كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
نص في الميزان
كنت اقترحت من قبل أن نضع نصا للميزان النقدي
وها أنا أختار نصا من نصوص نور الأدب الحديثة وأرجو التفاعل معه نقديا
————————
لا تسأليه فما دري
للشاعر محمد حمدي غانم
يا دهشةً تَتْرَى، أَمَا .. آنَ الأوانُ لِنَنعَما؟
عينايَ طفلٌ تائهٌ في حِضنِ عينيكِ ارتمَى
لا تَنهريهِ حبيبتي.. إن الشريدَ بكِ احتَمى
ودَعيهِ يَنهلْ مِن حنانِ أنوثةٍ.. ما أَطْعَمَا!
أعطيهِ أَمْـنًا رَيثَما يَلهو كطيرٍ في السما
فلقد أحبَّكِ منذُ أوّلِ نظرةٍ وتَرنَّمَا
لا تَعجبي مِن شَوقِه لمّا بَدَا بكِ مُغرَما
فالطفلُ يَعرِفُ أُمَّهَ مَهما على نَأْيٍ نَمَا
قد كانَ أوّلَ قولِهِ "أهواكِ" مُنذُ تَلَعثَما
وَحَبَا لِيَبحثَ عنكِ في دربِ الهَوَى صَـبًّا هَمَى
ورآكِ فاشتعلَ الفؤادُ، وكانَ فردًا فانتمى
لا تَسأليهِ فما دَرَى: ما العشقُ ما النَّجوَى وما...؟
سرُّ الوجودِ تَآلُفُ الأرواحِ، يَجلو مُبهَما
دارَ الزمانُ فصارَ حبُّكِ غَيبَهُ والمَعْـلَما
ما آنَ كانَ، وكنتِ أنتِ، وما يَجيءُ تَحتّمَا
لا تَسألي طفلاً أتَى عينيكِ كي يَتَعلَّمَا
بَعضُ الشعورِ يَظلُّ أبسطَ - وَيْـكِ - مِن أن يُفهَما!
ولقد أحبَّكِ لم يُجادِلْ عقلَهُ واستسلَمَا
يُهديكِ شِعرًا كلما أَمسَى بِوَجْدِكِ مُفعَما
عينايَ طفلٌ تائهٌ لما رآكِ تَبَسَّما
لا تَنهَريه حبيبتي واسقيهِ مِن عَذْبِ اللَّمَى
ما أروعك وما أروع اختيارك
من لغير الأم يكون كل هذا الدفق
نص يستحق الوقوف عنده بتروي
في انتظار تدخل أساتذة وأستاذات هم أدرى منا بهذا الأمر كي نستمتع جميعا
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: نص في الميزان
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الحاجبي
ما أروعك وما أروع اختيارك
من لغير الأم يكون كل هذا الدفق
نص يستحق الوقوف عنده بتروي
في انتظار تدخل أساتذة وأستاذات هم أدرى منا بهذا الأمر كي نستمتع جميعا
الحبيب الغالي الاستاذ حسن
سعيد برؤيتك مجددا وحضورك البهي هنا الذي أسعدني وأتمنى عليك وضع رؤيتك حول النص هنا
كل محبتي وكل تقديري اخي الغالي
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: نص في الميزان
[align=justify] حوارية الطفل الهائم..المحب..الولهان..وهذه الأنثى/الأم/الوطن/الحبيبة..قصيدة نسجها أخونا الشاعر الأستاذ (غانم) على مجزوؤ الكامل ، بحرف روي عذب سلس، ميم مطلقة ، منطلقة..حرة.. اتّكأ شاعرنا على عاطفة الحب ، مستعينا بمخزونه الأدبي الثري ، موظّفا قاموسه الشعري في هذا الباب ، فالعين ، والحضن ، والفؤاد ، والأرواح ، والهوى ، والهيام ووو..كلها ألفاظ من حقل دلالي خدم فكرة القصيدة..غير أنني كنتُ أحبّذ اختيار عنوان آخر غير هذا الشطر (لا تسأليه فما درى) حتى يبتعد عن التقليد ، لأنّ القصيدة اشتملت على صور بديعة في اشتغال عميق ذكي في الطرح..فيها انتقاء جميل للألفاظ المعبّرة الموحية الدّالة..كما أنّ الشاعر أحكم صوغ الدّفتين ، فالاستهلال وافق الختام ، في قوله في هذين البيتين مطلع القصيدة:
عينايَ طفلٌ تائهٌ ..........في حِضنِ عينيكِ ارتمَى
لا تَنهريهِ حبيبتي........... إن الشريدَ بكِ احتَمى
ثم يقول في آخر القصيدة في هذين البيتين::
عينايَ طفلٌ تائهٌ ..........لما رآكِ تَبَسَّـــــــــــــــــــــــما
لا تَنهَريه حبيبتي ......واسقيهِ مِن عَذْبِ اللَّــــمَى
فشكرا جزيلا للأستاذ عبده على حسن الاختيار ، وشكرا للأستاذ غانم على هذه القصيدة العذبة.