التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,849
عدد  مرات الظهور : 162,320,832

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > الفعاليات والمسابقات الأدبية... > الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب
الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب مسابقات الرابطة والنشاطات التي تنظمها

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي قصص المجموعة الأولى التي تعطيها صوتك؟
أفعال الشياطين 1 2.33%
في حينا زفاف 0 0%
الشهداء الأبطال 4 9.30%
سيدقُ الفرح أبوابَ القدس 6 13.95%
التحدي 9 20.93%
ميكروباص 2 4.65%
شتاء ربيعيّ 2 4.65%
منديل سلمى 7 16.28%
عفاف 12 27.91%
بين ثنايا الغروب 13 30.23%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 43. هذا الإستطلاع مغلق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14 / 06 / 2013, 07 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

mos للاستفتاء المجموعة الأولى من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

[align=justify]تحية نور أدبية إبداعية ..
بعد انتهاء لجنة التحكيم من عملها في قراءة وتقييم النصوص، أبدأ الآن بإذن الله بنشر القصص التي أجيزت للدخول في التسابق من قبل لجنة التحكيم وسأضعها على الاستفتاء للتصويت عليها من قبل الأعضاء والزوار الكرام
هذا ويعتبر تصويت الأعضاء والزوار خارج التقييم ، وهو لاتاحة الفرصة للسيدات والسادة الأعضاء والزوار من تقييم النصوص للفوز الجماهيري وسنرى مدى تطابق الفوز الجماهيري أو اختلافه مع النتائج الأكاديمية التي اعتمدتها لجنة التحكيم، ولكن سنأخذ بالتصويت الجماهيري في حال حصل أكثر من نص على نفس علامة تقييم لجنة التحكيم.

بعض النصوص التي وصلتنا استبعدت لعدم التزامها بالشروط التي قمنا بالتنويه عنها والبعض الآخر استبعد للأسباب التالية:
1- وصلتنا نصوص ق.ق.ج. ، وهذه استبعدت فقط عن هذه المسابقة وسنحتفظ بها وندخلها التسابق في مسابقة قادمة للقصة القصيرة جداً ( هذه المسابقة مخصصة فقط للقصة القصيرة) .

2- بعض النصوص أكثر من جيدة لكن تم استبعادها لتناولها ما يخدش الحياء ، وهو ما لا يتماشى مع رسالتنا في نور الأدب ، ويمكن لأصحابها إعادة صياغتها وإرسالها مجدداً حتى تدخل التسابق في مسابقة قادمة ن شاء الله.

3- بعض النصوص كانت مليئة بالأخطاء الاملائية واللغوية ولم نستطع إجازتها، نرجو لأصحابها العمل أكثر على اللغة وآلية السرد كما هو موضح أعلاه في هذا الملف، ويمكنهم بإذن الله الاشتراك في مسابقة قادمة.
شكراً جزيلاً لكل من شاركوا في هذه المسابقة وأوفر حظ نتمناه للجميع
والآن نبدأ نشر القصص وفتح الاستفتاء الجماهيري عليها دون نشر أسماء أصحابها ومع اتباع الرموز التي قمت باعتمادها مع لجنة التحكيم.
أتمنى لكم قراءة ممتعة وبانتظار تصويتكم على نصوص المجموعة الأولى
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 14 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

أفعال الشياطين
[align=justify]
كان يسير بمحاذاة مطعم فاخر حين تلقى ركلة من حارس أمن أفقدته توازنه، متلقيا بعدها الشتائم من كل نوع، لهذا قرر التجوال منذ ذاك أمام المطاعم الشعبية فقط، فهناك أناس تجمعه بهم بعض صلة ولو من بعيد جدا، هناك يجد في فتات الخبز وبقايا الطعام طراوة وإن كانت لا تقارن بتلك التي كانت تعدها أمه وهو في الثامنة من عمره.كان معروفا ب"زيكو" لكن اسمه الحقيقي زكرياء، فالناس ترفض مناداته باسمه لكونه ابن حرام حسب ما يقولون، فابن الزنا لا يستحق اسما جميلا مثل اسمه، طويل الشعر مقطب الحاجبين معظم الوقت، غير مبال بما يقوله الناس، غرضه أن يقتات ما يبقيه حيا وهو حتى لا يعرف لما هو حي؟ حاول في البداية العمل، لكن سكان الحي رفضوا استخدام عديم الأصل هذا، فمثله نذير شؤم ونحس مرفوض، يسمع من الشتائم في اليوم الواحد ما لم تسمعه ليلى من قصائد الغرام، ينام ليله على حافة باب المسجد حين ينسحب الجميع إلى أفرشتهم، ويطمئن أن أحدا لن يركله في ظهره بعد أن يتسرب النوم من بين ذكريات الماضي إلى عينيه.في النهار يقضي معظم وقته خارج الحي، فذلك يجنبه انشغال البعض بشتمه وسبه كلما ظهر أمامهم.لقد كان يحرص عندما يصل يوم عيد الاستقلال، الصعود إلى التل المطل على المتنزه العمومي حيث يحتشد سكان الحي إضافة إلى الأحياء الأخرى، لمراقبة الألعاب النارية التي تضيء السماء بألوان زاهية ومشعة تلهب خيالات الأطفال، لكنه يكون غير مبال بتلك المفرقعات فكل نظره يكون مركزا على تلك الحشود، يبحث عن أم ضمت طفلها إلى حضنها، أو أخرى تلاحق أطفالها الذين تفرقوا في أرجاء المتنزه.يبتسم تارة ثم ترتسم على وجهه في لحظة علامات الشرود حيث يسبح بعيدا إلى سن الثامنة بالضبط، عندما كان يسأل أمه بإلحاح أن تأخذه للتفرج على المفرقعات، فكانت تمنعه بحجة كونها شريرة وأنها من فعل الشياطين، كانت أمه المسكينة تحرص على تجنيبه أقاويل سكان الحي ونظراتهم المتطرفة، لكنه لم يكن يفهم معنى ابن حرام وابن حلال، بل كان يعرف فقط أن الأطفال اجتمعوا ليتفرجوا على الألعاب النارية.تسقط من عينيه دمعة محملة بدفيء مفقود منذ أمد، تتبعها أخريات ثم أخريات حتى تشكل حملا من الدموع الدافئة، ليس لوضعه ولا معاناته التي عرف أنها قدره، بل يبكي فقط ليحس بأنه ما زال على قيد الحياة.عاد إلى مضجعه عند باب المسجد وأسند رأسه إلى كومة خرق ليذهب بفعل قسوة الشتاء إلى مكان يجهله سكان الحي، ليرتاح أخيرا من قدر كان محتوما ويترك سكان الحي يتخاصمون، بين مقرر هدم المسجد النجس بجثة ابن الحرام، وبين قائل: يكفي صب الماء على موضع النجاسة.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 20 : 08 PM   رقم المشاركة : [3]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

[align=justify]
في حينا زفاف

جالس فوق الكرسي الخشبي في مقهى الحي مع صديقه يتناولان خليطا غير متجانس من الحديث، تارة في ارتفاع الأسعار وتارة في أحوال الجيران وتارة أخرى في السياسة...
وهو يرتشف رشفة من كوب قهوة سوداء قاتمة لأمت الجو البارد المكفهر وضبطت مزاجه المعكر.
لم يكن حاله هكذا قبل أمس، فقد كان نشطا مفعما بالحياة والأمل وسعيدا بلحظته، وكيف لا وقد كانت ليلة زفافه.
لقد انتظر خمس سنوات هذه اللحظة، خمس سنوات وهو يدخر الدريهمات للحظته هاته، فقد أحب ابنة جيرانه حبا دراميا لم يعهده سكان الحي إلا في مسلسلات مثل "تكلفة الحب" و "سنوات الضياع" لم يثنه الأجر الزهيد الذي كان يتلقاه لقاء عمله نادلا في نفس المقهى الذي يجلس فيه الآن، من إصراره على إقامة حفل زفاف فاخر يتذكره أهل الحي كتذكرهم لليوم الذي زفت فيه أسلاك الكهرباء لحيهم، اهتم بنفسه بكل تفاصيل الاستعداد، رحب بجميع سكان الحي لزفافه، واستدعى مطربا شعبيا مشهورا في أوساط من لا يستطيعون دفع ثمن تذكرة السينما والمسرح.
ولم يفته أن يقيم الزفاف في المقهى الذي يعمل فيه، زخرفه بأنواع الزخارف واحتشد فيه الضيوف والمدعوون، كان مغمورا بالسعادة وأطفال الحي يرددون :
ـــ مولاي السلطان، مولاي العريس.
يسمعها وينتشي بها كونه اليوم نقطة التقاء عيون الكل بما في ذلك عدوه اللذوذ (مول الزريعة) الذي كان ينافسه على خطيبته.
فجأة سمع صوت صفير سيارة تقترب من المقهى، فبدا على محياه غبار الاستفهام والتوتر، فلم يكن الصفير إلا صفير سيارة الشرطة وهي تخترق حشد الأطفال الذين تحولقوا حولها مستكشفين لسبب حضورها، خرج من السيارة الضابط عبد الجبار الملقب في الحي بجبُّور، واتجه قاصدا مولاي السلطان الذي وضع يمناه فوق يسراه، ووقف في صمت منتظرا مصيبة تقع على طبلة أذنه من الضابط جبور، فلقد عهد السكان أن قدوم جبور يعني اعتقالا أو تهديدا أو حجزا... لم ينتظر وقوع المصيبة أكثر من برهة حتى نطق بها جبور:
ـــ مولاي السلطان (القهوجي) ، بأمر من السلطة يجب إيقاف الحفل والحجز على المقهى؟؟؟
تلعثم مولاي السلطان وانقضت لحظته التي لم تبدأ وهو يردد:
ـــ ل...كن لمـ...ــاذا؟؟؟
ـــ لماذا؟؟ لأن هذا تجمع لم نخبر به في مقهى غير مرخص له من طرف السلطات !!.
أطلق بعدها جبور صوته الخشن المعهود على الضيوف بالمغادرة وإخلاء المقهى.
لم يتمالك العريس نفسه من شدة الغضب وصار يردد:
ــــ تبا للـ... وتبا لـ... و...
لم يكمل وهو يحدق في وجه جبور، فأطلق جبور قهقهة عالية وصرخ:
ـــ أكمل يا عريس، لا تخف لن أعتقلك في ليلة عرسك، أو لنقل: العرس الذي لم يكن!.
وهو جالس فوق الكرسي الخشبي أطلق تنهيدة كان يبحث عنها منذ دخل المقهى وقال عازما:
ــ سأصبح مقدما للحي؟؟
ــ ماذا؟؟ هل أنت جاد في كلامك؟؟
ـــ أجل، ألم تسمع بمقدم الحي "حميدو" لقد أقام حفل زفافه في قاعة البلدية ولم يحضر الشاف جبور لإزعاجه !!!
أكمل رشف قهوته السوداء واستأذن صديقه الانصراف متجها إلى عمله الجديد في ورشة البناء.
ومنتظرا 5 سنين أخرى لادخار أموال يرد بها قرض الزفاف الذي لم يكن... !؟.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 29 : 08 PM   رقم المشاركة : [4]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

الشهداء الأبطال
[align=justify]
في إحدى أيام الصيف مِن عام 1967، دق جرسُ الباب، فركضَ سامر بأقصى سرعة ليفتح الباب، وعندما عادَ أخذ ينادي أختهُ سناء قائلا: سناء هيا تعالي، فقد حضرَ قيس وأختهُ ميس، وسيحضروا باقي الأصدقاء بعد قليل.
فأجابت سناء قائلة: حسناً يا سامر، أنا أحضر بعضَ المستلزمات الطبية، سوف آتي حَالاً.
كان الأب يُراقب ولديهِ وهو يستمعُ الى المذياع، ثم سأل أبنهُ سامر قائلا: خيراً يا سامر أراك مُستعجلاً يا ولدي ماذا ستفعلون، هل لديكم مناسبة ؟
أجاب سامر بأبتسامةٍ بريئة قائلا: أجل يا أبي اليوم سوف نلعبُ لُعبة المعركة، وقد هيأنا كل مُستلزمات اللعبة مِن أسلحة لُعبنا، فأنا سأكون القائد وقيس أختار أن يكون الطيار مثل أبيهِ وباقي الأصدقاء قسمناهُم مابين جيشنا وجيش العدو، وساحة الحرب يا أبي ستكون حديقتنا، فهل لديك مانع أن نلعب فيها؟
أجاب الأب مبتسماً قائلا: لا يا عزيزي، الحديقة بكاملها لكم، ولكن لم تخبرني ماهو دور سناء وميس؟
فأجاب سامر بجد قائلا: سيكون دورهن يا أبي مُمرضات يُسعفن الجرحى.
تقدمت سناء بخطواتها الصغيرة وقد لبست قميصاً أبيضاً، وعلقت فوق رأسها قطعة قِماش بيضاء مثل المُمرضات بينما كانت تنسابُ جدائلها الصغيرة على كتفيها، وقد حَملت بين يديِّها حقيبة صغيرة، كُتبت عليها الإسعافات الأولية.
ثم ردت بثقة قائلة: هيا يا سامر لقد أحضرتُ كل شيء. ثم نظرت الى أبيها قائلة: أبي أحتاج إلى بعض الشاش والضمادات.
فسألها الأب مُستغرباً قائلا: وماذا ستفعلين بها يا صغيرتي؟! وما هذا الزيُ الجميلُ عليك؟! ومَن علق على رأسك شارة المُمرضات؟! تبدين رائعة ؟!
أبتسمت سناء ببراءة قائلة: أنا المُمرضة سناء، وهذه الشارة عملتها لي أمي وعلقتها بشعري لأبدو مثل المُمرضات تماماً، وهذه حقيبتي فيها بعض الأدواتِ الطبية لمداواة الجرحى، ولكن ينقصني بعض الشاش يا أبي، لكي أضمدُ جرحانا في المعركة.
أبتسم الأب بكل حنان ثم أجاب قائلا: أمرُكِ يا مُمرضتنا الصغيرة، سأحضر لك كل طلباتك.
وبعد لحظات أحضرَ الأب بعض الشاش والضمادات، فوضعتها سناء في حقيبتها والفرح يملئُ قلبها الصغير .
وفي الحديقة أخذ الأطفالُ يلعبونَ بكل حماس لُعبة المعركة، فأخذ سامر ذو العشرة أعوام دور القائد وقد أستغل هذا الدور لنفسهِ لسببين، حيث أقنع أصدقائهِ بأنهُ الأكبرُ سناً مِنهم لذا يحق له هذا الدور، وثانياً لأن ساحة المعركة هي حديقة دارهِ إذن فلابد أن يكون هو الآمر فيما يختار.
لم يُمانع الأطفال على شروط وأوامر سامر طالما الفكرة فكرته وساحة المعركة حديقة داره، وكانت رغبة زميله قيس أن يكون هو الطيار مثل والده، الذي ألتحق بالمعركة ومنذ شهور ليدافعُ عن فلسطين، أما بقية الأطفال فتوزعوا ما بين الفدائيين وجيوش العدو.
ظل الأطفال يلعبون طوال ساعات النهار، يحملون بنادقهم ورشاشتهم الصغيرة، ويطلقونها على بعضهم البعض، والبعض يزحف ويتقدم نحو العدو، والبعض يسقط على الأرض لإصاباتهم في المعركة، وتركضُ سناء وميس لِتضميد الجرحى، والبعضُ الآخر ينهض ويستأنف المعركة مرة أخرى والحماس تعلوا وجوههم، وسامر يقفُ كالقائد في وسطِ المعركة يُلقنهم الأوامر والإرشادات بحماس، وكأنه فعلاً قائدٌ يقود المعركة، وبينما كان قيس يمثلُ دور الطيار وقد علقَ عدة كُرات على خاصرتهِ وكلما مرَ بالعدو يَرميهم بكراتهِ وكأنها صواريخ، مُقلداً حكاياتِ والدهِ عن المعارك، وقد سيطر على الساحةِ تماماً.
وبينما والد سامر يستمع إلى المذياع، وينظرُ للأطفال من خلال النافذةِ بإعجاب وفخر، مُستمتعاً بمعركتهم وبتمثيلهم الرائع ولأدوارهم، وكان يبدو عليه وكأنه يتفرج على فلم لمعركة حقيقية، وتمنى لو رجع بسنيِّ عمره إلى الوراء ليشاركهم بهذه اللحظات، ثم أخذ يتنهد بحسرة إلى هذا المشهد المؤثر ومشاعر هؤلاء الأطفال وبرائتهم.
وبينما هو ينظرُ إليهم بسعادة ولهفة، فإذا ببث المذياع ينقطع لثواني، ثم بدأ من خلاله أغنية عبد الحليم ( أحلف بسماها )، أستغرب الأب وشعرَ ببعض القلق وبعد إنتهاء الأغنية، إذا بصوت المذيع يلقي بحزن قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم
( ولا تقولُوا لِمَن يُقتلُ في سَبيلِ الله أمَواتٌ بَل أحيَاء وَلكِن لا تشعرُونَ ) صدقَ الله العَظيم.
جاءنا الآن مايلي: في جوٍ مِن الحُزن وصَلنا خبر إستِشهاد أبطالنا الطياريين الذين سقطوا بطائراتهم في معركة الشرف والفداء بالأرض المُقدسة بعد أن قاموا بواجبهم البطولي في مَعارك جوية، وفي هذا اليوم المصادف ( 6 - حزيران - 1967) أستشهدوا هؤلاء الأبطال في سبيل الواجب الوطني بعد أن أبلوا في الجهاد وضربوا أروع الصور الفريدة في معنى التضحية، ولقد كان العراق وسيبقى سباقاً في تأديةِ الواجب الوطني والديني، فساهموا في معركة الشرف ضد العدوان الأسرائيلي، ونحنُ نبكي بدمع يجري ونعزي العراق حكومة ً وشعباً وعَوائل الشهداء، ونسأل الباري أن يغمدُهم برضوانهِ ويَضمهم الى رحمتهِ الواسعة، ونحي هؤلاء الشُهداء الطياريين الأبرار وهم كل مِن:
الرائد الطيار حسين محمد حسين
النقيب الطيار فائق علوان العبيدي
النقيب الملاح غازي رشيد
الملازم الاول الملاح صبيح عبد الكريم القره غولي
رئيس العرفاء لاسلكي رشيد عدامة
نائب عريف مقاتل غني يحيى
إنا لله وإنا إليه راجعون
صعقَ والد سامر بهذا الخبر المؤلم، حيث تأكد لهُ عبر إلقاء أسماء الشهداء أن والد قيس وميس مِن بينهم، ولم يعُد يقوى على الوقوفِ فجلسَ مُرتبكاً والحزن يملئ قلبه.
وهنا دخل سامر ومعه قيس وميس وردَ قائلا: لقد حلَ المساء يا أبي، وجميع الأطفال قد غادروا إلى بيوتهم بعد أن حظروا أبائهم لأخذهم، ولم يبقى سوى قيس وميس، وأنتَ تعرفُ أن والدهم في الحرب، فهل تستطيع أن توصلهم يا أبي الى دارهم ؟
نظر الأب إلى الطفلين نظرة حزن وأسى، ثم قام والحزن يملئ قلبه، وحضنَ قيس وميس بحنان أبوي، ثم أمسكَ بيديهما متوجهاً الى دارهم وقد أوغرقت عيناهُ بالدموع .
وما زالت هذه الذكرى الأليمة تجول في خاطر أبو سامر كلما حان ذكرى النكسة.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 33 : 08 PM   رقم المشاركة : [5]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

سيدقُ الفرح أبوابَ القدس

[align=justify]
جلسَ كعادتهِ تحت ظل شجرةِ الزيتون ليُريحَ قدميهِ المُتعبتين، وتنفسَ بعمق نسيم الربيع الفواح، المَمزوج بعطر الزهور وعطر البُرتقال والزيتون، أخذ النسيمُ يُداعبُ وجههُ المُتعب، نظرَ بعيداً إلى السماءِ مُصوباً عينيهِ إلى الغيوم المُتفرقة هنا وهناك، بدت الغيومُ أمام ناظريه أشكالٌ مِن الصور، فأخذ يَسترجعُ ذكريات الماضي، قلما كانت للأفراح نصيباً فيها، فأنطلقت مِن عينيهِ دموعٌ ساخنة تدحرجت على وجنتيهِ اللتين رَسم الزمن عليهما خطوطها العميقة، وهو يتذكرُ سنواتُ عمرهِ الغضة التي قضاها خلفَ الأسوار والقضبان مِن أجل هذه التربةِ الطاهرة، وأرضهِ السليبة.

كان حينها يقتحمُ سياج الظلم والأضطهاد ليقتلع جذور الأشرار مِن تربةِ وطنهِ، أكثر مِن أربعة عقود مَضت على هذهِ الذكريات، كان للدم والتصميم والنضالِ الدور الفاصل في حياتهِ، كان يعكسُ قضية شعبهِ بشتى الأشكال تلك القضية التي كانت بكل فصولِها سيمفونية حزينة يفوحُ مِنها رياح الغدر والظلم، كان وما زال يؤمن أن تخبو يوماً ضياءَ الشمس أو يخبو نور القمر ولكن أن يخبو نضال شعبهِ الطويل فذلك شيءٌ مُستحيل.

كان حينها شاباً مُفعماً بالحيويةِ والأمل والتفاؤل، ثائراً مُناضلاً عاشقاً لأرضهِ، لقدسهِ السليبة، كان يملئُ الدنيا ضجيجاً بهتافاتهِ ويُرددُ دائماً أغنيات المَعركة التي تفجرت حينها مِن الحناجر الخالدة، كموسيقار الجيلين وكوكب الشرق والعندليب الأسمر والصوت الذهبي وغيرهم كثيرين.

تقدم نحوهُ حفيدهُ ذو العشرة أعوام وقطعَ سلسلة ذكريات جدهِ وهو يَحملُ بين يديهِ مصيدةٌ ليُريها لجدهِ مُردداً قائلا: جدي، أنظر ماذا صنعتُ؟ مِصيدةٌ عجيبة!، ( ثم ضحك الحفيدُ ببراءة تشوبها الدهاء ) وأسترسل بحديثهِ قائلا: لا تخاف يا جديِّ لم أصنعها لأصيد بها العصافير لقد صنعتها لحالاتٍ طارئة، سَميتها البرق لأنها قوية مثل البرق!، أنظر يا جديِّ هل ترى تلك الشجرة البعيدة؟ سوف أصوب إليها هدفي.

نظرَ الجدُّ إلى حفيدهِ مُبتسماً وأجابهُ قائلا: أجل يا ياسر، أني أراها ولكن لا أستطيع تميزها جيداً إنها بعيدة، وأنتَ تعرف يا ولديِّ إني قد بلغت السبعين مِن عمري وقد ضعف بصري.

فأجابَ ياسر مُتحدياً جدهُّ قائلا: لا عليك مِن السنين يا جديِّ، والله أنت تفوق الشباب قوةً وحكمة ًوذكاءً، أنظر كيف تحرثُ الأرض وتزرعُها بنفسك! أما حِكمُك ومَواعظك، فأقسم يا جديِّ لو كان هناك بضعُ رجال مِثلك لما أصبحنا بما نحن عليهِ الآن.

فسأل الجدُّ بإستغراب قائلا: ماذا تقصد يا عزيزي؟

أجاب ياسر بحماس قائلا: أقصدُ أحاديثك التي تسردُها لي ولإخوتي، عن مَاضينا وحاضرنا وعن أرضِنا السليبة والأحداث التي مرت بها، فطالما حَدثتنا يا جديِّ كيف وقفت مَدينة القدس وتصدت للأعداءِ عبرَ التاريخ للمُستعمرين والغزاة الطامعين ولم يمنعها ذلك مِن أن تحقق إرادتها بالنصر بعد التضحيات وبصمودِ المُناضلين، وأخبرتنا أيضاً كم مِن الأطوار المُظلمة التي مرت مُنذ نهاية العصر العباسي كلها طمعاً في القدس المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفيين بعد مكة والمدينة، وأرض الأنبياء الصالحين، وأخبرتنا كيف إن القوى الأستعمارية حاولت فرض سيطرتها فعملت وخططت لتنزع مِن قلوب المُسلمين أقدس بقعة لتشيد عليها قاعدة لأعداء الحق والحرية.

تحمسَ الجدُّ مع حفيدهِ وهو يسترجع ذاكرتهِ وأسترسل قائلا: أجل يا ولدي وأخبرتكم عن نكبةِ فلسطين الغادرة التي ذهبت ضحيتها أكثر مِن مليون ولبثت قرابة عشرين عاماً تخص بهم ملاجئ البؤس والفاقة حتى قامت إسرائيل بطعنتها الغادرة أبان عدوانها الغادر خلال عام 1967.

فردَّ ياسر بحزن قائلا: وسقطت حينها القدسُ يا جديِّ.

فأجاب الجدُّ بحسرة وقد أغرقت عيناهُ بالدموع قائلا: أجل يا ولديِّ سقطت القدسُ، وا حسرتاه.

فسأل ياسر وكأنهُ رجل ناضج قائلا: وهل يعني سقوطها هزيمة يا جديِّ؟

فأجاب الجدُّ بحماس قائلا: مَحال أن يكون ذلك يا ولديِّ، فالقدسُ سقطت أكثر مِن مرة في أيدي الأعداء عبرَ التاريخ ومع ذلك عادت مرة أخرى بسواعدِ المُناضلين، فالحربُ يا ولدي صولات وجولات فإذا خسرت الأمة جولتها مرة بسبب المُباغتة والخِداع فإن ذلك سيُحفزها لأن تخوض المَعركة الحاسمة ضد العدوان في التاريخ ولو بعد حين.

ثم سأل ياسر بحزن قائلا: ولكن يا جديِّ، سقطت القدس وما زالت؟

فأجابَ الجد بحماس أكبر قائلا: أجل يا ياسر لقد سقطت القدس، وكان ينبغي لها أن تسقط ليعرف العالم كلهُ بشاعة العدوان الإسرائيلي علينا وعدائها لمُقدساتنا، وستكون القدس الخالدة حافزاً للمسلمين لكي يدركوا ويشعروا بأن كرامتهم في القدس، وإن مَن لا كرامة لهُ لا يستحق أن يعيش الحياة، وإذا كانت لمدينةِ القدس مَعناها المُقدس في حياة المسلمين عَبر القرون فأن مَعناها اليوم هو أعمق ما يُمكن أن يفهمهُ المسلمون مِن مَعاني الكرامة والحرية والنضال.

فردَّ ياسر بفرح قائلا: ألم أقل لك يا جدي إنك حكيمٌ، والله إني لفخور بك يا جديِّ.

فأبتسم الجد قائلا: بل أنا الفخور بك يا عزيزي لِما لديكَ مِن هذا الشعور الوطني، باركَ الله بك يا ولدي، وكلي أملٌ أن تحققَ مع جيلك ما لم نستطع نحن تحقيقهُ.

فأجابَ ياسر بفخرٍ وحماس قائلا: أجل يا جديِّ لا تحزن - إن شاء الله -سنحررُ القدس مرة أخرى، كما حررناها سابقاً مِن أيدي الطامعين.

ثم لوحَ ياسر بمِصيدتهِ الصغيرة وأسترسلَ بحماس قائلا: أنظر يا جديِّ هذا هو الآن سلاحي، صحيح أنه سلاحٌ بسيط، ولكن حينما أكبر سأطورهُ بشكلٍ أفضل، وسيبقى أسمهُ البرق، وسوف أسترجع بهِ القدس - بإذن الله -.

أبتسمَ الجدُّ بسعادة مُفتخراً بحفيدهِ الصغير وآمالهِ، ثم نظرَ إلى السماء، داعياً مِن الله سبحانهُ وتعالى ليُعجل ذلك اليوم قريباً، يوم يعودُ الفرحُ بعد طول الغياب ليدُق أبواب القدس مِن جديد.

ثم رد ضارعاً لله تعالى قائلا : وما النصرُ إلا مِن عندِ الله.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 40 : 08 PM   رقم المشاركة : [6]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

التحدي
[align=justify]
شاردة كعادتها تجوب أفكارها شوارع الألم، تقلب صفحات حياتها علَّها تصادف بصيص سعادة، يوما أبيض تخترق به سواد عمرها القاتم، تهرب من عزلتها، ترتدي فستان الأمل، تتسلل إلى دهاليز ذاكرتها و ما أن تجتاز بهوها حتى يوصد الباب على تلابيب غبار رماد دفنته تحت التراب.
اصطدمت المسكينة بتحامل كل من حولها عليها، و هذه دوامة عاشتها أين ما حلت و ارتحلت؛ كأنها لعنة تطاردها، أو كأنها تؤدي ثمن ذنب هي بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف، أو كأنها فدية خطيئة لم تقترفها.
عانت من مطاردة أخ لها تصغره بحولين لا لشيء؛ فقط لأنه يحس بضعف أمام قدراتها العالية التي تفرغها في كل شيء من أبسط شيء في أي مجال صادفته.
و كان أساس كرهه لها تجاوزها له في الدراسة؛ لم يكن أقل منها في التحصيل؛ و إنما كانت أوفر منه حظا عندما استقبلتها مدرسة البنات في سن مبكرة، طبعا كانت مدرسة متميزة؛ تحظى بزيارة ملك البلاد و أمرائها. و لربما حظها هذا هو الذي جلب لها الويل عمرا.
حظي أخوها و كل أخواتها بمحبة الوالدين، كما حظي بالاستفادة من الدروس الخصوصية في كل المواد في حين رفض طلبها في التقوية في مادة اللغة الإنجليزية التي أحبتها؛ بدعوى أن الدراسة لن تنفعها وأن مصيرها القبوع في البيت لإنتاج الجنس البشري و خدمة الزوج.
هذه النقطة بالذات سوسة نخرت راحتها، سودت حياتها، و جعلت بينها و بين تحقيق ذاتها حاجزا مانعا ستجند كل طاقاتها، وستلبس أمتن الدروع لصده، و ستكسره بقبضة عناد.
فكم رفضت من عريس تقدم لخطبتها و لم ينضج تفاح صدرها بعد، كان يوصى بها أن تحجز لفلان أو لآخر من الجيران، من الأهل و من المعارف و كأنها أريكة من قرو مزخرفة توفر الراحة للآخر، أو وسيلة لتفريغ شهواته..و كانت تلاقي الويل من رفضها هذا؛ حيث اعتبرتها العائلة شؤما على أخواتها الست أو كما يراها من يكن لها المحبة شمسا تحجب النجوم؛ إذ كانت محط إعجاب الكثيرين قبل أن تستوي قامتها ويمتلئ قدها الذي كانت تظهر عليه بوادر الرشاقة و الجمال.
كان هم الأسرة هو التخلص من نحس أنجبته رغم أن ميلادها صادف هدية مؤجلة مستحقة من الدولة؛ لما كان يقوم به والدها من أعمال فدائية ضد الاستعمار.. و كان همها إتمام الدراسة وتحصيل العلم الذي سكن كيانها.. و أقامت الأسرة كل الموانع ضد تحقيقه فكانت تتجرع المرارة من صد باب أملها الوحيد، وكثيرا ما كان يسرح بها خيالها إلى شكوك لا تجد لها جوابا. فذات ليلة في زهرة شبابها و هي منطوية كعادتها من شدة السهاد في ركن غرفتها، و ذقنها فوق ركبتيها في جلسة قزمت ذاتها كما قزمت الظنون يقينها، تفكر في حالها و في صراع عنيف مع نفسها تبادرت إلى ذهنها أفكار أرابتها؛ ترفضها و هي تجثم على عقلها.
ـ هل من سر يخفي انتمائي لهذه الأسرة؟ ماذا دهاهم حتى ينبذونني؟
فعلاوة على الدور الذي كانت تلعبه كخادمة للبيت دون أخواتها والاستفادة من محاضرات التقوية في فن المطبخ.. كانت تستفز بأبشع الطرق ليلة اجتياز الامتحانات. و أهون ما كان يرتكب في حقها عندما يسلمها العياء للنوم؛ هو الصراخ المباغت في أذنها بأعلى صوت من أخيها؛ فتقوم مفزوعة مذعورة وكأن صاعقة لفظتها من عال إلى قعر مشفر الحدود؛ لتستفيق من صدمتها و غمامة بألوان خوفها تغشى عينيها على ضحكات تدوي في أرجاء غرفتها؛ التي اقتلع قفل بابها من أجل هذه المهمة السخيفة.. وعندما تجهش بالبكاء من شدة الوجع ينتصب أمامها بقامته الضخمة و عيناه الجاحظتين تنم عن كراهية منفلتة تنطوي على مكر بغيض؛ تجلى في قدرته على التحايل على الأسرة ليتولى أمرها من أجل تطويعها لتسلم أمرها و تفر إلى دار الزوجية؛ و لأجل ذلك يصب جام غضبه عليها قائلا:
ـ سأظل وراء تدميرك و سأحطمك لن تنالي مرادك ما حييت.
ـ خلي عني اتركني و شأني لن أنصاع لرغبتكم و لو قطعتموني إربا إربا.
عندها ينحّى عليها بالشتائم و تنال من السياط ما لا جسدا في مثل سنها احتمل، فتبدو ترقص من ألمها ككبش ينحر، و من حلق يبس ريقه من شدة الإرهاق تصدر أنينا متقطعا بشهقات تنبعث من فوهة صدرها؛ فيخاصم النوم جفنيها.. و تبيت تحتسي ملوحة غلا سائلها على مجرى المقل؛ لتفيض على الخدين مدرارا إلى أن ينفلق الصباح.
تعد الفطور في وقت مبكر، و تغادر إلى قاعة الامتحان دون أن تدور آلة أسنانها التي كانت تعض شفتيها المحمرتين المتورمتين من طول بكاء، و دون أن تبلل فاها و أنى لها؛ و قد ارتوى غصبا من ملوحة شققت بساط قلبها و صدعت ركائز عقلها، لقد كفتها المواد الدسمة لعصير الألم الذي تجرعته ليلا عن الإفطار.
كان عزاؤها من كل الاضطهاد و العذاب الذي مورس عليها هو ارتقاؤها الرتب الأولى، و افتخار أساتذتها بمجهوداتها التي أجهضها القدر؛ لتنتقل من حلم التحصيل إلى حلم العمل فكان لها ذلك.. و لم تستسلم لرغبة الأسرة بل أصرت على الإضراب عن الزواج ممتطية صهوة التحدي، حتى لم يبق في البيت من البنات إلا هي. و كان ذلك انتصارا لرغبتها في ضرب العقلية الجامدة، و تجاوز حدود صحراء الجهل.
انفردت بأمها لتخرجها من غياهب المعتقدات الفاسدة و تزيل وشما بصم اصطدام الأحزان على صفحة قلبها، مارست تمردها البريء من العنف بعد أن خلا لها الجو من كل عائق. والحق يقال لم تكن عاجزة عن تحقيق ذلك في حضرة الجميع؛ و لكن وكما يقول المثل الدارجي "لحمية تغلب السبع" و السبع ظل سبعا في محمية فصلت على مقاسه، وأقيمت خصيصا من أجل الحفاظ على نقاء نوعه؛ إن لم أقل من أجل الحفاظ على شرف العائلة من أن يُدنس ثمره قبل موسم الجني.
و تصالحت بتواصل منفتح مع من بقي في البيت، ائتلفت القلوب بعدما أدارت بعين فاحصة و بكل لباقة عقلياتهم إلى الوجهة الصحيحة كما كانت تدير و حدها أشغال البيت.
أحبها الجميع لكنها منعت نفسها من أن تحب أي عاشق لها؛ حرمت أحلام الفتاة في عز الشباب لا لشيء إنما تحديا لما يفرض عليها، و عاشت على تحدي ظلم و ظلام المجتمع المتمثل في أسرتها التي أعطتها أكثر مما سلبتها، و تعلمت من ظلمها الكثير عوض أن تلبسها سرابيل الظلام، و أقل ما علمتها أن تطرد الكراهية من صدرها. علمتها أن تدر على وسطها وابلا من ضرع الحب الذي حرمته منذ حداثة سنها. رفضت أن لا يغازل أوتار قلبها إلا العشق لكل من و ما حولها، و أن تجعل من قبضة شوك مجتثة على محيطها باقة ياسمين تضوع أرجاءه عطرا.
و من مولد حرارة أسرتها الذي كوى جلد حياتها في ربيع العمر، استمدت شحنة كهربائية لتحقيق ذاتها، و لم تفرغها من مبادئها وحريتها في اتخاذ قرارات قناعاتها. تلك الحرية التي نثرتها باتفاق مع شريك حياتها على بيتها و أولادها. و بممحاة العزيمة عوضت ضنكا أثقل كاهلها، صبغت سواد حياتها ببياض عاشته حياة رغيدة هنيئة، تمنى كل من أساء لها بعضا منه.


[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 44 : 08 PM   رقم المشاركة : [7]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

ميكروباص
[align=justify]
لم يكن سائق الميكروباص رحيما بي عندما دفع بتلك السيدة ذات الجمال الأخاذ إلى جواري ، بل أنه لم يتح لي فرصة الاعتراض أو التبرم ، لتشاركنا السيدة الكرسي ذاته ، ورغم أن هذا الكرسي معد أساسا لثلاثة أشخاص إلا أن تحايل السائقين بإضافة مقعد صغير جعله جاهزا لاستقبال أربعة ركاب ليس من بينهم بدينا .. جلست تلك الأنيقة التي يزكم عطرها الأنوف والتي تخفي عينيها خلف نظارة بنية اللون إلى يميني بينما جلس رجلان إلى يساري أحدهما بدينا .. شعرت بحرارة تطغى على حرارة الجو في ظهيرة يوم حار من أخريات شهر أغسطس .. تقدمت إلى الأمام بالقدر الذي يسمح به طول رجلي ، كما انحرفت إلى اليسار متشبثا بالكرسي الذي أمامي ، مفسحا لها قدر استطاعتي ..

أدار السائق محرك السيارة وقبل أن ينطلق أكد على أن الأجرة مائة قرش للفرد ثم ما لبث أن تحرك مخترقا الزحام .. بدأ الركاب يجمعون الأجرة فيما بينهم ،غير أن راكبا تمسك بدفع خمسة وسبعون قرشا فقط وهي التعريفة المقررة من الجهات المختصة ..أوقف السائق الميكروباص بعصبية وهو يتمتم بعبارات غاضبة لم أتبين منها سوى لعنات متناثرة هنا وهناك لم تسلم منها السيارة وقائدها .. ثم عاد واستغفر ربه ، وألقى باللائمة على الركاب معاتبا :

أنا أكدت عليكم يا جماعة .. حصل ولا لأ ؟

حاول البعض إقناع الراكب ، لكنه تمسك برأيه ، أردت أن أنهي الموقف سريعا ، فالنار التي لا يشعر بها غيري والتي تكوي شقي الأيمن بدأت تسري في جسدي وتدغدغ ماردا حبيسا بداخلي ..عرضت دفع الفرق ، لكن الراكب رمقني باحتقار فأنا كما قال لست بأفضل منه حتى أدفع عنه .. سحبت كلامي سريعا معتذرا وأنا الملم كرامتي .. وتحت رجاءات واستعطافات وتبرم الركاب دفع صاحبنا الأجرة كاملة مرددا : برغبتي وليس رغما عني ..

تحركت السيارة مرة أخرى ، تخطت حدود المدينة وعبرت ذلك الكوبري المتهالك صوب الطريق الزراعي الذي بالكاد يتسع لسيارتين متجاورتين ، لم تمنع سوء حالة الطريق السائق من السير بسرعة هائلة .. و مع انعطافات ومطبات الطريق رحنا نتمايل يمينا ويسارا ونرتفع ثم نهبط ، وفي كل مرة أحاول عبثا ألا أمسها ، لكن هدوءها الذي مازالت عليه يعطيني الانطباع أنها تدرك مدى الجهد الذي أبذله تفاديا لملامستها .. كنت أشعر بعيون الركاب تلاحقني.. منهم من يحقد علي ، ومنهم من يرثى لحالي ، وآخرون يعدونني آثما لأني قبلت بهذا الوضع .. نظرات الريبة لدى السائق عبر المرآة تقتلني ، بدأ العرق يتسرب إلى جسدي حتى ظهرت آثاره في مواطن عدة من قميصي الأبيض .. وددت لو شمرت عن ساعدي و فتحت رابطة العنق قليلا .. لكن لا مجال للحركة .. آثرت الانتظار ساكنا منكمشا في مكاني..

في إحدى المحطات نزل أحد ركاب الكرسي الأمامي الذي أتشبث به ، والذي يتسع بالأساس لأربعة أشخاص ، كدت أتنفس الصعداء ، غير أني سيدة في الأربعين من عمرها سبقتني و ألقت بنفسها مكانه وهي تحمل سلة وضعتها على رجليها وانطلقت السيارة من جديد ..

مضت اللحظات بطيئة ثقيلة وأنا في انتظار محطتي القادمة .. كنت أحاول مستميتا أن أقف حائلا دون وصول النار التي تغزوني إلى ذلك المارد القابع ساكنا بداخلي منذ وعيته ، منذ عشر سنوات ونيف .. كنت خلالها أسمع قصص العشق وأقصها وكأنها قصتي .. كان حيائي يمنعني أن أتحدث إلى النساء .. ولو حدث يتصصب العرق مني ولا استطيع أن أجمع كلمتين على بعضهما .. رحت اكتم أنفاسي المتسارعة واثبت قدمي التي أصيبت بالرعاش.. رحت أشغل نفسي بالموت والقبور وأشياء أخرى علها تخرجني بعيدا .. أشعل الراكب البدين نارا أخرى إلى جواري ..عندما أشعل سيجارا .. ورغم أني أكره الدخان إلا أني استحييت أن أطلب منه أن يطفأ السيجارة .. تلاقت رغباتنا .. خرجت عن صمتها .. التفتت نحوي في كبرياء وهي تخاطبه ، تراجعت قليلا وكأني أفسح الطريق لكلماتها لتصل إلى هدفها ، وبوقار مازالت محتفظة به : ممكن تطفئ السيجارة لو سمحت؟

ظلت على وضعها وكأنها في انتظار الرد وأنا أرمقها من طرف خفي ..إلى أن جاءها الرد على مضض : أوي أوي.. ثم أطفأ السيجارة .. لكن كلماتها أشعلت جدلا واسعا بين الركاب حول حرمة السجائر لم تتح لي الفرصة لمعرفة منتهاه ..توقفت السيارة ، استأذنتها بأدب جم .. لم يكن أمامها بد من النزول حتى تفسح لي الطريق .. نزلت وتوقفت إلى جوار الباب .. وبمجرد أن حطت أقدامي الأرض وجدت نفسي أمامها وجها لوجه .. وكأن الزمن قد توقف للحظة ، ثم ما لبثت أن دلفت إلى الميكروباص الذي انطلق من جديد ، مخلفا وراءه دخانا كثيفا ..

( تمت )
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 47 : 08 PM   رقم المشاركة : [8]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

شتاء ربيعيّ
[align=justify]
أفلت الشمس عن نافذتها كما أفل حبه عن قلبها منذ شهور ؛ تداركت عماها بعد أن استفحلت فيها همسات الورود ولمسات الوسائد المخملية. خلعت الشال القرمزي عن عنقها لتستنشق آخر أشعة الشمس الباردة التي امتزجت بدرجات اللون الأحمر المتراصة حول قرص الشمس الآفل ؛ تاركاً قلبها يتجمد من حب كان في حضور الثلج يلهبها.

ألقت رأسها بثقل أفكاره على وسادة الريش فغاصت أفكارها إلى أحلامها المخملية ، لتنسج لها كوابيس كانت يوماً ما تعيش لأجلها.

هو من كانت ذراعاه مفتوحتان لها ليل نهار ، وصدره ممهد لها دوماً ، لكنه ألقى الأشواك في طريقها إلى قلبه وحوّل الطريق أمامها أرضاً وعرة ، إن اقتربت منها افترستها الوحوش الضارية ؛ ظناً منه أنها ستدخل معركة ضروس للوصول إلى أقفال حبه ليخضرّ العود من الجديد . ربما لم يكن إلا كذباً ، ربما كان وهماً أو زيفاً ، لكنها لم تشعر بذلك قط ، كان بالنسبة لها حقيقة أكثر من أي شيء بل كان عين الحقيقة .

أقبل إليها يبتسم وعيناه تلمعان بعشق لم تلحظه من قبل ، ما إن دنا منها أكثر أخذت ملامحه تتبدل إلى ملامح شر دفين ؛ لكنه ما يزال يبتسم! تتخبط بين صورته الحنون والصورة أمامها في فكرها المشوش ؛ لم تتعرف على أيّ منهما . غرس يديه في صدرها وانتشل قلبها بيديه ؛ وقال :

- ما حاجتك إلى كتلة تافهة كهذه ! هذا هو معذبنا ، هذا هو جلادنا ؛ سأريحك منه .

لم تصرخ ، لم تشعر بشيء أبداً ؛ فقد كانت جثة هامدة . كتلة باردة من المشاعر المتجمدة في حانات الحياة ، والمتراكمة من هول الماضي وهروب الحاضر . لم يزدها وجوده شيئاً ولم يقلل من موجة البرد التي تعتريها .

تواجده في حلمها كابوساً يوماً بعد يوم كعدم تواجده في واقعها يوماً بعد يوم ؛ هذا في الماضي . اليوم يمحي مطر شتاء قلبها ما تبقى من صورته وقسماته في مخيلتها ، يزيل آثار بصماته الملتصقة عبثاً على نبضها ؛ فتعود إلى قرص الشمس في أوج إشراقه تغرف منه دفئاً خاصمها ، و تعود إلى الأرض الخضراء تقبل رائحة ورد لم تلحظها منذ الشتاء .
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 12 : 10 PM   رقم المشاركة : [9]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

منديل سلمى
[align=justify]

كنت في طريق العودة إلى قريتي بعد غياب طوعي طويل. كيف ولماذا أجبرت على الهجرة والإبتعاد؟ هذه قصة يمكن اختزالها في سطور، ويمكن سطرها في مجلّد كبير إذا أردت أن أفصح عن الأسباب التي أدّت لذلك والأبعاد النفسية التي ترتّبت على هذا الفراق المجحف بحقّي وبحقّ الآخرين. حسنًا، سأعترف بأنّني كنت وما أزال عاشقًا، تصوّروا بأنّ الكثيرين كانوا يهمسون لي خجلا بين الحين والآخر بأنّ تصرّفاتي توحي بالعشق! لكنّي أرى بأنّ الشجاع والجريء فقط لا يخجل من إعلان حبّه وولهه، وإلا بدا العالم كالح رماديّ. العشق الأبديّ المقيم في روحي جعلني أرحل دون أن أحزم من أمتعتي شيئًا، بل على العكس من ذلك، بدأت الأمتعة تلاحقني قي مسيرة حياتي اللاحقة، وكنت أقوم غالبًا بتغيير خزانة ملابسي، أهدي الثلاجة والفرن لبعض الأصدقاء، أتخلّص من الأحذية القديمة السليمة غالبًا، أحاول جاهدًا عدم التعلّق بأيّ مادّة أو أثر، سوى ذاك المنديل – منديل سلمى.
أعرف بأنّها قد تزوجت وخلّفت ولدين وبنت في منتهى الجمال، أصرّ والدها على أن تحمل اسم أمّها لشدّة الشبه بين المرأتين، وهكذا أصبح في تلك القرية سلمى الأم وسلمى الابنة. لكن هل يدرك الرجل الذي سلبها من عالمي قبل عشرين عامًا بأنّه لوّعني مرّتين، الأولى حين دخلها وأصبح الوحيد المخوّل بامتلاكها، والثانية حين تسبّب بولادتها ثانية إلى هذه الدنيا، لتصبح مصدر الفتنة والعشق طوال أربعة عقود متتالية.
- محمد! هل هذا معقول يا عالم؟ إنّه والدي العجوز، لم يكن قد تقدّم في العمر كثيرًا، لكنّ الألم والحسرة التي استحوذت عليه منذ سنوات، جعلته يبدو أكبر من عمره بكثير. كنت قاسي القلب، حرمته من الكثير من الفرح المرافق لمعايشة أيامي كابنه المدلّل. كنت قد حرمته من السهر على راحتي حين أمرض، والرقص حين أحقّق نجاحًا ما. هكذا وجد الرجل نفسه خارج حسابات الوالد وكنت أنا السبب بالطبع في معاناته الشرقية. لكن يا والدي أبا محمد، أتمنّى أن تدرك كيف يشقى الرجل حين يجد نفسه ليس بعيدًا عن سلماه التي باتت ملك يمين رجل جشع نهم آخر. رجل لا يتوانى ليل نهار عن إشباع اشتياق الرجال لجسدها البضّ وامتلاك إبتسامتها صباح مساء، رجل أدرك قدرتها على استباق الشمس صباحًا بحضور أنثويّ لا يقهر. إبتسامتها وحدها هي التي هزمتني في خضمّ الحياة يا والدي.
- أنا محمد يا والدي الحبيب. أخذته بين يديّ طويلا، وسالت دموع الرجال سخيّة صامتة حرّى، طبطب على ظهري وقبّلت جبينه ورأسه الخشن. كان في تلك اللحظة يتعافى من لعنة الزمن وقسوة عقدين متتاليَيْن.
- لم تتغيّر رائحتُك يا ولدي، ما زلت ذلك الرجل العشرينيّ الذي أذكر.
كان الرجل-الوالد يعرف جيّدًا أسباب ابتعادي عن القرية التي اشتهرت بجمال نسائها، وكان يعرف مدى تعلّقي بسلمى، التي كانت تبادلني مشاعر الحبّ أيضًا، كانت تمنحني إشراقتها كلّما مررت بالقرب من منزلها، وكنت أمرّ في اليوم الواحد المرّة تلو الأخرى. مئة مرّة بل أكثر، كيف يمكن إخفاء كلّ هذا العشق يا والدي؟ لهذا وافق والدها طلب أبو ربيع لتزويج إبنه منها ورفض طلب أبي محمد ليحكم علينا بغربة طالت لعقدين من الزمان. قبل إعلان زواجها وبعد أن تأكّدت سلمى من مصيرها غير المعلن، أهدتني منديلها مضمّخًا بعطرها الذي أحببت ما امتدّ بي العمر.
هل تزوّجْتَ يا ابني؟ سألني والدي محدّقًا في عينيّ، ربّما كان يبحث عن أثر سلمى في جيناتي.
- تزوجت وطلّقت مرّتين. لم تتمكّن إمرأة من احتلال مكانتها يا والدي. لم أجرؤ في تلك اللحظة على لفظ إسمها.
قد يتساءل البعض عن سبب عودتي إلى القرية بعد مضيّ هذا العمر. علمت قبل سنة بأنّ سلماي قد ماتت فجأة، لم تفتح عينيها ذات صباح، فراشُ نومها كان قد برد في ساعات الصباح الباكر، دون أن تفارق الإبتسامةُ تضاريسَ وجهها.
بعد أيام قابلت صدفة سلمى الشابّة الجميلة ذات العشرين ربيعًا. كانت تعرف تفاصيل حكايتي مع أمّها بالطبع.
- عمّي محمد! لو تغيّر مجرى الأحداث قبل عشرين عامًا لنادتني هذه المرأة الشابّة بأبي. امتدّت يدي إلى جيبي الداخلي، أخرجتُ المنديل المضمّخ بعطر المرأة التي امتلكت ذاكرتي، وخَلُدَت وتجذّرت في أعماق العاشق الكامن في وجداني.
- هذا منديلها يا سلمى، آخر ما تبقّى من ذكراها، قدّميه للرجل الذي يختاره قلبك، ولا تقبلي بأن تكوني مُلْكَ أحدٍ غيرِه.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 06 / 2013, 18 : 10 PM   رقم المشاركة : [10]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

عفاف

[align=justify]أتت إلى هذه الدنيا قبل الأوان,فكانت الفرحة فرحتين.أزاحت عنهم هما توالى لسنين عديدة فاستقبلوها كالاميرةوهكذا صممت أن تبقى.كانت كبرى إخوتها لكن لاأحد يتنازل عن حب الأميرة,الكل يهتف قلبه بحبها ويتوددون إليها,كل على قدر رحابة صدره كانت تبادلهم نفس الإحساس فحبهم لها ما زادها إلا تواضعا ورقة.
كانت تخاف على نفسها من أجلهم فهمت الدرس جيدا ,لاتريد أن تخيب رجاءهم بأي حال من الأحوال...
مرت سنين طفولتها أكثر من رائعة لم تعرف للحرمان طعماأبدا.
مرت السنين والأعوام,شاءت الأقدارأن تعصف بقلبها الصغير ريح قوية,انحنت لتمر العاصفة بسلام لكنها أبت إلاأن تعمر وأبت هي إلا أن تسير عكس التيار.
فعاشت أجمل أيام عمرها بين شد وجدب,بين نحيب وأنين,كانت غريرة حيية,استطاعت هذه العاصفة أن تنضج قلبها قبل الأوان.فترعرع بين جنبات روحهاحلم جميل بحجم الزمان لم تلجأ لتفسيره خوفا من أن يفقد بعض طلاسمه التي تدغدغ مشاعرهاكلما هربت من رتابة الحياة,كلماأغلقت عينيها لتفتحهما على عالم ساحر,لتستيقظ في النهايةعلى حزن أبى إلا أن يعشوشب بين أحضان الشوق.
انتبدت بحلمها مكانا قصيا أخفت ظفائرها واعتلت برج الصمت وتقلدت بلاءاتها,مزقت كل الشهادات إلا شهادة مزقت فيها الإنحناء فأينع الإباء,لم تنسب الذي أصابها إلى قبيلة عذرة ولاإلى أي قبيلة أخرى,بل نسبته إلى رب السماء وحده قادر أن يرفع عنها البلاء,بكت واحترقت ,كتمت وعفت وانتظرت الموت ,ماكانت محظوظةضعف الطالب وعز المطلوب.أصدر القدرأمره أن تعيش بين داميس الموت البطيء,لم يعد يغرها من متاهات الدنيا شيء.
منذ أن ذبح هذا القلب على أعتاب العفة والكتمان,ومنذ أن صلب هذه الروح تالوث الشوق والصبابة والحرمان,لم يبق منها إلا كتلة لحم ومجموعة عظام لكم تمنت أن تهديها للديدان حبذاقبل الأوان.لم تعد تطق الموت البطيء وفي نفس الوقت لم ترغب في إجهاض هذا الحلم الجميل الذي يضيء حناياها,فالذي بين حناياها روح والروح إذا شفت خفت وإذا فاحت فاضت وألقت ما فيها وتخلت عن جسد ـأشبه مايكون بالقبرـإما تعود إليه بالضياء أو تكمل رحلتها فيلفه الفناء وتحتضن هي الضياء.ألا يقولون إن الأرواح جنود مجندة,لكم تمنت أن تستغفل هذه الجنودلتحظى بسر لطالما ارتقت إليه.وظلت تنتظر هفوة من هفوات الزمن تعترف لها بالذي بين حناياها,طال الزمن واختفت هفواته...أرادوالها أن تتكاثر احتجت ورفضت وتدرعت,لم تغرها أشكالهم ولامناصبهم,فحلمها كان الأجمل,كانت حلم الكثيرين لكن حلمها الوحيد كانه,وأصرت على الرفض وعندما انقضت الحجج والذرائع قبلت على مضض,فألقى بها الزمن في نار أخرى,تكاثرت ولم يلهها التكاثر حتى تزور حلما يسكنها وتسكنه يحفر له مكانا في كل ذرة من كيانها.
استمرت رحلة الموت البطيء وتوالت السنين وما زال الجرح لم يندمل ,ومازالت صورته محفورة في ذاكرة قلبهاوقلب ذاكرتها ,لم تستطع رياح الزمان أن تدروها,ولااسطاع غبار النسيان أن يعلوها,هاهي تبلغ سن الرسالةها هي تنزل من برجها لتبحت لحلمها عن هوية,تخاف أن يواريها التراب ولما تعلم هل الذي بين حناياها كان حلما أم وهما,فإذا كان حلما فما أقصر الأحلام الجميلة وإن طالت وإن كان وهما فليكن من أصدق الأوهامها هي تجهر بالذي أسرته ربع قرن من الزمن,أنطقهاالذي أسكتها أول مرة وهو على القلوب ذو سلطانعظيم,أتت به قومها تحمله ويحملها يشكوان زمنا تحامل عليهما ورمى بهما في غياهب الصمت,حتى طاغور انتفض لبكائها ولم ينزع عنها قدسية الحلم فصمتها فاق المدىوصرخة صمتها اخترقت الصدى,هاهي تستعد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وهالة الرهبة تحفها وموكب الحمام الزاجل يخبرها أنها لم تغادر ذاكرته طيلة هذه السنين,ماكانت تطمع في أكثر من ذلك ابتسمت وأشرق محياها وأخذت تردد ألحانا شجية ..
يدق قلبي من الفرحوالعين تبكي حنيناداوى الزمن ما جرحزادالروح يقيناماتت مطمئنة على حلم توعد الزمن بكفالته,واحتضنته نسيمات الشوق...[/align]
[align=justify]
[/align]

توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أجيزت, مسابقة القصة, الأعضاء والزوار, القصيرة، تنشر لاستفتاء, القصص, خارج التقييم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة والقصيرة جداً للقراءة وتصويت الأعضاء والزوار هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 20 19 / 12 / 2021 30 : 02 AM
النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة جداً / نرجو القراءة والتصويت هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 13 01 / 07 / 2015 18 : 12 PM
ملحق أجيز من النصوص المشاركة في مسابقة الخاطرة يرفع للاستفتاء هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 9 09 / 11 / 2014 35 : 05 PM
نتائج الاستطلاع الجماهيري للنصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة هدى نورالدين الخطيب الفعاليات والمسابقات الأدبية... 1 05 / 07 / 2013 58 : 08 PM
للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 12 24 / 06 / 2013 33 : 01 AM


الساعة الآن 11 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|