الخاطرة الثالثة والعشرون // أكمل الأحوال اعتدال الخوف والرجاء
الخاطرة الثالثة والعشرون
أكمل الأحوال اعتدال الخوف والرجاء
قال صاحب المدارج رحمه الله:القلب في سيره إلى الله عزوجل بمنزلة الطائر,فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه,فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران,ومتى قطع الرأس مات الطائر,ومتى انكسر الجناحان فهوعرضة لكل صائد مفترس.
لكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء,وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف.قال أبو سليمان:ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف,فإذا غلب عليه الرجاء فسد.وقال غيره:أكمل الأحوال اعتدال الخوف والرجاء,وغلبةالمحبة, فالمحبةهي المركب ,والرجاء حاد والخوف سائق والله تعالى هوالموصل بإذنه وبمنه وكرمه.
...وفي تمثيل العلماءالقلب بالطائر تمثيل حسن,لأن الطائر مهما كان سليم الرأس والجناحين ,جيد الطيران حلق في سماء الإيمان,وكان بعيدا عن الشبهات والشهوات,فإذا كان مريض الرأس أومقصوص الجناحين فإنه يطير قريبا من الأرض,وهو عرضة للآفات والنكبات. ولا يستغني الطائر عن الرأس والجناحين كما لا يكون هناك إيمان بدون محبة أوخوف أو رجاء.
فاللهم املأ قلوبنا بمحبتك ,وألهمنا خوفك والرجاء فيك وفي رحمتك يا رحمان.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|