حق العودة وأكثر
[frame="12 98"]
[align=justify]
إذا كان الرئيس الأمريكي بوش يظنّ أنّ كلّ الأمور تؤخذ هكذا وعلى هذا الشكل من الاستهانة بحقوق الشعوب فهو مخطئ بدل المرة ألف مرة!! .. وتجاوز حقّ العودة ليس بيده ولا بيد سواه ، كما أنّ لغة التعويض المادي مرفوضة وثقيلة الدم مثل من تحدث عنها !!.. وحتى يعي بوش و" إسرائيل" معنى العودة بالنسبة للفلسطينيين ، ونقصد هنا الشعب الفلسطيني برمته ، لا الحكام أو من يفاوض على مصيرنا وحقوقنا دون إذن ٍ منا ، نقول إنّ العودة إلى فلسطين مقدسة وغير قابلة للتفاوض ، وهي عودة مرتبطة بالتحرير ، تحرير كلّ فلسطين ، وطرد الاحتلال من أرض فلسطين لأنها ما كانت له في يوم من الأيام ولن تكون ..
حقّ العودة كما يفهمه بوش والصهاينة ويظنون أننا نطالب به مرفوض جملة وتفصيلا لأنه قائم حسب فهمهم على بقاء الاحتلال ، وعودتنا على هذا مرهونة بوجودنا في ظل الاحتلال !!.. وهكذا عودة لا تعنينا في شيء لأننا لا نريدها ولن نريدها في يوم من الأيام .. لماذا ؟؟..
ستون عاما من التشرد والغربة والبعد عن الوطن والكفاح والنضال ودفع كلّ شيء من أجل فلسطين ، وصولا إلى جعل الشهادة عنوانا لحياتنا ..إضافة لكفاح ونضال أهلنا في فلسطين وتحملهم ما تحملوا .. كل هذا لا يمكن أن يكون من اجل العودة إلى فلسطين وهي محتلة !!.. لأنّ هذا الحل يعني أننا كنا نضحك على أنفسنا طوال هذه الأعوام !!.. وأنّ جميع ما قدمناه كنا نقدمه من اجل عودة لا معنى لها ما دامت مرتبطة ومرهونة بوجود من ناضلنا واستشهدنا وما زلنا لإزاحة وجوده كلية عن ارض فلسطين التي لن تكون إلا لأهلها ..
نحت مع بوش في هذه الزاوية أي رفض العودة بوجود الاحتلال ، ولسنا معه بالتأكيد في لغة التعويض السوداء .. وإذا كنا قد انتظرنا ستين عاما وما كللنا أو مللنا ، فسننتظر كي تكون فلسطين من شمالها إلى جنوبها ، ومن شرقها إلى غربها لنا .. ولمن يحدثنا عن الواقعية والقبول بما هو متاح كوننا لا نستطيع الآن نيل ما نريد من تحرير كامل فلسطين ، نقول لا نريد هذه الواقعية اليائسة البائسة لأنها ستكون فيما بعد واقعا نرتهن له و به ولا نستطيع الفكاك منه ..
على من يقول ذلك ، من بوش إلى غيره ، أن يفهم أننا نتحدث كشعب لا كأفراد .. ومنطق الشعب يختلف كثيرا عن منطق الفرد لأن الشعب مستمر قادر على البقاء والتجدد والحلم وتحقيق هذا الحلم مهما طال الزمان، بينما لا يستطيع الفرد فعل كلّ ذلك .. ومن يقرأ دفاتر ستين عاما يعرف أنها دفاتر شعب لا دفاتر فرد .. كثيرون رحلوا .. كثيرون استشهدوا .. تعذبنا .. ذقنا الويل والمر وقاسينا لكننا باقون مستمرون ماضون على الدرب الذي ارتضيناه منذ البداية .. ومن الخطأ الظنّ للحظة أننا وصلنا إلى حافة اليأس أو القنوط ، لأن مثل هذه المفردات لا يمكن أن تكون مفردات شعوب تريد الحياة والرفعة والسمو من خلال تحرير وطنها ..
قد يرى البعض أننا في واد والساسة منا في واد آخر .. هذا صحيح ، لكن الكلمة في النهاية لن تكون إلا للشعب وما يريده هذا الشعب .. ومنطق التاريخ يعلمنا أنّ الغلبة لا تكون إلا للشعب في مجموعه ما دام صاحب حق .. عندها فقط ستكون العودة كما نريد لها أن تكون ..
[/align]
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|