اللغة العربية و قواعد الكتابة لغةٌ إذا وقعت على أكبادنا كانت لنا برداً .. على الأكبادِ ... وتظلُّ رابطة تؤلِّفُ بيننا .. فهي الرَّجاءُ لناطقٍ بالضَّادِ
في القائمة الآتية أغلاط شائعة في النُّطق والكتابة، رتَّبتُها ترتيباً ألفبائيّاً بحسب الحرف الأول منها، بادئاً بالشَّكل الصّحيح للكلمة، موضِّحاً، بعد ذلك، المعنى المراد منها إذا تعددت معانيها، وكانت هناك خشية من اللّبس في المعنى المراد. فإذا لم يكن لها غير معنى واحد معروف أهملتُ الإشارة إليه، مكتفياً بتصويبها. أما الغلط في الكلمة فقد أخَّرتُه لأبعده عن أن يكون بداية الكلام، وأوّل ما يقع عليه بصر المتلقي، اعتقاداً مني بأن البدء بالصّواب خير من البدء بالغلط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= أولى: فعل يتعدى بنفسه إلى مفعولين. نقول: أولى فلاناً الأمرَ؛ أي: جعله والياً عليه. ومن الخطأ أن نجعله يتعدى إلى المفعول الثاني باللام. نقول أيضاً: أوليتُ فلاناً معروفاً: أسديتُه إليه. وأوليتُ فلاناً ثقتي: منحتُها له. ويُقال في التهديد والوعيد: أولى لكَ؛ أي: وليكَ الشَّرُّ وأوشك أن ينالك، فاحذر وانتبه.
= بَلْ: حرف عطف، يفيد معنى الإضراب، كما يفيد معنى الاستدراك والقصر. وهناك مَنْ يخطىء في استعمال (أو) للإضراب بدلاً من (بل) في حال الإثبات، فيقول: جاءني خمسة عشر أو ستة عشر رجلاً، والصواب: جاءني خمسة عشر بل ستة عشر رجلاً. والإضراب هنا هو إلغاء الحكم السابق على بل (خمسة عشر)، وتثبيت الحكم الجديد المذكور بعدها (ستة عشر).
= جئنا معاً، بدلاً من قولك: جئنا سوياً. فلفظ (مع) يدلُّ على المصاحبة والاجتماع، ويأتي:
-مضافاً، فيكون ظرفاً يدلُّ على مكان الاجتماع، من نحو: أقمتُ معكَ. أو: زمان الاجتماع، من نحو: نمتُ مع العصر.
-غير مضاف، فينوّن على الظرفية، أو الحال، من نحو: جئنا معاً؛ أي: جئنا في زمان واحد ، أو: جئنا جميعاً.
-أما قولنا: (جئنا سوياً) فلا يؤدّي معنى الاجتماع، بل يؤدي معنى: الاستقامة والعدل، من: استوى: استقام واعتدل. نقول: تساويا في كذا: تعادلا وتماثلا.
= حَسَبَ المال: بفتح السين: عدَّه وأحصاه. وحَسُبَ الإنسانُ: بضم السين: كان له ولآبائه شرفٌ. وحَسِبَ الشيءََ كذا: بكسر السين: ظنّه. أما المصدر (حسب) فيأتي بسكون السين، بمعنى: كفى. حَسْبُك. يُقال: هذا الطالب حسْبكَ من متفوِّقٍ، وهذان الطالبان حسْبُكَ من متفوِّقيْنِ. والمثل المعروف: حسْبكَ من شرٍّ سماعُهُ؛ أي: يكفيكَ أن تسمعه. وقد تلحق فاء التزيين هذا المصدر فلا يتغيّر في معناه شيء. وقد يُجَرُّ لفظاً بباء زائدة فلا يتغير في معناه شيء أيضاً. وهو، من حيث الإعراب، اسم مبني على الضمّ، يُعرب حالاً أو مبتداً بحسب موقعه من الجملة. كما أنه لفظ مقطوع عن الإضافة؛ لأنه على تقدير مضاف، والمضاف إليه محذوف؛ أي: حسْبكَ وحسْبي.
= صَفَّارة، بفتح الصاد، اسم آلة تُحدِثُ صَفيراً؛ أي: صوتاً يشبه الصوت الذي يحدث عندما نغلق الشفتين، ونحاول إخراج الهواء من فتحة صغيرة فيهما. وهي على وزن: فَعَّالة. نقول: (صَفَّاراتُ الإنذار) للدلالة على الاتفاق الحديث بين المسؤولين عن أمن الناس وسكّان المدن بإحداث صوت صفير متقطّع إذا وقع خطر ما. و تُنطَق الصاد مضمومةً في (الصُّفْر)؛ أي: النحاس، وفي (الصُّفَّاريّة)؛ وهو طائر أصفر الريش، وفي (الصُّفْرَة)، وهي اللون الأصفر، وفي كلمات أخرى غير كثيرة.
= لا تَهْرِف بما لا تعرف (بكسر الراء في تهرف، بدلاً من فتحها). هذا المثل يُضرَب: لمَن يتعدَّى في مدح الشيء قبل تمام معرفته، وكأن المثل يقول: لا تتكلم بشيء لا تعرف كنهه، وكأنكَ تهذي. فنحن نقول: هَرَف الرجلُ: هذى. و: هَرَف بفلان: مدحه وأطنب في الثناء عليه عن غير معرفة.
= اللَّحاق (بفتح اللام بدلاً من كسرها) هو الإدراك والتتابع. نقول: تلاحقتِ الأمور: أدرك بعضها بعضاً. وتلاحق القوم: تتابعوا. ونلاحقتِ الأخبار: تتابعت.
= مُتْحَف (بضمّ الميم): المكان الذي تُوْضَع فيه التُّحَف، وهذه الكلمة لا تُنطَق بفتح الميم: (مَتْحَف). أما التُّحْفَة، أو: التُّحَفَة، فهي: الهديّة، أو: الشيء الفاخر الثمين، أو: الطُّرْفَة التي تُتْحف بها الآخرين.
= المثابة تعني الملجأ والمأمن والمكان الذي يُرجَع إليه مرة بعد أخرى. قال تعالى في سورة البقرة:{وإذ جعلنا البيتَ مثابةً للناس وأمناً}. والليبيون يستخدمون هذا الاسم استخداماً دقيقاً، فيطلقونه على الموضع الذي يجتمع الإداريون والموظفون فيه (ما نسميه عادة: غرفة الاجتماعات). ومن غير الصواب أن نستخدم هذا الفعل بمعنى: مقام، فنقول: هذا الرجل بمثابة والدي؛ أي: في مقامه؛ لأنه لا يؤدي هذا المعنى.
= مَعْرِض (بكسر الراء)، ولا نقول: مَعرَض (بفتح الراء). فإذا أردنا بهذا اللفظ معنى (المكان العامّ الذي تُعرَض فيه الألبسة والأدوات وغيرها للبيع، أو للمشاهدة)، استعملناه معرفة بأل العهديّة، أو بالإضافة، فقلنا: المعرِض، أو: معرِض المنتجات الوطنيّة. وإذا أردنا: (مَوْضِع عرض الكلام، أو: الشيء)، استعملنا اللفظ بالإضافة وحدها، من نحو: قلتُ هذا الكلام في معرِض الثناء عليه.
= من الشيء وإليه. نكتب أو نقول: اكتفينا بالانتقال من المكتبة وإليها، ولا نقول: اكتفينا بالانتقال من وإلى المكتبة؛ لأن العطف يرد بعد الإتيان بالاسم المجرور، وليس قبل ذلك. وشبيه بذلك قولك: يُمنَع في المكتبة ثني بعض صفحات الكتاب أو تمزيقها. ولا تقول في هذه الحال: يُمنَع في المكتبة ثني أو تمزيق بعض صفحات الكتاب.
= نحا إلى الشيء، بمعنى: مال إليه وقصَدَه، بدلاً من: نحا للشيء. يُقال أيضاً: نحا نَحْوَ خالدٍ: قصد قَصْدَه واقتفى أثره. كما يُقال: أنحى في سيره: مال ناحية اليمين أو اليسار في أثناء سيره. قريب من ذلك: أنحى عليه باللائمة، وأنحى عليه ضرباً.
= هُرِعَ (بضم الهاء وكسر الراء؛ لأن الفعل مبني للمجهول)، بدلاً من: هَرَع (بفتح الهاء والراء؛ ببناء الفعل للمعلوم). ونحن، في الغالب الأعمّ، نستخدم (هُرِع)بمعنى: أسرع. نقول: هُرِع إليه: أسرع. بيد أن هذا الفعل يدلُّ على معان أخرى قريبة، منها: هُرِع الرجل: حُثَّ على السرعة، وهذا ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وجاءَهُ قومُهُ يُهْرَعون إليه}، أي: يُسْتَحثَّوْن إليه، أو: يحثُّ بعضُهم بعضاً. وهناك معنى آخر، هو: خفَّ ومشى في اضطراب وسرعة. فإذا فتحنا الهاء مع بقاء الراء مكسورة (هَرِع)، اختلفت معاني الفعل. فصار قولنا: هَرِع الدّمُ: سال، وهَرِع فلانٌ: كان سريع المشي، وهَرِع الصّبيُّ: كان سريع البكاء.
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]تقديري لما قدمت أستاذ سمر روحي الفيصل ونتمنى مزيدا من الاطلاع على هذه الصفحات التصحيحية.
تحياتي[/align][/cell][/table1][/align]