قضية للنقاش
ما لفت انتباهي في اختيارات الشاعر الحر أخي الأديب محمد الصالح الجزائري صوت الجزائر، وأمير أناقة الحرف الجميل ،أخي الأديب رشيد الميموني
، وفارسة الكلمة الآنسة الودودة أختي نصيرة تختوخ،جمال اختياراتهم وغزارتها في كل لون. فهل يجب أن يكون كل اختيار (محدداً) (بهوية) الكاتب (واتجاهه) الفكري، أم أن الاختيار يحدده (جمال) الأسلوب وشكله وطريقة عرضه ؟
في كتاب " الشعر والشعراء" لابن قتيبة (عبد الله بن مسلم: 213 هجرية - 276 هجرية) وهو من مصادر الأدب الأولى، ومقدمته أول مقدمة في النقد الأدبي، ترجم فيه ابن قتيبة للمشهورين من الشعراء الذين يقع الاحتجاج بأشعارهم في علوم الدين والعربية، غير مقتصر على ذكر الشعراء الجاهليين والإسلاميين، بل تناول بالذكر أيضاً عدداً من المُحدَثين الذين عاشوا في القرن الثاني وأوائل القرن الثالث. دفعه إلى ذلك مبدأ المساواة في النقد بين القدماء والمُحدَثين، ناظراً إلى جودة الشعر وشرفه وحسن صناعته، ومخالفاً في ذلك مذهب العلماء الذين كانوا يفرطون في التعصب للقديم.
وفي كتابه " عيون الأخبار" وهو أوسع كتبه، وأكثرها دوراناً في المراجع العربية، نجده يختار مقتطفات من الآداب الفارسية ومن الثقافتين الهندية واليونانية، ليقول لنا بوضوح - وإن لم يذكر ذلك صراحة - إنْ تعدُّدَ أشكال الحياة بتعدُّدِ صيغها، وبمدى اتساع النفع وشموله تكون عظمة الرأي.
(فالجمال) و(حسن الأداء) هو الغاية والهدف، وكتابه وإن لم يكن في القرآن والسنة وشرائع الدين وعلم الحلال والحرام، دالٌّ على معالي الأمور، مرشدٌ لكريم الأخلاق، زاجرٌ عن الدناءة، ناهٍ عن القبيح، باعثٌ على صواب الرأي وحُسن التقدير ورفق السياسة وعمارة الأرض.. فقد يقول الحكمة غير الحكيم، وتكون الرمية من غير الرامي، والحَسَن لا يلتبس بالقبيح، ولا يخفى على مَنْ سمعه من حيث كان.
فهل هذه هي غاية (نور الأدب) من الاختيارات ؟ - ولا أرى غير ذلك يقيناً- ، أم أن (الاختيار) له طرائق وأدوات أخرى يجب الالتزام بها ؟
سؤال أطرحه للمناقشة، وكل الخير والمحبة للجميع.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|