فلسطين والكتابة
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif');background-color:deeppink;border:9px outset green;"][cell="filter:;"][align=justify]
أحد الكتاب الفلسطينيين المعروفين كتب معلقا على مجموعة من قصصي القصيرة جدا واصفا بأنها جيدة لكن ليتني أكتب عن حياة الفلسطينيين في المكان الذي أعيش فيه ، ويكتب كل فلسطيني عن معاناة الفلسطينيين وحياتهم في هذا المكان أو ذاك ، ثم لنترك ما يحدث في الداخل لهؤلاء الكتاب الفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل !!.. كي يكتبوا عن معاناة أهلنا هناك !!..
في البداية ظننت أنّ الأمر مجرد مزاح أو نكتة يريد الكاتب أن يقولها ويمضي ..لكن عند التدقيق وجدت أن الكاتب جادّ وهو يظن أنه بذلك يستطيع أن يجعل التخصيص جزءا من التغطية الجيدة التي تفيد قضيتنا وتجعلها أكثر وصولا وبريقا وفهما من الآخرين ..فهل في مثل هذه النظرة شيء من الصواب ؟؟..!!..
لا أدري لماذا شعرتُ بشيء من الضيق جراء إدخال التقسيم والتجزيء والشرذمة حتى في الكتابة !!.. وتساءلت لو طبقنا مثل هذه النظرية العجيبة ماذا سيبقى من أدبنا الفلسطيني ؟؟..وأي شيء ستصبح عليه حالنا إن نحن أدخلنا القبلية في كتاباتنا الفلسطينية ، أقصد تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ كما يقال، ألا يبدو الأمر عندها غاية في التضييق والتصغير والتقليل ..؟؟..وما القصد من هكذا دعوة وكأن شعبنا شعوب يعيش كل منها في عالم منفصل عن الآخر ..ثم هل يعني هذا أن نجمع الأجزاء فيما بعد لنشكل أدبا كاملا ؟؟.. أي أن نجمع الرقع لنصنع منها بساطا أو سجادة أدبية ؟؟.. وهل سنقول أدب فلسطيني سوري ثم أدب فلسطيني لبناني وأدب فلسطيني مصري وهكذا وصولا إلى خارطة أدبية تنقسم حسب دول العالم متناسين أنّ هناك من يرفض رفضا قاطعا تسمية أدب الداخل وأدب المنفى انطلاقا من أنّ الأدب الفلسطيني واحد لا يتجزأ بأي شكل من الأشكال لأن الشعب الفلسطيني واحد مهما حدث وحصل من تشرد وغربة ولجوء إلى دول العالم حيث كل هذا مؤقت طارئ لا يقاس عليه ؟؟..
من الطبيعي القول إن هناك أدبا فلسطينيا يكتب من قبل أدباء فلسطينيين في هذا البلد أو ذاك ، هؤلاء يكتبون بشكل تلقائي عن أحوالهم في هذا البلد كما يكتبون عن القضية بشكل عام أي أنهم يكتبون عن خصوصية العيش المؤقت الآني لكنهم لا يتناسون ولا ينسون اللوحة المتكاملة لما هو فلسطيني ..فالكتابة عن واقع الحال في بلد ما لا تعني تضييق الفعل ليكون الأدب أدب منطقة لجوء إذ أن المفهوم بهذه الحالة سيكون خطيرا كونه يحصر نظرة الفلسطيني فيما حوله وترك البقية لغيره وعلى هذا تصبح كل الأمور لاحقة تابعة متعلقة بهذا التضييق ..فماذا ولأي شيء نقول للفلسطيني المقيم في بلد ما خارج فلسطين لا تكتب عن الانتفاضة فهذه من اختصاص الأدباء الذين يعيشون في فلسطين ؟؟.. وإذا كنا كفلسطينيين – على سبيل المثال – نعيش في أي بلد غربي فعلينا أن نكتب عن أشياء لا يمكن أن تتواصل مع فلسطين بأي شكل من الأشكال !!..
في هذا المنظور سنلغي أدب غسان كنفاني وكتابات إدوارد سعيد وقصائد محمود درويش بعد العام 1970 وقصائد معين بسيسو ..ولنختصر فنقول علينا أن نلغي كل أدب فلسطيني كتب خارج فلسطين لأنه لم يكن عن الخصوصية المكانية لهذا الفلسطيني أو عن معاناة هذا الفلسطيني في المكان الذي يعيش فيه وحتى معنى المعاناة هنا معنى احتمالي يخضع للكثير من الاعتبارات .. فماذا نريد من كل ذلك ولماذا هذه الشرذمة الأدبية ؟؟..
كما أسلفت كل فلسطيني يتأثر بالمكان الذي يعيش فيه بشكل طبيعي وستنعكس صورة التأثر في كتاباته .. لكن أن نقول للفلسطيني لا تكتب إلا عن معاناتك في المكان الذي تعيش فيه ، فهذه دعوة غير منطقية وغير واقعية ، في زمن يسعى فيه الأدب ليكون باتساع العالم ..فما المقصود بهذه الدعوة ولماذا ؟؟..
[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|