[frame="1 98"]
ارتشفت قهوة الصباح وانطلقت في بداية يوم قد قررت فيه الذهاب مبكرا إلى وكالة السفر والسياحة قصد حجز مكان إلى دولة الإسلام التي كنت قد قرأت عنها في الكتب ورسمت لها ملامحه من تشريعاتها التي شدتني لها رجال يلبسون الأبيض لحاهم كثيفة وجوههم منيرة نساء مغطيات بلباس حشمة ووقار أماكن نظيفة بإماطتهم الأذى عن الطريق إيمانا سطو وسرقة محرمتا تقطع يد من يرتكبها ليصبح عار ظاهر عليه خلو من حنات وأماكن اللهو التي يرتادها المافيا وقطاع الطرق معاملات أفراد مبنية على الاحترام وغير ذالك كثير من ما قراءة تجول هته الصورة الجميلة في ساحة مخيلتي وأنا متجه لمكتب الوكالة وصلت أخيرا إلى أمام باب الوكالة وكلي حماس دخلة على رجل ضخم الجثة فمه مليء بالطعام ألقيت عليه التحية فرد عليا بصوت منع الطعام خروج الأحرف جلست في المقعد المخصص ولم ينهي طعامه بعد تاركا مخرجا صغيرا لخروج جملة تحت الخدمة فقلة أريد الذهاب إلى دولة الإسلام اختلطت الكلمات في فيه مع الطعام فكاد أن يلقى حتفه متسائلا بتعجب وبمباشرة تدخلت في الخصوصية لماذا تريد الذهاب ؟ أجبت ودون آن أكلف نفسي عناء المعارضة لقد قراءة عليها في الكتب فتمنية أن أرى سلوكا يختلف على روتين النساء العاريات والخمر المتدفقة والسطو المتنوع الفاحشة المسوقة .......... استرخى على كرسيه وانطلقت من بين أسنانه قهقهة لم يمنعها الطعام من الخروج وباشر إجراءاته بما يخصني تعجبت ولم أسال خوفا من إجابة تخرج من بين طعام مهضوم آخذت أوراقي وانطلقت ساعة الشوق للوصول إلى المبتغى مرت عليا الأيام والليالي ببطء لولا أن الكتب التي تحكي على أخلاق وقيم سبحت في جوانبها وتركت التعمق ليوم اللقاء أنها أخر ليلة وقد حضرت نفسي لساعة الصفر وأحضرت حقيبتي فيها لباس اسلمي وعطر وكنت قد عفوت على لحيتي حتى أكون مثلهم ولا أثير الانتباه واستطيع الاندماج في الحياة المثالية لهاؤلائي القوم وقد قراءة من أعظم إلى ابسط الأمور التي وجدتها في سنتهم محاولا المحافظة على طريقة عيشهم فحت المشية يقول تشريعهم ويشدد على أن تلتزم الوطء على الأرض بقوة وتمشي مرحا وان لا ترفع راسك للسماء لأنك أن تبلغ الجبال طولا باختصار شديد وصف دقيق وكأنها صورة تعرض أمام عينك لحياتهم اليومية وصل وقت الطائر ولم يبقى منه سوى ما يكفيني للوصول إلى المطار لأنها طائرة مخصصة لحجاجهم القادمين من أرضهم المقدسة ومدينتي نقطة عبور لهم وكأنما الأقدار شاءت أن أبداء الرحلة من السماء صافية وصلت المطار وكأن الطائرة في انتظاري ركبت طائرتا فيها شيوخا وعجائز يلبسون الأبيض وكأنهم الملائكة ريح عطرة تنبعث وكأنها حدائق من قرنفل وزعفران ارتفعت الطائرة متجهتا نحو السماء وكأنها متجهتا إلى الجنة متعة لم أتذوق طعمها ووجوه تزيد منها فترى ذاك الشيخ يردد كلامات متناغمة بصنفونية أبدعها موسيقار محترف يسمونها التسبيح وتلك العجوز ترفع أيدها إلى السماء وكئنها تتلقى منها ماء عذب يذهب الظمأ والأخر تعانق عيناه كتابهم المقدس معانقة حبيب ولهان بحبيبه وسط كل هذا سبح خيالي سابق الطائرة إلى بلاد الإسلام يرسم شوارع ملئت بأناس هم الملائكة ووسط كل هذا انطلق صوت ربان الطائرة معلنا وصولنا ونهاية الرحلة هبطت الطائرة فالتزمت مكاني تاركا الجميع ينزل فما إن فرغت الطائرة حتى وجدتني احمل حقيبة يدي بلهفة منطلقا نحو باب الطائرة فنزلت عبر الدرج بخطى نحو مبنى المطار فدخلت وعينيا تطارد المكان باحثتا عن مبتغاها إلا أن المطار ربما مليء بالأجانب ولا تغير عن بلادي إذا ربما زادت إجراءات المطار الروتينية في الوصول إلى ارض الإسلام أتممت إجراءات الوصول وتوجهت نحو مخرج المطار الذي يظهر انه متصل بشارع حدوده بعيدة فتحت الباب وعينايا محدقتان خوفا أن تضيع عليها لمسة أو تفصيل من اللوحة التي رسمتها لها فتحت الأبواب أمامي وبرز الشارع بزفير ضوضائه فرميت أول خطوة نحوه وتتالت الخطوات وانطلق النظر في عملية مسح شامل للمنطقة فتاة تلبس لباس فاق ما تلبسه النساء عندنا أول ما أعلنته العين للعقل قبل أن يسال ماذا تفعل هته في ارض العفاف لتنطلق المبررات والربما فكانت النتيجة أنها ربما سائحة مثلي لم تحترم مشاعر أهل هته الأرض ما هي إلا برهتا من الزمن حتى انطلقت صفارة إنذار ثانية وثالث ورابعة فتاة أخرى عارية شاب أخر تفنن في اللباس الغربي موسيقى الراب الصاخبة سيارة تجري بجنون قبلات وعناق بين الجنسين ازداد صوت صفارات الإنذار حاولت شد راسي لان لا ينفجر منها أسرعت نحو سيارة الأجرة هاربا من المكان فلم اعد افهم ولم اعد قادر على السؤال ركبت السيارة وطلبت اقرب فندق غلقت زجاج السيارة وانطلقت نظرات عينيا من ورائه ربما شارع غربي ربما استعمر الشارع لكن ابن الجنود أين المعمرين لا يوجد مظاهر استعمار إذا أين ما ابحث عنه أين ارض الإسلام توقفت سيارة الأجرة في التقاطع وما أن فعلت حتى كثر من ورائنا أصوات منبهات السيارات ولحظة فقط حتى بدلت بأصوات أصحابها بشتائم وسباب وباشره نزولهم وشد قميص السائق فنتابني خوف شديد كادت روحي إن تزعق منه فانطلق السائق بسيارته هارب ما ارجع النفس لصدري وصلنا الفندق فنزلت جاريا نحوه دخلت غرفت الاستقبال هدوء حذر تتخلله نظرات فتيات قد جلسن في بهو الفندق ينتظرن شيء ما ربما يتعلق بي سمعت صوت موظف الفندق ينطلق بالترحيب وسائلا هل أعجبتك إحداهن أجبت وبدون تردد أريد غرفة مريحة لو سمحت اتجهت نحو الغرفة طالبا استرخاء وهدوء أعصاب أثارها ما واجهت فتحت الباب واتجهت نحو الشرفة التقط هواء نقي ربما يعالج فؤادي وضعت يدي على ......وقد سبقتها أذني بسماع صوت ضحك ولعب ولهو تزامن معه فتح الشرفة وإذا هو مسبح من أسفل من عيني وقد امتلئ فتيات بلباس سباحة تفنن مصمم أزياء في جعله ينافس كل الإغراء وشباب يجري ويلهث ورائهن جري الوحوش .....هل هي الجنة التي وعدهم بها رسولهم ؟ وهل هم الحور العين اللواتي قراءة عنهن قد نفذ صبرهن في الجنة فنزلن للمسلمين في الأرض ؟ لم اعد افهم أو احتاج لإعادة الفهم يمضي النهار ويحل الليل جالبا معه موجة من الكلمات وعلامات الاستفهام ابن ارض الإسلام لأربط نفسي بسؤال يزداد إصراري بالإجابة عليه مقررا بداية بحث لا ادري نهايته استيقظت على صوت حنين يتصاعد مع نسيم الصباح داعيا نياما غمرت الظلمة أعينهم المغلقة ليفتحوها على بداية يوم جميل وضوء شمس استحيت وراء الجبال خرجت من الفندق مسرعا لأرى تلبية المندى فجلست أمام باب الفندق وسط ليل منجلي ونهار مشرق تخلله أشباح رجال تباطأت خطواتهم من اثر السنين وبينما أنا غارق في في تصاميم هته اللوحة ولم تمر إلا فترت من الزمن عليها وإذا ببائع ينادي معلنا سلعته حتى تفتحت الأبواب والشرفات واستجاب النيام لندائه وكأنه سحر الأسماع فأيقظها من منامها فهبت ملبيتا نداء المنادي دخلت غرفتي لأحظر لرحلة البحث حازما أمتعتا خفيفتا لان لا تثقل سفري توجهت نحو مخبزة قريبة من مقهى لاقتني منها خبزا وأتناول به فطور صباح بداية الرحلة وقفت أمام الخباز ووقف ورائي رجلين احدهما ارتدى بزة محترمتا غربيتا تظهر بها الرقي الذي يتميز به أهلها وأخر قد لبس لباسا تقرأ فيه أصالة شعب وميزته وقد ملئ وجهه شعرا تظهر فيه قوة الرجل وتميز خشونته على نعومة النساء توافق طلبهما من وراء ظهري بخبزه لكليهما وبينما الخباز منشغل بخبزه ما دعاه إلى أن يلبي الطلب دون أن يرفع رأسه ليجعلني مركزي المتقدم عليهما أن أكون من يمسك الخبزة الأولى ممررا ايها إليهما فانطلقت يداهما كصقور الكاسرة نحو فريستها فكان كل منهما يمسك طرفا من الخبزة ما أشعل فتيل صراع وكأنه دفين بينهما ازداد شدها بينهما وكان تحتهما أطفال منهم أبنائهم وآخرون أبناء جيرانهم ليختلط بأرجلهما فهذا يصيح وأخر يتأذي فرسمت صورة ماسات في الأسفل وصراع في الأعلى حاولت إنقاذ الأطفال واقتنيت لهم ما يريدون من خبز وخرجت بهم من ارض الصراع تاركا الحال على ما هو عليه . انطلقت حاملا خارطة طريق مؤدية إلى المجهول في بحث على مبتغى يرح الخاطر وتهنئ به النفس في طريق وجدت شيخا طاعنا في السن يبدوا عليه أجيالا مرت على هته الأرض فوجدت في وجهه استراحت مسافر شق عليه طول الطرق جلست عنده متبادلا معه أطراف حديث فيه سؤالي المحير تنهدت عميقا قائلا يا هذا أخطئت المكان هي ارض المسلمين وهاؤلائي ورثتهم وليست ارض الإسلام فقلت وأين ارض الإسلام سكت قليلا وقال أدلك على ارض كان الإسلام فيها والأخلاق مطهرتا والدين يحميها والعقل يقودها والعلم يبنيها وميزتها الحلم والجود شيمة أهليها و الفضل فخرها والبر يعنيها كثير شكرها طويل صبرها لينها باقيها تم طأطأ رأسه متمتما بكلام خافت في حياء أهم تحت الأرض أم عليها رفع رأسه أليا وقال اذهب ربما تجد فيها وأخيرا وجهت رحلتي وحدد هدفها دارت عجلات السيارة نحو ما سمها أهلها الأرض المقدسة ارض الكنانة ارض طيبة والكعبة المشرفة ارض تحضن اطهر رجال هته الأمة على رأسهم نبيها فهذا الكلام كله وصفهم وغنائهم لها ربما تكون ما ابحث عنه هي الرحلة إذا إلى ارض الكنانة ارض الإسلام تراءى في الأفق سراب بعيد لمدينة عظيمة بنيت بزجاج وتزخرفت كعروس ليلة زفافها تغلغلت السيارة بين مبانيها سيارات زجاجها اسود ومباني لاترى ما فيها رجالها لباسهم ابيض ونسائها يغطيهم سواد لا يميز أجسادهن رغم أن الوصف هو ما قرأت إلا انه ينتابني خوف الصدمة الأولى يبدو انها هي لا ارى مظاهر غربية ولا تبرج نساء توقفت السيارة التي تقلني واعلن صاحبها الوصول نزلت وكان اول ما فكرت فيه هو فندق لاستريح من عناء الصفر وبعدها اكتشف هته الارض ان كانت هي ما ابحث دخلت شارع غاية في الجمال الا انه يكاد يخلو من الناس وتكثر فيه السيارات السوداء ومبانيه مغلقة على نفسها وكان بها حياء وأنا أسير وسط هذة السنفونية الهادئة واذا بمقطوعة مزعجة وكانما انقطع وتر الة العزف محولا الهدوء الي سخب مر مرور البرق من ذالك المبنى العملاق الزجاجي المتوقفة امام بابه سيارة سوداء تخرج منه فتاة مسرعة نحو السيارة وتركبها وكانها منتهية من عملية سطو تنطلق السيارة في الشارع الطويل لتختفي في اخره وقفت برهة ثم تراجعت الى الوراء
اتابع القصة التي ستصل الى مغارة بن لادن بعد الردود
[/frame]