[محمد الصالح الجزائري]

السلام عليكم...
أردتُ أن أعرض موجزا حول خصائص قصيدة النثر ـ من أهم المراجع ـ نظرا لقربها من الخاطرة...

خصائص قصيدة النثر أو (النّثيرة):

1 ــ لا وزن فيها ولا قافية.
2 ــ لا ديكورات فيها ولا توظف أيا من المحسنات البديعية ولا يخضع نمط التفكير فيها لقوانين الفكر المعروفة وإحكام المنطق السائد. الشاعر يرسم أجواء قصيدته وفق منظوماته الفكرية الخاصة وحسب متطلبات منطقه الخاص الذي يبدو للقارئ وكأنه لا منطق أو أنه ضد المنطق لكل شاعر عالمه الخاص الذي لا يضاهيه أحد فيه.
3 ــ أواخر الجمل والسطور والمقاطع جميعا ساكنة من غير استثناء.
4ــ الكثير من مفردات القصيدة الداخلية قابلة للقراءة من غير حركات. سكون شبه كامل وقصيدة بلا حركات. وبهذا فإنها من بعض الوجوه شبيهة بقصائد الشعر العامي، شعر اللغة المحكية والدارجة الذي يسمى في المملكة العربية السعودية الشعر النبطي . القصيدة تبدو كعالم هامد مسطح يفتقر إلي جهاز تنفسي، لأن في التنفس يتحرك الصدر إلي الجهات الأربع. حركات الإعراب في لغتنا هي حقا ومجازا عمليات تنفس تتحرك الكلمات معها وفيها فتمنحها نسمة روح الحياة ودفء دماء الجسد الحي الجارية.
5 ــ القصيدة غامضة المرامي ومعتمة بشكل مطلق، لذا فإنها عصية على الفهم والتفسير، حتى على شاعرها نفسه...
6 ــ اسفنجية البناء والتركيب والقوام، لذا فإنها قابلة للضغط والاختزال والشطب وتبديل مواضع الكلمات والجمل. إنها ملساء هشة، كالأفعي، أخطر وأضعف ما فيها رأسها. ويستوي في ذلك السام وغير السام من الأفاعي كما يعرف الجميع.

نموذج :

مرثية الحلاج (أدونيس)

ريشتك المسمومة الخضراء
ريشتك المنفوخة الأوداج باللهيب
بالكوكب الطالع من بغداد
تاريخنا وبعثنا القريب
في أرضنا- في موتنا المعاد.
*******************

الزمن استلقى على يديك
و النار في عينيك
مجتاحة تمتد للسماء
***

يا كوكباً يطلع من بغداد
محملاً بالشعر و الميلاد،
يا ريشة مسمومة خضراء.
***

لم يبق للآتين من بعيد
مع الصدى و الموت و الجليد
في هذه الأرض النشورية
لم يبق إلا أنت و الحضور
يا لغة الرعد الجليلية
في هذه الأرض القشورية
يا شاعر الأسرار و الجذور..

[محمد الصالح الجزائري]

إعادة الموضوع إلى الواجهة قصد الاطلاع ...

[د. رجاء بنحيدا]

شكرًا لك الأستاذ الكريم محمد الصالح الجزائري على هذه المعلومات القيمة عن مقومات قصيدة النثر
وأشير في هذا الصدد إلى قول الدكتور عدنان الظاهر في مقارنته بين قصيدة الشعر القديم والشعر الحر وقصيدة النثر
قد أشار إشارات دقيقة تسير وفق ما سجلته في هذا الصدد وأضاف : (
إنها قصيدة أميبية الشكل.وإذا كان الماء يتخذ شكل الإناء الذي يحتويه فان قصيدة النثر ماء بلا إناء!!
ولما كانت القصيدة لاتنتظم في قوالب ثابتة من التفعيلات,فان نموها في المكان هو نمو عشوائي منفلت بحيث يمكن وبسهولة أن تختلط الإحداثيات الفضائية الأفقية بالطولية.أي يمكن إبدال كلمة بأخرى أفقيا وعموديا أو سطر بسطر عموديا أو حتى إنزال مقطع كامل ليحل محل مقطع آخر جاء تحته والعكس بالعكس. ماء بلا إناء.
تحيتي وتقديري

[محمد الصالح الجزائري]

شكرا لك دكتورة على الإضافة القيّمة..ومنكم نستفيد دوما..تقديري واحترامي..

[د. رجاء بنحيدا]

إنه تواضع من أستاذ تميز بعلو كعبه في مجال الشعر
تحيتي
واعتزازي
لانضمامي كعضوة إلى نور الأدب

[محمد الصالح الجزائري]

شكرا لقامة تكرمني وتشكرني..أعتز كثيرا بصداقتك أختي الغالية الدكتورة رجاء وأسعد أيما سعادة بالتحاقك بنا في هذا الصّرح الكبير..شكرا لك..

[ميساء البشيتي]

جميل ما قرأته هنا عن قصيدة النثر
هي بقدر ما تريح تربك فالأمور التي تبقى بدون موازين
تبقى مربكة بعض الشيء وقد تشعرك بنوع من الفوضى لا يضبطها إلا الموسيقى
فالشعر كالموسيقى أطرب له وهذا ما يجعلني أقول هذا شعر أم لا
ولكن لماذا لا تحتاج محسنات بديعية ؟
شكرا لجهدك الرائع أخي العزيز أ. محمد ومنكم دائما نستفيد .

[محمد الصالح الجزائري]

((((لماذا لا تحتاج محسنات بديعية ؟))))
إذا كان الشعرفي عمومه يقوم على البيان والبديع ، فالنثيرة لا تعتمد عليه إلا ما جاء عفويا..وهذا هو المقصود (وكأنّ النثيرة تتخلّص كلّية من جماليات القصيدة الكلاسيكية لتكون جنسا مستقلا)..شكرا لك على المرور المثمر عصفورة الشجن الأستاذة ميساء..تحيّتي وتقديري..

[محمد خويطي]

شكرا جزيلا أخي محمد الصالح؛ على هذا البيان الموجز "لقصيدة النثر"..
لكني رأيت البيان أدل ما يكون على تخييب أفق اتظار القارئ؛ وهذا ظاهرـ أو بدا لي ظاهرا على الأقل ـ عندما عمدت إلى إسقاط الخصائص المبسوطة على النموذج الذي اخترتَ، وهو "رثاء الحلاج"
ذلك؛ أني رأيتني أمام ما يشبه التناقض بين هذه الخصائص وبين النص، ودونك البيان:
قلتَ أخي ـ أجلك الله ـ :( لا وزن في "قصيدة النثر" ولا قافية).
وأقول: أما القافية فقد ألغاها شعر التفعيلة وهو سابق قصيدةَ النثر في السيرورة التاريخية لشعرنا العربي، فلا إشكال في أن تلغيها قصيدة النثر أيضا، وأما "الوزن" فقد وجدتني أمام قصيدة موزونة على تفعيلة الرجز (مستفعلن). هذه واحدة.
الثانية: قلتَ؛ بأن "النثيرة" لا توظف فيها المحسنات البديعة، والموذج يكاد يكون ـ من أوله إلى آخره ـ مدثرا بدثائر هذه المحسنات، فلو أخذا ـ مثلا ـ هذا المقطع:
أَلزّمنُ استلقى على يديكْ
والنار في عينيكْ
مجتاحةٌ تمتدّ للسماء
يا كوكباً يطلعُ من بغدادْ
محمّلاً بالشعر والميلادْ،
يا ريشةٌ مسمومةٌ خضراءْ.
لوجدناه استعارات يأخذ بعضها بيد بعض لترسم جميعُها لوحة فنية غير بعيدة تماما عما ألفناه من صور في الشعر التقليدي، وهذا ظاهر بَيِّن الظهور ـ كما يبدو لي ـ،
ثم إِنَّا لو أخذنا ـ مثلا ـ قوله:(يا كوكباً يطلعُ من بغدادْ///محمّلاً بالشعر والميلادْ) فسنجده على هذا الوزن ( مستفعلن/ متفعلن/فعلان....متفعلن/مستفعلن/فعلان) فهو إذن ـ كما ذكرت ـ على الرجز، هذا على قراءته بالوقف، فلو أنا قرأناه بالإشباع، لكان عموديا خالصا: (مستفعلن/ متفعلن/ مستفعلْ....متفعلن/ مستفعل/ مستفعلْ) وأكثر من هذا؛ أن الشطرين كليهما اتفقا في الحرف الأخير، وهذا ما يسميه القدماء " التصريع/ أو التقفية" على اختلاف بين المفهومين يسير..
والثالثة: قلت بأن "النثيرة" غامضة المرامي، ومعتمة بشكل مطلق، ومستعصية على الفهم والتفسير، حتى على شاعرها نفسه، والحقيقة ـ كما أتصورها ـ أن القصيدة واضحة المرمى، مفهومة، قابلة لتفسير، وليس الرثاء إلا غرضا من الأغراض التى نشأت مع نشوء القصيدة الجاهلية الأولى...
هذا كلام مختصر بينت فيه بعض جوانب الخيبة التي كسرت أفق انتظاري، وأرجو منك أخي محمد الصالح أو غيرك من الفضلاء مزيدا من البيان..
ودمتم للأدب حامين، وللشعر صائنين، ولعقول الناشئة منوِّرين.
والسلام عليكم...
محبكم محمد خويطي

[محمد الصالح الجزائري]

أخي وجاري الأغلى محمد...شكرا لك ألف شكر على إعادة القضية إلى طاولة النقاش...
دعني أولا أقول..لقد جمعتُ من بعض المراجع أهم ما جاء في القضية وليس حكمي الشخصي ولا تعريفاتي ولا نظرتي..أنا عرضتُ الأمر للنقاش فقط ..وانظر إن شئتَ إلى تقديمي:
أردتُ أن أعرض موجزا حول عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] النثر ـ من أهم المراجع ـ نظرا لقربها من الخاطرة...
فما عرضته في تعقيبك وردّك مهم جدا ..وأرجو من الجميع التواصل قصد عموم الفائدة...شكرا لك مرة أخرى..