[align=justify]
فقدت الساحة الأدبية الجزائرية والعربية والعالمية أول أمس، الروائية الجزائرية آسيا جبار، التي توفيت في مستشفى بباريس، عن عمر 79 سنة بعد صراع طويل مع المرض حسب تصريحات عائلتها وأصدقائها.
وفور انتشار خبر رحيلها، اتصلت عائلة الراحلة بسفارة الجزائر بفرنسا ووزارة الثقافة من أجل نقل جثمانها إلى الجزائر بناء على رغبة المرحومة، حسب ما كشفه أفراد أسرتها على غرار ابنتها جليلة وابنها محمد جنان وأخيها سمير املحاين ومالك علولة وأصداقائه.
وقالت ابنتها جليلة بأنّ والدتها ستوارى الثرى في مقبرة شرشال.
أيقونة الأدب الجزائري آسيا جبار واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء من مواليد 30 جوان 1936، بشرشال، تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية في المدينة قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية ثم البليدة، شجعها والدها الذي تقول عنه بأنه "رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية". تابعت دراستها في فرنسا، حيث شاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاستقلال الجزائر.
خاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، فنشرت أول أعمالها الروائية وكانت بعنوان "العطش" (1953) ولم تتجاوز العشرين من العمر، ثم رواية "نافذة الصبر" (1957). بعد استقلال الجزائر توزعت جبار بين تدريس مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة والعمل في جريدة "المجاهد"، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي.
وفي عام 1958 تزوجت الكاتب أحمد ولد رويس (وليد قرن) الذي ألف معها رواية "أحمر لون الفجر" وانتقلت للعيش في سويسرا ثم عملت مراسلة صحفية في تونس.
ولأنها لا يمكنها الإنجاب، تبنت في عام 1965 طفلا في الخامسة من عمره وجدته في دار الأيتام بالجزائر، اسم الطفل محمد قرن الذي اعترف به في عام 2001 "ضحية حرب" من قبل الحكومة الفرنسية. ولكن زواجها واجهته مصاعب عديدة فتخلت عن ابنها بالتبني وانتهى زواجها بالطلاق عام 1975.
هاجرت إلى فرنسا عام 1980 حيث بدأت بكتابة رباعيتها الروائية المعروفة، التي تجلى فيها فنها الروائي وفرضها كصوت من أبرز الكتاب الفرنكوفونيين. واختارت شخصيات رواياتها تلك من العالم النسائي فمزجت بين الذاكرة والتاريخ. من رواية "نساء الجزائر" إلى رواية "ظل السلطانة" ثم "الحب والفنتازيا" و"بعيداً عن المدينة".
في عزّ سنوات الإرهاب كتبت عن الموت أعمالاً روائية أخرى منها: "الجزائر البيضاء" و"وهران... لغة ميتة". وبعيداً من مناخات الحرب، بل ومن أجواء الحبّ المتخيّل، كتبت رواية "ليالي ستراسبورغ". وهي لم تكتب هذه الرواية هرباً من وجع الموت الجماعي الذي شهدته الجزائر، وإنما كعلاج نفسي داوت به غربتها وآلامها، بحسب تعبيرها.
كما كانت آسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بـجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، الولايات المتحدة وبلجيكا، وفي 16 جوان 2005، انتخبت بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية.
جبار اشتغلت قبل وفاتها بروفيسور الأدب الفرنكفوني في جامعة نيويورك. وقد رشحت لنيل جائزة نوبل في الآداب كذا مرّة.
[/align]
يومية الشروق الجزائرية ـ 2015/02/09