التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,819
عدد  مرات الظهور : 162,174,164

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > على مرافئ العروبة وفي ساحات الوطن > أحداث وقضايا الأمّة > المقالة السياسية
المقالة السياسية المقالة السياسية عموماً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07 / 06 / 2010, 32 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
د.يوسف جاد الحق
روائي وقاص

 الصورة الرمزية د.يوسف جاد الحق
 




د.يوسف جاد الحق is on a distinguished road

حضارة النفاق دعاة حقوق الإنسان وأدعياء الديمقراطية أين هم؟ ـــ د. يوسف جاد الحق

[align=justify]لماذا اختص الغرب (الحضاري الديمقراطي) الفلسطينيين والعرب بهذا العداء السافر ضارباً عرض الحائط بما تعارف عليه البشر من شرائع وقوانين وقيم بحيث لا يخجل من تواطئه على شعب صغير أعزل كان الغرب سبب مأساته المروعة المفجعة منذ البداية، دون أن يكون طرفاً فيما وقع لليهود عنده ـ قليله أو كثيره ـ على أيدي جهات منه.‏
ما يجري اليوم على أرض فلسطين هو الصورة الحقيقية لهذا العداء المتمثل في دعمه المطلق لإسرائيل ـ طليعته في هذه الحرب ـ في عملها على إبادة الشعب الفلسطيني عن طريق الحصار والتجويع بعد عقود من صموده أمام القتل والترويع وتدمير كافة وسائل عيشه ومصادر حياته بأسلحة حديثة فتاكة يمنحها الغرب لإسرائيل مجاناً وبسخاء عجيب. وقل مثل ذلك صنعوا في العراق، ومثله في أفغانستان، ومثله في الثمانينات وقبلها وبعدها في لبنان.‏
وحين صمد الفلسطينيون زهاء قرن كامل أمام هذا كله دون تحقيق أهدافهم اللاإنسانية الاستغلالية تفتقت عبقريات أساطين عصاباتهم الإجرامية ـ الإرهابية عن فكرة الحصار التام المحكم، في عملية عزل عن العالم، غير مسبوقة في التاريخ، بجدار يحيط بشعب كامل، من كل جانب ليحوِّل أماكن وجوده فيما تبقى من أرضه إلى سجن كبير يمكِّنهم من التحكم المطلق في وسائل بقائهم على قيد الحياة، فيمنعون عنه المال والغذاء والدواء، حتى المعونات التي يقدمها إخوة لهم من عرب ومسلمين، لكي يموتوا جوعاً ومرضاً على مرأى من سائر شعوب العالم، أو قيادات تلك الشعوب، بعضها متآمر بالصمت وبعضها الآخر مشاركة ومساندة، ثم هم بعد ذلك (إرهابيون) إذ يقاومون محتلي أرضهم، لكي يدفعوا الموت عن أنفسهم، بل هم في ـ نظر أرباب النفاق والشقاق ـ مدانون بدعوى ممارسة (العنف) لمجرد أن يرفعوا الصوت احتجاجاً أو استنجاداً إزاء أعتى مجرمي العصر، ممارسي أبشع أنواع العنصرية الحاقدة، وما هو أسوأ من (هولوكوستهم)، ومن ورائهم قادة منهم يقبعون في أعلى مراكز الإدارة في بلاد (العم سام)، بدءاً من البنتاغون والخارجية والبيت الأبيض إلى البنك الدولي المتحكم في السياسات المالية الدولية ـ وكان يرأس هذا البنك إلى وقت قريب ـ بتدبير من الرئيس بوش ـ أحد كبار المخططين للتآمر على العرب والمسلمين، للعدوان على العراق وأفغانستان وفلسطين هو (بول وولفويتز). هذه المؤسسة العالمية استطاع بول وولفويتز أن يخرجها عن دورها الذي أقيمت من أجله، فيسخرها للمشاركة في حصار الشعب الفلسطيني، متواطئاً مع الجوقة إياها إلى حدِّ إنذار البنوك والمؤسسات المالية، على مستوى العالم بالامتناع عن إيصال المال لأطفال فلسطين ونسائها ورجالها تحت طائلة عقوبات صارمة تقرُّها، عند الضرورة، تلك الهيئة المسماة ـ أمماً متحدة ـ بعد أن أمست ألعوبة في أيديهم، وأداة طيِّعة تستجيب لطلباتهم كائنة ما تكون. فما أسهل أن يُملوا عليها قرارات ظالمة متحيزة، بل إجرامية تحت طائلة (البند السابع مثلاً في مجلس الأمن) تتيح لهم، متى شاؤوا، إيقاع العقوبات على من قد تدفعهم كرامتهم أو إنسانيتهم إلى الخروج على بيت الطاعة الأمريكي ـ الإسرائيلي ـ البريطاني وعدد آخر من الضالعين الآخرين المعروفين.‏
لقد أُحكم الحصار الآن على الشعب الفلسطيني تماماً، تمهيداً لعملية إبادة جماعية حقيقية هذه المرة، لكي تخلو لهم الأرض الفلسطينية من أصحابها، تحقيقاً للمقولة المضللة القديمة منذ وعد بلفور بأن هذه (أرض بلا شعب) من حقهم الاستيلاء عليها لصالح (شعب بلا أرض)..!‏
الفلسطينيون يوضعون اليوم أمام خيارين:‏
1 ـ الموت جوعاً وعطشاً ومرضاً تحت حصار محكم. أو 2 ـ الرحيل عن الأرض هرباً من الموت جوعاً أو قتلاً.‏
ويستمر إبان ذلك مسلسل القتل والتدمير تطبيقاً لنظريَّتي (الفوضى الخلاقة) و(التدمير البنّاء) دفعاً لهم للرحيل. وعلى الذين يجادلون في هذا من منكري نظرية المؤامرة، أن يتذكروا حصارهم للعراق طوال العقد الأخير من القرن الماضي. لقد مات في العراق ما ينوف على المليون ونصف المليون من البشر. مع أن حصار العراق كان اختراقه ممكناً، فهو لم يكن محاطاً بجدار عازل شيد من إسمنت مسلَّح دونه جدار برلين الذي أقام الغرب الدنيا ولم يقعدها يومئذ على رأس الاتحاد السوفياتي، بوصفه انتهاكاً لحقوق الإنسان في (الحرية والديمقراطية)..! ولكنه الإنسان الغربي أيها السادة.. أما هنا فالكائن فلسطيني عربي.. الخصم هناك عدو الغرب في الحرب الباردة، وممارس الجريمة والإرهاب الحقيقي هنا (إسرائيلهم) رأس الحربة في الغزوة الغربية الجديدة على هذه المنطقة وأهلها، بعد أن وضعوها فوق القوانين والشرائع. ذلك هو النفاق الغربي المعهود منذ القديم بدافع من كوامن عداوته لهذه الأمة.‏
هي إذاً عملية تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.. هذا على الأقل هو ما يسعون إليه، ويعملون عليه، بعد أن ضاقوا ذرعاً بمقاومة الفلسطينيين على مدى السنين دون أن يهزموا أو تلين لهم قناة، لقد صنعوا كل ما في وسعهم دون جدوى، ولو أمكنهم منع الهواء عنهم أيضاً لمنعوه لو وجدوا إلى ذلك سبيلاً, ومن يدري فقد يخطر هذا للسيد (جون بولتون) الإسرائيلي، ممثل دولة القطب الأوحد في هيئة الأمم المتحدة سابقاً فهذا الرجل كان وراء سائر القرارات الصادرة بحق العرب لصالح إسرائيل وبدفع منها، بما في ذلك القرارات (1559 ـ 1644 ـ 1680) وغيرها. وقرار محاسبة سوريا، وقرار إلغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية، رقم (3379). وهو العامل بدأب عجيب على إثارة العالم ضد إيران في مسألة تخصيب اليورانيوم، وهي التي لا تملك قنبلة نووية واحدة، وتعلن أنها لا تنوي امتلاكها، متجاهلاً في صفاقة عجيبة ترسانة الكيان الصهيوني التي تملكها الآن وقنابلها النووية الأربعمائة المسلطة فوق رؤوس سائر العرب والمسلمين في هذه اللحظة التي نعيشها، بل إن خطرها يتهدد العالم بأسره في السلم أو في الحرب على حدٍ سواء.‏
على الرغم من هذا كله فإننا على يقين بأن هزيمة العدو ومن وراءه قادمة محققة. وكما فشلت في الماضي سائر غزواتهم، فسوف تفشل هذه المرة أيضاً سائر مخططاتهم العدوانية. العدو نفسه في مأزق اليوم في فلسطين وإن بدا لبعضهم غير ذلك. كذلك حاضنته ـ الولايات المتحدة وبريطانيا ومن معها ـ في مأزق رهيب في كلٍّ من العراق وأفغانستان. مصير إسرائيل في المنطقة ككيان معتدي ومغتصب هو المهدَّد وليس الوجود الفلسطيني والعربي الراسخ في أعماق هذه الديار المقدسة منذ الأزل.‏
ومخطئ من يعتقد أن الكيان الصهيوني غير قابل للهزيمة، ما حققته المقاومة في لبنان حتى الآن وما تحققه المقاومة في العراق وفلسطين على مدار الساعة خير شاهد على ذلك، والنصر دائماً من نصيب الشعوب، فهي الأبقى وهي الأقدر على هزيمة المعتدين والغزاة.‏
أما دوافع الغرب وأسبابه في معاداتنا فلها حديث آخر.‏[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.يوسف جاد الحق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أدعياء الديمقراطية, النفاق, دعاة, يوسف جاد الحق, حقوق الإنسان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السويد و عبد الله الخطيب وجائزة حقوق الإنسان زياد أحمد سقيرق حقوق الإنسان 2 27 / 10 / 2016 21 : 11 AM
لماذا يسقط متعب بن تعبان في امتحان حقوق الإنسان؟.نزار قباني نصيرة تختوخ نزار قباني 2 14 / 10 / 2012 43 : 06 PM
انتهاكات حقوق الإنسان الأسبوعي في مدينة القدس. مازن شما جرائم إسرائيل منذ ما بعد النكبة و حتى اليوم 0 04 / 09 / 2011 18 : 05 AM
أهل الغدر والخيانة دعاة الديمقراطية المزعومة بوران شما اعرف عدوك 0 19 / 03 / 2010 11 : 02 AM
عاجل... أستطلاع أيطالي عن أنتهاك حقوق الأنسان في غزة.. الرجاء المشاركة عبدالله الخطيب القضايا الوطنية الملحّة 0 03 / 03 / 2009 14 : 01 AM


الساعة الآن 57 : 11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|