أخرج من جلدي البائس بعد دهر من الفراغ، لم يبق في هذا العالم غير دوّامة العمل، يقولون هو البحث عن الذات.. أقول نعم، ولكن للروح آفاق أخرى، هي الوقود الذي يشعل طاقة الأمل.
وعندما عرفتها، بدأت أرسم لوحاتٍ ملوّنة لذلك الأمل.
عندها.. بين يديها سأجد هذا الخيط المفقود، قد يشدّني إلى فرح ما، أغوص خبثاً ونفاقاً ورياءً كي أصل إلى بوح ما للسرِّ الكامن فيها.. أليست أنثى.؟ إذن هي السرّ الأزليّ، والجزرة التي ما زالت تشدّ عالمنا الذكوري للركض وراءها، نفتّش أبداً عن نبوءات تفسّر ذلك السرّ.
كان الليل يسدل ستائره السوداء، ويفرض سكوناً وصمتاً وعذوبة سفر إلى عالم أكثر بياضاً عندما أوشك لساني يفكّ عنه قيداً أسرهُ دهراً.. وقبل أن أفتح شفتيّ.. انفجر الكون حولنا بأصوات كجنون الرعد.
قال: لا تجزع، طائرات تقصف أول النائمين.
أطلَّ القمر.. الله.. ما أجمله، مضيء ساحر رفيق الساهرين، وأنيس المتعبين، يطلّ علينا بوجهه الباسم..
قالت: القمر أيها الحالم.!، إنه أرض جرداء، تضاريسه جافّة، مليء بالأخاديد القبيحة، لا ماء فيه ولا هواء..
وأرسلت ضحكة ساخرة.
قلت: البحر.. هذا المدى المدهش، عالم آخر عصيّ علينا، مجهول شاسع، لكنه يضجّ بألوان الحياة.
فجأة تطاولت أمواجه الغاضبة، ومسحت عن خارطة اليابسة مساحات مأهولة، "تسونامي.!" فصار مكمناً للرعب، وقنّاصاً للأرواح.
قلت: النهر جدول ساحر، وجندول يرافق عاشقين على صفحة من حرير.
قالت: كيف وقد صار مجروراً لنفايات المعامل والمصانع وفضلات البشر.!؟
قلت: الجبال.
قالت: مقالع حجارة.
قلت: السهوب.
قالت: ساحت حرب وقتال
قلت: بكارة الغابات.
قالت: في حدائق الحيوانات، وخيام المهرجين.
قلت: المساجد والكنائس، وصفاء روح.
قالت: تُهدّم فوق رؤوس العابدين في كل وقت.
قلت: المها.
قالت: جنون البقر.
قلت: الفراشات.
قالت: تنقل فيروس نقل المناعة.
قلت: الطيور.
قالت: أنفلونزا الطيور.
قلت: في صدور الرجال.
قالت: وجدتهم يتركون مقاعدهم، ويتخلّصون شيئاً فشيئاً من روعة انتمائهم للرجولة.
ألقيت كل ذلك ورائي، وقلتُ: هي بين يديّ، أنثى مستلقية على ذراعي، سأبدأ منها البحث عن السرّ الأزليّ.. يا الله.. وجدته مشرعاً كصفحة كتاب مفتوحة.
لم أجد ذلك السرّ.. أو ربما وجدت السرّ الذي كان لم يعد سرّاً.. فتناسيتها.
أبحث في هذا العالم الشاسع الواسع، في صدور الناس، في غفوة الطبيعة، في معاجم اللغات عن قطرات قليلة من ماء الروح.
سألت متعباً: لماذا أيها الناس.؟
هل من يبحث معي عن قطرات من ماء الروح تبقّت لنا ولكم.!؟
جميل ما خط يراعك المبدع..
وكأني أتنقل بين واحات من المشاعر والقصائد والقصص..تنطوي تحت جفونها الحقيقة ..
كم هي جميلة المشاعر التي تحرك بك ساكناً ...
تقبل مروري السريع استاذنا المبدع
دمت بكل خير
العين قد ترى العالم بكل الفوضى التي فيه, بالتدمير و الأذى و السعي نحو الربح المادي على حساب الطبيعة و الإنسان لكن نفس العين يمكنها أن تستقبل وجه كل صباح بشهية و محبة وأمل لأن في الكون دوما مالاتطاله يد العابثين وماتحطمه الكوارث ترممه الأيام و الإرادة.
تحياتي لك أستاذ عدنان وسعدت بقراءة كلماتك
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: البحث عن ماء الروح
جميل ورائع ان تبهج الروح وسط احزانها وان تغرد العصافير عند احتراق الاشجار والشاعر قال
الشجاع الشجاع عندى من***أمسى يغنى والدمع فى الأجفان
ولأن تكون فى آخر المتفائلين خير من أن تكون فى اول المتشائمين
كم انت جميل ورائع سيدى الكريم