المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
الكتابة أنفاسنا الرائعة
[align=justify]
صديقتي هدى
هداي
البارحة اجتاحتني رغبة ملحة لأن اكتب لك .. رغبة سكبت ضلعها في ضلوعي فما عاد بمقدوري أن أزيح ستارة الوقت مؤجلا أو مراوغا .. كنت قد حدثتك قبل قليل .. فهل سأقول لك جديدا يغير شيئا في مدار العمر الذي نعيش ؟؟... كم أشعر بأنني مسكون برائحة أصابعك وهي تنفرد مثل ورد على الورق لتقول عطرها بشكل رائع أخـاذ .. أحيانا يبحث الشاعر عن أنثى بحجم القصيدة ، وأحيانا يبحث عن أنثى تستطيع آن ترتب دفاتر الشعر على كيفها ، مصرّة أن تكون في الواجهة البراقة للكلمات أيقونة سحر لا تنام .. وأحيانا ، وبمحض احتكاك السحر بالسحر، أو اندلاق كل المزهريات دفعة واحدة لتشكل حريقا طازجا من بلح الروح وبخور الأمنيات .. وأحيانا تكون الأنثى سيدة الحضور البهيّ، سيدة الحرف الذي لا يعرف أن يسند رأسه على وسادة الزمن إن لم يكن مشغولا بها .. والغريب أن ينهمر المطر كله ، ليعطيني هذه الأشياء المذهلة في أنثى واحدة .. أنثى تعرف كيف تجعل الأنهار كفا ممدودة تحمل أروع الحب وأجمله .. أنثى تصيد الصباح او هو يصيدها فتعيد عقارب الساعة ألف ساعة إلى الوراء كي يكون الوقت وقتها فقط .. أنثى مشغولة أو طالعة من الشمس والقمر معا .. مما يجعل الأنفاس تذوب باحثة عن فسحة من زمن بين هذا وذاك ، فلا تجد إلا حضور امرأة تشرق فتجعل النجوم في حالة ارتباك ..
هل أريد أن أحدثك عن الكتابة ؟؟.. هل أريد أن أروي لك قصة الشاعر الذي مدّ في بحر الكلام أصابعه فخرجت ممهورة بحروف اسمك .. وكم ضحك الورق وراح يتناثر هنا وهناك معلنا أنّ الشبابيك مازالت مفتوحة على الصباح الطريّ وانّ الأبواب ما عادت تقفل على فيء ظل أو ظل فيء ، بل صارت مفتوحة دون نهاية ..
الكتابة أنفاسي ، وحين أتنفس تتلفت الحروف باحثة عن صاحبة عينين صاغهما الباري من كل كروم الحسن فجاءتا أجمل همستين في عمر الشعراء ليكتبوا أن القصيدة مشرعة على العدم إن لم يكن لعينيك زمانهما في الكلمات والفواصل والنقاط ..
فقط أريد أن أسأل من جديد : هل جئت أحدثك عن الكتابة ؟؟.. حين القي التحية على وجهي في المرآة تبتسم الشفتان وتعلنان أنّ الكتابة لا تكون إن لم يكن مداد القلم من نور ..
طلعت سقيرق
دمشق 15/3/2010
[/align]
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
حين نكتب نبضاتنا نكون في أصدق حالاتنا وحروفك بوصلتي
" حين نكتب نبضاتنا نكون في أصدق حالاتنا وحروفك بوصلتي"
طلعت يا صديقي
أيها الغالي
حين تصلني رسالة منك مصاغة بحبر الروح حروفها شامخة تتنفس وتنشر شذى الياسمين في حدائق روحي وأجدني على موج هذا العطر أسبح بمركب من ورق الورد الجوري في عوالم أخاذة لا تشبه عوالمنا وسماء بصفاء النور المعجون بالدهشة وتنطلق روحي حمامة بيضاء ويبدو كل ما في هذه الدنيا من شرور وآثام وظلم واغتصاب أثراً بعد عين يسقط في العدم ولا يبقى غير النور والخير والأمان فالإنسانية فينا حين تبحر بحروف كحروفك يمكن لها أن تقهر الظلام وتعيد صياغة التاريخ..
مطر حروف كحروفك حين يصدر من روح كروحك وشفافية إنسانية كشفافيتك بإمكانه أن يروي بساتين النفوس الحزينة المقهورة وينبت ثمار الأمل ويعرش الياسمين فوق كل الدروب..
لدي رغبة جامحة في الكتابة لك دون توقف..
أحتاج أن أكتب لك لأعيد نفسي إلى نفسي وأستعيد هدى التي تاهت في دوامة الحزن وطحنتها أو تكاد إحباطات الحياة ..
نعم أيها الغالي المذهل إبداعاً
كثيراً ما أفقد ذاتي وفي لجة الألم أغرق حتى أكاد لا أرى غير الظلام الموحش الممتد يعرش خوفاً ويقيد روحي وأناي في سلاسله ويبتلعني وتستحيل الحياة إلى أظافر وأنياب تنهش عمري وما أن يخيم اليأس حتى تأتي حروفك شعاع نور ويد رحيمة تنتشلني وتنير دربي ومرآة ذاتي لتعود هدى إلى هدى..
انشر حروفك يا طلعت ضياءاً على صفحات عمري ولا تحجب خلف الغمام أنوار شعرك وأنفاس نثرك عني حتى لا أفقد بوصلتي وأتوه في صحاري الغربة وظلام الخوف..
هل كنتَ تتحدث عن الكتابة؟
نعم يا صديقي فحين نكتب نبضاتنا نكون في أصدق حالاتنا وحين تكتب لي يصبح القمر بدراً في ظلام غربتي وطول أحزاني وتبتسم المرآة ويلفني الأمان
هدى الخطيب
مونتريال 19/ 3/ 2010