بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : إن من نِعَم الله علينا نعمة التنوع , التنوع في كل شيء , في الجمادات و السوائل و الغازات , في الجراثيم و الطفيليات و المجهريات , في الطيور و المخلوقات البرية و البحرية , في اللغات و طريقة العيش , في الشكل و اللون , في الروائح و الأصوات , في الإنسان نفسه , مزاجه و صحته و حالته , و في أشياء كثيرة لا يحصيها إلا الله عزوجل .
أخي المسلم : هذه النعمة هي نعمة عظيمة جليلة , تحلو الحياة بها و تتكامل , تسعدك من حيث لا تشعر , تلفك منذ أن تستيقظ و حتى تنام , بل إنها كثيراً ما ترافقك في نومك , ترى منها المئات , في عملك و في ذهابك و إيابك , تراها و تسمعها , تشمها و تحسها , لا تتكرر ساعتك معها , فساعتك هذه ليست كساعتك قبل قليل و ليست كساعتك بعدها , و كيف لا و الأشياء التي تحيط بك كثيرة جداً تجعل لحياتك كل ثانية طعماً جديداً و لوناً مختلفاً , منغصات و مفرحات , أشياء جميلة و غيرها قبيحة , كلها لها دور في حياتك لتصبح أجمل و أسعد تماماً كما الملح و السكر , و نعمة التبدل و التغير شكل خاص من أشكال نعمة التنوع , فالإنسان على سبيل المثال يكون طفلاً فشاباً فشيخاً , تغير و تبدل فتنوعت حياته , و نعمة التغير و التبدل تكتسب خاصيتها عندما يكون التغير و التبدل نحو الأفضل , و لأن كل ما يأتي من الله هو الأفضل فكل تغيير و تبديل من الله للإنسان هو نعمة تستحق الشكر .
أخي المسلم : برغم كل التنوع حولنا , أصفر أخضر , أزرق أحمر , طويل و قصير ..الخ , و مع ذلك فهناك من يشكو من الملل و الضجر و التعاسة , يتأففون و ربهم على نعمته هذه لا يشكرون , و لو أنهم تصوروا حياتهم لوناً واحداً و شكلاً لا يتغير و نسخاً طبق الأصل لربما عرفوا قيمة هاتين النعمتين العظيمتين و لشكروا مولاهم عليهما كلما زفرت رئاتهم و نبضت بإذن بارئها قلوبهم .
اللهم لك الحمد حمد العارفين , حمد المخبتين النادمين , حمد المستغفرين الأوابين , حمداً يليق بجلالك و عظيم نعمك و سلطانك .
الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق – 18 آذار 2014
- ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها و من الجبال جدد بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود (27) و من الناس و الدواب و الأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور (28) فاطر
- و هو الذي أنشأ جنات معروشات و غير معروشات و النخل و الزرع مختلفاً أكله و الزيتون و الرمان متشابهاً و غير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر و آتوا حقه يوم حصاده و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين (141) الأنعام
- و ما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون (13) النحل
- إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل والنهار و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس و ما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها و بث فيها من كل دابة و تصريف الرياح و السحاب المسخر بين السماء و الأرض لآيات لقوم يعقلون (164) البقرة
- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية في هذا المتصفح بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث بقراءة حفص عن عاصم .