التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,821
عدد  مرات الظهور : 162,197,277

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > الفعاليات والمسابقات الأدبية... > الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب
الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب مسابقات الرابطة والنشاطات التي تنظمها

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي قصص المجموعة الثانية التي تعطيها صوتك؟
أخافُ أن يُدركَني الصَباح 13 59.09%
الراقص في العاصمة 4 18.18%
نبل... و.... تضحية 1 4.55%
أين ذهب ديفيد 7 31.82%
شجون الزمن الضائع 1 4.55%
في الحصار 2 9.09%
جمعية سرية 2 9.09%
تيه الكاتب 1 4.55%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 22. هذا الإستطلاع مغلق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 06 / 2013, 10 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

q للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

[align=justify]تحية نور أدبية إبداعية ..
بعد انتهاء لجنة التحكيم من عملها في قراءة وتقييم النصوص، وبعد نشر المجموعة الأولى للاستفتاء أبدأ الآن بنشر المجموعة الثانية التي أجيزت للدخول في التسابق من قبل لجنة التحكيم وسأضعها على الاستفتاء للتصويت عليها من قبل الأعضاء والزوار الكرام
هذا ويعتبر تصويت الأعضاء والزوار خارج التقييم، لاتاحة الفرصة للسيدات والسادة الأعضاء والزوار من تقييم النصوص للفوز الجماهيري وسنرى مدى تطابق الفوز الجماهيري أو اختلافه مع النتائج الأكاديمية التي اعتمدتها لجنة التحكيم، ولكن سنأخذ بالتصويت الجماهيري في حال حصل أكثر من نص على نفس علامة تقييم لجنة التحكيم.

بعض النصوص التي وصلتنا استبعدت لعدم التزامها بالشروط التي قمنا بالتنويه عنها والبعض الآخر استبعد للأسباب التالية:
1- وصلتنا نصوص ق.ق.ج. ، وهذه استبعدت فقط عن هذه المسابقة وسنحتفظ بها وندخلها التسابق في مسابقة قادمة للقصة القصيرة جداً ( هذه المسابقة مخصصة فقط للقصة القصيرة) .

2- بعض النصوص أكثر من جيدة لكن تم استبعادها لتناولها ما يخدش الحياء ، وهو ما لا يتماشى مع رسالتنا في نور الأدب ، ويمكن لأصحابها إعادة صياغتها وإرسالها مجدداً حتى تدخل التسابق في مسابقة قادمة ن شاء الله.

3- بعض النصوص كانت مليئة بالأخطاء الاملائية واللغوية ولم نستطع إجازتها، نرجو لأصحابها العمل أكثر على اللغة وآلية السرد كما هو موضح ، ويمكنهم بإذن الله الاشتراك في مسابقة قادمة.
شكراً جزيلاً لكل من شاركوا في هذه المسابقة وأوفر حظ نتمناه للجميع
والآن نبدأ نشر المجموعة الثانية وفتح الاستفتاء الجماهيري عليها دون نشر أسماء أصحابها.
أتمنى لكم قراءة ممتعة وبانتظار تصويتكم على نصوص المجموعة الثانية
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 14 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

أخافُ أن يُدركَني الصَباح
[align=justify]
هل كان الأمرُ يستحق كلَّ هذا العناء.؟

تحدّثي عنّي يا شهرزاد، فأنا الحكاية.!

أذكر أمي وأغنياتها المخنوقة، تطوي قنباز أبي المقصّب عند عودته قبيل كل مساء، وتسجّيه برفق كأنه قطعة من حكاياتك، فوق صندوق خشبي محدّب.
ثم تغسل حطتّه البيضاء الحريرية، وتبقى واقفةً على عتبة باب الدار تنفضها في وجه الريح حتى تجّف، تعلقُّها على المسمار، فتنصبّ برّاقةً مثل شفرة سيف مسرور.
تفعلُ كذلك كل مساء.
يجلس والدي على حجر أسود عريض، مزروع منذ قرون في مكانه خارج باب الدار.
يصفق بيديه، فتهبط رفوف حمامِ، تملأ ألوانها الزاهية الساحة الترابية، ينثرُ حبوب الذرة، ويبدأ صراعُ حميم بين الطيور الأليفة، ويضّج الفضاء بصوت الهديل.
نخرج متراكضين وراء بعضِنا يأخُذنا حماسُ اللعب، فتفزعُ الطيورُ إلى حين، تقفزُ مرتفعةً، تدركُ أن الأمر لا يستحق، تحطُ ثانيةَ بين يديه.
يتبعنا صوتُه الأجش:
- اقلب تقلب ترضع.
فنتوارى بين أشجار الخروب البعيدة حتى نرى شبحه المسربل بالأبيض يغيب داخل الدار، ندركُ أنه سيدخل المضافة، يحمّص القهوة، ويستعدُ لاستقبالِ الرجال.
يحمل بين يديه أخي سعيد وسنوات عمره الثلاث، يسجّيه على فراش رقيق، يحرصُ أن يستقبلَ وجهه الجنوب، ويهيل على جسده حطّتَهُ البيضاء، يغلق باب الغرفة الأخيرة بالمفتاح، تلحقه أمي تضرب على صدرها، يمسكها، يكتم صوتها بكفّ يده الكبيرة.
- إذا سمعتُ صرخةً واحدةً.. أنت طالق.
كان القيد ثقيلاً يا شهرزاد.
كأنني ثور "أبو حسن" الذي جنَّ فجأة، وراح يطعن بقرنيه كل عابر سبيل.
يومها شدّوا قوائمه بقيد واحد. أربعة أساور من حديد، تجمعها جنازير قصيرة.
مطويّ على صندوق أمي المحدّب.
أطرافي الأربعة تتوجّع، وتبصقُ دماً وصديداً أصفر اللون.
كنت مثل قطّة، أنطوي تحت نافذة غرفة أمي، يتسرّب لهاثها إلى أذنيّ، أسمع أنينها المكبوت، وتلفحُني بين الفينة والأخرى أنفاسُها الحرّة.
تهمس ولا تجرؤ حتى على الحزن:
- سعيد مات يمّا، بدال ما يحضروا طهوره، يحضروا جنازته.
وتنهال على صفحة وجهها دموع ما رأيت مثل غزارتها كلَّ عمري، شممتُ رائحَتها ممسّكةً تنبعث سخيّةً من "مناسف" البرغل والرز.
يومها لم أبكِ.
بقيت صاحياً، لم أنم، وحين شقَّ صوت المؤذن حلكة العتمة، يفسح الطريق أمام زحف فجر جديد، أدركتُ أن الشمس ستستبيح بأشعتها الصفراء الساحات والدور والبيادر كما في كلِّ صباح.
صوته يضرب أذنيّ في اللحظات الحالكات.
- البكا للنسوان يابا.
لو قلتُ آه واحدة، أعطيه انتصاراً ليس له مثيل.
صدّقيني، لقد ضاقت سبل المعركة، ولم يتبقَّ في ساحتِها إلا أنا وهو.. أنا أو هو.
كنت أحمل بارودة، أعلّق على ماسورتها صبوتي، وتحدّثُني كما حكاياتِك، تركّبُ انتصاري ليلة إثر ليلة فأراه بارقاً مشعّاً، وتحمل همّي وحُلمي.
اليوم أحملُ قيدي.
تحسستُ أطرافي فوجدت فيها بقيةَ من حياة، تقول لي:
- ما زلت هنا، وما زال هنا، والمعركة مفتوحة..
عيناه الزرقاوان الغائرتان، وفمُه الصغير الصارم الخالي من الشفتين كأنه يرجوني، يقسم علي لو أقول آهِ واحدة، ليخلصّني من العذاب.
كيف أعطيه تلك المتعة، وذلك النصر.؟
كان القيد ثقيلاً يا شهرزاد.
حملتُه ثلاثين يوماً، صار قطعةً مني، مثل يدي وساقي ورأسي.
رفاقي يحشونه خلسةً بالخرق، لتفصل بين حوافيه الحادّة ولحمي.
لو قلت لك لن تصدّقي، لو ينزعونه عني سأفقد إحساساً رائعاً.
أراه يعتصر خيبتَهُ وهو يتابع خطواتي المطّوية تحت ثقل جسدي، تقول لي شفتاهُ المعصورتان حتى الاختفاء.
- لو تقول آهِ واحدة.
كان النطعُ أقرب إليك من الوريد، جمالُك يا شهرزاد ألقى بك تحت شفرةِ السيف.
ذلك المأفونُ يملك كلُّ شيء حتى رقاب الناس، وأنت في ثوبك الشفيف، ورهبَتِك وخوفك.
كيف خلقت سبيل خلاصك، وأيقظتِ شهوتَهُ ألفَ ليلةِ وليلة.؟ ثم أجهزتِ عليه.
كان الوقتُ مساءً والشمسُ تودّع النهار على حدود الأفق، يركض بفرح، يحسُّ أن الحفلَ وهذا الجمهور يعنيه، تتعثّر خطواته الصغيرة، يسقط في الحفرة المعدّة لشواء الذبائح، يأكُلُهُ الجمر ويموت.
هل يستحق الأمر كل ذلك العناء.؟
يوم غلبني نزيفُ القيدِ واستهلكَ دمي، حملوني إلى المستشفى، قالوا وهم يحسبون بأنَهم يزّفون لي البشرى، إنهم استبدلوا بمدير السجن الذي لا يحسنُ الترويض، ضابطاً جديداً.
نزعوا القيد من أطرافي، جاهدوا ليقتلعوه من لحمي الذي انغرز فيه، وترك مكانه حتى اليوم ندباً وبثوراً زرقاء وسوداء.
جلس قبالتي ينقر بعصاه القصيرة على الطاولة، ينظر في وجهي بقلق، ويقضم غيظه، ثم همهم:
- تراجعا عن إعلان الإضراب، أرسلنا طاهر إلى سجن الرملة.. ومحمود إلى مستشفى الهداسا.
ازدادت سرعة نقرات عصاه على الطاولة، كأنه يوصل إلى لهفتي رسالةً واعدة، ثم دفعها بقوة حتى لامست صدري.
- ماذا عنك..؟
يقولون إن سجن الرملة "للأوادم"، نسمع كثيراً عن حياة الترف التي يعيشُها المعتقلون فيه قياساً إلى المعتقلات الأخرى، ونعرف أيضاً ماذا يعني قضاء مدّة اعتقال في مستشفى.
الناس تنتظر شيخ البلد ليطهّر الصبي.
يومها رأيت أبي يمشي لأول مرة بانكسار وراء نعش سعيد، يخفي قنبازه المقصّب تحت عباءة سميكة، ويلّف رأسه ونصف وجهه بحطّة منقطّة غامقة اللون.
لأنني من أقدم المعتقلين، كنت واحداً من ثلاثة ننظّم حركتهم، اتفقنا على إعلان إضراب شامل واعتصامِ داخل القواويش في الخامس من أيار القادم، المصادف لأول زيارة يقوم بها وزير الأمن، ومدير السجون، والمحافظ ومجموعة من مرافقيهم.
كنت أعلم أن تراجعي يرسلني كما أرسل رفيقيّ إلى سجن "خمس نجوم.." أو إلى مستشفى مكتظّ بملاءات بيضاء ناصعة، وستائر وردية، وحسناوات.
ما قيمةُ لياليك يا شهرزاد.؟ ما قيمة ألف جرعة هوان انسفحت على جسدك، في ألف ليلة.
إن توقفّتْ حكاياتك، تموتين.
كيف أستطيعُ التراجع عن قدري واختياري ومعركتي.؟
هل أجرؤ أن أفعل وأغنيات أمي المخنوقة ببحّتها الجارحة تستحلفني.؟
ظهيرة اليوم التالي، هطلت مع انتشار الخبر المفجع غيمات ذهول فوق رؤوس الناس، وليس لهم والدهشة تمسك بتلابيبهم إلا ثوابُ مرافقة الجنازة، يوارونه الثرى، ثم ينفضّون، يعصرهم الحزن إلى بيوتهم وقراهم القريبة.
بعد أيام مات أبي، قالوا انفطر قلبه، وقتله.
حملوني فوق أكتافهم.. رفعت يدي، وصرخت:
- صامدون حتى سقوط المشروع الصهيوني.
كان القيد بانتظاري يا شهرزاد.
أخرجي يا شهرزاد من صمتك الأبدي، وتحدّثي عنّي، فأنا الحكاية.
أنا شفرة سيف مسرور المشرعة وراء الحلم، أنا القدر الآتي إذا نضب نبع خرافاتِك.
مثلما انقضوا على قبيلتك الساكنة في قلب السحاب، وانتزعوك.. قالوا أنت من خنت فراشَهُ، واستبحتِ فحولةَ سواه، وأنت أطهر من صهيل مهرة بكر، عرّوك حتى العظم، ثم صلبوك، أي ثمن تدفعينه عن خيانة غيرك.؟
أعادوني إلى المعتقل بعد رحلة الشفاء، قادوني مباشرة إلى مكتبه الوثير.
حسبتُه من أبناء العمومة، يحمل سمرتي، ويتحدث لغتي، بادرني يقول من بين أسنانه:
- أنت "أبو الهيجا" إذن..؟
ضرب على صدره بخيلاء، وأطلق صوتاً كفحيح أفعى:
- يقولون إنني الأفضل.
كان يتحدث بثقة، يحاولُ أن يعصرَ حاجبيه، فيلتويان كعقرب، يضرب بيده الثقيلة على الطاولة، فيهتز شاربه الكثّ، وينفرج عن شفتين غليظتين:
- أستطيع أن أقذفك إلى جهنّم.. هكذا (وقذف العصا إلى فوق)، لكنني لن أفعل قبل أن أحطّم هذا الرأس (وطعن بإصبعه صدغي)، وأجعل منك أمثولة.
وكأنه رتّب الأمر مسبقاً، دخل علينا رجال غلاظ، قادوني إلى الزنزانة رقم "خمسة".
تسع وتسعين ليلةً، يا شهرزاد، وأنا مطويّ مثل قنباز أبي.
السقف أقرب إلى مستوى كتفيّ، والمساحة الضيّقة التي تكاد تتسّع لغفوتي، تشاركني فيها حنفية ماء معطوبة وبالوعة صفراء، عرفت لونها من ثلاثة ثقوب في أعلى الباب الحديدي، يراقبونني منها، وأراقبهم.
يا شهرزاد، وفتحة مربّعة في أسفله لا تتسع لأكثر من دائرة صحن ألألمنيوم الطافح بالبرغل، والمغطى برغيف مقدّد، يزحف نحوي كل مساء، يحمل معه بصيص ضوء تعرفّت منه على مدى تسع وتسعون ليلة تفاصيل أصابعي المتصلّبة، وقشور قبيحة تتعربش أطرافي خلفّتها مقابض القيد القديم.
أسمع وقع خطواته، يدُقّها بقوة على الأرض، فأقفز، أراقبه من الثقوب حتى يقترب، فأخفي رأسي، أعرفُ أنه ينظر إلى الداخل ولا يرى شيئاً، يضرب الباب بعصاه، ليطمئن على وجودي حياً، فأرسل له صوتي.
- يمّا مويل الهوى يمّا مويليا.. ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيّا.
تبتعدُ خطواته، فأحسُّ بنسمة انتصار تقبّل وجهي.
صدّقت يا شهرزاد كيف تعودت المكان طيلة ألف ليلة وليلة، وذلك الأفّاق يسترسل بوعد الخاتمة، والسيفُ مُسلط.
صدّقت كيف تراكمين نصرك ليلة إثر ليلة.
همس لي حارس الزنزانة:
- زيارة لك..
فجأة فُتح الباب السميك، فأرسل صريراً كثيفاً، كان الضوءُ مبهراً، فأطبقتُ جفنَيّ.
جلستُ أمامه، أكاد لا أرى منه غير بذلته المبرقعة، وأشعرُ بطيف ابتسامة تتعلّق وجنتيه المتوردتين، وشاربه الغزير:
- سأسمح لك بزيارة..
سكتَ قليلاً وكأنه ينتظر فرحي، ثم تابع:
- إذا صرت "آدمي" أعدك بتكرار ذلك.
بعد ثلاث عشرة سنة، تزورني أمي.
هل تفرحين يا شهرزاد.؟
حين تسرّب اسمي بين جداول المعتقلين، ردّتني الحياةُ إليها، نَزَفَتْ فرحَتَها على عتبات مراكز الصليب الأحمر، وضباط الأمن، وحصلت على تصريح زيارة.
تحسستُ أطرافي ورأسي، وجدتُ أنني ما زلت، ورأيت أنه ما زال أيضاً، والمعركة مفتوحة.
وقفتُ يا شهرزاد.
كنتُ مطويّاّ مثل الحلم الموشّى بالقصب، لكنني جاهدت ووقفت، خطوت خطوتين في طريقي إلى الباب.
صوتي ينزلق فوق لساني، صلباً كأنني أبدأُ الآن.
- أمي ماتت من زمان.
أبي يربّت على كتفي ويتمتم:
- البكا للنسوان يابا..
وقبل أن أغيب وراء الباب، ركض ورائي صوته المعبأَ بالشك والدهشة:
- آمنة بنت صايل الزينات.؟
تريثت لحظة، حاولت رفع قامتي قدر ما أستطيع، وحرصت على أن يصل صوتي نقياً لا تخالطُه قطرات من عبرات، أحسست بطعمها المرّ يجرح حلقي..
- آمنة بنت صايل الزينات.. أمي.. ماتت من زمان.
ـ ـ
بيني وبين دارنا وبرج الحمام وغابة الخروب وقبر سعيد، جدار، وشريط، وحقل ألغام.
على جانبيه بزّات مبرقعة، وبواريد ثقيلة تترصّدني إن تقدمت خطوة.
وأنا طليق.
قالوا.. هنا حدود وطنِك الجديد.!
كيف أفهم هذا الهراء.؟
يلوح لي قنباز أبي المقصّب من نافذة دارنا الشرقية، وصوت أمي المبحوح يزّف أغنية وهي تنفض حطّته الحريرية، وهديل الحمام يشقّ صمت الأفق..
دلّيني يا شهرزاد.
كيف أنجو من هذا الاختناق.؟
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 18 : 08 PM   رقم المشاركة : [3]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

الراقص في العاصمة
[align=justify]

إنها زيارتي الثانية لعاصمتنا الاقتصادية، في الزيارة الأولى لم أتعرف على الدار البيضاء كما يجب، فقد اقتصرت زيارتي على مكتبة "آل سعود" الرائعة بتجهيزاتها الحديثة وضخامة خزانتها، خلفت تلك الزيارة في ذهني صورة جميلة عن الدار البيضاء، لكنها لم تكن كافية.كان الطريق على متن الحافلة طويلا، ثم بدأت العاصمة تلوح في الأفق، وبدأت علاماتها تبرز على جانبي الطريق الوطنية، وبعد أن شرعنا الدخول في مجالها الحضاري، أصبح الجو ممطرا جدا، فأحسست وأنا داخل الحافلة بدفء داخلي جميل عجزت معه عن التقاط قنينة ماء، سقطت بسبب توقف الحافلة في أول إشارة مرور عند مدخل المدينة.بعد أن مررت يدي ماسحا زجاج النافذة من بلل أنفاسي الدافئة، رأيته هناك؟ كان طفلا في العاشرة أو الثانية عشرة من عمره، يلف رأسه بقطعة من البلاستيك يحميه من المطر المتهاطل بشدة، واقفا تحت شجرة كثيفة الأوراق، أغصانها متناسقة النهايات بفعل التشذيب المنتظم، كانت تقيه معظم تلك الأمطار، لكن رغم ذلك فقد أصابه البلل في غالب جسده النحيل الملتصق بجذعها في ارتعاش واضطراب، يضع أنامل يمناه داخل يسراه مشكلا دائرة مزدوجة بين شفتيه، نافخا فيهما أنفاسا تخرج من أعماقه محاولا في يأس شديد منحهما بصيصا من الدفء، لا يزيد لباسه عن قميص بالي الأطراف وسروال ترسبت عليه ألوان وصور من واقع العاصمة، يهز بفعل قسوة الرصيف البارد قدمه اليمنى لترتاح على حساب يسراه ثم يعكس وضعه، فبدا كراقص على الجمر.كان ذالك الطفل شاحب الوجه، كئيبا محياه، لكن عندما وقع بصره على الحافلة الأنيقة التي كنت أتطلع منها، بدأ يلوح بيديه ويرسل قبلات عبر المطر وهو يبتسم، أصابتني بعض الدهشة وأنا أتفحص تعابيره السعيدة، هل يظن نفسه نجما أم يظننا نجوما ! ما زال يلوح حتى انطلقت الحافلة مع انطلاق الإشارة الخضراء.طفل غريب الأطوار !! كيف يضحك وهو يعيش في أشد لحظات الحقيقة مرارة ؟ لماذا يفرح مشرد ويلوح بيديه لمجرد رؤية ركاب في حافلة عصرية أنيقة؟ ربما كان يفكر حينها في أحلامه المقتولة !؟ أو ربما هي سخرية أطفال ببساطة... !بعدما دخلت قلب العاصمة، وتجولت في كثير من أنحائها طيلة أسبوع، وبعد أن تعرضت في أحد أسواقها المرموقة للسرقة والضرب، وبعد أن مكثت في إحدى المستشفيات العمومية لست ساعات من أجل حضور ممرض لترقيع بعض الجراح التي خلفتها مجموعة من مفرزات العاصمة الاقتصادية، وبعيد انطلاق حافلة العودة إلى أقصى الشمال، وبينما أنا جالس في المقعد الأمامي للحافلة ضاما حقيبتي إلى صدري، أتفحص الوجوه القريبة والبعيدة حذرا من مفرزات جديدة. بين كل هذا عادت إلي صورة الطفل الراقص تحت المطر، هناك عند مدخل المدينة حيث رأيته، أراجع صورته في ذهني الحائر لضحكاته، ثم أضحك حتى تبدت الحيرة والريبة على المسافر الجالس بقربي.لقد عرفت الآن أن الطفل كان يضحك علي، لم أكن في نظره سوى مغفل يدخل إلى متاهة الإنسان، لقد عرف الحقيقة منذ البداية، لهذا رأيته سعيدا هناك وهو يلوح بساعديه في المطر.لن أتجول في العاصمة بعد الآن، لكني سأعود في يوم ما، ربما للقاء ذاك الراقص تحت الشجرة في مدخل المدينة !! أو ربما لألتقط له صورة أحتفظ بها تحت اسم "عند مدخل المدينة" أو أكتب قصة بعنوان: "الراقص تحت المطر" أو "رقصة الحقيقة".أو ربما أفضل لعن واقع العاصمة القاسي، وأبكي لحال صديقي الراقص...
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 36 : 08 PM   رقم المشاركة : [4]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

نبل... و.... تضحية
[align=justify]

أثقلَ كاهلَهم شظفُ العيشِ ولم يعدْ يكفيهم ما يسدُّ رمقَهم من عملِ ابنِها في أحدِ مكاتبِ بيعِ وشراءِ العملةِ مساءً بعد أن فقدتْ زوجَها اثرَ ذبحةٍ أصابتهُ في قلبِهِ فاردتهُ ولم يتركْ لهم سوى بيتٍ متواضعٍ بحاجةٍ إلى ترميماتٍ كثيرةٍ لم يستطعْ الأبُ أن ينجزَها في حياتِهِ وراتبٍ تقاعدي لا يكفي لسدِ نصفِ حاجياتِهم الضروريةِ مما دفعَ ابنها للعملِ رغمَ مهمةِ الدراسةِ الجامعيةِ والتي تتطلبُ جهداً فكرياً ومادياً وهو في سنتِهِ الأخيرةِ ليتخرجَ مهندساً معمارياً... هذه الرغبة التي راودتهُ وهو في مراحلِ الإعدادية.


اضطرتِ الاُم أن تعملَ خياطةً للملابسِ النسائيةِ والولاديةِ في بيتِها لتعينَ ولدَها وابنتيها اللتين لم تبلغا العقدَ الأولَ من عمريهما، وتكملَ مشوارَ زوجِها الذي تركَه على عاتقِها.

(تركتنا على عجلٍ يا أبا سعد وشددتَ أمتعةَ الرحيلِ ولم تبلغ الأربعينَ من عمرِك وها أنا أحملُ على كاهلي مسؤوليةً جسيمةً في تربيةِ أبنائِك وفي ظروفٍ معيشيةٍ صعبة) هذا ما يخطرُ في بالِها كلما كانت لوحدِها وهي تعملُ على ماكنةِ الخياطةِ أوفي المطبخِ لتعدَّ ما تيسرَ من وجبةِ غداءٍ أو عشاءٍ فتارةً تبكي مع نفسِها وتارةً تتنهد.

- يا أمي متى تشترينَ لنا لحماً؟... لم نأكلِ اللحمَ منذ أيام.... فاجأتْ البنتُ الصغيرةُ الاُمَ بسؤالِها فانتبهتْ الاُمُّ وهي تمسحُ دمعتَها قبل أنْ تلتفتَ لإبنتِها وهي تعدُّ الحساءَ في المطبخ:

- بعد يومين أو ثلاثة يا ابنتي حال ما يستلمُ أخوك أُجورَ عملهِ نهاية الأسبوع.....

- ولكنّ صديقتي إبنة جارِنا تقولُ... نحن نأكلُ اللحمَ كلّ يوم.... التفتتِ الاُمُّ إلى إبنتِها وأخذتْها بين يديها لتحتضنَها:

- قريباً سيتخرجُ أخوكِ ويصبحُ مهندساً وقتها نستطيعُ أن نأكلَ اللحمَ كلّ يوم.... وصارت تقبلُ إبنتها وتمسحُ بيدها على رأسِها وهي تبتسمُ في وجهِها وتخفي حزنَها لكي لا تحس الإبنة الصغيرةَ بما كانت عليه اُمّها قبل أن تدخلَ عليها.... ربتتْ على كتفِ ابنتِها وقالت:

- إذهبي ونادي اُختَك لكي نكملَ عملَنا في إعدادِ الطعامِ ريثما يأتي أخوكِ من عملِه.

- حاضر يا اُمي..

كان سعد شاباً مجتهداً مثابراً في دراستهِ وعملهِ وجاداً في قطعِ هذه المسيرةِ الشاقةِ ليحصدَ ثمرَ جهدهِ ويقدمَهُ هديةً ثمينةً لوالدتهِ المكافحةِ التي سهرتْ الليالي من أجلهِ وطالما كانتْ تحلمُ بولدِها لتجدَهُ في ما يصبو إليه من مستقبلٍ زاهرِ ليخففَ عنها بعض معاناتِها وثقلَ المسؤولية..

- ألا تجدُ نفسكَ بأنّكَ تحملها أكثرَ من طاقتِها بين الدراسةِ والعمل! وكيف توفقُ بينهما؟

كانت ناهدُ زميلتُهُ في نفسِ الكليةِ تجمعُهما في بعضِ الأحيانِ فتراتُ الاستراحةِ في الكافتيريا أو متنزهاتِ الكليةِ ليترافقا بعض الوقتِ ويدورَ بينهما الحديثُ تارةً عن الدراسةِ وتارةً ما يتعلقُ بالحياةِ الاجتماعيةِ الآنيةِ لكليهِما وغيرها من المواضيعِ العامة.

- رغمَ صعوبةِ الحالةِ ولكنّ هذا ما كُتبَ عليّ أن أفعلَه وأن اُجاهدَ في سبيلِ والدتي واُختَيّ... سكتَ قليلاً وهو ينظرُ إليها ليرى ما في عينيها من جوابٍ ثمّ أردفَ: - بقي القليلُ لأصلَ مبتغاي إن شاء الله.

- أتمنى وأدعو لك بذلك إن شاء الله.

(إنه شابٌ جادٌ ومتحمسٌ وفيه كثيرٌ من الأمل لاجتياز الصعابِ بكلِّ ثقةٍ إضافة إلى ذلك فهو يتحلى بأخلاقٍ عاليةٍ وصادقٌ مع نفسهِ وزملائهِ وأساتذتهِ ومحلّ احترامِ الجميعِ لا تشوبُهُ شائبةٌ لتضعَ عليه علامة استفهام....) كانتْ هكذا تفكرُ فيه ناهد وتسرحُ مع نفسها حينما تكونُ لوحدِها... بدأ يشغلـُها سعد ويغرقُها في دوامةِ أحاسيسِها ومشاعرِها تجاهَه. كانت ناهد شابةً جميلةً لم تتجاوز العقدَ الثاني من عمرِها ذات عينين واسعتين ووجه دائري حنطي اللون وشعر اسود بانت خصلة ٌمنه فوق جبينِها الوضاء تحت غطاءِ رأسِها، لا ينقصُها من الجمال شيء، وكانتْ أنيقة ً في مظهرها محتشمة ً بزيِّها متزنة ً بسلوكِها ومن بيتٍ محافظ، وكأنها ملاكٌ بما فيها من خُلقٍ وتربيةٍ حسنة، يتمناها كلُّ شابٍّ أن تكونَ شريكة َ حياته.

لم تكنْ وحدها ناهدُ تفكرُ بسعدٍ هكذا.... زميلاتٌ اُخر كنّ يفكرنَ بهذا الشابِ المميزِ بإعجابٍ ويتبادلنَ الحديثَ أحياناً بخصوصهِ لِما رأينَ منه من جدٍّ وعزيمةٍ وحزمٍ لتجاوزِ

محنتهِ وما عليه من مسؤوليةٍ جسيمةٍ عليه أن يجتازَها إلى بَرِ السعادةِ والرفاهِ والعيشِ الرخي.... ولكنّ ناهدَ كانتْ غيرهنّ... لقد ملكَ عليها قلبَها وعقلـَها وانجذبتْ إليه دون أن يشعرَ فيها أولَ وهلةٍ حتى كانت المفاجأةُ ومن غير أيةِ مقدمات:

- إني اُحبكَ يا سعد...

- ماذا؟.... ماذا قلتِ يا ناهد؟..

- قلتُ لك إني اُحبكَ يا سعد اُحبك، ألم تسمعني؟...

- ولكن......

- ولكن ماذا.. هل أرتكبُ جريمة ً لو أحببتـُك؟..

راحَ يسرحُ مع نفسهِ وقد أذهلتْهُ المفاجأةُ رغم أنّهُ لا ينكرُ على نفسهِ ما يحسُّ بمشاعره اتجاهَها دون غيرها من زميلاتهِ، وأصابه الارتباكُ.. ولم ينبسْ بكلمةٍ غير أنه بانتْ في عينيهِ علاماتُ السعادةِ رغم المفاجأة التي لم يتوقعْها. لم يكنْ قلبُ سعدٍ خالي الوفاضِ من حبهِ لناهد لكنّه كان قد أجلَ التفكيرَ في هذا الموضوع بمفاتحتِها على أملِ أن ينهيَ دراستـَهُ هذه السنة ويستوي على قدميهِ ليكونَ قد هيأ نفسَه للإفصاحِ عمّا في قلبِه، بَيْدَ أنه لم يمنعْهُ من لقاءاتِهِ بناهد في الكلية، وعلى غرار تلك المبادرةِ الجريئةِ من ناهد أخذتْ لقاءاتُهم تأخذُ منحىً آخر من حياتيْهِما فأضحى كل واحدٍ منهما يبثُ لواعجَهُ ووجدَه للآخر، ويفكرانِ بجديةٍ عمّا يرسمانُه لمستقبلِهما.

غمرتْ السعادةُ قلبَ الأمِّ وهي ترى ابنها أصبحَ مهندساً يتقاضى راتباً شهرياً وهو فرِحٌ سعيدٌ أخذ يغدقُ من ثمرِ وظيفتِهِ على اُمهِ واُختيهِ من مأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ وبشكلٍ يختلفُ عمّا كان عليه سابقاً من الكفافِ وعسرِ الحالِ ولم يمضِ عام حتى كانَ سعد قد أعدّ كلّ شئٍ لفرحتهِ الكبيرة بحبيبتهِ ناهد.

- سأتقدمُ لأهلكِ وأطلبُ يدَكِ منهم.

- سأكونُ سعيدةً جداً يا حبيبي.

حدثَ ما لم يكنْ بحسبانهِ عندما أخبرتهُ ناهد بأن ابن عمِّها ناهض يريدُها لأخيهِ نبيل، ولكنّها رفضت الرضوخَ لهذا الأمر وواجهت الموقفَ بعدم القبول بما يعارضُ اختيارها لمستقبلِها الذي ترضاه لنفسِها.

(ما هذا الذي يجري أخشى أن اخسرَ ناهد من معارضة ابن عمِّها الذي يريدُها أن تكونَ زوجة ً لأخيهِ الأصغر منه والموظفَ في مديريةِ التربية، الحمدُ لله ها أنا أقدمُ أوراقي للحصولِ على وظيفةٍ بعد أنْ حصلتُ على شهادةِ البكالوريوس، وما هي إلا أيام قليلةٍ وأكونُ مهندساً في وظيفتي الجديدة، وتكمل فرحة والدتي بهذه الوظيفة، أيعقلُ أن ينغصَ حياتي هذا الأمر وتتزوجَ ناهدُ بمن لا تحبُّ نصبَ عينيَّ وتضيعَ أحلامُنا وتضمحلَ أمانينا بهذه السهولة؟ يجبُ أن لا نستسلمَ بسرعة ولا نرضخ لهذا الفرضِ التي تمليهِ علينا الأعرافُ والتقاليدُ التي باتَ بعضُها ثقلاً على واقعِنا لا يستساغُ القبولُ به)

- نبيل اسمٌ على مسمى شابٌ ممتازٌ وأخلاقُه عالية ومحلُ احترامِ الجميعِ هو ابنُ عمي وأكنُّ له احتراماً مميزاً عكس أخيه ناهض الذي يختلفُ عنه ببونٍ شاسعٍ والاثنان أعتبرهما أخويّ بعد أن حرمتُ من الأخ.... كان سعد ينصتُ لحبيبتهِ ناهد وهو نصفُ غارقٍ بين الإنصاتِ وبين البحثِ عن حلٍّ لهذه المعضلة.... وهو في حالٍ صعب تكادُ تخرجُ روحَه من

جنبيه.... ففاجأتهُ ناهد بما يخففُ عنه بعضَ ألمِه:

- اصبر يا حبيبي لا تقلقْ سوف أشرحُ الموضوعَ لنبيل وأتوقعُ منه تفهمَ الأمر الواقع وأتأملُ منه خيراً... ثم أطرقتْ قليلاً وأردفتْ:

- يجب أن لا نيأسَ.. سوف اكلمُه كي أعرفَ ردودَ فعلهِ وأنا واثقةٌ للوصولِ معه إلى نتيجةٍ مرضية.

كانت ناهدُ تعرفُ ابنَ عمِّها ناهضا رجلاً متزمتاً ومستبداً برأيهِ لا يعيرُ أهميةً لعواقبِ الأمور يحبُّ أن يفرضَ رأيَه مغتراً بنفسِه، لا يردعُه رادعٌ ولا حياءٌ ولا يصغي اُذناً لناصح، يصلُ إلى غايتهِ بشتى الوسائلِ المشروعةِ و غير المشروعة، هكذا هو لا يصلحُ لما فيه الخير لأحد... متجهمَ الوجهِ عنيدَ الطبعِ يركبُهُ الغضبُ لأتفهِ الأسبابِ فيفقدُ توازنَه وكان أبوهُ يخشى سوءَ تصرفاتِ ولدهِ التي قد توقعُهم بما لا يُحمدُ عقباه.

(لا بد لنبيل أن يتفهمَ موقفي ولا تُبنى السعادةُ في الحب أن لم يكتملْ طرفا المعادلةِ بالرضا والقبولِ أنا أحبُّ ابنَ عمي كأخ وأحترمُه ولديّ الثقةَ بأنه سيقفُ من جانبي إذا ما اعترضَ ناهض ولكن هل سيقتنعُ ناهض؟ أم أن نبيل سيجدُ فرصة ً أكبرَ من صرامةِ ناهض وموقفهِ لأكونَ له... آه يا ربي ماذا سيكون؟ ترى ما هي النتائج؟ لا أدري وأنا في حيرةٍ من أمري) كانت هذه الوساوسُ والأفكارُ تشغلُ ناهد طولَ الوقتِ ويصلُ أسماعَها وعيدُ وتهديدُ ناهض وعربدتُه، حزمتْ أمرَها وجمعتْ قوى أفكارِها لتواجهَ نبيل بحقيقةِ مشاعرِها نحوه والتي ربما كان يحسُّ بها في زياراتِهم المتبادلةِ كونهم أبناء عمومة.

اِلتقتِ العيونُ وكادتِ النواظرُ تدخلُ في بعضِها وكلُّ واحدٍ منهما لديه الكثير لا يدري أيختصرُ أم يسهبُ وقبل أن تنبسَ شفة ُ ناهد بمكنونِ ما تحملـُه بادَرها نبيلُ وكأنه أمطرَها بنثيثٍ من الماءِ الباردِ الذي أطفأ سعيرَ لهفتِها:

- بما أني اُحبكِ وكنتُ أتمنى أن تكوني من نصيبي لكنني لا أقفُ في طريق سعادتِك ما دمتِ تحبينه ويحبُكِ بصدق وليس من شيمتي أن أُعكرَ صفوَ حياتِك، وسعد إنسانٌ يستحقُّ كلَّ الخير... لم تمتلكْ نفسَها لتمنعَ دموعَها وهي تفضحُها أمامَ نبيل:

- أكادُ لا اصدقُ هل أنا في حلمٍ أم حقيقةٍ رغم ثقتي بك... ولكن!

- ولكن ماذا؟ هل تشكّين في كلامي؟... وسأقفُ بجانبِك وأباركُ لكما.

زادتْ حيرتَها واستغرابَها وهي مرتبكةٌ نسيَتَْ أو بالأحرى تناست ما أعدتهُ من قول... ومسحتْ ما علقَ من دموعِها بعينيها بمنديلٍ ورقي أخرجتهُ من حقيبتِها والتفتتْ إلى نبيل:

- ولكنّ ناهض.... قاطعها نبيل:

- قلتُ لك سأقفُ بجانبِكِ... لا تقلقي...

كان نبيل يفكرُ بقلق مما سيواجهُهُ من أخيهِ المتزمتِ الذي لا يضعُ الأمورَ بموازينِها (تُرى كيف أقنعُهُ على أن لا يعارضَ زواجَ ناهد بمن تحب وقد اختارتْ شريكَ حياتِها بإرادتِها، ولماذا لا يقتنع؟ هل يريدُها لنفسِه؟ وهو متزوجٌ ولديهِ عائلة، أم يريدُ أن يبرزَ عضلاتَهُ ليفرضَ أعرافاً باتتْ تضمحلُ شيئاً فشيئا، لا أدري لم هذا التهور) ظلّ نبيل يدورُ ويحورُ بما يشغلـُهُ رغم تألمِهِ من داخل قرارةِ نفسهِ لخسارتهِ ابنة عمِّه ولكنّ عقلـَه انتصرَ على قلبهِ ليسجلَ له موقفاً اعتبارياً لا يُنسى، ولن ترضاهُ كرامته بأن يفرضَ نفسَه على من تعلقتْ بغيره. وهو يثمنُ شعورَها وأحاسيسَها وأضافَ لها أنه سيساعدها على تخطي هذه

المحنةِ من معارضةِ أخيه.

قامتْ قيامةُ ناهض ولم تقعدْ عندما نصحَهُ أخوه بعدمِ الوقوفِ بسبيلِ ابنةِ عمِّهم واختيارِها، وأوضحَ له أنه لا يرضى بمن اختارتْ غيرَهُ ولا تروقه طريقة أخيه واُسلوبهِ الغير حضاري بهذا الصدد.

- ولكنها ابنةُ عمِّك وكيف يأخذُها غريبٌ نصبَ أعينِنا؟.... قالها ناهضُ بتوترٍ شديدٍ وغضبٍ جارف.

- يا أخي أنا لا أُريدُها دعها ونصيبَها...... وبعد التي والتي وطول النقاش غير المجدي مع هذا الأخ... أخرجَ ناهض علبة َسكائرهِ من جيبهِ وقبل أن يوقدَ سيكارتـَهُ إلتفت إلى أخيه قائلاً:

- وليكنْ.... وخرجَ غاضباً لا يلوي وهو يدمدمُ مع نفسه لم يفهمْ منه ما يقولُ (هل رضي ناهضُ بالأمر الواقع؟.... هل اقتنعَ بكلامي؟.. ماذا كان يعني بكلمةِ وليكنْ؟؟ ربما غضّ النظرَ عن الموضوع بعد هذا النقاش) اتصلَ نبيل بناهد وأخبرها بأن يتوكلوا على بركة الله ظناً منه حسم الموضوع لصالحِ ناهد..

كمُلتْ سعادةُ الحبيبين بعد أنْ تزوجا وملأت الفرحةُ والسعادةُ أجواءَ بيتِ اُمِّ سعد وهي أكثر سرورا من ابنِها وزوجتِهِ حيثُ كانت تحلمُ بهذا اليومِ الذي تراه فيه موظفاً يدرُّ براتبهِ عليهم ومتزوجاً من الفتاة التي أحبّها وأحبته، كان سعد جديراً بالمسؤوليةِ فهو خلال سنةٍ من وظيفتهِ وعملهِ الذي لم يتركْهُ مساءً استطاعَ أن يجعلَ من ذلك البيتِ الذي كانَ بحاجةٍ إلى بعض الترميماتِ أن يعيدَ إليه رونقـَه ليبدوَ مميزاً بكثير عما سبقَ ويضيفَ إليه من الأثاث ما يناسبُه، وهو أيضاً لا يبخلُ على اُختيهِ واُمِّهِ ملبياً لطلباتِهم ورغباتِهم، (الحمد لك و الشكر يا ربي كم أنا مسرورةٌ وفرحةٌ لقد منّ اللهُ علينا بكرمِهِ وفتحَ لنا أبوابَ رحمتِهِ وعطفِه، وغيّرَ حالـَنا نحو الأفضل، رحمَك اللهُ يا أبا سعد كان الشقاءُ مكتوبا عليك في حياتك من ضنكِ العيشِ وإيراداتهِ ولم يكتبْ لك طولَ العمرِ لتفرحَ بولدِك وتسعدَ به رحلتَ بغير وقتِكَ ولكن لا مردّ لقضاءِ الله) لم تنس أمُّ سعدٍ زوجَها والذكرياتِ التي عاشتْها معه بحلوِها ومرِها رغم مُضي سنين على وفاتهِ وبقيتْ الزوجة َ وفية ًلإكمال المشوار الذي تركَهُ زوجُها، ربّتْ أبناءَها وأحسنتْ تربيتـَهم وهي تكابدُ شظفَ العيش بصبر وتؤدةٍ حتى بلوغ الغايةِ المرجوة.

مرتِ الأيامُ والأسابيعُ بشكلٍ طبيعي وأصبحَ نبيلُ الصديقَ الحميمَ للعائلةِ الجديدةِ إضافة لصلةِ الرحم التي تصلـُهُ بابنةِ عمِّه ناهد ولم يقطعْ علاقتَهُ ببيتِ عمِّه وزياراتِهِ لبيتِ سعد بعض الأحيان. كان كلامُ ناهد يحركُ بداخلِهِ روحَ الشهامةِ والوفاء (أنت أخي يا نبيل، حرمني اللهُ من الأخ ولكن عوضَني بك، نعم أنا أخوها وسأبقى عندَ حُسنِ ظنِّها ولا أتخلى عنها) هكذا كانتْ دواخلـُه تُملي عليه ويستجيبُ لها بصدقٍ وإخلاص.

- علينا أن نذهبَ إلى البيت يا ناهد فالوقت قاربَ الحادية عشر مساءً... فلننه السهرة يا عمّي ونرجو أنْ تسمحوا لنا بالمغادرة.. استأذنَ سعد من أهل ناهد وهمُّوا بالخروج.. وطلبَ أبو ناهد من ابن أخيه نبيل أن يبقى عندهم هذه الليلة فاعتذرَ واستأذنَ بالذهابِ هو الآخر، وعند خروجِهم وفي بابِ الدار ولحظةِ توديعِهم من قِبَلِ عائلةِ ناهد إنقطع التيارُ الكهربائي وتعثرتْ رجلُ سعد بحجرٍ كادَ يهوي به إلى الأرض لولا تمسكُّه بزوجتهِ التي كانت بجانبِه،

وإذا بدوي طلقٍ ناري لم يكنْ بعيداً وسقوطِ أحدهِم وهو يصيح:

- آه لقد اُصِبتْ أصابتني هذهِ الإطلاقة.

ضجّ المكانُ بالصياحِ وناهد تولولُ بأعلى صوتِها وخرجَ الناس يهرعونَ من بيوتِهم إلى مكانِ الحادثِ وأسرعوا بنقلِ نبيل إلى المشفى حيث كان هو المصاب، ولم يصلوا به حتى فاضتْ روحُه في الطريق إلى بارئها.

كانتْ الرصاصةُ قد اخترقتْ صدرَهُ وأصابتْ رئتَهُ اليسرى من جانبِ القلبِ وفتّتْها هذا ما أكدّهُ التقريرُ الطبي بعد ذلك ولم يطلْ الأمرُ حتى وصلَ الخبرُ إلى بيت أهل نبيل، فوقعتِ الاُمُّ مغشياً عليها وصاح الأب من غير وعي:

- واهِ عليك يا ولدي.... كيف حصلَ هذا؟ ومتى؟

- قبلَ ساعةٍ يا أبا ناهض، كان خارجاً من بيتِ عمِّهِ انطلقتْ رصاصة ٌطائشة ٌكان هدفاً لها،... وقبل أنْ يعرفوا تفاصيلَ الخبر أبهتهُم صياحُ ناهض وهو يدوي بأعلى صوتِه:

- يا إلهي.. يا إلهي.. لقد قتلتُ أخي بيدي... يا للمصيبة... يا للكارثة... علي اللعنة.. ماذا فعلت.

كانتْ كلمةُ ناهض لأخيهِ نبيل (وليكن) مبيتة ًعلى سوءٍ نية لاغتيال سعد بمخططٍ رسمَهُ وكان يتحينَ الفرصة َلتنفيذِه، فكانتْ تلك الليلة التي علم بوجودِهِ مع زوجتِهِ في بيتِ عمِّهِ وغابَ عنه وجودَ أخيه هناك، وعلى اثر انقطاع التيار الكهربائي وتعثرِّ سعد وانحنائِهِ انطلقتِ الرصاصةُ من مسدسهِ لتـُصيبَ أخاه نبيل الذي كان في تلك اللحظة خلفَ سعد وتطلبَ أجلَهُ قبل أن يصلَ المشفى، وفرار ناهض الذي لم يعلمْ بأنه أصابَ أخاه ظناً منه في تحقيق بغيتِه.

بعد مرور سنةٍ مَنّ الله على سعد وناهد ورزق ـَ هما بولدٍ وما زالتْ ذكرى نبيل عالقة ً في ذهنيهِما ذلك الشاب الذي ضحى بحبِّهِ لابنةِ عمِّهِ وتركَ لها الخيار فيمنْ تحب وضحى بدمِهِ ليثمرَ زواجُها بسعد عن ولدٍ قرّرَ الوالدان أنْ يسمياهُ نبيل ودعوا الله أنْ يكونَ نبيلاً وشهماً مثل خالِهِ نبيل وليس مثل ناهض الذي أودى به سوءُ عملِهِ إلى السجن.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 55 : 08 PM   رقم المشاركة : [5]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

أين ذهب ديفيد

[align=justify]سماعة الهاتف تتدلى على جانب المكتب مثل يائس من الحياة غادرها لتوّه ، غير أنها تتكلم ... أصابع الهواء تعبث في أرجاء الصالة.. وأضلاع الستائر الكاليفورنية الزرقاء المترنحة لترنيمة هواء صامتة ، كانت تَشِي بفتح نافذة الجدار الخلفي للمكتب.
الصوت، الممزوج بصدى الإلحاح ، ينبعث من ثُقُب السماعة.. حيث لا يمكن فك رموزه إلا باقتراب أكثر: ((...))
أثر تفتيش غير مُـجْدٍ ــــ ربـما ـــ يبدو من خلل أوراق مبعثرة على سطح المكتب ، وأُخرى متناثرة على الأرض، و غيرها متساقطة من مصنفات زرقاء مفتوحة ، حيث لم يزل بعضها عالقا خلف الباب الزجاجي الـمحطم لخزانة من خشب اصطناعي براق ، لعلها كانت أنيقة وشوِّهت مثل باقي الأثاث للتو ــ كما يبدوــ على إثر حرب أو عاصفة مرت قبل ثوان أو دقائق من هنا.. أو.. بهكذا توحي حرارة ذلك الصوت الـمُلِـحّ: - ((...))
- هل أحمل السماعة وأكشف السر ؟ أم أغادر وأتصل بالشرطة ؟ ولكن من قال إنّ.. إن هذا أثر جريـمة أو إن في الأمر ما يستحق تبليغ الشرطة ؟!
مازالت سماعة الهاتف تتدلى وتستجدي فضوله:- ((...))
-.. الباب لم يكن مقفلا ، وليس عليه أي أثر للعنف ، ولكن عاصفة أكيدة خرجت من هنا.. قبل أن أدخل، وربما..؟ سأعرف صاحب الصوت ، أو على الأقل .. تحرك ، أفعل شيئــــــــا..
الفرصة الوحيدة للخروج من الحيرة كانت معلقة في طرف تلك السماعة ، وإلا فالعودة من حيث أتى.
- ..لا ، سيبقى السر يطاردني إذا عدت خالي اليقين .. يا الله!.. أنا متأكد أنني في... تــماما في الـموعد الذي اتفقنا عليه ، لقد طلب منـي أن آتي إلى هنا ، بالضبط كما هو اليوم ، وفي أول ساعة للعمل كما هي منذ قليل .. "رقم عشرة ، الطابق الخامس والخمسون".
صحيح ، لم نكن نلتقي في مكتبه ، إلا في المرة الأولى.. حين اخترت أن يكون هو الذي يترافع في قضيتي . شهور مضت لم يكن مكتبه مرتبا كما أرى الآن .. لا ، أقصد كما كان قبل العاصفة .. يومها مازحته بحقيقة أن اسمه أَرفعُ بكثير من مكتبه ، كما أن تلك الفوضى لم تكن أبدا لتليق بمكان يعرفه كل من رأى أو قرأ أو سمع عن هذه المدينة الشمس ، حتى إن مساعده الوحيد ضحك حينها ، وقال إنه وأغلب من مر من هنا أخبروه بذلك .. ولم يَلْقَ استفزازنا لدى حضــــــــرته أيَّ صدى .. إنه أبدا مشغول بقـــــــضايا موكليـــــه: ((.. دائما تنظرون إلى الأشكال وتغيب عنكم المعاني. عشرون عاما من الاشتغال في القانون ، علمتني أن الجوهر هو الذي يغطي المظهر وليس العكس ، ولكن فقط حين نفهم الجوهر، لأجل ذلك كنت أكسب كل قضية أقبل الترافع فيها.))
- وقد قَبِل المرافعة في قضيتي.. لا.. لا يمكن أن يكون اقتناعه بتحسين هيئة المكتب قد قلب قناعاته الأخرى فأصبحت قضيتي واحدة من هذه الأوراق ، في مهب النسيم.. وإن كان يبشر بخريف معتدل ـــ أيضا ـــ في أسواق البورصـــــــــة.. ياه ! أين أنا.. مما أرى الآن ؟! .. العنوان لم أخطئه ، كما أن مستر ديفيد لم يخبرني بتغييره في اتصال الأمس ، ولا أظنه ينسى تفصيلا مهما كهذا ، أو يغير مقر مكتبه ، رغم نفقة الكراء المتصاعدة.. الكراء ! وهل كان يدفع شيئا من حسابه لولاي .. ومثلي من عزف علينا قانون هذا البلد ؟!.
الصوت الملح : ((...)) يلوّح له بآخر فرصة ، والسماعة تكاد تتوقف عن الدوران حوله.
- عفـــوا..
- آ .. يا إلهي ، أين ذهبت ؟ ديفيد ، تركتني أصارع الظنون.. غبت فجأة دون سابق إنذار كما.. كما أن الخط بقي مشتغلا ولم ... أَعْلَمُ أن عملك مجلبة للمتاعب في كثير من الأحيان ، لكن لم يقع هذا من قبل .. تكلم أخبرني ما الذي جرى..؟
- لكن سيدتي.. أنا..
- آ !.. أنت لست ديفيد ، أين ذهب زوجي؟ قلي مستر ستيوارت ، هل التقيتما في الصباح ؟ أم ..
- ولا ستيوارت .. اهدئي سيدتي ، وسأخبرك بكل ما رأيت..
- من أنت؟ أين ديفيد ؟ وأين مساعده ؟ وأنت.. ماذا تفعل في المكتب ؟ سأخبر الشرطة .. قل ماذا فعلت بـ.. ؟ أين زوجي، أيـْـــــ..؟
- سيدتي لا فائدة ترجى من كل ما تفعلين، أرجو..
- قل أين ديفيد وإلا ..
بصوت عال:
- سأقطع الخط إذن..
- هه ! ..
- حسنا، أنا أحد موكّلي المستر ديفيد ، ضرب لي موعدَ عمل لهذا الصباح ، وحين جئت لم أجد أحدا في مكتب مساعده .. اكتفيت بإذن الموعد ، وهممت بالدخول ، وعندما...
هذه المرة ، لم تـهتم مسز ديفيد بانقطاع الخط ، بل سقطت السماعة من يدها حين صُعِقت لِذلك الدَّوي الـمفزع الأقوى على سمعها ووعيها منذ سكنت هذه المدينة .. دفعها الخوف والذهول فسحبت رجليها بخطى متقاطعة إلى الباب الخلفي لغرفة الجلوس ، وحيث الشرفة المطلة على السماء والأرض.. توقف لسانها عن بث القلق ، ولم تفهم شيئا .. تمتمت بنصف جهر:
- ..يا الله.. إنها نهاية العالم .. وديفيد كذلك ، كلنا سننتهي الآن..
ثم رسمت بين كتفيها إشارة الصليب ، ولم تتكلم..
بعدها لـم يُعلم أيُّ شيء عن رجل الأعمال أحمد حسن ولا عن المحامي الشهير "مستر ديفيد" ومساعده "ستيوارت" ، ولا حتى عن مسز ديفيد ، وهذا منذ ذلك الصباح الخريفي العاصف على سماء مَنْهَاتِن في ولاية نيويورك الأمريكية ، يوم الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر، عام ألفين وواحد.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 16 : 09 PM   رقم المشاركة : [6]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

شجون الزمن الضائع

[align=justify]

منذ عشرات السنين لم ير كفيه على هذه الحال المزرية. لطالما اجتهد أن تبقيا آيه في النظافة والليونة. حتى أظافره التي تعهدها بحرص تعلن عودتها لأيام الشقاوة. منذ وصل قبل شهر وضع خطه تكفل إقامه لائقة في دار أهله كلما عاد، وأخيراً أمضى مساء أمس في تلميع "معاميل" القهوة السادا المهجورة منذ سنين ثم صفها في "المنقل" وجعلها في موضعها من المضافة حيث كانت منذ وعى على الدنيا. راح يتأملها من كل جانب، وصارت تتقافز في ذاكرته وجوه كثيره ، وراح يمتلئ شوقاً إليها. أراد أن يعرك عينيه فانتبه الى اصطباغ يديه بالسناج وكلف النحاس فقرر أن يتحمم ويخلد للفراش. من جديد تناوبت قلقه أفكار وأحاسيس صارت تحاصره بإحساس خفي يسائله عن جدوى ما يقوم به. مراراً دفع هذا الإحساس بعناد، لكن سرعان ما كانت تأخذه نوبه أخرى وأخرى الى أن غيبه النوم. فتح كفيه وقلبهما أمام عينيه وابتسم. أحس برغبه في اقتعاد جذع الزيتونة الرومية القائمة الى جواره. اقترب من الجذع. تلمس خشونته وهبط. نظر الى القبر وتمتم: - إيه كم أحببتَ أن أتعلم!... أعرف اليوم كم قاسيتَ لذلك يا أبي، ثم غمر وجهه واستسلم لهواجس متداخله لا تثبت فيه الأمان. تقاعد ففكر في العوده إلى الوطن، له فيه اهل طيبون وسمعه حسنه. كان موظفاً مرموقاً بين شباب القريه وتزوج من فتاه جميله ومثقفه، ثم حمله طموحه للهجرة والعلم فباع أبوه نصف أرضه ويسر له ولعائلته الصغيرة عيشاً معقولاً في الغربة الى أن حصل على وظيفه مغريه واقتنى بيتاً يحسده عليه كل معارفه من المغتربين. امتدت به السنون ولم يزر موطنه إلا في أعراس أخواته الثلاث ومأتم والدته ثم والده. وكبر الأولاد وتعلموا ولم ترق لهم فكره العودة. كذلك زوجته لم توافقه. قالت : - أربعون سنه هنا ... صرنا من هذه البلاد... الأولاد تعودوا على هذه الحياه... لن يتأقلموا هناك. تذكر عندما ذهبنا لعرس نسرين كيف ظلوا غرباء ولم يعجبهم شيء... كانوا صغاراَ بعد ... في الابتدائية! وظلوا يتندرون بما شاهدوه لسنوات بعد عودتنا. - ارمم الدار وأهيؤها لزياراتنا اذن. قال لنفسه يوماً. وافقه الجميع على الفكرة ، وها هو منذ شهر يرمم دار الأهل ريرجع معالمها القديمة وينغمس في لذه استرجاع الأيام الخوالي ويعلن أنه من اليوم فصاعداً سيمكث نصف سنه هنا ونصفاً في بيته هناك. اليوم عند منتصف الليل سوف تقلع به الطائرة، كم مشتاق الآن للزوجة والأولاد، سيقص عليهم كم شيء ...! سوف يفرحون، ستفرح سعاد كثيراً لأنها سترى أمها وإخوتها كل سنه... سيتعرف الأولاد على أقاربهم متى شاءوا... سيتعرفون كلهم على الأقارب وسيدرك الجميع هنا أن غربته لم تكن سدى. رفع وجهه ونظر الى القبر وعدل مجلسه وقال في نفسه: - بل سيعرفون أين يرقد جدهم وجدتهم... في المرة القادمة أزرع زهوراً ونباتاً أخضر كما يفعلون عندنا. سأوصيهم بأن يدفنوني هنا... ستكون هنا زهور وخضره وروائح الأحباب!... فاضت مشاعره ودمعت عيناه فأرخى لهما العنان. شعر بعدها براحه لم يألفها في يوم من الأيام. آلمه الجذع فتململ وأخرج منديلاً ورقياً من جيب قميصه، مسح دموعه وأسند ظهره للساق وجعل كفيه تحته وضغط ليتقي الخشونة. استنشق هواء ملء رئتيه، نفخه وقرر أن يعود إلى نفسه... - سأعود، هنا أفضل. انا لن أقضي باقي العمر هناك. سيجنني ألبقاء في البيت بلا عمل. الأيام تمر مملة. على الأقل أعود كلما ضايقني الملل. الأولاد لن يعودوا.. أنا عارف أعمالهم جيده ولا تهمهم الزيارة حتى... وسعاد لن تتركهم. ولن تبقى معي هنا لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة كما تهددني مازحه كلما ناقشتها بالموضوع. هي عنيدة وأنا متأكد من أنها تعني ما تقول.. والأولاد معها وهي تحتج بموقفهم في ذلك. إيه... وأنا وحدي هنا؟ لا لا يمكن ... لا بد من الاتفاق على شيء ما معقول. ثم إن أربعين سنه في الغربة غيرت كل شيء هنا. البيوت، الشوارع، الوجوه... حتى اللباس والطعام والكلام... كل شيء تغير. إيه... أربعون سنه مضت كلمح البصر قلبت الدنيا هنا. الكل يركض ولا وقت عند أحد. في الأسبوع الأول لوصولي تخيلت أن كل شيء على ما يرام... غمروني بفرحهم وحسبت أن ما تغير هو الوجوه والمشاهد فقط، لكن سرعان ما تبين لي أنهم مشغولون عني وأحسست من نظرات من ظل يطلطل من الأقارب والجيران استخفافاً لا أفهم مغزاه بما أحذّث وما أفعل. هل صدقت زوجتي إذن؟ تقول لما تضيق مني: - تظن أن الناس ملهوفين عليك لتعود؟ أكثرهم سمع عنك ولم يرك إنها أربعون سنه! أيه من هذا الإحساس الذي ينتابني في الأيام الأخيرة... جئت مليئا بالحماس لما عزمت عليه... أهو إحباط هذا الذي أحس به في عودتي؟ هب واقفاً. بحلق في كفيه المصبوغتين بسناج النحاس ولحظ أثر الجذع الخشن فيهما. فركهما ببعض وتقدم نحو القبر مررهما على الرخام الدافئ الذي تم تركيبه منذ أيام وانتقل إلى الآخر ومررهما بحنان وبطء... تذكر كفي أمه في مواسم قطف الزيتون فعاوده الاختناق ودمعت عيناه فأرخى لهما العنان.


[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 22 : 09 PM   رقم المشاركة : [7]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

في الحصار


[align=justify]
لم تعد أصوات الانفجارات تهز فرائصي كما من قبل , ولكني مسحت أرض البيت الذي هر التراب من سقفه ومن الحيطان فشملتني طمأنينة ما ,والتقت عيوني بعيون الاطفال حائرة مفزوعة كعيون جراء هرتنا في الموقد المهجور , لقد كفوا عن الصراخ وظلوا ((يبرزقون)) عن الخطر .كانت زوجتي عند الباب تشد صدغيها بكفيها و تصلي .

هرتنا ولدت منذ شهرين في الموقد المهجور و ظلت تحمي اولادها هنا ,لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهم , لا الاولاد ولا الكلاب و لا القطط , ظلوا مع ذلك يبرزقون كلما أحسوا بالخطر الى ان سرحوا خلفها في الساحة بأمان .

مسكينة زوجتي الان ....وأنا ما عساي أصنع من أجلها و من أجل الاولاد !.......

هذه الانفجارات لا تقاوم , و هرتنا و اولادها سرحوا الى الشارع ...لم يعد لهم مكان هنا .ترى هل كانت هرتنا تصلي لأجل اولادها كما تفعل زوجتي الان؟
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 27 : 09 PM   رقم المشاركة : [8]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

جمعية سرية
[align=justify]
كنت رئيس نادي ثقافي رياضي اجتماعي , وكان حسون عضوا نشيطا, وفي زحمة العمل ومرور الايام افترقنا حيث عين مدرسا بوزارة التعليم .
ذات يوم كنت في طريقي مكلفا من وزارة التموين للكشف على معمل البان واجبان في الريف , الطريق مملؤة بالحفر والاخاديد والسماء ماطرة بغزارة والبرق يتبعه قصف الرعد, اقود سيارتي بعنايه وتمهل
واذ بي اشاهد شخصا ملوحا بكلتا يديه محاولا قطع الطريق, اه ؛ يا الهي... حسون ما به ؟ اوقفت السياره بمحاذاته هاشا باشا . صعد معاتبا يارجل ناطرك والله على احر من الجمر . تعجبت قائلا : لي انا؟
قال:بالتاكيد نعم. لقد اخترناك رئيسا فخريا لجمعيتنا السريه . قلت : وما اسم هذه الجمعيه ؟ قال: لايجوز يا استاذ ان ابوح فهي سريّه. الا تفهم .
ظننته ممازحا , قلت بلا مزاح الوقت لايحتمل , قال: ومن يمزح؟ انا؟
لا لا اسمح بإهانتي . توقعت بسرعه ان حسون غير الذي اعرف . عدت الى الملاطفه قائلا: وما اهداف هذه الجمعية ؟ قال: منع التعريه التامه للمستحمين داخل بيوتهم خشية من الله . قلت: حسنا وما شعار هذه الجمعية ؟ قال: الحرباء واكمل قبل ان اسأل, الحرباء؛ تستطيع تغيير لونها وتتكيف مع المكان المتواجده فيه ولذلك فهي تفي بالمطلوب وتحقق غايتنا, واردف متسائلا بنبره عالية .لم تجبني هل وافقت على ان تكون رئيس الجمعية؟. قلت : طبعا طبعا وأين مقر الجمعية ؟ قال: سنذهب معا حين اجد المقر اليس كذلك؟ .
تاكدت ان حسون كان له عقلا ولكنه طار . لذلك توقفت الى يمين الطريق تحت الجسر وقلت له يجب ان يبقى الامر سرا بيننا انزل هنا
واكتب لي بالحبر السري دائما وسأوافيك بردي, كذلك لنراقب الافكارالهدامة بسريه تامه .[/align]

توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 03 : 10 PM   رقم المشاركة : [9]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

تيه الكاتب



[align=justify]
لأول مرة يحدث معي هذا فقد تمردت علىّ القصة الجديدة التي أحاول أن أكتبها و لم تكتف بذلك بل حرضت بطلها على عصياني وعدم طاعتي فهددتها بعدم كتابتها وحتى لو كتبتها لن اجعلها ترى النور؛فأنا لن أرسلها إلى أي مجلة أو صحيفة أو حتى أضمها لكتابي الجديد الذي سيصدر قريباً عن إحدى دور النشر الكبيرة في القاهرة ...تآمر معها البطل حتى يدخلاني في دوامة لا مخرج لي منها من شد الأعصاب و التوتر والإرهاق و التشتت ...حاولت أن استميل بطلي لكي يقف بجواري و محاولة تذكيره بأنه لم يعرفها إلا من دقائق معدودة بينما يعرفني أنا على مدى العشرات و العشرات من القصص التي لبيت له فيها كل ما طلبه منى ولم أبخل عليه بشيء...وجدته ينظر لي نظرة استحقار واشمئزاز وتركني تنهشنى الهلاوس و الأفكار الشريرة وحتى محاولتي المستميتة والأخيرة لإعادته مرة أخرى لسجن الكلمات و الورق في كتابي الأخير-حيث أنني أعلم تماماً كم يكره الحبس وخاصة لو كان انفرادياً في كتاب طويل عريض- باءت هذه المحاولة بالفشل الذريع حين هرب مرة أخرى من خلال فتحة صغيرة توجد أسفل صورتي التي تملأ خلفية الغلاف حيث يتركها الناشر حتى تكون لكتبه علامة مميزة يعرفها بها القارئ .هكذا كان يقول له عقله الذي حبيّ على سلم التعليم حتى وصل إلى السنة الثانية من المرحلة الابتدائية و سقط بعدها صريعاً غير مأسوف عليه. بعد أن هرب لم يجد شيئاً يفعله سوى التسكع على "زهرة البستان " و "الحرية "و "المنظر الجميل" يتسول من أصدقائي الأدباء ثمن لقمته وكوب الشاي لكنهم أعرضوا عنه عندما علموا بما فعله معي ...لم يجد بداً من البحث عنى ؛ فبحث عنى في كل مكان توقع أن يجدني فيه،لكنه لم يجدني ...لم يتسرب اليأس إلى قلبه؛ فمازال هناك مكان واحد فقط لم يذهب إليه لكي يجدني حتى يعود لأيام العز والنعيم معي والتي كنت أكافئه فيها كلما ساعدني على إنجاز قصة جديدة ...في "الجريون" ... وجدته أمامي بملابس رثة ووجه متسخ و أظافر طويلة لم يعتن بها منذ أن هرب منى ...لم أعره أدنى اهتمام، لكنه كعادته السمجة أخذ يتطفل علىَ وطلب لنفسه زجاجة بيرة على حسابي الخاص وبينما هو يشرب بنهم أخذ يعدد لي الحجج والأعذار حتى يقنعني بما فعله معي أو حتى لماذا فعل هذا كل كلامه كان يقف عند الحافة الخارجية لأذني التي تلفظه لكي يتناثر في الهواء المختنق بدخان رواد (الجريون) الذين لا يكفون عن التدخين... ظل يراوغني ويراوغني وأنا ثابت على موقفي منه لا أتزحزح مطلقاً حتى نفد صبره وعلا صوته وعندما هم برفع يده في الهواء لكي يهوي بها على خدي التف حولنا رواد (الجريون) في محاولة لتهدئه الموقف ... صعبت علىّ نفسي جداً وأخذت من بين دموعي التي اغرورقت بها عيناي أعدد خيراتي عليه وبركاتي التي لا تحصى وطلباته الكثيرة التي لا تنتهي ... فعندما طلب منى أن يحب لم أتوان عن تنفيذ طلبه فجعلته يحب بإرادته حتى غرق في بحر من العسل والأحلام ولكني اعترف بأنني قسوت عليه قليلاً حيث أنني جعلت من يحبها لا تحبه لكن لم يكن قصدي من ذلك تعذيبي له أو زيادة أحزانه التي حرقت قلبه ومقلتيه بل كان ظناً منى أن الحب الحقيقي لا يكون إلا إذا اكتوى المحبوب بنار الحب المقدسة واحترق بها دون أن تشعر به المحبوبة وأيضاً حتى لا تحبه البطلة وتنتهي القصة بالنهاية التقليدية التي سأم منها الناس كثيراً فحاولت من خلال ذلك أن أكسر حلقات الملل التي ما أن يخرج الناس منها حتى يدخلوا في غيرها في سلسلة لانهائية من الحلقات وكذلك لأني لا أميل إلى مناصرة بطلات أعمالي فدائماً أحب أن أراهن في محنة بل أزيد المحنة أحكاماً عليهن وأوقعن في مورطات كثيرة وأتلذذ بضغط الظروف والحياة عليهن وأتلذذ أكثر وأكثر حين يصرخن ويولولن ويحاولن الاستنجاد بي للخلاص مما هن فيه لكني دائماً انتشي لهذا الإحساس الرائع أن تستنجد أنثى بي وتحاول أن تلوذ بحضن دافئ لكنى أخذلها والحقيقة أنا لا أعرف لهذا الإحساس تفسيراً محدداً ... هل من قسوة أمي الكثيرة عليّ وربطها الدائم لي في رجل الترابيزة وسقوطها فوقى بجسدها الضخم وتفجر الدماء من فخذي أثر قرصها المتوالي لي ... لا أعرف ؟!! أم من مدرسة العلوم التي كانت تدرس لي في السنة الثانية من المرحلة الإعدادية وكانت إلى جانب جمالها الملفت للنظر تصر كل يوم على طبع شفاهها الساخنة على خدي المتورم حتى ولو لم يكن في جدولنا أي حصة لها في هذا اليوم وقد تركتني فجأة وماتت دون أن تستأذن منى أو حتى تعطيني قبلة أخيرة أحيا على ذكراها ما تبقى من عمري بدلاً من ذلك الهوس الذي أصابني عندما كنت أحاول أن أقيس شفا يفي على أثار شفا يفها المتناثرة في كل مكان على خدودي ... لا أعرف ؟!! أم من البنت الوحيدة التي أحببتها بكل مشاعري البكر التي تولدت مع بداية التحاقي بالجامعة وباعتها هي بثمن بخس جداً لعدوي اللدود الذي لا أحبه ولا يحبني ؟!! لا أعرف !! أم تلك المرأة الساقطة التي اصطحبني لها صديق لي كان يرغب أن يصبح قساً حتى يتأكد من رجولتي التي ضجر من كثرة حديثي له عنها وكانت تمارس معنا الجنس بكل عنفوانه وآهاته في الطابق الأول لمنزلها بينما كان زوجها ينام في الطابق الثاني ... فقد كنت احتقرها كثيراً وخاصة بعد أن عملت أنها احترفت المهنة وتوسعت في نشاطها بعد أن مات زوجها مقهوراً منها ومن أفعالها .
- أريد أن أمارس رجولتي ؟
ذكرته أيضاً بتلك المقولة التي صعقتني حينما قالها لي فأنا كنت أتصور أنه رجل محافظ ومتدين فقد حاولت إغراؤه كثيراً في قصصي السابقة لكنه لم يكن يريد أن يفعل شئ وكان يتعفف على ويترفع على السقوط في مستنقع الرذيلة وكان يعايرني كثيراً بأنه مازال يحافظ على نفسه طاهراً بكراً بينما أنا غارق في بحيرة عميقة جداً ممتلئة بماء كثير من الساقطات التي عرفتهن في حياتي ،وحتى عندما حاولت أن أوقعه في الشر بإحدى حيلي القصصية حتى يكف عن معايرتي فقد جعلته ينفرد بإحدى الجميلات التي يذهب بياضهن بنور العيون مع العقول وتركته معها في حجره نومي الخاصة وهي عارية تماماً خاليه من أي شعر في أي منطقة من جسدها حتى رأسها جعلتها تحسرها بغطاء جميل حتى تكون اكثر جمالاً وإغراء إلا أن الذي فعله أذهلني حقاً فقد كنت أتمني أن تنجح حيلتي لكنه وضع ذيل جلبابه في فمه وفر هارباً وظل مختفياً عني مده طويلة حتى أخرجته في قصة أخري حيث كان خادماً لراهب ورع يحب الله كثيراً (قصتي سبط الراهب).
- أريد أن أمارس رجولتي واختبار فحولتي.
ذكرته أيضاً بتكراره لطلبه الغريب هذا وإلحاحه الشديد عليُ الذي اضطرني تحت ضغطه الشديد أن ألبي له الطلب فأخذته من يده وذهبت به إلى تلك المرأة المحترفة التي عرفني بها صديقي ذلك الذي كان يريد أن يصبح قساً ... تركته معها حتى تعلمه فنون الكار وتدربه علي أساليب المعاملة الخاصة للمرأة فألقته لإحدى تلميذاتها بينما تفرغت هي في محاولة يائسة منها لاستعاده الماضي الجميل كما كانت تقول أو حتى استعادة بعضه لكن كل محاولاتها ذهبت سدي عندما تأكدت أنني لن أستطيع أن أشبعها كما كنت افعل سابقاً....
فرغ من سكب ما تبقي من الزجاجة التي طلبها منذ قليل في جوفه ثم تجشأ في وجهي برائحة كريهة ولمعت عينيه ببريق غريب وقال لي:-
- اطلب لي زجاجه أخري.
طلبتها له دون مناقشة وبعد أن أخذها من النادل شرب جرعة طويلة ثم عاد يقول لي:-
- لا تعرف وقتها أو حتى بعدها روعة الإحساس الذي شعرت به... فوقتها عرفت وعن يقين بالغ بأنني رجل وليس كذلك بل من الممكن أن تتمناه أي أنثى ... فأنت دائماً كنت تحبسني في قصص الحب والرومانسية والأحلام والتهويمات والخيال والعالم الروحي ... يا آه ... كم كنت قاسياً على يا إلهي الخاص. بالفعل كان عتابه في محله فقد كنت اعتقد أن الفن يجب أن يبتعد عن الغرائز وأثارتها ويجب أن يسمو بالإنسان إلى أعلى مراتب الشفافية والنقاء والطهر أيقظني من نوبة التيه التي تهاجمني كل فترة وضحك ضحكة عاليةً أثارت فضول رواد (الجريون) واخذ يعدد إلى هو الأخر خيراته علىُ وبركاته التي لا تحصى وطلباتي الكثيرة التي لا تنتهي ... فقد ذكرني بالفترة التي أعقبت تجربته لرجولته وفحولته فقد كانت من أخصب فترات حياتي الإبداعية وكان طيعاً لي فيها جداً فكتبت العديد من القصص التي حصدت الكثير من إعجاب النقاد على مختلف مشاربهم وحصدت أيضاً الكثير من الجوائز التي حركت قليلاً الجمود المادي الذي كنت أعاني منه في هذه الفترة وكذلك أعادت لي الثقة التي افتقدتها لكفري بالكتابة وجدواها في مجتمع يغرق في مستنقع الأمية الموحش .. لكزته في كتفه الأيسر حتى يفيق ويسمعني جيداً :
- أنت لا تستحق أن تكون بطلي بعد اليوم وسوف أقتلك في أقرب قصة سأكتبها ولن أقيمك مرة أخرى ولتذهب إلى الجحيم.
جحظت عيناه وتابع كلامي باهتمام شديد فحياته أصبحت مهددة وتقف على حافة سن قلمي... أن شئت أن أفعل ما هددته به... هو يعلم تماماً بأني أستطيع أن أفعل ذلك بل و أكثر من ذلك أيضا أستطيع أن أفعله.
- أن تقارن نفسك بي وأن تضعني معك على كفة ميزان واحد فهذا المستحيل بعينه من أنت ؟
- أنا منك .... جزء منك .... من تكوينك ... من وجودك.
- لكني لست دنساً ... وأنت دنست نفسك .
- أفق ... وتذكر ما قلته لك منذ قليل.
- لقد تبت إلى الله وعدت إلى تعاليمه وأنا واثق أنه سيقبل توبتي.
- وأنا أيضاً سوف أتوب إليك وأرجو أن تقبل توبتي ... فلا تنسى أنك أنت الذي فعلت بي ذلك.
- كانت رغبتك وكان إلحاحك الغبي .
- لكنك تعلم أكثر منى، وأنا مهما فعلت لن أفعل إلا ما تأمرني به وتريده لي أليست مقاديري في يدك أني مُصير لك ولست مخيراً، فأنت ربي وإلهي. وقعت كلماته الأخيرة في أذني كأنها قنابل عنقودية أخذت تتفجر داخلي حتى حولتني إلى شظايا متناثرة لا تصلح لتشكيل إنسان مرة أخرى ... لا أعرف لماذا بعد أن طلبت منه أن يشرب جرعة أخرى من زجاجة البيرة المركونة أمامه شعرت بالذنب ؟ فما كان يجب على أن أطاوعه في رغباته الجامحة وكان على أن أوجهه وأقومه وأعود به إلى الطريق القويم بعد أن شط عنه ... وحاولت أن أكفر عن خطيئتي العظيمة هذه . قفزت إلى ذهني فجأة فكرة أن أزوجه وأجعله يعيش في الحلال بدلاً من حياة الليل التي أدمنها هذه وبالفعل في أقرب فكرة قصة ألحت علىّ جعلته فيها يتقرب من إحدى الفتيات الجميلات التي أحبته كثيراً وتمنت أن يكون فارسها المغوار زوج المستقبل لكني لم أعرف حقيقة مشاعره ناحيتها؟! ولم أرد أن أعير هذا الشأن اهتماماً وقلت أن حاله سوف (ينصلح) بعد الزواج فعجلت بإتمام مراسم الزفاف حتى تهدأ ثورة شهوته التي أشعلت جسده كله في إطار شرعي حلله الله ويهدأ أيضاً وخز ضميري الحامي الذي كان يؤنبني باستمرار لأني أورده هذا المورد من التهلكة والضياع في الدنيا والآخرة ... أثرت بعد ذلك أن أبتعد عنه حتى ينعم بحياته الجديدة ولكني كنت بين فترة وأخرى أطل عليه من كوة وجودي المطلة عليه حتى أطمئن على سعادته وراحته وظللت بعيداً عنه حتى أنني لم أشاركه احتفاله الخاص عندما أنجب أبنته الجميلة "مريم" حتى لا أعكر صفو حياته التي أتمنى أن يحياها في أمن وسلام؟ لكني لا أعرف لماذا تبدلت خصاله وأصبحت سيئة جداً ؟ فكان فظاً وقاسياً مع زوجته، وفي كل مرة كانت تأتيني تشكو منه ومن سوء معاملته لها كنت ألقي بالمسئولية عليها وأنها يجب أن تفهمه وتحتمل من أجل حبها حتى لا ينهار فوق رأسها ... لم تكن تعلم موقفي القديم من النساء ولكنها كانت تتعجب كثيراً حينما ترى انه بيدي خلاصها مما هي فيه وجعلها تنعم معه بحياة هادئة تربو إليها وتتمناها ولكنى لا أفعل ... امتلأ خزان وجدانها بالكثير من الإهانات والإساءات عن أخره حتى فاض ولم يعد في قلبها أدني حب له وقررت الهروب حيث وجدت جثتها هي وابنتها الجميلة "مريم" عائمة فوق صفحة النيل أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون .شرب جرعة جديدة من زجاجة البيرة المركونة أمامه ...حدجنى بنظرة قاسية :-
- أريد أن أحب وأريد أن أكون محبوباً ؟ لماذا تضعني دائماً في موقف المهزوم ولا تكمل لي قصة ؟ فمن أحبها ... لماذا تفعل معي ذلك ؟ حتى من زوجتني إياها لم أشعر معها بطعم الحب والسعادة حتى رحلت هي وابنتها وكل ما تغرقني فيه من مشاعر وأحاسيس زيف في زيف ... لماذا كل هذا ؟
بعد هذه الجملة الحوارية الطويلة والتي لا أستطيع أن اكتبها في أي قصة من قصصي حتى لا يهاجمني النقاد الذين كثيراً ما هاجموني أو يمل منى القراء ونادراً ما حدث منهم هذا قلت له :
- وماذا تريد منى الآن ؟
- لقد وقعت أنت على صيد ثمين أجعله لي.
- أتسميه صيداً ؟
- أنها أنثى بارعة الجمال وملفوفة القوام و.....
- هل هذا كل ما يعجبك في الأنثى جمالها وقوامها ؟
- لا .......
- وماذا يعجبك أيضاً ؟
- طموحها وأخلاقها وتدينها وفوق كل هذا قلب أبيض كبير يحتويني.
- ما كل هذه الرومانسية وهذا الإحساس المرهف هل أترك لك القلم واجلس أن في بيتنــا ؟
- العفو لم أقصد ذلك.
- هل فكرت مرة أن نبدل أدوارنا بمعنى أن تكون أنت المؤلف وأكون أنا البطل ؟
- ولما أفكر في ذلك وأنا راضى عن نفسي تماماً فأنا بطلك المفضل وأنت تعطيني كل شئ . .. كل شئ ... فلماذا التعب والإرهاق والدخول في دوامات الأفكار التي لا تنتهي ؟
- أتعجب كثيراً من تلك الحكمة الرائعة التي هبطت عليك فجأة ... ومن هذه الفتاة التي أشعلت جذوة الحب في قلبك ؟
- أنا لم أقل لك أنني أحبها .
- لا تغضب يا سيدي ... من هي هذه الفتاة التي حركت مشاعرك بهذا الشكل ؟
- أنت تعرفها جيداً ... ألم أقل لك أنك وقعت على صيد ثمين ؟
- مــن ؟
قبل أن يجيب شرب جرعة أخرى من زجاجة البيرة التي قاربت على
الانتهاء ثم قـــال:-
- أنها زميلتك في العمل .
باستعجال وتلهف :-
- من تقصد تحديداً ؟ قل بسرعة .
- رانيــا.
أفلتت الكلمة مني رغما عني:-
- يا ابن الكلاب.
- الله يسامحك.
- ماذا تقول ؟
- ما سمعته هو الذي قلته.
- سوف اعتبر نفسي أنني لم أسمع شيئا.ً
- لكنك سمعت وغضبت مني لأجلها .
- إنها مخطوبة وسوف تتزوج قريباً ... هل تريد أن أهدم حياتها من أجلك ومن أجل نزواتك المرضية هذه ؟
- إنها لا تحب خطيبها .
- أنا أعلم منك بها ... فعلى الرغم من أنها لا تحب خطيبها لكنها رتبت نفسها على الحياة معه وسوف تواصل معه رحلة عمرها بحلوها ومرها.
- طالما أن الأمر هكذا ... لماذا كنت تحكي لي عنها بأنها تعيش في جحيم من جراء تجاربها العاطفية الكثيرة والفاشلة أيضاً .. وكنت دائماً تقول لي أنه من المستحيل أن تعيش مع خطيبها هذا الذي لا تحبه وتعود الآن تقول لي أنها رتبت نفسها على الحياة معه.
- هكذا ببساطة تفشي السر ولا تستطيع أن تحتفظ به حتى لنفسك ... إياك أن تكون قد تحدثت مع أي أحد بشأنها وبشأن حكايتها .
- لا.
- سوف تجعلني أعود إلى قراري القديم وأقتلك وارتاح منك ومن سماجتك التي زادت عن حدها كثيراً أو أضعف الإيمان أتبرأ منك وأودعك أحد الملاجئ .
- لماذا كل هذه الثورة ... هدأ من روعك ... هل تحبها ؟
- أحب ... أحب ماذا ؟ وأحب من ؟
- تحبها هي .... لقد لاحظت في إحدى مرات جلوسك معها بريق الحب يلمع في عينيك .
- هذا وهم ولكي أؤكد لك أن ذلك الإحساس إحساسا واهماً سوف أجعلك تجلس معها بمفردك لكني لا أعدك بأنني سوف أجعلها تحبك فهي ليست من أبطال قصصي كما أنها خارج حدود طاقتي الإبداعية .
- أفعل ذلك واترك الباقي علىّ .
أخرجت من حقيبتي ورقة وقلم وشردت قليلاً حتى عثرت على فكرة الموقف الذي من الممكن أن يكوناً معاً فيه دون أن يشك أحد من حولهما في طبيعة العلاقة بينهما حتى لا تحرج هي من زملائها في المدرسة ،وعندما شرعت في كتابة الموقف كان هو – بطلي – انتهى من إيداع أخر قطرة من زجاجة البيرة في فمه الواسع اكتشفت وقتها أنني انتهيت لتوى من كتابة قصتي الجديدة.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2013, 43 : 10 PM   رقم المشاركة : [10]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: للاستفتاء المجموعة الثانية من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة

متاح لكم للاستفتاء
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسابقة القصة, المجموعة الثانية, النصوص المشاركة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة والقصيرة جداً للقراءة وتصويت الأعضاء والزوار هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 20 19 / 12 / 2021 30 : 02 AM
النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة جداً / نرجو القراءة والتصويت هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 13 01 / 07 / 2015 18 : 12 PM
ملحق أجيز من النصوص المشاركة في مسابقة الخاطرة يرفع للاستفتاء هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 9 09 / 11 / 2014 35 : 05 PM
نتائج الاستطلاع الجماهيري للنصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة هدى نورالدين الخطيب الفعاليات والمسابقات الأدبية... 1 05 / 07 / 2013 58 : 08 PM
للاستفتاء المجموعة الأولى من النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 16 29 / 06 / 2013 28 : 12 AM


الساعة الآن 15 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|