[محمد ابوورقة]

أخوتي في نور الأدب السلام عليكم جميعا وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ... لعلي العضو الأحدث في منتدياتكم الرحبة وبما أنني لست بشاعر ولكنني اتذوق الشعر فكلمة شاعر أو أديب لقب لا استحقه علي الأقل حتي هذه اللحظة ولكن عشقي للعربية يدفعني لأن أكون احد تلاميذكم فصوبوني ان أخطأت ولا تمتدحوني عند الظفر فليس لي فضل فيما أظفر به وانما الفضل لمن جعلونا نسير في هذا الدرب .. هذه اولي مشاركاتي التي ارجو أن تنال القبول, ولأنني كما ذكرت تلميذا اتيت لأستفيد من خبراتكم في هذا المجال الشائك العسير فلا تبخلو علي بملاحظاتكم القيمة:

قالوا كفرت
يا ريل ما أقسي الحياة... أنا لم أكن فيها سوي ريحانةٌ
أو زهرة برية لا عطر فيها ...ولا بهاء
تروي بدمع العين .. تعطش للحياة
والناس حولي هائمون بحبهم
يا ليتني أدركتهم ...
ويحي فما الأقدام تدرك ركبهم
قد ودعوني ... بارحوا
ما رق عيشي بعدهم ...
لا خير في الدنيا بعيد رحيلهم لا معني تحمله الحياة
يا ريل أنا بالأمس كنت هنا
اجد الرعاية والهنا
قلبي يراقص نخلة في الشط تضحك للمياه
والموج يرسم بسمة عربيدة
أخذت تداعبني برمش العين تُطرب للسماء
والنجم سجد لربه لما رأي فيك الحياء
والقمر لما هلّ وجهك انحسر
هذا ملاكٌ أم بشر؟ : سأل النساء
قالوا: لا ندر... وما يُدري النساء؟
... فبكينّ ثم سجدنّ ثم سجعنّ ينشدنّ الدعاء
يا رب جملنا بحسن مثلهُ ... يا رب اجعلنا مثاله في الضياء
زاد النحيب ... هطلت مدامعهم دماء
وبكينّ ثم سجدنّ ثم بكينّ لما عرفنّ ما بُعدَ الرجاء
وأنا كذلك مثلهم...
أبكي علي حالي وتلعنني السماء
لا الجرح زال فأستريح ... لا النار تطفئها المياه
لا تسألي ... فالنائحات عليا يملأن الفضاء
لا تسألي ... فأنا أخاطب بالقصائد لا الكلام
قلبي مُناهُ الحبَ ... يكره للخصام
يهواك ... منذ رأك ما عرف المنام
و مناه أن يجد الهنا في قبلة من فيك تهديه الوئام
فينام من بعد العناء
يرتاحُ ... ينعمُ بالسلام
فأنا هنا مُدي يديكِ ...
مُدي يديكِ وسلمي يا ريلُ ما هذا الخصام؟
أتعاتبينّ معذباً بالحب بات مسهدا
وعيونُهُ رعت النجوم وبالخيالِ مقيدا
ليلٌ طويلٌ لفّهُ يا ريلُ بات السيدا
وأنا الرعيةَ لا أبارحَ مقعدي ...
والعاشقون تململوا هب النيام
وأنا ظللت كما أنا ... أبكي ويشمت بي اللئام
أبكي وتنهمر الدموع ...
أبكي كما تبكي الشموع ...
فيُسَرُ عزالي ويجرفني الزحام
يا ريلُ قالوا: قد جننت لأنني ... أقسمت أني فيكي أبصرت الإله
قالوا: كفرت ...
ردّت لهم روحي معاذ الله
قالوا: فصف لنا شكله
فأجبتهم: كالنور في طلع الشجر ...
كالماء يصقل للحجر ...
زيتونة ... مشكاتُها هدتِ البشر
قالوا: كفرت ...
ردّت لهم روحي: معاذ الله
قالوا: فصف لنا حاله
فأجبتهم: فردٌ صمد ... لا صنوه
وكيانهُ أحدٌ أحد ... لا غيره
هو في البرية لم يلد ... ولا أم وضعت مثله
ومحمد هو عبدهُ ... وأنا كذلكَ عبدهُ
قالوا: كفرت...
ردّت لهم روحي معاذ الله
قالوا: وكيف رأيته ؟ أ ولم نكن في الحاضرين؟
أم قد بدا لك دوننا يا من تطاول شرهُ؟
فأجبتهم: حقاً رأيته في السماء
سوّاها دون العَمّدِ أتقن للبناء
ورأيته في البحر إذ له تركبون
في الصخر في الحجر العنيد وفيه قد شق العيون
في الزهر ... في النهر الكبير وأصله طلل المطر
ورأيته في الإبل ربات الوبر
في غادتي ... لما أتت للكون في أبهي الصور
فأنا رأيته في جميل صنيعه
وعشقته ... فهل تنكرون بأنني حقا أراه؟
قالوا: كفرت...
ردّت لهم روحي: معاذ الله

[زين العابدين إبراهيم]

قال أحد الشعراء

كفرت بدين الحق والكفر واجب ....عندي وعند المسلمين قبيح


وبكينّ ثم سجدنّ ثم بكينّ لما عرفنّ ما بُعدَ الرجاء
وأنا كذلك مثلهم...
أبكي علي حالي وتلعنني السماء

أعتقد أنه مازالت السبيل أمامك متاحة لقول الشعر المقفى يا أباورقة فلذ بكثير من الأوراق لإعادة المحاولة بعيدا عن السجع والإطناب..
ونتمنى لك التوفيق ...