التأملي قبل ان تظهر الشخصيات الناطقة
بل ان الكاتب استنطق الشجر والحجر والعصافير
من خلال المحاكاة الفرديه من جانب واحد مطلقا
العنان لمخيلته الواسعة في اكثر من محل في هذا
العمل الادبي .....مثال على ذلك عنـــــدما عادت
العصفوره الجريحــــة بعـــــد العاصفة دون رفقة
عصفورها وكانت تنتظره بحـــــزن ....
ربط الكاتب ذلك الحدث بتوحـد اللحظـه العاطفيه
عنـدما كان هوايضا ينتظر عودة غادته المنشوده
. تاركا العنان لقلمه لخلــق حـوار احادي الجانب
مـع العصفوره وكذلك الحال مـع عناصر الطبيعه
الاخرى على الرغم من ان الكاتب رشيد ميموني
ذكـــــر شخصيات ناطقةفي قصتـــــه لم تنطــق
حــرفا واحدا مثل ام/اخوة الراعي التـــي وصفها
بالحركة والنشاط...... اما الشخصيات الاخــرى
والتي تعاقب ظهورها مع تـواكب الحدث تدريجيا
الى ان وصلت ذروتها في تكامل هذه الشخصيات
في بداية الجزء الاخيرمن القصة.. الأنا ..العصفور
.. العصفـورة...عناصر الطبيعة الراعـي واخوتـه
امه/ابوه/المعزة..حليمة..ابو حليمة.............الخ
أين أنت يا عصفوري لأبثك ما لا طاقة لصدري به ؟ ..... عد يا عصفوري لأخبرك أنني ضقت ذرعا بما يجري هناك .. ولتخبرني كيف أعوض عجزي هذا بشيء أستطيع أن افخر به في دنياي و آخرتي ..
نلاحظ ان العمل الادبي هنا ارتكز على شخصية
/الأنا/ فــــــي معظم السرديات التأثيرية في تعاقب
اركان العمل الفني النثـــري والتـــي القت بدورها
تكامل الانطباع لدى المتلقي فـي استيعاب مضمون
الحدث رغم ان الكاتب في كثير من الاحيان انفرد
في جعـــل الانطباعخاص مبهم غير مفسر ليترك
المجال لادراك المتلقي بأن يصوغ الفكرة الغيــــر
المكتملة كما تحلو له..مثال.. ما هي ماهيــة الغادة
هل هي طيف اثيري يتخيله الكاتب منذ ان كان في
مقاعدالدراســــــة وكانت غادته ترافقــه في الحـــل
والترحال حتى انه لم يستطع الجلوس علــى مقعـد
الدراسة عنــدما قام الاستاذ بنقل الغادة من جانبــه
الى مقعد اخر..أيعقل ان تكــــون الغاده التـي ذهب
اليها الــــــــــى ما وراء البحار.. لأرجاعها هــــي
رفيقة الطفولـــــــه التي غابت عـــن انظاره مــــع
غياب حلقات طفولته التي لم تغب ولـو عـــن سطر
واحد في عمله الادبي /عش رشيد الدافئ.
اليوم صرت طفلا .. أو على الأصح عدت طفلا ..كما كنت منذ الأزل
ايعقل ان تكون الغادة هي خيال محض غير مجسد
الا في مخيلــة /رشيد/ والذي ابتدعها كـــــي يبعد
شبــح العزلة العاطفية في ايجاد الحبيبة الغائبـــه
والتي تجسدت في الحب الحقيقي فــــي شخصيــة
حليمة والتي نالت اعجابــه لانها بنفس ملامـــــح
الغادة التـــــــي تصورها وحلم بها فـــــي وحدتـه
وناجاها وتحـدث معها.. ..على امــــــل ان تتحقق
رؤيته يوما ما..بايجادها..هل هي حقيقيــه.....!!
هل هي حب اثيري !!!!!!!
هل كنت محتاجا لأحد يؤنسني رغم أني كنت أهفو للوحدة أناجي فيها نفسي و أطلق العنان لأحاسيسي ))
))
. يا إلهي .. لولا أني تركت غادتي هناك على الشاطئ لخلت أنها هي بلحمها ودمها .. نفس العينين .. نفس الشفتين .. نفس القوام الذي أبرزه تمنطقها بمنديل مخطط بالبيض و الأحمر.. حتى الشعر المطل من تحت شاشيتها العريضة ينم عن غجريته .. حتى مشيتها كانت تحاكي مشية غادتي و تضاهيها رشاقة .. هل يمكن أن يكون التشابه إلى هذا الحد ؟
هنا الابداع بعينه.. بالتلاعب فـي اعطاء المتلقي
ما يريد من التصورات التــي لم يجـد لها جوابا
بين سطور رشيد في العش الدافئ... واسترحام
قلم الكاتب بإخراج نهايــه تتواكب مـــــع مخيلة
المتلقي في نهايــة القصة...هنا استغـــــل الكاتب
ببراعة عنصر التشويق لدى المتلقي لمواكبـــــة
السرد..
نلاحظ تحرر الكاتب من التبعيات التقليديه فــي
القصـــه وانفـرد بالذات الفرديــه المستقلة ليعبر
بحرارة عن العاطفة النابعة مـــن الأنا المتمثلة
في شخصية الكاتب الذي لعب دور البطوله في
السرد كــ شحصيـة مستقلة تماما فــــي اخراج
الاحداث والشعور الصادق مــــن روح وعمق
وايحاء مختزن بشكـل متدرج فيذاكرة الكاتب
رشيد الميموني.
(((الآن فقط يمكنني أن أطلق لكلماتي العنان
..
كلماتي .. انطلقي الآن .. الهي و ارتعي .. فلا أنا ولا أي أحد يمكنه منذ هذه اللحظة أن يكبح جماحك))) ..
....
اذا نحن امام عمل ادبي رائع جدا.. اتخذ النمط
السردي ....
الـــ الميثولوجي الــ التسجيلي الــ سيكلوجـــــــي
ذو حبكـــة متعدده متراخيه أي انها تترك المجال
للمتلقـي باختيارها.
مثال....انا اعتقد من خلال قرائتي للسردــيه ان
الحبكـــة لا تكمن فــــــي رجوع او ايجاد الغادة
الاثيريـــة.. انما فــي التخلص مـــن عقدة الذنب
وتبعيات الوفاء لذكرى الراعي الذي ترك ورائه
الغادة الاثيريـــه فـــي جسد ملموس حسا واسما
وقالبا في شخصيـة حليمة....
وهـي نفس الغادة التي حلم بها الراوي وجســد
حلقات اثيرية مــن اللقاء والفراق قبل ان يلتقي
بها شخصيا فــي شخص حليمـــة البدويــــــــة
وهذه العقدة/ اي تبعيات الوفاء والشعــــوربالذنب
هي الحاجـز الذي يمنع تجسيد هذا الحب بشكــل
واقعي وانهاء معاناه الراوي..اي انهاء الحــــــدث
القصصي بانتهاء العقدة.. علـــى الرغم من اننـي
اعتقد ان حليمة هي الحب الحقيقــي الــــذي بحث
عنــــه الكاتب طويـلا وحلم به من خــلال حلقات
الغادة الاثيرية وان الراعي ما هو الا حلقة الوصل
لتتابع الاحداث بشكــــل متعاقب لايصال الــراوي
الــــى حليمة/ الحب المنشود.
بينما ينظر قارئ اخـــــر من زاويه اخرى بتصور
اخرللحبكة او عقدة هذا العمل الفني الجميل.
بالنســـبه للحركه..وظف الكاتب هنا الحركـــــــه
الذهنيه..... والحركه العضويـــه.
وهنا ظهرت وبقوة الحركه الذهنيه عنــــد الكاتب
لانـــه ببساطه وظــــــف الــ أنا..... اي المحاكاه
الذهنيه الفكريـــه الفرديه..
الكاتب كثيرا ما كان يحاكي ذاته فــــي معظــــم
اركان هذه الرائعه الفنيه وادى ذلك الى تطـــور
الفكره عندما وظف الكاتب الحركه الذهنيــــه..
مثال. ..الجـــزء الذي كتبه الكاتب عندما ذهب
يبحث عن حبيبته ووجدالبحر والعجوز ووو..
ما كان كل هذا الا نتاج حــــركة ذهنيه نتجت
عن محاكاة الكاتب لذاته عندما قرر بينه وبين
نفسه ان يتتبع ذلك التصور الذهنـــــي والنداء
من الغادة لتتبعها من مجرى النهر الــى حيث
تلتقي به النوارس../البحر/...
بالنسبه للسرد.
استخدم الكاتب/ السرد الذاتي/ الفنـي الرائع للكاتب
عندما .......جعل من نفسه احد شخوص القصـــه
وهو بذلك يقدم ترجمــــه ذاتيــــــه خياليه..فنيـــــه
بالنسبه للبناء..........تعتمد وحدة السرد علــــــى
شخصيــــــةالبطل الذي يربط بشخصه النـــــــواه
الشخصيه المركزيه بين العناصر.
..................
** التسجيليـة ..
لا تعني الخواطر و الوجدانيات و الكتابه الانشائيه بل هي اعمال ادبية في اطارها المألوف .. و لكن بإضافات ابداعيه جديده .. تتضمن للكاتب الحريه و الوجدانيه معا ً .
**السيكولوجيــة .. اعمال ادبية تطمح الى تصوير الانسان و عكس افكاره الداخليه تصل الى المستوى النفسي للانسان و تفند احاسيسه ومشاعره .. وتتكلم دائما عن اشياء خفيه في النفس البشريه .