من بين ما أثار فضولي ما قرأته في إحدى يومياتنا (الجزائرية) ألخّصه في الآتي: تتعدد الأفكار في الثقافة والسياسة والاقتصاد..ويسعى حامل كل فكرة إلى نشرها والدفاع عنها، متجاهلا الفكرة التي تناقض فكرته أو تختلف معها. ويغيب النقاش ـ في ثقافتنا ـ بين معتنقي مختلف الأفكار، فباستثناء النقاش الذي دار في سبعينيات القرن الماضي حول التعريب بين المفكرين مصطفى الأشرف وعبد الله شريط، والمناظرة التي صدرت، قبل أقل من سنة، في كتاب بعنوان "مأزق التنوير" للكاتبين أحمد دلباني وإبراهيم صحراوي، لا وجود لحوار بين أنصار: الدولة المدنية / الدولة الدينية، الأصالة / العاصرة، الأسلمة / العلمنة، الاشتراكية / الليبرالية، الأمازيغية / التعريب.. على سبيل المثال.
ما تفسير غياب الحوار بين أتباع مختلف الأفكار رغم توفر وتنوع وسائل الإعلام والاتصال ؟ وهل هناك احترام للاختلاف والرأي الآخر في مجتمعنا ؟ وفيم تتمثل العوائق التي تقف في وجه حوار الأفكار ؟ وهذه بعض الإجابات :
1 ـ المسؤول الأول عن غياب النقاش الفكري حول القضايا المطروحة في الساحة هو المُثقفُ نفسه.
2 ـ دون إصغاء للآخر لا يمكن الحديث عن الحوار.
3 ـ لا يمكن التفكير والنقاش والجدل وسيف التكفير مسلط على الرؤوس.
4 ـ كيف تنشأ ثقافة الحوار إذا كان الانتاج الأدبي لا يستفز العقل ؟
وأطرح في الأخير هذا السؤال أو التساؤل: هل هذا حالة جزائرية أم أنها حالة عالمنا العربي أيضا؟