صوت من المخيم 
الشاعر المصري : محمد التهامي
[poem=font=",6,black,bold,normal" bkcolor="orange" bkimage="" border="solid,6,black" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
من قديمٍ ألِفتُ هـذى الحكايـهْ=	طولَ عمري فقد نسيتُ البِدايـهْ 
بين قَتْلِى ومولـدي مُفْزِعـاتٌ=هن عمري ومسرحي والروايهْ 
تَخْلِطُ المـوتَ بالحيـاةِ ففيهـا=	ليس للعمر مُبْتَـدى أو نهايـهْ 
تارةٌ يسبـقُ الفنـاءُ وجـودي=	قبل نَبْضِ الحياة تسعى الجِنايهْ 
طالما شُقَّت البطـونُ الحبَالـى=فانتهت مُضْغَةٌ وصارت نُفايهْ 
أو هوَىَ المهد فاستُرِدَّت حيـاةٌ=	ما لها بالحيـاةِ أدْنـى دِرايـهْ 
أو عَوى مدفعٌ فطارت رءوسٌ=	خندقت حولنا تصـدُّ الرمايـهْ 
أصبح القتلُ في حياتي طريقًـا=	ورفيقًا على الطريـق وغايـهْ 
صار اسمي إذا ذُكِرتُ بأرضٍ=عن قتيلٍ بغيـر ذنْـبٍ كنايـهْ 
حلَّ ذَبْحِي لكل مَنْ كان حتـى=بالغوا فيـه حِرْفَـةً وهِوايـهْ 
غار أهْلي من العـدا فتَبَـارَوْا=	ثم صاروا أشدَّ منهـم نِكايـهْ 
وزَّع القتلَ في المخيـم رهـطٌ=	كان في وَهْمِنا رسولَ العنايـهْ 
يَفْجَعُ القتـلُ إن رَمَتْـهُ يميـنٌ=	كنت في حضنها نشدْتُ الرعايهْ 
قد قصدنا حماهُـمُ ليـت أنَّـا=	ما لجأنا ولا نَشدنَـا الحمايـهْ 
عربدَ الغولُ حين أُوهـم أنَّـا=	قد فقدنـا غِطاءنـا والوِقايـهْ 
وتولَّى مـن راحتينـا سـلاحٌ=	وزَّعتْه الرياحُ في كـل غَايـهْ 
وغدونـا لكـل غـاوٍ متاعًـا=	يبتغيـه ويستَطِيـبُ الغِوايـهْ 
فانبرى يزعـم الولايـة فينـا=	حاسبًا أن يُدِيَر فينا الوصايـهْ 
فإذا العزمُ شامخٌ فـي حمانـا=	ولـه وَحْـدَه تعـزُّ الولايـهْ 
ذلك الكائـنُ العجيـب لشعـب=	قد بنَتْهُ الخطوب أعْتَـى بنايـهْ 
كل طفل وطفلة فيـه صَخْـرٌ=	مَنْبِتٌ في ذُرا فلسطيـنَ رايـهْ 
 
رُوِّعَ الغولُ حيـن أدرك فينـا=	لكثير مـن الأعاجيـبِ آيـهْ 
نحن والقَتْـل كالمحبيـن ذابَـا=	في غـرام ولوعـةٍ وشِكايـهْ 
قـد تمـادى لقاؤُنـا فائتلفنـا=	لا عزولٌ يصدُّنـا أو وِشايـهْ 
كم سَعَى بيننـا سُعَـاةٌ كِثَـارٌ=	ثم ولت ولـم تُعَقِّـبْ سِعايـهْ 
إن ضللنا لقاءنا بعـض يَـوْمٍ=	عاودتنـا فجمَّعَتنـا الهِـدايـهْ 
فانظروا فالحياة والموت فينـا=	واحد، واشهدوا، كفاكم عمايـهْ 
ليس من مات راحلاً بل مقيمًا=	مثل من عاش يستحث النهايـهْ 
كائنٌ قد تحـارُ فيـه البَرايَـا=	صامدٌ خالـد يعيـد الحكايـهْ 
قد أذهلَ الهَوْلَ أننـا لا نـراه=	بل نرى فيه ما استحق الزرايهْ 
حَيَّر الغولَ أننـا قـد كشفنـا=	أن هذا العواء بعض الدعايـهْ 
أنبتَ القهرُ مخلبًا فـي يدينـا=	وسقى الناب بالسمـوم سِقايـهْ 
لنذيـقَ البعيـدَ عنـا عذابًـا=	ونُرَبِّى القريـبَ منـا رِبَايـهْ 
قد أكلنا لحومهم حيـن جعنـا=	عَطَّلً الشَّرْعُ في المجاعات آيهْ 
وسحقنـا عظامهـم وحفظْنَـا=	ها لنلقى لَدَى الحصارِ الكفايـهْ 
ذاك بَعضٌ من الـذي قَدَّمُـوه=	فعَلَى مَنْ جَنَى نَـرُدُّ الجِنايـهْ 
ونعيشُ الحياةَ طولاً وعرضًـا=	ليتم الرجوعُ هَـذى الروايـهْ
[/poem]