قول في الميزان :
الزميلات والزملاء الأعزاء
سأضع قولاً من الأقوال المأثورة في ميزان النقد والبحث والدراسة ,
قد يكون قولاً , أو حكمة , لأحد من الصحابة أو الفلاسفة , أو بيتاً من الشعر لأحد الشعراء ,
لوضع أفكاركم القيّمة حول هذا القول , وإبداء آرائكم به , وكيف ترون
مثل هذا القول على أرض وواقع الحياة ؟؟
ربما تختلف الآراء حول هذا القول , ما بين مؤيد ومعارض له , حسب
رؤيتهم , لذا وضعناه في الميزان هذا الاختلاف سيثري القول ويغنيه .
أرجو مشاركتكم وتفاعلكم مع هذا الملف الممتع , لأنني سأضع كل قول في
الميزان لمدة أسبوع فقط ننتقل بعدها إلى قول آخر لنضعه في الميزان.
وأبدأ من هذا القول :
لا خير في القول إلا مع العمل
أساس الإيمان هو التصديق بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح .
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه في سورة الصف – الآيتان الثانية والثالثة : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) (كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) ,
هذه الآيات الكريمة توجب على كل من ألزم نفسه عملاً في طاعة ما أن يفي به , فكم من الصعب بعد ذلك أن نقول ولا نعمل , إذن الخلل هو عدم مطابقة أفعالنا لأقوالنا .
للأسف هذا ما يحصل كثيراً على أرض الواقع كأن يقول المرء : صبرت ولم يصبر , سافرت ولم يسافر , قاتلت ولم يقاتل , وغيرها الكثير ....
للأسف أيضاً نجد أن ما يتعلمه ويحفظه الأبناء في المدرسة أو المنزل عبارة عن شعارات أو ألفاظ لا تطبق في الواقع ,
فلو أخذنا مثال الصدق وواقعه في حياتنا قولاً وعملاً , نجد أن الأب يحث ابنه على الصدق وبيان فضله ونتائجه , وكيف أن الصدق فضيلة ونجاة , فيعاقب الأب ابنه إن هو كذب عليه أو على غيره , لكننا نجد في الوقت نفسه أن الأب يكذب وأمام ابنه والأمثلة كثيرة وتعرفونها , ولا مجال هنا لذكرها.
كذلك المعلم عندما يقول للطلاب سأكافئكم بعلامات إضافية إن شاركتم في الدرس , فيشارك الطلاب ولكن المعلم لا يفي بوعده ولا يعطيهم ما وعدهم به.
أو الطبيب الذي ينهى المريض عن تعاطي السجائر ويبين له أضرارها , ويمسك الطبيب بالسيجارة في يده ويدخنها أمام المريض ,
كل هذه الأمثلة لا نجد فيها تطبيق القول بالعمل , وإنما هي مجرد أقوال .
ووالله أكثر صفة تزعجني في الشخص هو ان يقول شيئاً , ويعمل شيئاً آخر .
إن مثل هذه التصرفات تحدث ازدواجية في شخصية أبنائنا , لأن من يلقنه ويقول له عن القيّم والأخلاق , ويحثه عليها , لا يلتزم هو بها , ولا يقرن القول بالعمل , بل على العكس تماماً , يفعل العكس .
فإن أردنا صلاح الأبناء والمجتمع , علينا أن نصلح حالنا أولاً وأن يطابق قولنا فعلنا . وأن نكون قدوة حسنة لأبنائنا وطلابنا وكل أفراد مجتمعنا .
بانتظار مشاركاتكم وآرائكم , أرجو منكم التفاعل مع هذا الملف ,
وتقبلوا فائق محبتي وتقديري .