[frame="15 98"]
مواويل عودتها
**************
وقفتَ تـــَجـــلِدُ عُمري أيها الطّللُ = فصاحَ عطرُ أحِبّاءٍ هنا ذَبــــلوا
و بعدما ذُبِحـــتْ ذِكرايَ في جسدي = و زمّلـــتني بأغصانِ الرؤى مُــــقلُ
عادتْ سعاد و عاد البحر مبتسما = في مقلتيها بضوء الحلم يغتسلُ
يغرّد الموج في شطآن ضــــــحكتها = كأنما صــــــــــــوتها بستانه الخضِلُ
أنفاسها سموات العطر نافحةٌ = فيها أتيه أنا و النورس الثمــــــلُ
ألحانُ عشقي على أهدابها عُزفتْ = و مطربـــي زبـــــــدٌ بالحب مشتعلُ
تضمّخ الرمل بالشوق المعتّق في = عينـــــــــينِ..يرقصُ في أحداقها الخجلُ
رموشها زنبقات الليل تجذبني = تجرّ شمس حروفي و هْي تكـــــــــتحلُ
لها حذاءٌ شهيُّ الهمسِ أتـــبعُهُ = إلى دروبِ فمــــــي حيثُ الهوى عِللُ
و ما سعادُ سوى غيمٍ أصافحه = فــــيهطــل الوردُ و التفاح و العسلُ
إنْ أرعد الحبّ أمسى عشقُها مطراً = تُحيي به عاشقــيها كُـــــلّما قُتِـــلوا
شفاهُـــها كبساط أحمر يتهــــــــــــا = دى طاهراً ليس تمشي فوقه القُـــــــبلُ
فيه أذوبُ أرى أبكي أتــــــــوبُ أغنــــــّــــــــــي أشــــتكي أشــــتهي أعلو و لا أصِلُ
قالتْ فســالتْ عناقيدُ الكـــــــلام بأنْـــــــــــــــــــهار الصدى و تندّتْ في الربى جُملُ
أنا الجَمالُ يـــموءُ الوردُ فوقَ يدي = و وشوشاتي شذاً يـــحــــــتَـــلُّ من سألـــوا
أنا التي قال عنّي أبكمٌ غزلا = و حرّكــــتْ نظـــــراتــي من به شللُ
لا يفتِنَـنَّكَ روضٌ في العيون غفا = واحذر دموعي هي الطوفانُ يا رجلُ
البحر و العين و الألوان ترسمني.. = كمْ كـــان يكـــتــُــبُـــني في كـــفّـــه الغــزَلُ
تركتِ غصناً من الأحلامِ بلــــبلتي = فَطِــــرْتُ نــحو ســـمـــاءٍ كــلُّها أملُ
عاشَ الهلالُ بها يسقي جوارحنا = نوراً كسَــــتْـــنا على خيــــطانه حُللُ
نوراً يذيبُ قلاع الحزن في دمنا = ..تأوي البحارُ إلى عــــيْــنــــيْهِ و الجـــبـَــلُ
نوراً يُكــَبّلَ ليلَ الظلمِ في حدقـــا = تِ الفجْرِ..من نهره التــــاريخُ يُــــنــْتَشَـــلُ
محمّدٌ قمرُ الإسلام ضـــاء به = دربُ المـــحـــبّة بالأخــــلاق مُكــــتــــملُ
كالبحر يعزفُ ألحانَ الحياة على = أوتار شـــاطــــئـــنا..أنغامُه مــُثــُلُ
أمواجه زفراتُ الدر تمـــــلؤنا = رذاذ حِلْــــمٍ لـــنا منْ جُـــوده بَللُ
إن الرسول أصابيــحٌ معطّرة ٌ = بها تــُزقزقُ أرضٌ نسرُها وجَــلُ
النخل يشمخ ظمآناً و نحن هنا = كما تـــعثّر في صحرائه الجمَلُ
النازفات ضياءً ذكرياتكَ يــــا = مجد العروبة فوق الدمع تبتهلُ
بكلّ سُـــنبلةٍ مليونُ قنبـــلةٍ = قمحٌ و ملحٌ و جرحٌ، تــُطعنُ الدُولُ
الدين أمٌّ على كـفَّيْ مباهجِها = ينامُ طفلٌ و يصحو فيهما بطـــلُ
************
شعر بغداد سايح
تلمسان - الجزائر
[/frame]