بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : الحياة الدنيا هي نعمة عظيمة من نعم الله عزوجل و ذلك لأنها دار إثبات الكفاءة و الأحقية بالجنة , و لأنها فرصة حقيقية عادلة للفوز بالنعيم الخالد , الحياة الدنيا هي النعمة التي أنعم الله عزوجل بها على المؤمنين , ليعملوا و ليتمايزوا فيها عن الكفار و المنافقين , و ليثبتوا أحقيتهم بدار السعادة الأبدية , أحقيتهم في العيش فيها مع أقرانهم من المؤمنين المتقين , بعيداً عن الفجرة و المنافقين , و الحياة الدنيا نعمة للمؤمن لأنها المكان الذي فيه ينكشف الكافر و المنافق و الشرير على حقيقتهم , و من ثم يكون ذلك سبباً في إبعادهم عن المؤمنين الصالحين الأتقياء في الدار الآخرة , إبعاداً دائماً أبدياً , و الحياة الدنيا نعمة عظيمة للمؤمن أيضاً لأنها المكان الذي يسمح له بكسب الدرجات العلا في الجنة , و لأنه بها و مهما خسر فيها في معركته مع المجرمين فإنه سيكسب الكثير بدلاً عنه في الآخرة , سيكسب مقعد المجرم الذي كان هيأه الله عزوجل له في الجنة إن أسلم و آمن و عمل صالحاً .
أخي المسلم : إن نعمة الحياة الدنيا لن يكون لها معنى من دون نعمة الموت و نعمة الحساب , و ذلك لأن هذه النعم الثلاث تكمل بعضها البعض , و على الرغم من ذلك فقيمتها لوحدها لا يمكن أن تقدر بثمن , فاشكر الله عليها شكراً حقيقياً , بالقول و العمل الصالح الذي يرضيه .
اللهم لك الحمد حتى ترضى , و لك الحمد بعد الرضا , و لك الحمد كما يليق بجلال وجهك و عظيم سلطانك .
الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان /دمشق 9-2-2014
- يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع و إن الآخرة هي دار القرار (39) غافر
- الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً و هو العزيز الغفور (2) الملك