالت :
أهوَ من قال لكَ ذلك ..؟

ثم انكبت على كتف أخيها باكية كيف يكون ذلك ولما لم يقول لي
إذاً لم يعد لي ولم يعد يحبني
..
كيف سأعيش و هو اليوم الذي يشرق به حياتي، والغد الذي تبتسم له فرحتي ،والآن جاء ليقتلعني من قلبه أين ذلك الحب والوعد
لا أصدق، لا أصدق
هيثم :
لا تدعِ اليأس يَتَسَلَلْ إلى نفسكِ والظلمة تحيطكِ ،انظري إلى الغد بتفاؤل ولا تحزني

وما انتصف الليل حتى كادت الكآبة الموجعة تحيط بروح(أحمد) فوضع رأسه على وسادته وهمس لها بصوت باكي ، والعجيب أن في تلك الليلة لم يغفى له عين ولم يغمض له جفن لأن صوت الضمير يناديه وهمسها له يعذبه
"كيف أفعل ذلك بك يا حبيتي والظلم ليس من طبيعي ! "
فخرج من فراشه إلى الشرفة وكانت عقارب الساعة بطيئة وهو يقول لقد تعبت من صراع فكري فأبي يدعوني للاستسلام، وضميري ومبدأي وحُبِّي لكِ يحثني أن أكون معكِ في كل مكان فسامحيني
لقد صعب على (أحمد ) الفراق ولم يعد قادرا على احتمال معانته التي تسبب بها وما كان يؤلمه هو وعده لها بأنه سيبقى مخلصا لها ولن يبتعد عنها للأبد ، فشعر بالذنب...
وبعد انقضاء يومين رفع ( أحمد ) السماعة وهاتف (وداد ) ولكنها ما أن سمعت صوته إلا وأرخت السماعة ولم ترد عليه
ثم عاد واتصل ثانية.. و ثالثة
إلى أن ردت عليه بشيء من الاستياء:
والآن ماذا تريد ألا يكفي ما قلته لأخي

فرد أحمد
أرجوك يا وداد إني حاولت أن أبعد نفسي ولكن يبدو لي أني لن أستطيع ولكني أحاول أن أبحث عن أمل يجمعنا من جديد ولن يكون ذلك إلا إذا تحملنا مشقة الطريق

ولكن (وداد ) لم تنبس بكلمة فكانت الدموع تحتبس في عينيها وقلبها يعتصر ألما وما كان لها إلا وأرخت السماعة مكتأبة
واستمر الوضع هكذا إلى أن فاضت فيها مشاعر الحزن
،وذلك لرفض( أبو أحمد) لفكرة زواجها منه بسب العادات والتقاليد القبلية ،
فكانت هي النهاية لطريق السعادة والأمل، بل التحدي،
"فثمة أمور لا نستطيع أن ندركها من خلال من حولنا بل أقرب من هم لنا"،
وقالت يجب أن أكون صامدة وقوية ولن أدعه يسقيني المُرْ بينما كانت في أعماقها تتمنى أن يعود لها ويفتح لها جناحيه
الفقرة الثالثة
وعندما لم تحتمل ذلك راحت تفكر هل من طريقة أن يعود (أحمد) لها !
فهي كانت تعلم أنه يحبها
لم يكن لوداد إلا وأن استعانت ب(سعاد)، فهي زوجة أخيه و صديقتها منذ أيام الدراسة
بعد البحث عنها والسؤال وجدتها عند أخيها( فهد)
-رنَّتْ (وداد) جرس الباب
-فهرعت الخادمة
من الطارق؟

-وداد :هل سعاد هنا
-الخادمة:
نعم،من أنت

-وداد:
أنا صديقتها (وداد)

-مرام:
من عند الباب ؟

-الخادمة:
إنها امرأة من طرف (سعاد) يا سيدتي،

صمتت الخادمة وسألت السيدة مرام
هل أفتح الباب لها يا سيدتي؟
-مرام :نعم، أَدخليها وسأخبر(سعاد) بذلك
الخادمة تفتح الباب وبصوت هادئ تقول :
تفضلي يا سيدتي

-وداد:شكرا،لكِ
-استضافتها الخادمة ،في مجلس الضيوف ،ثم ابتسمت واستأذنتها:
عذراً، سأخبر السيدة

فابتسمت (وداد) وبدَتْ عيناها تحولان في ذلك المجلس الراقي وما فيه من أثاث وقطع مذهبة منقوشة ولوحات غالية الثمن
ثم بدأت تسائل نفسها ..

كيف هذا الغنى الفاحش لم يبدو يوماً ما على مظهر سعاد ،كيف يكون ذلك!!
حينها قطعت(سعاد) عليها خيالها
-وشهقت بصرخة:
لا أصدق ،لا أصدق
،
وداد)،يا ..فرحتي
قفزت( وداد )من مكانها وعانقت( سعاد) بشدة وشوق ، ودموعها تغمر حنين واشتياق قائلة :
-أخيراً،أخيراً، التقينا ،
أه منذ زمن لم نر بعض
يا لسخرية القدر

-سعاد:
صدقتي
"إنَّ عجلة الزمن تدور ونحن ها هنا الآن معاً"
فكادت الصداقة تتخذ مشاعرها من جديد لتحكي ما يضمرها من سكون
- ثم استطردت (سعاد) بأدب قائلة:
ما الذي ذكَّركِ بأعَز صديقة

-وداد بشيء من الحرج تنهدت:
ها، أنتِ تقولين أعَزّ صديقة،ودوما " بإذن الله"
-سعاد :
ماذا تقصدين....خيْر "إنشاء الله"...

-تابعت وداد وقلبها يعتصر حزنا وألما :
هنالك ثمة مشكلة تخصني وقد تستطيعين أن تساعديني ،فهي قريبة منكِ ومستحيلة لي

-سعاد:كفاكِ ألغاز يا (وداد) ،أما زلتي غامضة ،ألم تكشف عنكِ الحياة أسرارها؟
صمتت( سعاد) ثم تابعت ...
وهي تنظر إليها بشيء من التعَجُّب
هل تزوَّجتِ؟ !

فهمَّتْ (وداد) بالحديث ..ثم ألقت عليها
تفاصيل حكايتها مع (أحمد) زوج أخيها (سلمان ) وعن صعوبة الزواج منه،وذلك لتمسك المجتمع وعائلته بالتقاليد ،
-ثم قالت:
أنتِ يا سعاد تعلمين أنني لا أنتمي لأصول قبلية
فصمتتْ ثم تابعتْ
ليس الذنبَ ذنبي
ثم سكتتْ وتكلمتْ
، فأنا أحب خطيبي (أحمد) ولا أستطيع التنازل عنه بهذه السهولة كما أنه يحبني
ولكنه في الأوان الأخير بدأ يماطل و يتراجع
أنا خائفة ،خائفة بأن نفترق
،لا،لا
أستطيع أن أتصور ذلك فهو كل شيء لي

-فقالت (سعاد) في نبرة تمزج فيها بين التعجب واللوم:
الآن فقط عرفت أن أحمد قد خَطَب
و مَنْ !
أنت صديقة الدراسة

-وداد:لم تكن خطبة معلنة
-سعاد: ما علينا المهم أن تتم خطبتك "بإذن الله"
فسكتت ثم تكلمت سعاد:
هذا ،تخلف عُرفي!

"كيف ستتكافأ الأمم ونحن نفكر بهذا المنطق العجيب"!!
لن نتحرر، لن نتحرر ونحن هكذا !
فقاطعتها (وداد) بكل تهكم :
"إن العرب يقولون ما لا يفعلون
" أي بالمختصر نحن نرتدي رداء مزيف"

أين الفعل؟ أين العمل؟ وتطبيق الكلام!
-ثم استطردت وداد..
تصوَّرّي يا(سعاد) أخو ،(فريال ) قد تزوج من "امرأة أمريكية" وهو ذات عروق قبلية ،
وبالنسبة للكثير "المرأة الأمريكية" أَهْوَن عليهم من الجذور الغيْر قبَلية
وفي لحظة خاطفة قاطعتها سعاد
ما هذا المنطق العجيب
حالة صمت لثوان إذ ب(سعاد) و (وداد):ينطقا معا :
ولكن،لكن
فضحكتا
-ثم قالت سعاد:
تكلمي أنتِ أولاً

-وداد :حسناً
لعلَّ المشكلة تُحل "إذا ما" تدخّل زوجك (سلمان) وأقنع (أحمد) وأهله ،فمِنْ كلام (أحمد) أن ( سلمان) يحبِّكِ حُب كبير ، فقد يساعدنا ويُوفِّق بيننا

-سعاد:لقد تأخرتِ يا( وداد) إن الوضع بيني وبين سلمان غير مستقر، وسيء للغاية
ثم حَكَتْ لها سعاد عن مشكلتها وعن شكّه المدمِّر لحياتهما الزوجية منذ أن عرفته وعن عِناد أخيها( فهد) لها
-وداد: "لقد أتيتك شاكية فوجدتك باكية"
لما الحب دوما عمره قصير! ،
فاستطردت (وداد)
أتذكرين تلك الفتاة التي كانت تدرس معنا في الثانوي والتي كانت دوماً تحكي عن الحسد ونهزأ بها فلا نصدقها
رفعت( سعاد) حاجبيها وأسندت يدها على فخذها واضعة كفها على جبينها ، ثم همست :
..آ،آ... تذكرتها
-وداد:
الآن يَبْدُ لي أنَّ حياتكِ مع (سلمان) مضطربة وأن ما تعانين منه بسبب الحسد

-سعاد:
لا ،يا (وداد)" إنَّ الذِّكر يَقي الإنسان من الحسَد- فذِكْر الله هو العلاج الواقي-"، ونحن يجب أن نقرأ باستمرار و نتوكل على الله
وأنا أقول لكِ تمسَّكي ب (أحمد ) ولا تتنازلين أبداً عنه ما دام حبكما صادق

وداد :ولما ،لا ،تقولين هذا لنفسك
-سعاد :
سيفرجها الله ،ليس بيدنا يا( وداد) إلا الدعاء

الفقرة الرابعة
فقَضت( وداد) تلك الليلة مع (سعاد) حتى أنها نسيتْ ألامها و انشغلت عن مشكلتها
ثم أخذت (سعاد) تحكي عن حب (فتحي) لها
- وبشيء من الدهشة فتحت وداد فاها!
وقالت:
ماذا ! ،وهل يعرف أحد

-سعاد :
طبعا،لا

-وداد: بفضولية لنفترض، لنفترض
أن (سلمان) انفصل عنكِ، هل تقبلين بفتحي؟

سعاد:ما هذا،الذي تقولينه
-وداد:آسفة ،آسفة،إنه مجرد فضول خاطئ
- سعاد:
أنا لا أستطيع أن أهب نفسي وقلبي إلا لزوجي وأبو ابنتي
ثم استطردت قائلة:لذا، لن نصمد فكلانا متمسكٌّ بحبه
صحيح أن( فتحي) رجل ذا خُلق طيبة و طباع مميزه ولكن (سلمان) هو من في قلبي
ولكن ما يتعبني ويقلقني يا( وداد) هو شَكْ سلمان لي ثم سكتت وقالت لا أدري إلى متى سيبقى هكذا فالحب والزواج راحة وأمان وثقة متبادلة... لقد
تعبت يا وداد تعبت فهل سيدوم هذا الحال

استمرَّ( فتحي) في ذلك الأوان يتابع أخبار( سعاد) عن طريق( وليد) ، وكان يتألم لها ولم يكن له
أي حيلة للوصول إليها
حتى بدَ القلق يُعَكِّر عليه صفاء نفسه ، والخوف يَسْكن أنفاسه فأخذ يَلتمِس لحبه العذر والأمان، حتى بدأ يشعر أنه أسير لحبَّها
****
توجه
(فتحي) إلي (وليد) في المجلة ،وعندما دخل عليه صافحه
ثم حادثه والصمت يكتسح ملامحه
وقال بشيء من الحيرة:
لقد طفح الكيل يا( وليد) ولم أعدْ أتحمل مدى ل
الظلم الذي تعيشه (سعاد)،
كيف؟ وإلي متي سيظل هذا الحال ؟
يجب أن نوضِّح الأمر ل زوجها
،
-تريَّث (وليد) وهزَّ رأسه قائلا :
أنتَ مُحق لقد طالتْ المشكلة
وقد تَتَعَقَّد كلما تَأَخّْرْنا

فقاطعه فتحي
فعلا:
:أنت على حق يجب أن نوضخ الأمر

- ثم نظر( وليد) إلي( فتحي )وعقد حاجبيه بفضول وتعجّب
ثمّ سأله :
اسمح لي يا (فتحي) أن أسألك عن سر اهتمامك ب( سعاد)
وقبل أن يقاطعه( وليد )تابع كلامه
هل يمكنني أن أطرح عليكَ سؤال؟قد تكون إجابته في ذهني
إنّي أشكُّ بشيء ما ، لا أستطيع أن أُداريه

-تلعثم( فتحي )ثمَّ صمت:
وبدأ يتلفت من حوله حتى كادت عيناه تفضح مشاعره
فاحمرَّت وجنتيه
وانقلب حاله

- فهمس ( وليد ) له قائلا :
لا تخف سأكون لسرك حافظا

ألقى (فتحي ) بظهره على الجدار حتى تخلل الصقيع أضلعه
ثم تنفس بعمق قائلا
إن( سلمان) صديقي منذ الدراسة وزوجته تعني لي الكثير
وهي لا تفارق ذهني
ثم صمت وتابع
ولكن لا يعلم أحد عن مدى إعجابي الشديد بها حتى هي لا تعرف، ولم يطلعه أنه قد
اعترف لها بحبه وأنها رفضت بشدة ،

- فردَّ (وليد)بحكمة وروية :
ما الحب إلا عطاء وتضحية "فمن يدري قد تكون أنتَ بعطائك! من يخرجها من هذا البحر الهائج"
فافعل شيء يا( فتحي) وسأكون بجانب عطائك
أيها الطيب

وفعلا ذهب (وليد) لزيارة سلمان
- قائلا ل(فتحي):
سأعاود الاتصال بكَ لاحقا

اتَّجه (وليد) إلى دار(سلمان) ،فاستقبله ( سلمان )بكل رحب و سعة
وبدأ معه بالحديث
وأكّدَ له مرة أخرى
أن زوجته بريئة وطاهرة،
وأن فتحي مجرَّد قاطع طريق و كان لها عوْناً عند ولادتها
ولكن لم ينفك سلمان عن الشك وعندما شعر (وليد) بذلك
لم يكتفي بإدلائه ل (سلمان )عن براءة زوجته
بل توجّه إلى منزل
والد سلمان "الشيخ محمد"
وبعد أن دق الباب
- أجابه( أحمد) :
من في الخارج

- فرد عليه :
أنا وليد منصور

- أحمد يفتح الباب وقد انتابه التعجب قائلاً :
وليد! أهلا بكَ

- وليد :عذراً.. لقد جئت من غير سابق موعد
- أحمد :
ماذا تقول" أهلا بكَ في كل وقت"
تفضَّل،تفضَّل
مشيراً "بيده اليمنى" نحو المدخل الرئيسي للدار

مسح وليد بقدميه من فوق"السجادة الخشنة "المرمية وتقدم بخطاه عتبة منزل الشيخ محمد، ثم دخل و جلس بالمجلس المتواضع
وقد كانت ألوانه هادئة ،متوسط الحجم، وفرشه متكامل،و نوافذه تطل على حديقة المنزل المخضرة بورودها
استأذنه أحمد ليضيّفه بشيء يشربه
وما أن نهض أحمد إلا أوقفه وليد
- قائلاً:
أحمد،أحمد
...هل الشيخ (محمد) في الدار

أدار أحمد ظهره ونظر إلى وليد مجيبا بسؤال:
نعم ،ولكن لماذا؟

- وليد:هل يمكن أن أقابله
- أحمد :
بكل سرور
طبعا،طبعا ..

- وليد:أشكركَ
أحمد :
أبي، أبي
هنالك ضيف ينتظرك في الأسفل وهو صديق ل (سلمان) يودُّ أن يراك لأمر هام !...هل تستطيع أن تقابله
- الشيخ : خير إن شاء الله ... ثم هز برأسه و تابع كلامه
حسناً أمسك بيدي و خذني إليه

وعندما دخل الشيخ بعصاه صافحه السيد( وليد )بكل احترام وقال:
أنا (وليد منصور) صديق ل (سلمان) أتيت من أجل أمر هام
الشيخ يتحسس مكانه وعيناه تتخللهم عتمة ضرير :
خير يا ولدي

(وليد) قد يكون ما سأقول تدخل بشؤون ابنك (سلمان) ولكن هذا من صالحه
- الشيخ يعقد حاجبيه منصتاً إليه باستفهام :
قل لي يا ولدي لقد أقلقتني !

- وليد:
لا تخف، أتيت إليكَ لأوضح لك سوء فهم قد وقع بين ابنك وزوجته ...
فزوجة ابنكَ مظلومة وهي بالتأكيد ليست على علاقة بابن عمها

الشيخ فاتحا فاه بدهشة:
ماذا تقول ،ما هذا الكلام الذي أسمعه
ثم وجه (الشيخ) حديثه إلى أحمد قائلاً :
أصحيح ما أسمع يا أحمد كيف ابني يشكُّ بابنتي وزوجة ولدي الغالية (سعاد) ،كيف!!
ثم هزَّ رأسه مستطردا بكل عتاب :
الآن عرفتُ كل شيء
ولكن كيف عرفت يا ولدي كل ذلك ؟
ولما لم تأتي من قبل؟

- وليد:آسف ،إنْ كنت قد أزعجتك فأنا أعرف ذلكَ بحكم معرفتي لأخيها (فهد) ، كان وليد حذرا في كلامه لألا يقع بلسانه عن مدى اهتمام (فتحي ل سعاد) وسعيه بأن تعود إلى حياتها الزوجية خوفا أن يقع بشك وأسئلة ليس لديه جواب لها
- الشيخ : يتحسس مكانه رافعا رأسه وهو يبحث بعتمته عن نقطة ضوء يصل بها إلى الحقيقة حتى نطق بحكمة ورزانة:
لا يا ولدي لا تقول هذا بل أنت فسَّرت لي ما كنت أجهل
دعاه الشيخ للبقاء وتناول الغداء معه

- وليد: أعفيني يا عمي فأنا ملتزم بعملي
ثم قال له بكل احترام واستحياء:
هل تأمرني بشيء يا عمي

- الشيخ :
نعم ...
ولا عليكَ أمرْ، أريدكَ يا ولدي أن تُتُمُّ معروفك
هل تستطيع أن تحصل على رَقم السّيد (سامي) ابنْ عَم (سعاد) وذلك عن طريق أخيها (فهد)
وليد: ابشر ...
بسهولة بإذن الله
فالسيد (فهد) قريب مني و صديقي

وبالفعل عثر السيد(وليد)على رقم (سامي )من السيد( فهد) مُتَحجِّجَّا أنه يريده بخصوص عمله
هاتفه( الشيخ محمد) من بعد أن حصل على رقمه من الصحفي( وليد) ثم طلب منه أن يساعد ابنه (سلمان ) إن أَمْكَنْ
-فتفاجأ الشيخ
بأن ابن عمها (سامي)
" قد تزوج ،وهو يعيش الآن "في المنطقة الغربية
هنا اتضحت الحقيقة "
لعائلة سلمان وزوجها"
حينها تذكر (سلمان) كلمة (فتحي )صديق الطفولة
أن زوجته لم تخونه ،
وتذكر قوله عن زوجته :
"الويل،الويل" لمن ظلم"
فشرد (سلمان)متفكراً بوعدها له"
وأنها معه في الشدة والرخاء"
حتى بدَ الندم والقهر يلازمه ولعن ذلك الشك الذي دوما ينتابه
وأصبحت أيامه جحيم لا يُطاق
الفقرة الخامسة
وفي صباح مشمس مشرق التمس( الشيخ محمد) من ابنه (أحمد) أن يأخذه إلى منزل
( السيد فهد)
فارتبك أحمد متمتما :
ولكن يا أبي ...

فقطع الشيخ كلامه قائلاً:
إن كنت لا تريد ذلك فليكن

حتى تمنَّى الشيخ لو أنه كان مُبصرا
فسكت ثم نطق متأففا موجها حديثه لأحمد:
لم أعلم أن نوركَ الذي وهبه الله لي سيخذلني يوما ما ويُظلم طريقي... لم يأتي بخاطري أنك ستقف ضدي
وا أَسفاه...

ولم يكدْ أحمد يسَمْع لوم أبيه له إلا وبادر باحترام لكلماته المُقشعرة:
- فردَّ باستحياء:

سمعاً،وطاعة..... لك ما أمرت به يا أبي
ثم قبَّل جبينه واصطحبه لبيت السيد( فهد )حتى وصل إليه
ثم ضرب بكفه على مزمار سيارته ثلاث
فتح (البواب )وعلى وجهه علامات الاستفهام مشيرا بذراعه
قف،قف
ثم صرخ بصوت غاضب ...لا يمكنك الدخول اخرج
ولكن
- أجابه الشيخ من نافذة السيارة
افتح فأنا جد ابنته..
ثم تابع
هل السيد فهد هنا

- البواب مجيبا باستفهام:
نعم..
.
فسمح له البواب مضطرا لذلك
دخل إلى ذلك القصر ثم اصطحبه أحمد إلى الباب ومد عصاه ثم خرج مرتجلا من السيارة و أحمد ينتظره خارجا فهو لا يتحمل كلام (السيد فهد )الجارح
جلس الشيخ في الصالة التي يمتد منها الدرج بشكل حلزوني إلى الطابق العلوي
ولكن
لم يستطع (الشيخ محمد) أن يرى جمال و فخامة الأثاث فهو كفيف، ولكنه كان يشعر بفضاء روحي وبرودة ذلك الرخام، وأصداء بعيدة المدى
وقف( السيد فهد )على حافة الدرج الرخامي الملتوي
وهو يتحدث بكل سخرية
- هذا أنت
كيف ؟ولما ؟... أنت هنا في بيتي
هل كل هذه المأدبة من أجل سعاد!...

قال الشيخ بشيء من الحسرة:
ألا تقل لي تفضل ،أم ما زلت مُصرْ على قطع الصلة

- أجابه السيد فهد :
المهم هاتْ من الآخر فأنا لديْ مشاغل

- الشيخ محمد:
لقد جئت من أجل زوجة ابني

- فهد: ولما لم يتنازل ابنكَ و يأتي
- الشيخ بكل حرج:
كيف ؟وأنت تمتنع عن مقابلته
كما أن صحته لا تسمح له
- فهد يهزُّ كتفه باستهزاء :
ها ،ها .. صحيح نسيت
- الشيخ :
هي كلمتان .... إذا استمر الوضع
سيخسر سلمان زوجته نتيجة لسوء فهمه ، وهو الآن في قهر وندم ..
ولو كنت أعلم ذلك يا ولدي لأتيت إليكَ مُهرولا

- فهد:
أعتقد أن طلبكَ مرفوض
ولكن
سأذهب ل (أختي )وهي التي ستحكم
وعندما سأل فهد( سعاد) رفضت بشدّة وقالت:
لما لم يأتي هو مع والده ويعتذر لي

- فهد:
لقد قلت لكِ أن نيَّته سيئة ،وأنكم يجب أن تنفصلا بأقرب وقت

- تراجعت( سعاد) وقالت لأخيها:
إن (والده) ضرير ويجب أن أشكره على مجيئه وما ذنبه فأنا لا أريد أن أحملُّه ذنب ابنه فهل تسمح لي أن أنزل وأسلم عليه ؟
تقبَّل السيد|( فهد) طلبها من بعد ملاطفة منها له
دخلت (سعاد) للمجلس ثمّ سَلَّمت عليه بكل احترام وأدب
وقالت:

إن مجيئكَ غالٍي عليْ يا عمي ولكن اسمح لي فقد جرحني سلمان
ولم تكن هي المرَّة الأولى ولكن كنت أصمد حتى تراكمت أحزاني ولم يعد لي أن أكتمها

- الشيخ :
أنا أعيش مشاعرك وما تعانيه ، فقد عرفت المشكلة وأعلم بأنكِ امرأة تقية صالحة ، ولكن خُلْتُكِ أكثر صبراً فحَكِّمي عَقلك وفكري بنفسك وابنتك
ثم إن (سلمان) يحبّك
ولكن الشك يعمي حبه فبادري أنتِ

- فأجابته سعاد :
ها أنت قلتها -الشك- الذي ما عدتُ أتحمله
منذ أن تزوجنا! كانت حياتنا سعيدة ولكن كان الشك يتخلل بيتنا و النكد والوسواس يختلج في عقلي وقلبي ويزيدني غموض وحيرة
لما سلمان لا يثق بي حتى بدَ ذلك يجرح كبريائي
فأين هو اليوم مما وعد به الأمس؟
لقد أسكنني- يا عمي- بعيد عن الناس في منزل يطل على –الوادي- وعزلني عن المجتمع بسبب شكه، وكما ترى عندما تعسرت عليْ الولادة لم يكن أحد من حولي إلا قاطع طريق قد سبب له مشكلة بل أذى سمعته، فحقُّه عليه أن يشكره لا يشك به
فاسمح لي ولا تضغط عليْ

فردَّ عليها( الشيخ محمد):
ما أعرفه شيئا واحد وهو أن لديكما قدرة على إصلاح الأمور ما دمتم متحابا ثم سكت وتابع ..أعط الأمر يا ابنتي بعض الوقت فأنتم ما زلتم في مقتبل الطريق، ثم فكري بابنتكما
فصمت وأربد الشيخ محمد وجهه وراعه العبوس والتقطيب ثم أوجس خيفة وعقد الحزن لسانه وعكف على ذاته فتسربت إلى نفسه غشاوة من الكآبة

فخرج واستدار ماشيا بخطى متئدة من غير أن يلتفت وهو يبكي بمرارة و يحدث نفسه... آه ما عسا أن أفعل..

يتبع بإذن الله

خولة عبدالعزيز الراشد

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع خولة الراشد
 [gdwl]

المواجــــــهة

إن كل ما نــحتاج إليـــــه بعــد الإسْستعـــانــة بالله

هــو استــخدام قــوَّاتــنــا المُـَـتعـددة الإتــجهات

فــي إســْعـادْ أنفســنا ودَعْــــم من حــولـــنا وحُـسْـن تــوْجــيــه مـشـــاعـــرنـــا
[/gdwl]
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مصر في عين العاصفة / شاركنا في قراءتك للمشهد هدى نورالدين الخطيب قاعة الندوات والمحاضرات 9 17 / 08 / 2013 26 : 05 PM
دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة خولة الراشد الرواية 8 21 / 09 / 2010 16 : 07 AM
رواية دموع الخريف خولة الراشد الرواية 8 04 / 05 / 2009 43 : 09 AM
وعود من العاصفة.محمود درويش نصيرة تختوخ محمود درويش 0 18 / 09 / 2008 05 : 09 AM
قلب العاصفة .. 2 خيري حمدان ملف القصة / خيري حمدان 2 21 / 04 / 2008 18 : 09 PM


الساعة الآن 11 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|