التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,388,541

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 04 / 2008, 32 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

العهد

[frame="10 98"]
[align=justify]
منذ سنوات عمره الأولى، كان مسكوناً بالحلم. فالزوجة ستكون من هناك وهذا ما جعله يرفض بإصرار وعناد، حين طلبوا منه بعد مرور الزمن أن يبحث عن زوجه له.. قال: "فاطمة بنت مخيم الدهيشة ستكون زوجتي.. سواها لا أريد..".. كانوا يعرفون أن فاطمة استشهدت في الشهور الأولى من عمر الانتفاضة.. لكنه أبى أن يصدق.. كذب كل الأخبار والأنباء، واتهم من جاء بالخبر اليقين، انه مختلق.. جاؤوه بصحيفة نشرت اسمها مع أسماء خمسة شهداء آخرين.. فهزّ رأسه غير مصدق.. قال بعناد "فاطمة تنتظر، لا زوجة غير فاطمة.." بكت أمه واستبكت..أعلنت أمام الأقارب والجيران في المخيم أنها تريد أن تفرح به قبل موتها.. وطلبت أن يقنعوه بالأمر.. ولكن هيهات.. فالولد الذي اشتدّ عوده وكبر، يحمل رأساً لا يعرف التراجع..كان يحكي للأطفال عن شجرة تنتظر شامخة في الوطن.. كل يوم، وقبل أن يبدأ في إعطاء الدرس الأول، كان يخصص خمس دقائق للحديث عن الوطن.. عرف الطلاب ذلك وأحبوه، حتى أصبح حديث الوطن فاتحة نهارهم التي لا يعرفون لذة للعيش بمعزل عنها.. كانوا يسمعون ويسمعون.. وارتبط اسم المعلم أمجد في أذهانهم بهذه الدقائق الخمس.. وكان لشدة شفافيته في الحديث عن الوطن، يرسم عالماً مليئاً بالحلم والنبض والحياة. وكانت الصور تطل رائعة خصبة..
كم من السنوات مرت.. كيف انزرعت فاطمة إلى هذا الحد في الوجدان.. كيف استطاعت أن تكون في القلب والكريات والدماغ.. ثم لماذا يريدون الآن أن تغيب عن حياته؟؟.. كان يرسم الأسئلة في ذهنه وهو يسير على رصيف من أرصفة الشارع الرئيسي في مخيم اليرموك.. كان الشارع مليئاً بالوجوه والأصوات والألوان. التقطت أذناه جملاً متداخلة "ها هي الانتفاضة مستمرة" "سنبقى معكم يا أهلنا في الوطن المحتل".. "ما في خوف.. ما في خوف.. الحجر صار كلاشنكوف". وفاطمة هناك.. مخيم الدهيشة يستوطن في الذاكرة ويفرد شعر البنت على كفيه.. أراد أن يطلق صرخة تعبر عن حبه لفاطمة.. فتح فمه وهتف للوطن.. ضاع صوته وغاب في زحمة الأصوات وارتفاعها.. تابع السير بشرود.. وقف الطلاب ثم جلسوا.. حرك يده طالباً منهم الهدوء.. كتب على اللوح بخط عريض "الانتفاضة مستمرة وستبقى" نظر إلى الوجوه.. انقطعت الهمهمات وساد السكون.. فجأة حضر وجهها من البعيد.. فاطمة التي لا يعرفها وقفت ضاحكة مثل شجرة سنديان أمام عينيه.. نسي الطلاب والصف والمقاعد.. وأخذ يتحدث بانفعال.. قال: "أعرف أنك في غاية الحضور.." لمعت عيناها ببريق غريب وابتعدت، لتظهر وجوه الطلاب من جديد.. قال: "يا أحبائي كان هناك فتى أحب وعشق فتاة اسمها فاطمة.. فاطمة هذه بنت حلوة من مخيم الدهيشة.. زرعوها في قلبه منذ سنوات عمره الأولى.. فكانت شجرة رائعة، وحلماً دافئاً.. ولكن فاطمة هذه استشهدت.. كانت الانتفاضة في بدايتها.. أقنعوه أن يبحث عن واحدة أخرى.. أن يصدّق أنها ماتت. وكان يرفض.. عدة مرات صاح بهم فاطمة لا يمكن أن تموت.. فاطمة التي زرعت الأرض بالحنطة الطيبة والشمس الدافئة لا يمكن أن تموت.. ظنوا أن العاشق قد جن، ولكنهم كانوا مخطئين.. لم يعرفوا أن واحدة من مخيم الدهيشة اسمها فاطمة لا يمكن أن ترحل هكذا دون أن تزرع فاطمة في كل شبر.. كان الفتى العاشق يدرك تماماً أن فاطمة استشهدت ولكنها لم تمت.. والفرق كبير.. يا أبنائي بالله عليكم من منكم يعشق فاطمة.. من يعشقها فليرفع يده.. وارتفعت كل الأيدي.. واستدار المعلم ليداري دمعة ساخنة.. وبثقة وضع خطاً عريضاً تحت الجملة المكتوبة على اللوح..

[/align]
[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العهد Arouba Shankan الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 6 02 / 08 / 2017 53 : 01 AM
رحم الله الفنان الوطني نور الشريف ورحم البطل ناجي العلي / فيلم ناجي العلي كاملاً هدى نورالدين الخطيب نورالاستراحة الصوتية والمرئية 3 15 / 08 / 2015 02 : 01 AM
فيلم ناجي العلي نصيرة تختوخ نورالاستراحة الصوتية والمرئية 0 22 / 10 / 2012 41 : 10 PM
قصيدة ناجى العلى محمد جابر المتولى فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 1 07 / 08 / 2011 20 : 11 PM


الساعة الآن 42 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|