ملحمة السقوط
دمىً ناطقة، كذا نحن في عيونهم الوقحة..
نقلق، نرتجف.. على أنغام موسيقاهم الهازئة..
كم تحلو لهم رؤيتنا كيف نهيم في الشوارع قد بعثرنا الخوف..
كيف ندير الأقفال على الأبواب الموصدة، بأصابع مرتعدة..
ممسوخة أفكارنا.. مسلوخة آمالنا..
أصبحَتْ ملاءاتٍ يفرشون بها طاولات قمارهم..
مناديلَ يمسحون بها قطرات سَكَرهم..
سجاجيدَ لا ترى سوى بواطن أحذيتهم..
أبطال مغاوير، كذا نحن في أفلامهم الدنيئة..
نكسّر الحجر، ندمر البشر.. نمزق الإنسانية..
نحتسي أنخاباً من دموع يتيمة، ودماء بريئة..
ننهش أجساداً، نحطم رموزاً حضارية..
ونحن في مخابئنا قابعون..
تغشى عيوننا خيوط من ضوء شمس..
اليوم، في ملاجئنا ذاهلون..
عن غياهب الغد، وحقيقة الأمس..
خائفون.. في مدننا نترقّب..
دونما فَعلةٍ أو خطيئة..
جاهلون.. لا ندري كيف نتأهب..
مسلوبة منا المشيئة..
لماذا نكون نحن.. ولا أحدٌ سوانا؟
بأي عظيم ذنب...نلقى ذا الهوانا؟
يُلقونها على السلَف: كانوا، وصرنا..
رمينا ألوِيَتَهم، من فوقها عبرنا..
بالحقيقة يصدح جَمْعٌ من الصامتين
ينطقون، بعد أن اعتصر حناجرَهم الأنين
الحق لم يخلق لهم وحدهم..
الكرامة لم تُحتَكَر زينةً لهم..
بل لم يكونوا في ظلمات يعمهون..
عاشوا وهم أيقاظ، ونموت ونحن غافلون...