تمضي الأيام سريعة وتفتح صفحة جديدة في عام جديد من عمر منتدى نور الأدب ، هذا الصرح الأدبي الذي ضم العديد من الأقلام الباسقة واحتضن العديد من البراعم الأدبية الواعدة.
في مثل هذا الوقت منذ عام تفتح برعم نور الأدب ليهدينا أريج فكري أصيل سكن كل مساماتنا ووضع بصمة تميز على هويتنا الأدبية.
أذكر عندما دعاني أستاذي وأخي الغالي الأديب الشاعر طلعت سقيرق الى المنتدى ، حاولت الدخول والتسجيل ولكنني كل مرة كنت أفشل في التسجيل فقام بتسجيلي مشكوراً وبقيت كلمة السر التى اختارها حتى الأن ولا أفكر في تغييرها.
شعوري عندما دخلت للمرة الأولى لمنتدى نور الأدب كان فيه الكثير من التهيب خاصة وإنني كنت لأول مرة أكتب بأسمي الصريح غير مختفية خلف معرف كما كنت أفعل في باقي المنتديات، فالمكان هنا مختلف واحسست وكأنني تلميذة تخطو خطواتها الأولى في مدرسة عريقة ، وقررت أن أتحدى خوفي وضعت مشاركتي الأولى وانا وجلة وقلقة خاصة وان في المنتدى باقة من نجوم القلم والفكر، بمرور الوقت زالت هذه الوحشة وشعرت بدفء العائلة وطيبة أفرادها.
مذا يعني نور الأدب لي؟
سؤال سألته لنفسي قبل ان يسألني أياه احد
نور الأدب يعني لي الكثير،
يعني لي الإخلاص والوفاء قولاً وعملاً ، إخلاص إبنة لذكرى والدها فقدمت ما يليق بذكراه كشاعر وأديب
[glint]تحية لك أستاذة هدى نور الدين الخطيب [/glint]
وإخلاص أبن اخت لخاله فأكمل مسيرته الإبداعية وكان أمتداداً مشرفاً لشاعرمبدع رحل مبكراً.
[glint]تحية لك أستاذي الراقي الشاعر طلعت سقيرق[/glint] 
نور الأدب هو الشجرة الثابتة ذات الجذور الراسخة التى تطرح ثمار المعرفة الطيبة في كافة المجالات، الشجرة التى بدأت جذورها منذ سنين طويلة عندما غرس المرحوم الشاعر نورالدين الخطيب بذورها بأشعاره وسقتها ابنته السيدة هدى بالوفاء والثقافة والأخلاق الطيبة فجاء الثمر طيباً يحمل كل انواع الفائدة.
نور الأدب هو العيادة الفكرية التى تٌعنى بتهذيب الأفكاروتقديم أدب وفكر راقيين ، وتوجيه الإبداعات الواعدة ،وصقل المواهب ،وعمل الوصفات الفكرية التى تحسن الذوق العام.
نور الأدب هو النوتة الموسيقية الراقية التى تضم اسطرها كل النغمات لتناسب كل الأذواق وتشجي احاسيسنا كبشر.
نور الأدب هو بيت العيلة الكبير المشرع الأبواب ابداً في انتظار كل القادمين من أهل البيت والزوار.
نور الأدب هو محكمة انسانية غير خاضعة لأي ضغوطات ولا تتبع الا لصوت الضمير والعقل ولذلك يطرح القضايا العادلة بكل أمانة وجرأة ويتفاعل مع كل المستجدات بالكلمة والنداء وكشف الحقائق.
نور الأدب هو الكوفية الفلسطينية المنسوجة بالكلمة المخلصة والأيمان الكامل بعدالة قضيتنا الفلسطينية ،منسوج بأنامل فلسطينية ومحبة واخوة عربية ، هذه الكوفية التى احتضنت كل القضايا الفلسطينية وكشفت كل الخطايا التى ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ودونت التاريخ الفلسطيني في الموسوعة الفلسطينية.
نور الأدب هو التربة الخصبة التى تجد الشتلات الأدبية فيها البيئة المناسبة للنمو ومعانقة هامات الأقلام المبدعة.
رسالة نور الأدب رسالة واضحة استطاعت ان ترسلها السيدة هدى والشاعر طلعت سقيرق للجميع من خلال مشاركات عديدة ،
أنا شخصياً فهمت رسالتهما كالتالي:
ان الأدب بكل أنواعه ( شعر، نثر، قصة ، مقالة ،....الخ) هو رؤيا وموقف ، عصارة فكرة ، مخاض انساني يخرج الأنسان من رحم المعاناة الى فضاءات الأمل والمستقبل المشرق ،
الكتابة هي رحلة وجدانية مفتوحة تنقل خبرات وعذابات الكتاب ومن يعيش حولهم ولا تنتهي عند محطة معينة.
الأدب ليس اللعب بالكلمات وتلوينها حتى تبهر القارئ،
الأدب ليس تسلية في وقت فراغ أو نوع من المراهقة الفكرية،
الأدب ليس مجاملة على حساب القيم والذوق العام او نوع من الترف لتكملة نقص ما،
الأدب رسالة مكتوبة بعصارة فكر وتجارب لتضئ دروب الأخرين ،
الأدب مسؤولية أمام الله والمجتمع ،
الأدب دعوة للخير والإصلاح ،
الأدب رحلة تحرر من الخوف من الذات والأخرين ،
الأدب التزام اخلاقي وفكري وانساني،
الأدب أمانة وصدق مع النفس ،
الأدب تفاعل مع قضايا الأمة والإنسانية،
فلنكن على قدر المسؤولية ، ولنراقب كل ما تخطه اقلامنا وما يلفظه لساننا وأن نتقي الله في كل ما نفعل.
وصدق الله جل جلاله عندما قال سبحانه وتعالى:
{ ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } (إبراهيم:24-26) .
رحم الله الشاعر نور الدين الخطيب الذي تشرف هذا المنتدى بحمل أسمه وبارك الله في جهود السيدة هدى الخطيب والأديب طلعت سقيرق والأستاذ مازن شما ليكملوا مسيرة العطاء.
أتمنى لنور الأدب كل الرفعة والتقدم ولكل القائمين عليه من إدارة ومشرفين السداد والتوفيق، ولكل اعضائه وزواره المزيد من الإستفادة.
كل عام ونور الأدب بألف خير ،
كل عام وأسرة نور الأدب متحابة متآلفة سخية في عطائها،
بكل الحب،
سلوى حماد