الشاعرُ بيّاعُ ( مواويلٍ )
يعبرُ في طرقاتِ الحزنِ وحيداً
وينادي في الحاراتْ
من يبتاعُ أغاني حبٍّ يائسةً
وقصائدَ شعرٍ جدَّ حزيناتْ ؟!
للأغنيّةِ تكفي ضحكةُ طفلٍ مكسورٍ
أو حزنُ يتيمٍ
والموّالُ بكأسينِ من الدمعِ
ووصفُ القبلةِ
حبّةُ خوخٍ من خدِّ فتاةْ !
من يبتاعُ دموعي في الليلِ
ويجعلها تترقرقُ بين مآقي الأيقوناتْ ؟
فأنا ناديتُ طويلاً في الأرضِ
وشيّختُ كحرفِ الألفِ الواقفِ في الريحِ
إلى أن صرتُ عجوزاً
أجمعُ أزهارَ البابونجِ من أطراف الطرقاتْ !
------------------
يا شبّاكَ امرأةٍ مفتوحٍ
خلف حقولِ القمحِ
كدفترِ أشعارٍ خضراءَ على إنشادِ حمامه !
هل لي عند عصارى الحزنِ على الشبّاكِ
كناريٌّ سكرانُ يغنّي أحلامه ؟
هل لي بين أزقّةِ هذا الليل البغداديِّ غناء امرأةٍ
ممزوجٌ باللوعةِ
يغري الضائعَ بالنومِ على حصرانِ العتباتْ ؟!
فأنا ظمآنُ وتعبانُ من التطوافِ
مشيتُ طويلاً في الأرضِ
وما بعتُ سوى حزني الشاردَ في الطرقاتْ !
ما نادتني امرأةٌ
يا بياعَ حزانى الناسِ الدائرَ في الحاراتْ !
بعني أغنيةً
تطفىءُ نارَ العشقِ بصدري
--------------------------------------
ما أكثرَ في العشقِ الميتاتْ !
ما من أحدٍ يبتاعُ بكسرةِ خبزٍ بيتَ عتابا
ويبادلني أغنيةً بفتاةْ .
الشاعرُ بيّاعُ مواويلٍ
يرحلُ بين ضياعِ الليلِ
وحيداً كالحادي
وينادي
يا ليلُ تغمّدْ حزني
واخفي ظلّي يا ظلماتْ !
فانا كالطير المهجور اغل وحيدا وبعيدا