عندما تتلاشى الأحلام
تخيلته مرارا ورسمته ملاكا على دفترها ، تحدثوا عنه ، وصفوه بأبهج الكلمات ، وصوروه لها بأبهى الصور ، وكلما سمعت عادت لتعدل على تلك الصورة ، حتى باتت صورته لديها مستحيلة التواجد في الواقع ، لكنها كانت متاكدة من صورتها!
أصبح قلبها يدق كلما سمعت باسمه ، تعلو وجهها ابتسامة عريضة لا تستطيع إخفاءها عندما تراهم يتحدثون عنه ، وكأنها بدأت تداعب قلبها مشاعر " حب" .
جاء ذلك اليوم الذي سيأتي ليراها ، استيقظت على تغاريد العصافير تجهز نفسها ، يزداد قلبها خفقانا كلما قاربت الساعة على الموعد المحدد . دق الباب ، استقبلته بحفاوة ، أخذت تراقب حركاته وكلماته ونظراته ، وبعقلها تحمل تلك الصورة لتراه كما رسمته . الصدمة كانت عندما لم تنطبق صورته الحقيقية على رسمتها ، وأصابت جسدها رعشة كهربائية ، وفاضت عيناها بدموع سالت بألم على وجنتيها ، ومع ذلك لم يعد لها إلا أن تتخيله كما تخيلته سابقا !
فاطمه البشر