نشوة مصرعة
الــحــبّ نــهــرُ الله فـــي الــقـرآنِ
لـــولاهُ عـــاشَ الــكـونُ كـالـظمآنِ
والــعـشـقُ نـــارٌ يُــحـرقُ الـقـلـبانِ
فــيــهـا وراءَ الأضْــلُــعِ الـقُـضـبـانِ
لـوْ قـيلَ مـاتَ الـصّدقُ قُـلْ هـاتانِ
أرضٌ.. ســمـاءٌ.. ســاحـةُ الـبُـهْتانِ
جـــفَّ الـضـياءُ اسْـتـدْبرَ الـغـيْثانِ
فــي أوّلٍ نـعـمى.. نــرى فــي ثـانِ
أصْـــداؤنــا حــمــراءُ كـالـمـرجـانِ
تـحـكي لـظى الأشـواقِ لـلخُلجانِ:
هـلْ تُـخْمدُ الـدمعاتُ فـي الألحانِ
عــزْفَ الـكَمانِ الـعاشقِ الـفرْحانِ؟
قـــالــتْ لِــعَـيْـنٍ أذْرُعُ الــسَّـخّـانِ:
أغْـفـى عـلـى تــلِّ الـهـوى كُـوخانِ
مــــا أنــــتَ إلا وجــبــةُ الــديـدانِ
أوْصِــــدْ فــمًــا فـالـمـوتُ دانٍ دانِ
والــصـبْـرُ والإنــصــاتُ أســتــاذانِ
مُــــذْ أبــصــرَ الــتـاريـخُ بـــالآذانِ
فاسمَعْ خريرَ الصوتِ في الجُدرانِ
وانْـعَـمْ بـدفءِ الـصمْتِ لا الـنّيرانِ
إنَّ انــهــزامًـا شــاســعًـا فـــــوزانِ
قــــدْ تـنْـبُـتُ الأفـــراحُ بِــالأحـزانِ
مـوتٌ..حـيـاةٌ.. يُـشـربُ الـكـأسانِ
تـقـسُو كــؤوسٌ فــي يـدِ الإنـسانِ
أشْـــرِقْ قـنـوعًـا يُـــرْوِكَ الـقِـرشانِ
كـمْ قـطرةٍ تـمحو أسـى الـعطْشانِ
يـــزدادُ حُــمْـقُ الــمـرءِ بـالـنقصانِ
عَـقْلًا.. فعِشْ كالصّقرِ لا الصّيصانِ
والأرضُ تُـعـطي أوســعَ الأحـضانِ
قَـــبـــرًا إذا شــــــاءَ الــمــريـضـانِ
هــــا قــلـبُ أمٍّ أجــمـلُ الأوطـــانِ
لا حـــدَّ فــيـهِ اسْـتـبْصرَ الـخـطّانِ
حَــظُ الـفـتى مِــنْ حُـلْـمهِ حـظّـانِ
إذْ ذاقَ حــــظَّ الــنـائـمِ الـيـقْـظـانِ
يـمْـتَدُّ مِــنْ غُـصـنِ الـرؤى فَـرْعانِ
فَـارْعَ اخـضرارَ الـحُلْمِ في قُطعانِ
والْــبـسْ هُــدوءًا حـكـمةَ الأفـغـانِ
تَــهـزمْ بــحُـبٍّ جـحْـفلَ الأضـغـانِ
مـــا أشــبـهَ الــذّؤبـانَ بـالـخِـرفانِ
أحــلــى بــقــاءٍ مــثـل مُـــرٍّ فـــانِ
سِــرْ فـالـرّضا والـمُـشتهى سـاقانِ
مِـــنْ أحــمَـرِ الـمـعـنى لِـسِـرٍّ قــانِ
أوْقِـدْ خُـطى الـزلازلِ فـي البُركانِ
واقــلـعْ عـــروشَ الــذلِّ بـالأركـانِ
لـــمْ يَــمْـحُ فــعـلاً واحــدًا قــوْلانِ
فــلْـتـرْجـعِ الأقـــــوالُ بــالـخُـذلانِ
ولْــتـبـنِ وهْــمًــا مُـقـلَـتـا هــامـانِ
فـالـمـوجُ أمــسـى أبْـحُـرَ الإيـمـانِ
فـاهـزُزْ جــذوعَ الـنـبضِ بـالأفـنانِ
تـسّـاقـطِ الأشـــواقُ مـــنْ تـحـنانِ
مـــــرآةُ عُــمْــرٍ نــالـهـا الــوجْـهـانِ
حـتّى يغُوصَ الحُسْنُ في الأذهانِ
الــتـيـهُ فــيـنـا لــوحــةُ الــعـنـوانِ
حـيـنَ امـتـزاجِ الـصّـحوِ بـالألـوانِ
فــارسُـمْ يـقـيـنًا داخـــلَ الـنـسيانِ
واجْــرفْ شـكـوكًا كُـنْكَ كـالودْيانِ
#بغدادسايح
#نشوةٌمُصرّعة
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|